وزير فائض استوزار يحارب الأكياس والآبار

في القصة المشهورة عن دونكيشوت – بطل القصة الذي أوهم نفسه أنه فارس عصره – جاء ليعيد عصر الفروسية ويقاتل الأعداء فكانت أولى معاركه ضد طواحين الهواء التي رآها لأول مرة فظنها أنها عدو فهاجمها برمحه فصرعته أرضا فتركها ومضى فرأى غبارا كثيفا فاعتقد أن وراءه جيش جرار فاقتحم الغبار ولم يكن وراء الغبار غير قطيع أغنام فجعل يضربها بسيفه حتى ضربه الرعاة بالحجارة فسقط أرضا وعندما أفاق ارجع سبب هزيمته للسحرة الذين مسخوا له الأعداء إلى طواحين هواء وأغنام .
ونحن في القرن الواحد والعشرين مازالت مشكلة جمع النفايات والتخلص منها عدوا عصيا أزعج واعجز سلطات وقدرات حكومة ولاية الخرطوم لا بل حكومة السودان قاطبة ? فالسودان هو الخرطوم ? فتفتق ذهن والى الخرطوم فنظر وعبس وبثر فجلب لنا شركة نظافة من دولة المغرب لتنظف لنا شوارعنا وساحاتنا وأسواقنا وشبابنا جلوس على مقاعد بائعات الشاي ينظرون تارة إلى بائعات الشاي الحبشيات وتارة أخرى ينظرون إلى عاملات النظافة المغربيات , فقد أصبحت حياتنا كلها نظر في نظر , ثم أعقب الوالي الهمام احد وزراء حكومة ولاية الخرطوم وهو وزير بلا وزارة مثل كثير من وزراء حكومات السودان الاتحادية والحكومات المتبرعمة منها والمتطفلة على الشعب تمتص دمه كما الفطريات . هذا الوزير صرح بان أكياس البلاستيك هي سبب رئيسي في تكدس النفايات فاصدر قرارا بوقف استخدامها في عموم ولاية الخرطوم فهو مثل دونكيشوت رأى الأكياس فظن أنها العدو وترك العدو الحقيقي وهو حكومته العاجزة عن جمع النفايات والتخلص منها حرقا أو طمرا وهو يدري أن العالم كله يستخدم أكياس البلاستيك لحمل الأغراض . والسؤال يا سيادة الوزير ما هو البديل لحمل الأغراض من الأسواق ( نرجع للقفة يعني ) , ثم مضى الوزير في قراراته فاصدر قرارا بمنع حفر آبار السايفون باستخدام الماكينات ( الوزير لا يرى باس في حفر آبار السايفون يدويا ) . إن حفر آبار السايفون سواء كان يدويا أو آليا فهو ضار وملوث للمياه الجوفية وغير عملي تماما ولكن أين مشروع الصرف الصحي العام الذي نحن في شوق ولهفة له حتى يخلصنا من تكاليف حفر الآبار المرهقة ماديا ويخلصنا من حفر مراحيضنا التقليدية القذرة والنتنة والغير صحيا إطلاقا والتي ندخلها مجبورين ونخرج منها مهرولين تماما مثل حراسات شرطتنا .
يا سيادة الوزير قبل أن تصدر قرارا ضع البديل أولا , ولا تصدر قرارات لمجرد تلميع الذات وتحليل المرتبات , فكل قرار تصدره هو بمثابة طلقة إما أصابت الهدف أو ارتدت إليك .

عبدالله حاج احمد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لا تتعجب يا عبد الله الحاج .. فهناك “قراقوش” في شمال كردفان يستلهم منه هذا الوزير الأفكار. كلامنا عن هاورن والي شمال كردفان الذي استبشر به أهل الولاية خيراً فهو “ولدهم”. فكان أن فرض عليهم الرسوم لتطوير الولاية فرحبوا بذلك، بائعات الشاي والدرداقات لم تستثنَ من هذا القرار.
    ولكن تنوعت الجبابات وزادت وتطاولت حتى ملَ الناس وتضجروا. وأضافة لذلك فقد قرر معاليه الآتي:
    *أي أرض غير مبنية يتم الاستيلاء عليها من قبل حكومة الولاية
    *مهلة ستة أشهر لأي بئر سايفون مبنية في الشارع
    *مهلة ستة أشهر لأي أصحاب منزل لديهم زريبة أو سور خارج المنزل
    *لا يسمح بامتلاك أكثر من عنزتين لأي أسرة، وستقوم المحلية بمصادرة ما يزيد
    *منع الخزانات الأرضية في المنازل
    *منع استخدام الموتورات في المنازل، هذا مع إن المياه غير منتظمة ودائمة الانقطاع

    وهذا غيض من فيض.

  2. لا تتعجب يا عبد الله الحاج .. فهناك “قراقوش” في شمال كردفان يستلهم منه هذا الوزير الأفكار. كلامنا عن هاورن والي شمال كردفان الذي استبشر به أهل الولاية خيراً فهو “ولدهم”. فكان أن فرض عليهم الرسوم لتطوير الولاية فرحبوا بذلك، بائعات الشاي والدرداقات لم تستثنَ من هذا القرار.
    ولكن تنوعت الجبابات وزادت وتطاولت حتى ملَ الناس وتضجروا. وأضافة لذلك فقد قرر معاليه الآتي:
    *أي أرض غير مبنية يتم الاستيلاء عليها من قبل حكومة الولاية
    *مهلة ستة أشهر لأي بئر سايفون مبنية في الشارع
    *مهلة ستة أشهر لأي أصحاب منزل لديهم زريبة أو سور خارج المنزل
    *لا يسمح بامتلاك أكثر من عنزتين لأي أسرة، وستقوم المحلية بمصادرة ما يزيد
    *منع الخزانات الأرضية في المنازل
    *منع استخدام الموتورات في المنازل، هذا مع إن المياه غير منتظمة ودائمة الانقطاع

    وهذا غيض من فيض.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..