وَرْدٌ على شُّرْفَةِ الغِيَابِ

تودّعكَ الأمنيات، تستودعكَ ربّها
حكايا قديمة و بقايا أحلام
وردتُكَ اليتيمة على أرضِ الحياةِ تموتْ
أمانٍ ناميةٍ تقتلعُها الرّيحُ
وأنا هنا على ذكراكَ
يَعْتري حُلمي القلقُ، تتلبَّسني الصُّورةْ
موسيقاك، ذلك اللّحنُ الغريبْ
كانت لك الحسان الراقصات
كنتَ هاروني و كنتُ لكَ جاريةْ
كنتَ شهرياري و أنا قصصٌ، لم تكفها ليلتكْ
يوم باغتكَ النُّعاسُ
نمتُ أنا على أغنيةٍ باكيةْ
نبضي يعزفُ الشَّهيقَ
أنينُ نايٍّ على حنجرة الوجعْ
خُذْ آخرَ الألحان و اترك لي البدايةْ
خُذْ آخر الورد و اترك ليَّ الحقولْ
أزْرَعها كيفما شاء الحِدادْ
و أبكي كيفما احترقَ الحصادْ
أعوامٌ مَضَتْ و وجهكْ؛ قصيدتي الوحيدة
حِبْرُ صبري و القَلَمْ
و حينما لاحَتْ الكتابةُ
صارتْ الأوراقُ منفى؛ للأماني
و ماتت القصيدةْ
و الآن، انعتق قلبي مِنْ سلطانِكَ، جَفَافُ خريفكَ
تَمدُّدكُ الصّحراوي في أرضي
تسوُّلُ النَضَارةِ
و الانتظارِ على رصيف المهرجانْ
كيف لقلبٍ صغيرٍ أن يَحْمِلَ
ذاتَ المِقْدار من الوَجَعِ
حنيناً و أمنيات،
إنحسارَ شوقٍ و عشقٍ نفورْ؟!
أمدُّ لكَ يَدي ، يصفعُني الفراغُ
فأمـدُّ يدي الأخرى
أدسُّ فيها عشقي،
وردَ شوقي
حقولَ كستناءٍ ماتتْ على صدري
رقصةَ موتٍ أخيرةْ
رُدَّ لي شوقي
رُدَّ لي شفتي المنسيّة على ظلِّكْ
قبلتي الساخنة على مَسَاربِ الرُّوحِ
أكسجيني لـمَّا سرى بشريانكَ أحلاماً صغيرةْ
رُدَّ لي عيني
لـمَّا احتوتكَ ضوءاً في بؤبوءِ الذَّاتِ أشواقاً كثيرةْ
رُدَّ لي لمستي لـمَّا غاصَتْ بقلبِكَ حناناً
و سافرَتْ في حنايا الأمنياتْ
صَلَّتْ على يقين طهارتي و احتشدتْ على الـمِحْرَابْ
رُدَّ لي كُلِّي
و دَعْني أعودُ من أبْعَدِ الأسفارِ بخاطر حزينْ
رُدَّ ذاكرتي
و دَعْني أغنِّيكَ آخِرّ الألحانِ
أدعوكَ خِلْسَةً لقُبْلَةِ الوداعِ
أغوصُ في الماءِ
تلكَ الملوحةِ دمعَكَ
و خسائرَ لم تـُحْصَى بَعْدُ
تلكَ الوسائدِ قلبُكَ
حين يَعْصِرهُ الفراقُ
و أزوركَ يا آخِرَ الأحلامِ
حتى تفتديكَ همسةٌ أخيرةْ!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لله درك يا أميرة!
    فقد كادت هذه القصيدة أن تذهب بنور عيني لفرط ألق جمالها!
    بل كاد البيت أياه لوحده 《ﺃﻣﺪُّ ﻟﻚَ ﻳَﺪﻱ ، ﻳﺼﻔﻌُﻨﻲ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍُ》
    أن يذهب بلبى لفرط رقة قسوته!

    فشكرا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..