دعوها ..فإنها نائمة!

لم نكن أبداً نتوقع أن تكون النعرة القبلية ومحاولة “تكبير الكيمان” قد وصلت إلى هذا الحد في السودان؛ ولذلك عندما نشاهد أو نسمع باندلاع النزاعات القبلية في دارفور نشفق على إخوتنا هناك من أن تحصدهم الفتن التي بدأت تطل برأسها لأتفه الأسباب! ومع أن شمال كردفان عموماً، ومحليات بارا على خصوصاً، قد ظلت هادئة ومنسجمة، إلا أن محاولة بعض أصحاب الطموح السياسي الاستفادة حتى من المقابر، لإضفاء هالة من القداسة على أنفسهم تعد أمراً غير مسبوق، ينذر بحراك محموم قد ينسف النسيج الاجتماعي ضربة لازب. وتأتي هذه المحاولة، تصديقاً لقول الله تعالى: (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر). فهذه السورة- كما يقول صاحب الظلال- تلقي في الحس ما تلقي بمعناها وإيقاعها وتدع القلب مثقلاً ومشغولاً بهم الآخرة عن سفاسف الحياة الدنيا وصغائر إهتماماتها التي يهش لها الفارغون. ومن ناحية أخرى، لم نسمع أن الأشراف في مكة أو المدينة قد وضعوا لافتة على مقابر المعلاة أو البقيع التي تضم رفاة أهل البيت النبوي، وكبار الصحابة والتابعين لإثبات أنها تخص أشراف المسلمين دون عامتهم. وقد أكد الدين الإسلامي أن القبيلة إنما هي تنظيم إلهي للتعارف؛ حسب الآية: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، وليس أداة للتفاضل بين الناس (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). وينبغي أن يكون هذا النظام مصدر الأمن النفسي والضمان الاجتماعي للناس، خصوصاً بعد أن تضاءل دور المؤسسات والأجهزة الحكومية في قطاعاتها الخدمية، ولذلك لا نريد له أن يتحول إلى مطية يركبها أصحاب الطموح في مواسم الانتخابات، أو وقتما شاءوا من أجل تحقيق مصالحهم على حساب الآخرين.
فقد أقدم بعض الإخوة- ربما بحسن نية منهم- ولكن من غير ضرورة شرعية – على وضع لافتة بجوار مقبرة مشهورة بمدينة بارا، ظل الناس يدفنون بها مواتهم منذ مئات السنين دون أن يدعي أحد أنها مقابر أشراف أو أمراء، إنما هي مقبرة مسلمين وكفى! وهذا التصرف، على سذاجته، يحمل دلالات لا تخفى على أحد، خاصة إذا ثبت أنه ينطوي على محاولات لتحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية غير معلنة في الوقت الراهن، الأمر الذي قد يدفع بمكونات المجتمع المحلي نحو مزيد من التنافس لصالح أشخاص أو مجموعات بعينها، عن طريق فرض واقع معين يحقق الهيمنة لمجموعة دون الأخرى، هذا مع افتراض حسن النية والعفوية من جانب الذين قاموا بذلك العمل غير المدروس، على ما يبدو. ويأتي هذا الكلام من باب سد الذرائع حتى لا يتسع الفتق على الراتق، وتصحو المنطقة برمتها على حالة من الشد والجذب قد تنسف ما وصل إليه المجتمع الآن من تمازج واستقرار قلَ أن يوجد في غير هذه المحلية المتداخلة سكانياً، مع العلم أنها تضم فسيفساء متعددة الأصول والأعراق، إلا أنها أندمجت بحكمة وحنكة السابقين من الرجال الذين عاشوا في هذه الديار. ولولا أن بعض الأحداث المرصودة قد سبقت هذا التحرك لما أثار الإنتباه أبداً، إذ أننا نعلم أن علاقات الناس هنا تحكمها مواثيق وأعراف معلومة، تواطأ عليها الكبار منذ زمن طويل؛ فظلت المنطقة مستقرة، يتبادل أهلها المودة والمصالح، محافظين على قدر من الإحترام المتبادل الذي يسمح باستمرار التعايش، دون الإحساس بفضل لبعضهم على الآخر. وبحكم التنوع وأختلاف سبل كسب العيش، بين الأرياف والمدن والقرى الكبيرة، ظلت كل مكونات هذا النسيج الاجتماعي المتسامح تسهم بقدر في نماء وتطور هذه المنطقة، وكان من بين تلك الجماعات من يعمل بالزراعة ومن يعمل بالرعي أو التجارة، وهنالك بيوت وأسر أشتهرت بالعلم ونشره يكن لها الناس قدراً من التقدير والاحترام بيد أنها لا تستغل ذلك لتحقيق مصالح آنية.
