أخبار السودان

العنف الطلابي.. هل تتوقف مليشيات حزب البشير عن قمع الطلاب ؟

تقرير:ثناء عابدين

في الفترة الأخيرة وفي العامين الماضيين تحديداً تحولت الجامعات إلى ما يشبه الساحات العسكرية، أو حلبات الرماية بالذخيرة الحية، ما أدى لمقتل عدد من الطلاب لم يرَ مثله تاريخ الجامعات القديم منها والحديث، وحصدت آلة العنف الطلابي المفرط في منارات العلم والمعرفة أرواح أكثر من عشرين طالباً في فترة لم تتجاوز عامين، مما يثير المخاوف والقلق وسط الأسر والمتابعين لمستقبل البلاد… فظاهرة العنف الطلابي قديمة متجدد وأصبحت تمثل هاجساً للدولة، مما اضطر وزارة الداخلة لتحديد شرطة للجامعات، وفي إطار البحث في القضية وإيجاد الحلول الناجعة لها، نظم مركز تحليل النزاعات ودراسات السلام بجامعة أم درمان الإسلامية مؤتمراً حول الظاهرة وحشد لها عدداً مقدراً من الخبراء الأكاديميين والسياسيين من أساتذة الجامعات الذين وضعوا الظاهرة على طاولة التشريح، وحددوا الروشتة اللازمة للعلاج من التوصيات، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن أن تأخذ طريقها للتنفيذ أم تظل حبيسة الأدراج كغيرها من التوصيات، التي وضعتها المؤتمرات وورش العمل الخاصة بالظاهرة .

أسباب عميقة
وللإجابة على السؤال أكد مدير جامعة أم درمان الإسلامية بروفيسور حسن عباس حسن، على ضرورة إيجاد آلية لتنفيذ التوصيات وتنزيلها على أرض الواقع للقضاء على الظاهرة، وقال: عانينا كثيراً في الجامعات من العنف المصحوب بالأسلحة المختلفة، واتلاف الممتلكات وأضاف أن الحوار في الجامعات أصبح (بالسكاكين والسواطير والملتوف).. مشيراً الى أن المشكلة عميقة، وتحتاج لدراسة وقال إننا إذا كنا لا نحتمل بعضنا في محاضن العلم والمعرفة، فمن باب أولى ينتهج الآخرون وسيلة العنف، وأكد حسن أن الظاهرة تحتاج لوقفة قوية للقضاء عليها نهائياً.. داعياً الى استمرار الحوار الطلابي، الذي يجري في الجامعات بمشاركة الأحزاب والمنظمات.. لافتاً الى أن هناك كثيراً من العوامل والجوانب العميقة التي ساعدت على انتشارها.. مشدداً على أهمية أن تتوفر الإرادة لمعالجتها.
أماعميد كلية الاقتصاد بجامعة أم درمان الإسلامية د.محمد خير حسن أشار الى أن العنف الطلابي أسهم في إضعاف تحصيل الطلاب أكاديمياً.. لافتاً الى أن ظاهرة العنف تجاوزت الخطوط الحمراء، ووصلت الى مرحلة الاعتداء على هيئة التدريس، واتلاف ممتلكات الجامعات والكليات وأدت الى تأخير وتعطيل الدراسة وعدم إكمال المقررات الدراسية.
أشكال العنف الطلابي:
أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين بروفيسور حسن الساعوري يرى أن أهم القضايا التي ينفعل معها الطلاب وتؤدي الى العنف، لا تخرج عن واحدة من هذه القضايا المتمثلة في قضايا الخدمات من سكن، وإعاشة وترحيل وعلاج، بجانب القضايا الأكاديمية المتمثلة في الرسوم الدراسية والبنى التحتية للعملية التعليمية، من قاعات ومعامل وأعضاء هيئة تدريس، فضلاً عن قضية انتخابات الاتحادات الطلابية، ومن ثم تأتي الصراعات السياسية.
أما فيما يتعلق بالأسباب التي تقود للعنف الطلابي والاعتراك في سوح الجامعة، حصرها الساعوري في المعارضة السياسية للنظام الحاكم، والخلاف السياسي حول القضايا غير السياسية، ويقصد بها تسييس القضايا المهنية والنقابية، بالإضافة الى الغاء انتخابات الاتحاد، الى جانب الصراع حول استغلال منابر أركان النقاش وغيرها من الأسباب، ويقول الساعوري خلال ورقته (النشاط الطلابي والعنف في الجامعات) إن العنف الطلابي يجئ على شكلين مختلفين الأول يأتي وفقاً للأحداث وتبعاتها حسب التطورات التي تخضع لعوامل كثيرة، أما الثاني يرتبط مباشرة بالتخطيط المسبق للأحداث، وبالتالي يصبح عنفاً معتمداً من أحد الأطراف في الصراع، ثم يتبعه رد فعل مماثلة.
تكتيك حربي:
عميد كلية الخرطوم التقنية د. الطاهر محمد أحمد الفادني، أكد أن ظاهرة العنف الطلابي غير سودانية ووفدت الى البلاد من الخارج، ولم يعفِ الأحزاب السياسية من المسؤولية، وقال إنها فتنة سياسية من الأحزاب وطالبهم بتوعية كوادرهم من الطلاب بخطورة الأمر، ونبه الى أن العنف يُخطط له، ويتم بتنظيم وتكتيك كما الحرب، أما مدير مركز تحليل النزاعات د. راشد التجاني طالب بادخال المناشط اللاصفية في الجامعات، وشدد على أهمية أن تشمل المناهج والمقررات الدراسية التنشئة السياسية للطلاب.
توصيات:
وضع المشاركون في المؤتمر عدداً كبيراً من التوصيات تساعد على القضاء على الظاهرة، وترِّسخ لمبدأ التربية السياسية في الجامعات السودانية، وأكد الأستاذ المشارك بكلية شرق النيل الجامعية د. عبد اللطيف محمد سعيد أهمية إضافة المناشط الرياضية والاجتماعية للمناهج الدراسية لتفريغ طاقات الشباب، وتفعيل دور وسائل الإعلام والبرامج الموجهة لتوضيح مخاطر العنف في الجامعات، وطالب بضرورة إعادة النظر في سن القبول للجامعات، والحاق الطلاب بالخدمة الوطنية بعد المرحلة الجامعية، حتى يبلغ الطالب سن النضج والمسؤولية.. ودعا لحظر النشاط الطلابي في أي من اتحادات الجامعات، اذا مارس اي نوع من العنف داخل الجامعة، بالإضافة الى إدخال مناهج التربية الوطنية في مقرر الأساس، وحث الأحزاب السياسية بتوعية كوادرها بمخاطر العنف واللجوء للأساليب الديمقراطية.
اخر لحظة

تعليق واحد

  1. يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..يوم 19 -12-2016م يوم الكرامة للشعب السوداني ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..