عفواً ايها المنكتاتية

عبد الرحمن جبر :

حقيقةً تجمعني علاقات صداقة متينة مع عدد من أعضاء الفرق الكوميدية خاصة فرقة تيراب الأشهر بينها، بعد أن انتشرت وازدادت اعداد هذه الفرق في الفترات الأخيرة، ولكن الحقيقة الماثلة أمامنا الآن هي نفور الجمهورمن هذه الفرق مجتمعةً، بما فيها فرقة تيراب وذلك يرجع لعدة أسباب أهمها عملية التكرار، واستسهال النكتة التي أصبحت تتداولها كلّ الفرق ، وسرقة ابتكارات الغير حتى أصبحت النكتة باهتة وسمجة، ولفظها الجمهور، وانعدم فيها الإبداع والإدهاش وعامل الجاذبية، وانطفأت نجومية هذه الفرق، بالاضافة الى ذلك تفكّكت الفرق ودبّت الخلافات فيما بينها، ودخلت في شلليات فيما بينها أضعفتها كثيراً، وهزت أركان قواعدها الأساسية، واتجه بعض أفرادها لأعمال مختلفة شغلتهم عن البحث عن الجديد.. والأمثلة على ذلك كثيرة وواضحة للعيان خاصة، في فرقة تيراب، كما أنني لا أود التطرق لأهم أسباب نفور الجمهور من هذه الفرق، والمتمثّل في الضحك على القبائل السودانية، وكيل النكات في بعضها البعض .لا اود القول بأنها صنعت فجوةً بين هذه القبائل، حتى لا أحمل أو أتحامل على هذه الفرق، ولكنّها بكلّ حقيقة أظهرت افرازات سالبة جداً، وخير مثال لذلك نكتة «أهل العوض» التي فجّرت العديد من المشاكل، وبصراحة هذا الأسلوب الرخيص من النكات أصبح غير مرغوب فيه بتاتاً، رغم تبريرات أهل الفرق الكوميدية له، ولكن سلبياته أكثر من إيجابياته بكثير، لذلك تجدني أشجع دخول نجوم هذه الفرق الكوميدية للعمل الدرامي والمسرحي، لانني لا أشكّ إطلاقاً في موهبتهم، فأغلبيتهم معطونين بالإبداع والموهبة. وخير دليل على حديثي هذا تجربة فرقة تيراب عبر مسرحية «داير شنو» مع النجم المصري أحمد بدير والتي حققت نجاحاً كبيراً.

عفواً سادتي أعضاء الفرق الكوميدية، لا أود أن أجرحكم وأقول «زمنكم فات وغنايكم مات»، ولكن الواقع يقول أن زمن النكات بهذه الصورة المرتجلة انتهى الآن، والجمهور أصبح غير راغب فيها، فإما أن تحدثوا ثورةً فيها وتعالجوا الاخطاء والاستسهال فيما تقدموه للجمهور، أو تتجهوا للتمثيل عبر الدراما والمسرح، وهذا أفيد لكم لأن زمن «المنكتاتية» بهذه الصورة والطريقة السمجة والباهتة التي تُقدم بها الآن انتهى ولفظها الجمهور، لذا نتمنى أن تستثمر موهبتكم في مواقع أفضل.

كلمة مهمّة

أستغرب كثيراً واستعجب جداً لهذه الموضة الغريبة التي غزت القنوات الفضائية السودانية وأصبحت سمةً وعاملَ جاذبية لعدد من المذيعين والمذيعات، حسب ما يصوّر لهم خيالهم المريض بالطبع، بأن الهجوم على النقّاد الفنيين في البرامج التي يتم استضافتهم فيها هو أسرع طريق للشهرة أيّاً كان النقد، إيجاباً أو سلباً -فهم فطير- فكلّما أفتح قناةً وأجد فيها أحد الزملاء ضيفاً، أسمع الهجوم عليه بوضع «الشراك» من الأسئلة التجريمية، بل التجريحية أحياناً بأن هناك استهدافاً وشلليات وسط النقّاد ويرفعون من يأتي على هواهم ويدمرون من يريدون.. يا اخوانا اعقلوا وبلاش كلام فارغ معاكم، وما تخلونا نقبّل عليكم ونضرب في كل الاتجاهات، فنحن وببساطة نؤدّي مهمتنا، رضيتم أم أبيتم فلا تدعونا نتفرغ لقضايا انصرافية. برامج تخجّل

لحن الختام..

