أخبار السودان

قراءات نقدية حول اطروحات كتاب ( هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني؟)

نظم مركز آفاق جديدة للدراسات ندوة بمدينة مانشستر بعنوان ” قراءات نقدية لأطروحات كتاب ” هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني؟”. شارك في الندوة بمداخلات مختصرة الأستاذ طاهر عمر ، الأستاذ علي الامام، الدكتور محمد صالح محمد يسين ، الأستاذ ابوعبيدة الخليفة ، الأستاذ علي محجوب النضيف. أدار الندوة الدكتور صديق الزيلعي. نقدم اليوم الحلقة الأولى من المداخلات:

ابتدر النقاش صديق الزيلعي شارحا الفكرة من وراء اصدار الكتاب. لم نقصد من طرح هذا السؤال الاثارة او لفت الانتباه، ولكن قصدنا من طرحه بهذه الصيغة الصريحة والواضحة، والتي تخاطب جوهر المسألة واصل التحدي الذي يواجه الحزب، بهدف ان نتحاور بعلاقية وموضوعية حول تجربة هذا الحزب الذي لعب دورا هاما في تاريخ السودان الحديث ويشكل ركنا اساسيا من اركان السياسة السودانية. وقمنا بطرحه بهذه الصيغة لان التساؤل طرح، بأساليب مختلفة وفى مرات عديدة، من قبل بعض اعضاء الحزب الحاليين والسابقين، ومن الحادبين على الحزب من الديمقراطيين الذين تحالفوا معه بشكل او اخر خلال العقود الماضية. وايضا ممن يمكن تسميتهم بتيار اليسار العريض الذين يعرفون أهمية موقع الحزب في قلب حركة اليسار السوداني، وحتى من اولئك الذين لا يتفقون معه فكريا ولكنهم يعترفون له بجديته ونضاله وتاريخه وضرورة وجوده. وتنبع اهمية السؤال ايضا من الدور المتوقع ان يلعبه الحزب الشيوعي حاليا ومستقبلا باعتباره أحد الأطراف الأساسية في العملية السياسية السودانية. هذا الموقع، في حياتنا السياسية، يجعل مستقبل ومصير الحزب هم وطني عام، لا ينحصر وسط عضوية الحزب الشيوعي المنتظمة ولا ينحصر نقاشه، فقط، داخل قنوات الحزب، رغم ان اعضاء الحزب هم اصحاب القدح الاعلى في تحديد كل شئونه وتحديد مساره وخطه. اننا لسنا بصدد اصدار وثيقة حزبية تحمل رأى الحزب الرسمي، ولا نريد ان نكتب برنامجا جديدا للحزب، ولا ينبغي لنا ذلك، وانما ندعو للحوار العلني المتمدن وفي الهواء الطلق حول احزابنا ونبدأه بالحزب الشيوعي وسنجتهد ليشمل بقية الاحزاب في إطار الجهد العام والمتنوع لتجديد الحياة السياسية في السودان والتأسيس لديمقراطية حقيقية.

نطرح السؤال في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي السبعين في محاولة جادة للتقييم الناقد لتجربة الحزب وتاريخه واسهاماته والمراحل المختلفة التي مر بها تطوره خلال تلك العقود، وايضا لتحليل مدى ملاءة نظريته وبرنامجه وخطه السياسي مع تحديات الواقع السوداني المعقد وهل يملك الحزب اجابات تخرج بلادنا من أزمتها الراهنة؟ وايضا نهدف لدراسة تعامله مع انهيار التجربة السوفيتية؟ وقراءة وتحليل الدروس التي خرج بها من ذلك الانهيار؟ وهل ادت تلك الدروس لتغييرات في نظرية وبرنامج وتكتيكات الحزب الشيوعي السوداني وما هي تلك التغييرات؟

مداخلة الأستاذ طاهر عمر :

هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني؟

سؤال تأخر طرحه لما يقارب الستة عقود تاريخ عمر استقلال السودان. ولكن أن يأتي السؤال متأخر خير من أن لا يأتي أبدا. وطرح السؤال اليوم في ظرف يبدو فيه العالم يتخلق ليولد من جديد دليل عافية على من يقف خلف السؤال ولمحة ذكية يتصف بها من يريد أن يخرج من فكرة تتويج التاريخ وفكرة انتهاء الصراع الطبقي وينعطف باتجاه فكرة عقل المنهج التاريخي في تمرحله اللا نهائي بعيدا عن كهنوت ولاهوت الهيغلية الذي انعكس في الغائية الدينية للماركسية كتتويج للفلسفة المثالية الالمانية في فكر الهيغلية والماركسية.

ان هيجل في فكرة تتويج التاريخ كان يجسد فكرة غائية تنطوي على فكر ديني ونفس فكرة هيجل الغائية اللاهوتية التقطها ماركس الشاب حينما كان من ضمن الهيغليين الشباب حراس الشعلة المقدسة التي أعطتها الآلهة للشعب الألماني كما يزعم هيجل.

ففي نظر ريموند آرون المناهض للفكر الشيوعي أن التاريخ الانساني ديالكتيكي بالمعنى الدراماتيكي يعمل في عالم غير متجانس في ترابطه ويبحث عن حقيقة هاربة بلاضمان لبلوغها. أي أن التاريخ هو مأساة الانسانية وهي تقوم بصنع تاريخها ولكنها لا تعرف التاريخ الذي تريد أن تصنعه وهذا وفقا لفهم ريموند آرون لفلسفة ماكس فيبر ورفضه لفكر دوركهايم وفردريك حايك وفكر الوضعية المنطقية.

ريموند آرون كان يدرك أن القرن التاسع عشر كان قرن التاريخ بامتياز وهناك لاحظ علماء الاجتماع أن هناك صراع ما بين المجتمع التقليدي بصفاته الدينية والعسكرية المناقضة للمجتمع الحديث. وظهرت الماركسية وظنت أن الصراع والتضاد ليس بين المجتمع التقليدي الديني والعسكري والمجتمع الحديث بل أن الصراع في صميم الرأسمالية التي تمتلك أدوات الانتاج وبين الاشتراكية التي سوف تهزمها بملكية ادوات الانتاج.

ولكن ريموند آرون كان يرى أن الصراع ليس في صميم الرأسمالية بل صراع ما بين المجتمع التقليدي والمجتمع الحديث. ولاحظ ريموند آرون أن هناك شبه ما بين المجتمعات الصناعية سواء كانت في الاتحاد السوفيتي ما قبل سقوطه وما بين مجتمع الولايات المتحدة الامريكية أكثر من الشبه ما بين مجتمع الاتحاد السوفيتي وامريكا مع المجتمعات التقليدية كحالة المجتمع السوداني. والصحيح أن ليس هناك صراع ما بين المجتمع الرأسمالي والاشتراكي ولكن هناك تناقض ما بين المجتمعات التقليدية كحالة المجتمع السوداني والمجتمعات الصناعية كما كانت في الاتحاد السوفيتي سابقا أو امريكا.

لذلك نجد أن علي الوردي عالم الاجتماع العراقي ومحمد أركون يطالبون بالليبرالية ويرى محمد أركون أن الحداثة والتنمية حوربت من قبل الاسلاميين والشيوعيين على أساس أنها مثل الاستعمار وهذا ما أهلك الديمقراطية في العالم الثالث وفي مجتمع تقليدي كحال المجتمع السوداني. وهذا بسبب عدم التفريق ما بين أوروبا وخيانة التنوير وما بين الحوجة للحداثة وعقل الأنوار وميثاق حقوق الانسان وقيم الجمهورية.

مع الكانطيين الجدد نجد أن الانساق الكبرى في صراعها من أجل انتصار عقل الانوار من دي كارت الى ماركس المرفوض قد لاحظوا أن الهيغلية والماركسية في غائيتها اللاهوتية الدينية تسحب العقل والحرية الى داخل سياج الايدولوجية وبالتالي لا تبجيل للفرد والعقل والحرية.

