مقالات سياسية

اقتصاد الفساد

اصبحنا نسمع ونقرأ كل يوم أشكال والوان من الفساد الذى ما انزل الله به من سلطان. حاويات تحمل ملايين من الحبوب المخدرة ، تليها حاويات بها اطنان من المواد المشعة . شخص يستولى على مال وسلع المؤسسة التى مكن من ادارتها ، ويعترف بذلك عيانا بيانا ولايخشى ، لانه يعلم ان لاأحد من رؤسائه ، او من مئولى الدولة يستطيع ان يرفع عينا تجاهه ، واذا حدث فان الحلول متوفرة ، ابتداء من دغمسة القضية وانتهاء بالتحلل ! هذا ما كان من أمر الفساد (المدنكل ) ، الذى أدى انتشاره بالدرجة التى اصبح معها لايثير دهشة أحد الى ان يوعز للصغار بالسير فى الطريق كل حسب الامكانيات المتوفرة لديه .
وهنا ظهر الذين يعيدون تعبأة الزيت بعد ان يكون قد تعب من مرات الاستخدام ، والذين يصنعون السجق من لحوم الحيوانات النافقة ويضعونها فى عبوات انيقة تجعلها صالحة للبيع فى أرقى أحياء العاصمة ، ثم الذين يخلطون اللبن ? ليس بالماء كما كان يفعل فاسدو الزمن الجميل !- وانما ببدرة العظام وكثير من الاشياء البيضاء التى تقع تحت ايديهم .
ويتساءل الناس الذين لم يساعدهم الحظ بعد فى المشارركة ، أوممن تبقى لديهم شئ من ضمير : ماذا حدث لاهل السودان الطيبين ليفعلوا مثل هذه الافعال الشيطانية ؟ فينبرى فقهاء السلطان بالتبرير الممجوج بان السبب قى ابتعاد الناس عن شرع الله واخلاق الاسلام . ولا يرى هؤلاء ومعهم كثيرين من ملتقطى فائض الفساد ، لايرون ان من يقوم باعمال الفساد ? صغيره وكبيره ? هم نفسهم دعاة تطبيق الشريعة !
أما تفسيرى للفساد غير المسبوق كما وكيفا ، ربما على مستوى العالم والتاريح ، وانتشاره وتغلغله فى كل خلايا المجتمع ، فهو انه بسببه قفزت قلة ضئيلة من الناس الى مصاف المليارديرات فى ايام معدودات ، بينما انزلقت الغالبية الباقية الى درك الفقر المدقع ، فكانت النتيجة :
? أدركت الغالبية المنزلقة ان من قفز لم يقفز بسبب جهده وشطارته ، وانما بسبب فساده ، فاصبح الكثيرون من هذه الغالبية يبررون المشاركة على طريقة ان كان رب البيت ، او دار أبوك كان خربت !
? الذى جاءته الثروة بغير جهد ، يصرفها ايضا بغير جهد لانه يعلم ان غيرها سيأتى بنفس الاسلوب الذى لايزال يتوسع ويزداد ويتنوع . ومن ناحية أخرى فان اسلوب الصرف البذخى يغرى الآخرين باتباع نفس اساليب الحصول على الثروة وصرفها .
? وهكذا نرى ان المشكلة ليست فقط فى الغنى الفاحش للبعض والفقر المدقع للآخرين ، وانما فى اسباب ذلك العنى والفقر . فاذا كانت مبررات الغنى موضوعية ، مثلما حدث لاغنياء ماقبل دولة الانقاذ من امثال الشيخ مصطفى واولاد النفيدى ، واذا كان الفقر بسبب عدم بذل الجهد المناسب، فان أثره على المجتمع وافراده سيكون ايجابيا .

عبدالمنعم عثمان
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لا حول و لا قوة إلا بالله.
    بالأمس قرأت موضوعا آخر يتحدث عن ما يحدث في صناعة الخمور البلدية, إذ قرأت أن صانعي العرقي يبولون فيه ليكسبونه مذاقُا و قوة و نكهة…ألخ , لكنهم يؤذون الناس.
    و قرأت منذ أيام تحقيقا صحفيا عن رحلة صناعة التمباك, إذ أفاد الكاتب أن صانعي التمباك يخلطون بعر الحمير و اشياء أخري ضارة و يتبولون عليه لإكسابه نكهة و طعما.
    و إذا اصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما و عويلاً
    لا حول و لا قوة إلا بالله.

  2. معظم العالم بقي كده ,انا مستغرب القيامة لسه ما قامت ليه بعد ده , ماف حاجة تانية نتظرها ومحاربة الفساد الي انتشر بنسبة 90% بقي صعب حتي لو جا الطوفان ما يحنظف الناس الفاسدة دي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..