الكلام ليك ..يا المنطط عينيك

كمال كرار

إلي الذين يسرقون مال الشعب ليلاً،ثم يخطبون في منابر الجوامع نهاراً،وإلي الذين لا يؤدون وظائفهم إلا مقابل الرشاوي،والتي تسمي في لغتهم تسهيلات،وإلي الذين (عينوهم)في مناصبهم لأنهم مؤتمر وطني،وإلي الذين يبعثرون الميزانية على الأمن والدفاع للبقاء في كراسي الحكم،وإلي الذين يعتقدون أن الضرب في المليان يمكن أن يعطل انتفاضة الشعب،وإلي من قالوا أن الانتفاضة تحولت لانتكاسة،نقول إن غداً لناظره قريب.

وإلي الذين باعوا من قبل مشروع الجزيرة،وفكفكوا السكة حديد صامولة صامولة،وباعوا النقل النهري لأسيادهم في الخليج،واتفقوا بليل على بيع ما تبقي من جامعة الخرطوم لأنهم باعوا أراضيها وأصولها في وقت سابق،نقول إن ليل الظلم قصير.
وإلي القتلة المأجورين الذين قتلوا البجا في شرق السودان،وأهالي كجبار،وأطلقوا الرصاص على الطلاب فقتلوا العشرات،وشنوا الحرب في دارفور بالراجمات والطائرات،نقول إن الرصاص حتماً سيرتد عليهم.

وإلي من يطاردون الفقراء والمساكين بحجة تنظيم الأسواق والنظام العام،فيصادرون معدات رزقهم وكفتيرات الشاي،والدرداقات،ثم يفرضون عليهم الغرامة أو السجن،وإلي أولئك الذين يزيلون منازل الناس بالبلدوزر ليبيعوا الأرض للأغنياء نقول لهم،أن نفس البلدوزر سيهد قصوركم ليبني على أنقاضها المدارس والمستشفيات.

وإلي سدنة المؤتمر الوطني،الذين استباحوا المال العام،وجعلوا الخدمة المدنية مطية لهم،وظنوا أنهم باقون في الحكم إلي يوم القيامة العصر،نقول لهم أن شعب السودان سيجعلهم عبرة وعظة لكافة طغاة العالم في القريب العاجل.
وإلي الذين يوقعون الأوامر بمصادرة الصحف وتشريد الصحفيين،ومصادرة الحرية،نقول إن الحرية تنتزع ولا تعطي،وأن الزبد يذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس.

وإلي الإنتهازيين الذين يركبون سفينة المؤتمر الوطني لأنهم يقبضون الثمن،نقول إن حسابكم عسير حيث لا ينفع الإنكار.
وإلي شرفاء بلادي في كل مكان نقول أن الغضب المكتوم لا بد ان ينفجر،ليس تلقائياً وإنما بالإصرار والعزيمة والعمل على استرداد الحياة الكريمة مهما كان الثمن فالوطن أغلى من البشر،ونحو المبادئ النبيلة تهون التضحيات.
وإلي المناضلين داخل وخارج السودان نقول أن الأيادي الخائفة المرتعشة وإن حملت المدافع لا تصمت أمام هدير الملايين،حين تغلي الشوارع،عندها تنقلب الموازين لصالح الإنتفاضة،في البرهة القليلة.

إلي حفيدتي مي عادل ورفاقها الطلبة والطالبات،وهم الآن في المعتقلات،بعد ان فصلوا من الجامعة،بقرار سياسي،نقول كما قال محجوب شريف(عما قريب الهمبريب يفتح شبابيك الحبيب)،فالنظام الديكتاتوري القمعي الذي أصابه الرعب من 17 طالب ولدوا كلهم في هذا الزمن الحالك(بعد 1989)،لا شك انه في الطريق إلي مزبلة التاريخ،لأن الشعب السوداني لم ولن يرضي بالذل والهوان والحقارة،فلينتظر السدنة والتنابلة دقات(النقارة)،وأول اللهيب شرارة،والكورة ما (كدّارة).

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نعم يا استاذ كمال،عندما تقرع النقارة والطبول في كل اطراف العاصمة والمدن حينها سيرقص
    السفاح غصبا عنه لان ركبتيه تصطكان من الفزع،من كان يعتقد ان نميري سيسقط؟لا احد

  2. تقول الى شرفاء بلادنا لابد الغضب المكتوم ان ينفجر بالاصرار والعزيمة كل كلام جيد لكن ياخى ما حصل فى سبتمبر كان العدد لا يحصى والان أربعة طلاب من اسر فقيرة جدا تعتمد عليهم الأسرة بعمل جانبى وأمهات هؤلاء الطلاب يعملن فى حرف رزق اليوم باليوم . اعتدى عليهم الأمن وقتلهم وبسرادق العزاء انتهى كل شئ الان فى هدوء وليس بعده عاصفة لهؤلاء الجلادين . فلا بد القيد ان ينكسر كيف ؟
    الخوف من الموت والرصاص وقنابل الملتوف وعصابة الجنجويد التى ملأت ارجاء الوطن والمرتزقه
    لا امل فى الشعب كان ان يكون العصيان وانتم ان كل وزارات الحكومة الموظفين مؤتمر وطنى لا مجال لاى خريج الا ان يكون مسجل فى سجل المؤتمر الوطن . اما عن الجيش ماذا فعل هذا الداهية وعصابته أعطاهم اعلى مرتبات الدولة سكن شق
    شوف الرجاء من القادر المقتدر ان يزيل هذا الظلم الغاشم من بلادنا . أولادنا الطلاب ادوا دورهم لكن اين الأمهات والآباء
    ليس هذا تشاؤم ولكن هذه الحقيقة .

  3. ظللتم تكتبون مثل هذا المقال
    كما ظل الفاسدون يقراون ما تكتبون وهم يتندرون ويضحكون ولم يحرك ذلك فيهم شعره طالما انه قول بلا فعل
    الفساد عند هؤلاء منهج ونظام يحفظ تفاصيله الكبير والصغير منهم كل تفاصيله وممارسته وحمايته
    عند الفاسدين ان الفساد كلمه مطاطه لم يتم بعد الاتفاق على تعريفها
    اما مفهوم ان ياكل احدهم المال العام او يفوز به في عطاء او منصب ذو راتب ومخصصات ملياريه فهذا في مفهومهم هو ان الله مكنهم من ذلك تمكينا وساقه الله اليهم ….بنفس مفهوم ( الله كتلا ) لا فرق بين الاثنين فهذا حرام وهذا حرام ومن يرتضيه على نفسه فقد ارتضاه ….

  4. والله ياناس الراكوبة ما عندكم شغلة وتمنون انفسكم بانتفاضة شعبية هو فضل ذول تانى يقوم بانتفاضة كل الشباب وبعض من الشيبة الان خارج السودان لان الوضع لايطاق واذا كنتم منتظرين انتفاضة من المتبقى بالسودان والله العظيم ليلكم طال

  5. تنبوءات كمال كرار دائماً مصيبة – مصيبة للكيزان ومصيبة أي تتحقق للشعب، وعاجلاً بإذن الله!

  6. الـ 17 طالب ديل اثبتوا بذلك أنهم أشجع من زملائهم وسيكون لهم شأن عظيم ونتمني أن يكونو قادة هذا البلد في المستقبل القريب بأذن الله لأنهم من معدن نفيس صلب وغالي

  7. الكلام شبعنا منو نحن دايرين قادة تقود هذه الشعب الي ثورة منظمة وبدراسة منظومة وليس كلام علي الورق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..