إن هذه المجموعة قد تجاهلت كل الوشائج والصلات القائمة بين أهل المنطقة مما يعد خروجاً على ثوابت المجتمع، وتشتيتاً لوحدة المنطقة وتمزيقاً لنسيجها الاجتماعي والسياسي وتعريضه للفتنة؛ إذ أننا نلاحظ خلطاً واضحاً بين العمل السياسي وإحياء النعرات التي كنا نحسبها قد ولت إلى غير رجعة. وبالرجوع إلى بعض مصادر التاريخ المعتمدة، نجد أن الأمير إدريس، جد قبائل الجعليين، قد هاجر من مصر إلى السودان عن طريق الصحراء غرب النيل حتى نزل على بعض العرب في منطقة “الخيران” شمال بارا، فاستقبل بالسرور والترحاب؛ لكونه من نسل العباس عم رسول الله (ص)، وأنقاد له العرب وأصبح بينهم سيداً مطاعاً حتى رحل عنهم، وحفر بير سرار، وتوفي ودفن بمقبرة يقال إنها بين بارا وخرسي، وليست داخل مدينة بارا. ومن بعد ذلك واصل أحفاده سيرهم شرقاً نحو النيل، ودفن بعضهم في مقبرة الملوك بجبل العرشكول. ولم يبق نفر من أحفاد ذك الرجل في منطقة الخيران أو بارا، إذ توجد قبائل الجعليين الآن في شندي والمتمة وغيرها من ديارهم الشاسعة.
ما نريد توضيحه أن المقبرة المذكورة ليست في بارا، كما يزعم من وضعوا تلك اللافتة. وإذا كان الهدف هو تحديد معلم تاريخي كان ينبغي أن تقوم بذلك العمل الجهات الأكاديمية المختصة، مثل الجامعات ومراكز البحوث، وليس الأفراد حتى لا تحوم الشبهات حول المقاصد! ولعلنا نطرح سؤالاً في هذا المقام بحثاً عن الإجابة: من هم العرب الذين أقام بينهم الأمير إدريس في منطقة الخيران؟ نحن نعتقد أن أهالي منطقة بارا قد أصبح بينهم من الصلات والتواصل عبر مؤسسات التعليم والزواج والتداخل الاجتماعي ما لايسمح بتعكير صفو المنطقة أو إثارة النعرات بالنبش في التاريخ ولذلك نقول لمن تحدثه نفسه بمثل هذه التحركات: إنّ الفتنة نائمة!
تم بيع احدى عشر الفا من الجعليين بمصر بعد الحمله و على مجموعتين 7000 و 4000
المصدر مزكرات بابكر بدرى
فر البعض و لم يرجعوا لديار الجعليين بل قصدوا كردفان التى تكرم القادم الجديد
يا ناس الامه السودانيه العنطزه الفارغه مافى داعى ليهاليس هنالك من يدعى ان نسبه واصل الى الرسول فى السودان ولو كان لم نر فيكم أدب الرسول
ثم لم يهاجر الاشراف بل الذين هاجروا كانوا شذاذ الآفاق المصدر الهجرات العربيه
بالله عليكم أرحمونا أنا داير و احد بس يقول انا عملت للسودان كده وخليت السودانيين رأسهم مرفوع أمام دول العالم يا سلالة شذاذ الآفاق و هى الآن واضحه فى تصرفاتكم
على ما أعتقد أن بير سرار تقع بالقرب من المليسة . أما الفتنة فيجب أن ندعها لأنها نتنة وليست نائمة فقط .على فكرة أخبار طريق بارا شنو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