(نفخة) السلطة

نـــــــــور ونــــــــار
(نفخة) السلطة
مهدي أبراهيم أحمد
[email][email protected][/email]
تتعدد أسباب إساءة السلطة وقد تكون من سلطة صغيرة يعمد صاحبها الي إتباع سياسة تصيب بظلمها الكثير فيتجاوز بظلمه سلطته الصغيرة لينعكس علي السلطة الكبيرة التي مكنته من أن ينفرد بحكمه فيتجاوز الغبن من المظلوم السلطان الصغير الي حيث الحاكم الكبير فيرمي بالظلم وبسافل الصفات والتي وإن كان برئيا عنها فإنها تلحق به لأن ثقة الحاكم عضدها في إختياره وأتبعها بإفراد جزء من صلاحياته ومن هنا ينبع الظلم والغبن .
يقاس ظلم الدولة من عدلها بسلطة أصغر مسؤؤل فيها في رعيته فإن أخذها بحقها فمعني ذلك أن االدولة تعيش في فسحة من العدل ولكن في واقعنا قد نشاهد العجب وقد يقول لي قائل ان حب السلطة والجاه هي متلازمة بشرية يسعي لها الجميع بغية إظهار المقدرة وإظهار السلطة علي الخلق واإنما هو في ذلك لايتبع للدولة وأنما يتبع هواه في الأبتعاد عن الإستخدام الصحيح لتلك الفسحة البسيطة من السلطة وصولجانها .
ومن نعم الله علينا في التجارب أننا قد تعددت تجاربنا مع أصحاب السلطات الصغيرة والكبيرة كنا نعمد الي تجسيد الدور الي النهاية فما نصادف عند كل صاحب سلطة صغيرة كانت أو كبيرة سوي المحسوبية وسياسة الخيار والفقوس وأستعراض العضلات علي البسطاء وأحترام الثياب وأشياء أخري تبعث في النفوس الضيم ?صراحة- وتجعل من دعوات أولئك المغبون تتجاوز حواجز السموات لتصادف حظها في القبول جراء ذلك الظلم والضيم وعندما يبرر لي أحدهم بأن النزعات الإنسانية وأهواء النفوس لاتنسب الي سلطات الحاكم العام أأتمثل له بقول تلك العجوز التي راءها سيدنا عمر في أطراف دولته ويسألها عمر عن خليفة المسلمين فتطرح له العجوز الواقع (المتواري) فيبكي عمر ويقول ولكن عمر لايعلم مكانك ولايعرف من أمرك شئيا فتجيب العجوز (ماظننت أن أحدا يلي إمور المسلمين ولايعلم من أمرهم شئيا ) فيزيد عمر في بكائه ويعاتب نفسه (حتي العجائز أفقه منك ياعمر)
مظالم كثر تقاس علي سلطان الدولة مباشرة والنار من مستصغر الشرر وسوء إستخدام السلطة لم يأتي به صاحب السلطة الصغيرة من عنده وأنما يتبع سياسة ربما عايشها فأراد تطبيقها فيطبقها بحذافيرها ومن عجب أنها تصيب الضعفاء ويستفيد منها أصحاب الجاه والأقوياء وسياسة الصغير من سياسة سلطان الدولة الكبير علي رعيته فقد تصيب أيضا الضعفاء ويستفيد منه طبقات معينة تنشد أرضائهم بسخط أولئك الضعفاء والمغبونين .
عندما نعدل في سلطاتنا الصغيرة ويستبين ذلك المنظر واقعا يمشي علي قدمين فإننا سنتوسم خيرا في السلطة الكبري بإعانتها ولو بأضعف الإيمان تخيلوا معي عدالة الخفير في سلطته الصغيرة وصاحب الأمن ورجل الشرطة والمدير في رعيته وكل رجال الخدمات الذين يمسكون بتلابيب معاملات الناس وخدماتهم لو أحسنوا إستغلال السلطة الممنوحة لهم وأبتعدوا عن لمحسوبية والمحاباة وطبقوا شعار المساواة والعدل بين الناس في ذلك تخيلوا سنضمن سلوكا حضاريا يعين أنفسهم ويعينهم في المواصلة بنفس الوتير ه ويضمن لهم في نفوس أولئك الناس ودا مكينا وزكرا باقيا يدوم مع الأيام الي الأمام .
الواقع الآن علي النقيض تماما ،سوء إستخدام السلطة الممنوحة هو السائد مايجعل الغبن يجد طريقا خصبا الي النفوس (القنوعة) فقد فاض الكيل وبلغ السيل الذبي والعلة تبقي في أن الظلم يتجاوز أصحاب السلطة (الضئيلة) ليحل السخط علي أصحاب السلطات العليا وكأنما إنحراف أولئك عن سلطاتهم مرده الي تعليمات وتوجيهات معينة أنزلت عليهم منه فينزولون بسياطها علي ظهور الضعفاء فلاتسمع منهم الا ألم الأحساس بالظلم وأنين السخط الذي ينفسون عنه بالدعاء الي صاحب القدرة والمقدرة الذي يجعل كيد الظالمين في نحورهم .
ولعل من تصاريف المقادير وتقلبات الواقع مانراه في واقعنا المعاش فقد تجاوزت إحدي المنتسبات الي المؤسسات الخدمية في تحصيلها للرسوم بفرض رسوم إضافية إلزامية جبايتها وظلم (الجمرة) التي لايحس بها الا واطيها دفعت شاب يبيع الخضار الا إحراق نفسه إحتجاجا وخطوة الشاب (الإحتجاجية) يلتقطها المواطنين فيتجاوزن صاحبة السلطة الصغيرة الي المطالبة بخلع الحاكم لأن ظلمها الضغير ينتمي الي الظلم (لأكبر) وثورة الجماهير (المغبونة ) تنجح في أزالة عرش السلطان والسبب يرجع الي إساءة السلطة الممنوحة من سلطان صغير .