عود الثقاب في هضاب القش!ا

اوراق متناثرة
عود الثقاب في هضاب القش!!
غادة عبد العزيز
يعيش العالم العربي منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي حالة حراك مستمر. فإشتعلت الثورة التونسية اولا ثم بدأت مثيلتها المصرية لتخرج شعوب عديد من دول بعدهما إلى الطرقات تطالب بحقوقها التي ظل الحكام عليهم يهضمونها منذ طويل السنوات. الأمر الذي لفت نظري في هذه الثورات التي إشتعلت هو انها بدأت بعد تصرفات إعتدائية يمارسها افراد من الشرطة بصورة طبيعية يومية. فلم يقرر الشعب التونسي في منتصف ديسمبر الخروج إلى الطرقات للإطاحة برئيسه، بل بدأ يوم العباد عاديا في البلاد. الطالب ذهب إلى مدرسته والعاملة خرجت إلى مكان توظيفها والكل يسعى لكي يحقق تناغم هذه المنظومة التي تعرف بالحياة.
وكان البوعزيزي كذلك يبيع في عربته كما يفعل في معظم ايامه. واهانة تلك الشرطية له لم يكن بهدف إشعال ثورة، لكن لان هذه الغطرسة والطريقة التي عاملت بها البوعزيزي هي مجرد روتين تمارسه وتعتبره حقا اباحه لها عملها والزيّ الرسمي الذي ترتديه. ولكنها لم تكن لتدرك انها بذلك اسقطت اولى طاولات الدونيمو وان اثر تصرفها المهين ذلك لا يزال اثره على العالم حتى اليوم جليا. وكذلك كانت الشرطة تتصرف حينما إختطفت خالد سعيد المصري وقامت بضربه وإهانته ثم قتله. لقد كان بعض رجالها يتصرفون كما يفعلون في كل مرة، لكنهم لم يظنوا ان خطفهم وقتلهم لخالد هو الذي سيهد عرش واحدة من اكبر الحكومات الديكتاتورية.
والآن في السودان، لقد خرجت إلى الملأ في خلال الأيام السابقة حوادث كثيرة مؤسفة. بدأت اولا بقصة الطالبة (صفية) والتي قامت بتسجيل فيديو تحدثت فيه عن قصة إغتصابها من قبل ثلاثة من ضباط الأمن. ورأيت في البداية جسدها الملقي وهي تتحدث عن تجربتها المره ثم تنتحب بالبكاء، لكنها قررت بشجاعة تحسد عليها ان تعود كاشفة عن وجهها، فليست هي التي اذنبت حتى تختبئ بل هو واجب من إغتصبها وحلل لنفسه بدون وجه حق جسدها. إن مثل هذه الأخبار المؤلمة الصادرة عن الجهات التي من واجبها حماية الشعب تجعل الأنفاس متسارعة وتشعل الغضب في الناس الثائرة.
إن ما لا يدركه حكام هذا اليوم (والمقربون منهم ومؤسسات الدولة التابعة لهم)، انهم لا يحكمون ذات الشعوب التي ظلوا جاثمين على صدورها منذ عقود طويلة. لقد تغير الزمان وتبدلت معه انفس الشباب وتطورت تطلعاتهم. فلم يعد الناس يحلمون بان يسيروا على طريقالسلامة لانفسهم ولاسرتهم، او ما يعرف بشعار (الخواف ربى عياله). بل صار الشعب يخرج إلى الطرقات عاري الوجة الصدر، و عالي الصوت، مطالبابحياة كريمة يتمكنون فيها من رفع رؤسهم ومن التحدث بدون سياج الخوف الذي كتم كثيرا على قلوب اجيال سبقتهم. ويظل الحكام، والمجموعة التي حولهم، تمارس اعمالها الإعتدائية الإعتيادية بدون ان يدركون انهم لا يجلسون الآن على انفاس شعب، بل على هضاب عالية من القش، في هذه الهضاب يكمن عود من ثقاب ينتظر حادثة، حتى ولو غير مقصودة، وبها يشتعل.
الصحافة
الان ياغادةلقد دخلت في عمق الاحداث لله مادرك يابنت الرجل الذي يساوي امة والذي اشاد به عدوه قبل صديقه واصلي كلنا نصغي تحيتي
ارجو من الاخت غادة بنت المناضل الشريف ان تتولى قضية صفية الى افضل من التعليق