أخبار السودان

حتى لو عاش الترابي يا أستاذ: ضياء الدين بلال ..!

الكتابة عن إفادات الراحل الدكتور حسن الترابي التي جاءت في شهادته على عصر الإنقاذ تحديداً.. لن تتأتى باقلام مطلقة السراح لتقول بصراحة ما يعتمل في أحشائها من حبر ساخن .. وانها دون شك ستكون غير ممكنة لكل الصحافيين الذين يكتبون من الداخل لإعتبارات معروفة طبعاً.. وأقصد عبر الصحافة الورقية .. بيد أنها ستصبح مقبولة من أهل النظام خاصة الذين لامسهم رأس سوط شيخهم الراحل ..فقط لو تناولتها أقلام الذين يستنكرون قول الرجل أو ينعتونه بعدم الأهلية العقلية التي إما أنها تأثرت بما يسمونه ب ( دقة كندا ) أو أن الوهن قد شابها بحكم تأكلها بفعل الزمن .. وهو قول يردُ عليه بالنفي الحضور الذهني للرجل في كل ردوده على الأسئلة الدقيقة التي طرحها عليه محاوره الأستاذ أحمد منصور !
طبعا الكل حر فيما يقول حول الأمر .. ويظل الحكم لمقبل الأيام و التاريخ !
غيرأن الأخ الأستاذ ضياء الدين بلال رئيس تحريرصحيفة السوداني على خلاف رصفائه الآخرين أثر أن يرمي بحجره في بركة ردة الفعل الفائرة والتي تمثل صورة لإنزعاج الكثيرين ممن طالهم الإتهام أو من أنابوهم للتصدي فتباروا في دفع إتهامات الشيخ عن زملائهم الذين لاذوا بالصمت المريب .. ولا أقصد أن ضياء واحدُ من المعنيين بتلك الإتهامات .
إنما الذي عنيته إن حجر ضياء رماه وهو يقف عند حافة صفحته بالفيس بوك وليس عبر عمود إفتتاحيته الراتب وكأنه يريد التقليل من حجم أو نتائج تلك الإفادات الخطيرة أخلاقيا وإن لم تأت على المدى القريب باستحقاقات عدلية لحفظ ماء وجه النظام الذي جف بل وبات متيبسا تجاه كل الإتهامات التي تحيط به من كل جانب وفي شتى مناحي الفساد والقتل و التفريط في تراب الوطن الخ !
قال ضياء في تغريدة اشبه بالبرقية وهنا انقل ماقاله بالحرف دون حذفٍ او إضافة..
لو قدر الله للترابي مشاهدة حلقات ..
(شاهد على العصر)
قبل موته بأشهر اوايام لكان أتعس الناس بها
الترابي ما بعد 2013 يختلف عن الترابي في2010
وهو رأي رغم ابتساره في كلمات ..يعني الكثير من صحفي في قامة رئيس تحرير وينضح بمعانٍ لا تقف عند أحرفه المحدودة بل تتجاوز كل ذلك الى أبعاده الممدودة !
وكأن الكاتب يريد أن يقول أن الترابي تبدل عن كل مواقفه العداونية ورمى الغبينة وراءه بعد أن إقترب من المؤتمر الوطني عبر بوابة الحوار الذي تبناه أكثر من أهل العروسة مما يفهم بأن الرجل كان سيبدل أقواله بالتعقيب عليها نفيا أو تملصاً لو أذيعت إعترافاته في حياته جراء ذلك الغزل مع أهل الإنقاذ وابناء حركته الذين طعنوه ف ظهره!
وهو كلام تجافيه حقيقة أن الترابي لو كان يفكر بتلك الطريقة لما سمح للجزيرة بحفظ تلك التسجيلات أصلاً بعد أن سار في طريق الحوار و مساعي راب تصدع حركته متظاهرا بنسيان الماضي وهو تكتيك ليس بالغريب على دهاء الرجل الذي جعل خصومه من تلاميذه يطمئنون لرضاه عنهم لمجرد أنه قبل مصافحتهم .. أو حين مثل عليهم بعدم إضماره ما يجعلهم يتوجسون خيفة من مكره أو حتى يشكون في صدق إبتساماته المعروفة تلك !
وإلا لما كان أوصى أهل القناة أصلاً أن تنشر شهادته على الملاْ بعد وفاته وهي التي لا يعلم تاريخها إلا المولى الكريم ولكن الرجل طنش عن الأمر ولم يتراجع عنه رغم أنه ونظرا لحالته الصحية كان يتوقع أن يرحل في اية لحظة وهو الشيخ الثمانيني وكانت آخر زياراته للعلاج في قطر مقر القناة المعنية .. !
فلماذا لم يطلب تعطيل تفجير تلك القنبلة الداوية حتى وفاته في عام 2016 وهو الذي كما قال الأخ ضياء قد تبدل في عام 2013 عن ذلك الذي كان في 2010 عام تسجيل الحلقات !
الترابي عليه الرحمة كان غبنه مكتوما كضغينة الجمل الذي لا ينسى ثأره ممن أساء اليه ولو كان صاحبه الذي عاش معه أعواما وأطعمه وسقاه ..!
فلم يكن بالتأكيد في نيته أن يفوت فرصة الإنتقام من جماعته الذين باعوه رخيصا في سوق المصالح وليس المبادي بالطبع وذلك صفعاً بنشر ما يعلمه عنهم لتلبيسهم طاقيات الإتهام بعد أن يخلعها عن ذاته و في حركة ذكية بالتالي يحاول تبرئة الرئيس البشير ليدق إسفينا جديدا بينه وبين من ذكرهم في إتهامه ليمسكوا في خناق بعضهم تقاذفاً بلهب التلاوم على الأقل إن لم يصل الأمر الى حد توجيه الإتهامات المباشرة من كل جانب تجاه الآخر !
فكلهم كانوا بربطة المعلم في نظره أنهم خانوه في مفاصلة القصر والمنشية ..!
وقد خطط لأن يترك لهم الغاما يفجرها بالريموت من مقبرته في طريق حكمهم الذي أبعدوه عنه و ساموه الوان العذاب النفسي في سجونهم بالقدر الذي جعله يدبر وسائل إنتقامه بطريقة .. إن كان ميتاً او حيا فلن يرتاحوا من إزعاجه وهو ما بدأت أصداؤه بالفعل تزن الان في مسامع الذين يتظاهرون بعدم الإهتمام ولكن بالطبع سيستيقظون من تظاهر عدم المبالاة حين تتضخم كرة الثلج التي ستتدحرج بالمزيد من إفادات شيخهم في الحلقات التالية بما لم يكن في حسبانهم ولكنه موجود طي ذلك الشريط الذي يترى بالمثير من الفضائح والقبائح !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (الترابي عليه الرحمة كان غبنه مكتوما كضغينة الجمل الذي لا ينسى ثأره ممن أساء اليه ولو كان صاحبه الذي عاش معه أعواما وأطعمه وسقاه ).
    هذه العبارة تذكرني بمقولة أخرى منسوبة إلى د. منصور خالد عن الترابي وكان يرددها محمد طه محمد أحمد نكاية في الترابي بعد المفاصلة حيث قال منصور خالد: (الترابي صديقي الذي أعرفه منذ الصغر .. يغرز رمحه في صدر خصمه غير راحمٍ وهو يبتسم). لم يكن محمد طه المسكين يدري أن رأس الرمح سيأخذه أيضاً ضمن من أخذ في 6 سبتمبر 2006م.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..