ما عادت كسلا جنة الاشراق !!!!

عجيب أمر الولاة والمسئولين وغريبة افعالهم وتصرفاتهم وأقوالهم، يخدعون أنفسهم قبل ان يخدعوا شعوبهم ويكذبون على انفسهم قبل ان يكذبوا على أهلهم ، بطانتهم تنافق لهم وتزين لهم الباطل ، فيصدقونه ويظن الواحد منهم انه يحسن صنعا !!! ولأنهم صاروا يراؤون في كل ما يفعلون اصبحوا لا يجدون اي نوع من الاحترام في نظر المواطنين كلهم ، فلم يعد أحد ينظر اليهم باحترام، بل كما قال أحدهم أصبح المواطن يحترم الراقصة اكثر مما يحترم المسئول لان الراقصة عندها مبدأ تسير عليه حتى ولو كان خاطئا، اما هؤلاء فلا مبدأ ولا ضمير ولا أخلاق ولا انسانية .. بل السلطة والجاه وكلهم لدنيا يعملون وما هم لهذا الدين فداء !!!
إن ولاية كسلا التي عاشت في تردي مريع ، وقد توالى عليها ولاة ومسئولين ليسوا بمسئولين ، ولم تعد كسلا جنة الاشراق كما عهدناها ، فالطرق والمستشفيات كل شئ تهاوي امام الجميع ، وتوسعت رقعة النعرات القبلية والجهوية التي اقعدت الولاية في سبات عميق ، ورغم المناشدات التي دعت للاهتمام بالولاية وتحسين الطرق وازالة التشوهات ونبذ الفرقة ، ولا حياة لمن تنادي لقد كتبنا عدة مقالات ناشدنا ونددنا من خلالها بالتردى التي تشهده طرق المدينة ونظافتها وتنظيمها وصحة انسانها ، ولكن للاسف الشديد نسمع جعجعة ولا نري طحينا !!!
ما جعلنا نتعجب اليوم ، مشاهدتنا لتلك التحركات “الماكوكية ” التي تبتدعها الحكومة هذه الايام لردم بعض التشوهات والمطبات التي لازمت الطرق لازمنة عدة وفتح المسارات وردم بعض الاماكن من المياه التي عاني من ركودها مواطني المدينة طيلة فترات الخريف ، ولكن انداح تعجبنا عندما علمنا ان فخامة رئيس الجمهورية سوف يزور الولاية في الايام المقبلة ، وأن تلك التحركات السريعة ما هي الى لتمهيد بعض الطرق لمسار الرئيس وليست الديدن الطبيعي الذي تطلع به الولاية في مهامها اليومي . اللهم الا لكي يثنى الرئيس على خدماتهم الجليلة وشوارعهم النظيفة ، فهو عمل للمرآة والتباهي والتفاخر فقط !!!
ذلك هو وضع كثير من المسؤولين في السودان ليس ولاية كسلا فحسب ، تراهم يظهرون الأمور على غير حقيقتها، بل إن العديد منهم وزبانيتهم لم تعد لديهم الأمانة ولا الحرص ولا الحس الوطني الصادق الامين . فإن جل تفكيرهم إرضاء المسؤول وتصوير أن مؤسسات الولاية وإمكاناتها مطمئنة ومنتجة بصورة إيجابية، ونعتقد ان نصيحتهم غير أمينة، ومشورتهم منحرفة، وأخبارهم مغلوطة، ونقولاتهم مضللة، وأحاديثهم مكذوبة، وفيها نفاق للمسؤولين، فصار واقع الحال في واد وما يعتقده أو يعرفه المسؤول في واد آخر، فلا غرابة أن تؤول أحوال البلد من أزمات إلى أخرى، ومن تدهور إلى أسوأ.
إن ثقافة نفاق المسؤول صارت حالة سائدة ومتشعبة ومتكررة في كل المستويات ومع كل المسؤولين، وصار حتى النظيف والمخلص إما مسايرا لموجة النفاق للتزلف للمسؤولين أو صامتا مؤثرا السلامة، وتجنبا للمحاصرة أو عدم الرضا من قبل المسؤول، واما فاقد الصراحة، وتخير أسلوب المواربة والتغليف .
وهنا تكمن البلوى أن حرص كل طرف على إرضاء المسؤول أورث سلوكيات مدمرة ونشر النفاق على اوسع ابواب البلاد واصبح صفة ملازمة لاخفاء الحقائق ، فهذه البطانة السيئة التي تحول دون رفع الحقيقة وكشفها ، أدي لغلق المجال لسماع وجهات النظر المخلصة، وألجم الجميع واشاع مشاعر الخوف من الصدق والمصارحة، وما أحوجنا اليهما.
فيا ولاة ويا مسؤولين اصحوا من هذا النفاق وهذا التدليس ، ويارئيس تجول بغير تلك الطرق والمسارات التي يرسمها لك هؤلاء المضللين ، وتفقد بنفسك واستمع للمخلصين وتجول في مستشفيات الولاية وشارع العيادات لتري النتيجة الحتمية لتلك القاذورات ، وترى ما يعاني منه المواطنين من الجوع والفقر لاسيما بعد رفعكم لدعم كل متطلبات الحياة الضرورية من مأكل ودواء ،،،،
[email][email protected][/email]
يا حليل كسلا الوريفة
ويا حليل ايامنا فيها
الان تتجول فيها ولا تجد من تعرفه
كلهم غربااااااء