مقالات سياسية

الذين يعارضون.. والذين يعترضون..

ميدان السياسة متى ما كان جاهزا للتنافس الشريف  على أسس المبادي  الوطنية والتحكيم الشعبي الشفاف ..هوتماما مثل ملعب  كرة القدم ..تكون المعارضة فيه وفق فنيات اللعبة الهدف منها التقاط الكرة بحرفنة من قدم  الفريق المنافس لتوجيهها الى ناحية مرماه  لنيل الأهداف  التي هي مقياس النصر لمن يحرزها وإعترافاً بهزيمة من يُخفق في الوصول اليها .

اما الإعتراض  الخشن  الذي يعيق إنطلاق  الخصم وقديؤدي الى إيذائه فقد وضعت له من الضوابط  التي تتدرج من التحذير اللفظي قبل تنفيذ  ضربة الكرة في إتجاه مرمى المخالف كعقاب الى الإنذار بالبطاقة الصفراءالى أن تصل الى الطرد بالبطاقة الحمراء .

الان سيبدأ تمرين الديمقراطية في المرحلة الإنتقالية وفق الشرعية الثورية وتفويض الشارع المؤقت لتقود البلاد بعدعسر الهضم السياسي الإنقاذي الطويل الى عافية الإستحقاق الذي  يقوم على أصول اللعبة  البعيدة عن كل ما يفسد متعة الحرية وسلمية التنافس وعدالة النتائج .

فمن أراد أن يعارض بالأصول  المرعية فذلك حقه الذي يهييء به نفسه ويعرف من خلاله لاحقاً ثقله على ميزان  التكليف ..فعليه أن يعمل من الآن ويمدد حبال صبره على مشقة الرحلة ..أما من أراد أن يعترض لتخريب البناء الذي شيدته مونة الثورة المعجونة بالدماء والدموع وعلى سقالات الوجع الطويل ..و أنحرف الى تأجيج الرفض لأغراض  ذاتية أو بمزاعم نصرة الشريعة  المفترى عليها كما ألمح من سموا  أنفسهم بالتنسيقية و جاء على لسان حسن عثمان رزق أومثلما  أعلن الدكتور على الحاج  بأنهم يعتبرون الوثيقة الدستورية ممزقة من أساسها في نظرهم وذلك  في مؤتمرهم الذي عقدوه في لحظة أداء المجلس السيادي للقسم..أو وحتى لغة الدكتور جبريل ابراهيم التي لاتختلف كثيراً عن لهجة قبيلة الكيزان ..فإن في ذلك من التهديد المبطن لعرقلة مسيرة الثورة ووضع العوائق التي تبدد  معاني التضحيات بما يستوجب مراقبة سلوك تلك الجماعات وباتباع القانون في التعامل معهم إذا تأمروا لمعاداة إرادة الشعب التي هدمت مشروعهم المتفقين حول إعادة سيرته السيئة وإن تظاهروا بمعارضة الإنقاذ حينما فرقتهم المصالح الذاتية البعيدة عن المفاصلات الفكرية أو الرؤى الوطنية !

فمن يجنح لسلمية المعارضة بغرض  ترشيدالمسيرة فلا تثريب عليه ..أما من يتخذ الإعتراض العنفي لإثبات وجوده ليس إلا للهدم فإن القانون هوحكم الساحة الذي يملك تفويض  المدرجات  المكتظة  بالجماهير حول الملعب  لإستخدام  كل نصوص   وبطاقات الحسم .

محمدعبدالله برقاوي
[email protected]

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..