هو اختار دنيتو

والمخير في اختيارو

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. اقتبـــــــــــــــــــاس

    زمن «المنكتاتية» بهذه الصورة والطريقة السمجة والباهتة التي تُقدم بها الآن انتهى ولفظها الجمهور، لذا نتمنى أن تستثمر موهبتكم في مواقع أفضل.
    نعم النصيحه ونعم الشجاعه لانهم كما زكرت هم اصحاب لك .. فعلا نكات بايخه جدا جدا ومصنعه
    من عندهم بى طريقه ابيخ ..

  2. يا ناس الشعب السوداني كئيب مامحتاج تمثيل لكي يضحك – بعدين الناس نفسياتها تعبانه ومفلسه ومهمومة كيف تريد لأنسان يهمل هذه الهموم لكي يضحك لما آل إليه حال الوطن البائس والشعب المشرد في كل مكان – حسبنا الله ونعم الوكيل … حسبنا الله ونعم الوكيل …..

  3. نعم كل ما قلته صحيح. وإذا كنت ناقداً حقاً كان يجدر بك أن تذكر سلبيات تلك الفرق ومساعدتها على فتق لُحمة وسداة ثوب المجتع السوداني الأبيض الناصع بالاستهزاء من بعض الإثنيات والجهات، حتى أصبحنا في بعض الأحيان نغير من أسماء جهاتنا عندما نُسأل عنها خوفاً من وسمنا ب (أهل العوض) خصوصاً في المناسبات التي تتطلب التجمل والنفاق والكذب. فلو لا تلك النكات (البايخة)، لما كان لأحدنا أن يخجل من ذكر منطقته التي ولد وترعرع فيها!! صاحب ظهور تلك الفرقة جوقة من الفرق العنقودية في مجال الإنشاد الديني والمديح، والفنانين وشعراء العامية وغيرها من العناقيد التي تتكاثر بقوائم مُسدلة ومتكررة. لقد أفرزت هذه الفوضي (الممنجهة) ضعفاً عاماً في الشخصية السودانية أصبح واضحاللعيان ولكل العالم في كل مستويات المجتمع السوداني ومفاصلة بداية من التعليم العام والعالي إلى قدرة وأداء الخدمة المدنية وأحترافية الجيش والشرطة والأمن وغيرها من القطاعات الحيوية التي تقوم عليها أي أمة قوية. أخي جبرا، المطلوب منك ليس فقط نقد تلك الفرق (الخرساء) بل المطالبة بمحاكمة أعضائها لأنهم أصبحوا عاملاً مساعداً على تثبيط الهمم وتفتيت المجتع وزرع الفتنة والحقد بين طبقاته وجهاته. قبحها الله من فرق!!!

  4. سلمت يداك علي هذا النقد المهذب,
    المنكتاتيه, ساهمو وبشكل كبير في تفشي العنصرية والإزدراء بالآخرين, وجعلو من هذه العباطة مصدر رزق, وسلم شهرة ما فتئ أن يتهشم,,, أتمنى أن يعيدو قراءت مقالك مرات عده, ولكنى أخاف أن يألفوا منه نكته بايخه تزيد الطين بله.

  5. معطونين بالإبداع والموهبة.
    دى براها تثبت بانك مجامل وليس بناقد محترف
    وينو الابداع دا ما قاعدين نشوف ناس من زمن الجامعة هى نفس النكت البايخة والمستهلكة
    وحاوكو حاوكو اى واحد جر صاحبة ولا جارة وفجاة يصير مبدع وفنان .
    مع العلم كان قاعد متفرجخ فى الواطة من عمود الى ظل حيطة وقادى اولاد الحلة بالنقة
    والحكى الكتير والمغابضة فى خلق الله..كان دا ابداع اييييييييك عندنا كترة مبدعيين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..