وكما كان يضحي هوبز في عقده الاجتماعي بالحرية من أجل العدالة والسلام فان الماركسية تضحي بالحرية من أجل العدالة والسلام وبالتالي تسحب العقل داخل سياج الايدولوجية ولا تفضي الا الى أبغض أنواع النظم الشمولية كما شاهدنا في تاريخ الاتحاد السوفيتي كما ظهر في فكر حنا ارنت وخاصة في جهدها الجبار في توضيح أصل وطبيعة النظم الشمولية كالنازية والفاشية والشيوعية. فكانت توصف بأنها كتيبة معرفية في كفاحها وقتالها ضد الفكر الشيوعي.

لذلك مع الكانطيين الجدد كما انتقد ايمانويل كانت العقد الاجتماعي لهوبز في تضحيته بالحرية في سبيل العدالة والسلام أو فيما يتعلق بمسألة العقل والحرية نجد ريموند آرون يتخذ من الليبرالية هدف انساني ويكافح به طبيعة النظم الشمولية الكامنة في الفكر الشيوعي. فكان موقف ريموند آرون من ثورة الشباب في فرنسا 1968بأنها لم تك ثورة بل كرنفال لا أكثر ولا أقل.

وحينها قد بلغ الامر أن يصل بالشباب أن ينالوا من ريموند آرون في قولهم الساخر من ريموند آرون من الأفضل أن أكون على خطاء مع جان بول سارتر ولا أن أكون على صواب مع ريموند آرون. ولكن أثبتت الايام أن ريموند آرون بمحاربته للفكر الشيوعي ودفاعه عن الليبرالية بأنه كان يتسلح بفكر المثقف غير المنخدع بالفكر الشيوعي.

عبقرية ريموند آرون تظهر في فكره الذي جسده في علم اجتماع المجتمعات الصناعية. ففي زمن كان يترأى بأن الشيوعية نظرية مكتملة ولا يمكن للفكر الليبرالي أن يكافحها كان ريمون آرون وبعلم اجتماع المجتمع الصناعي قد أوضح عجز الشيوعية أمام النظرية العامة لكينز وقدرة النظرية الكينزية في

تجاوز الفكر الشيوعي والقضاء على رومانسية ومثالية الشيوعية التي أنقضى زمانها وبالفعل قد أصبحت أمام الرياح هباء بعد سقوط جدار برلين.

والغريب كان علم اجتماع المجتمعات الصناعية لريموند آرون وفكره في كتابه أفيون المثقفين متزامن مع فجر استقلال السودان وحينها كان اكتشاف ريموند آرون لعلم اجتماع مناقض للماركسية وهو علم اجتماع منتسكيو وبالتالي كان اساس العقد الاجتماعي الذي يرتكز على فكر ايمانويل كانط ودي ديكارت وجان جاك روسو وجون لوك وبالتالي قد رفض العقد الاجتماعي لهوبز لأنه يضحي بالحرية من أجل العدالة والسلام كما فعلت الماركسية والهيغلية حينما بلغت منتهاها كقمة للفلسفة المثالية الالمانية.

عبقرية ريموند آرون في مكافحة الفكر الشيوعي استطاعت أن تستل من قلب النسيان أفكار وفلسفة توكفيل في ديمقراطيته. وبالتالي أن أفكار الماركسية لم يتجاوز فيها ماركس عتبة تقديم نقد للاقتصاد السياسي لديفيد ريكاردو وكذلك لم يتجاوز ماركس عتبة محاولة دمج الفلسفة المثالية الالمانية والفلسفة التجريبية الانجليزية.

فالماركسية في حقيقة أمرها لم تتجاوز عتبة وصف حالة الاقتصاد في القرن التاسع عشر حقبة الليبرالية التقليدية التي انتهت عام1889 وهي فيها خيوط تفشي اللاعدالة كثقافة من ثقافات القرون الوسطى التي لا ترى في اللاعدالة كعلة مميتة كما كان يرى أرنولد توينبي الكبير الذي توفي بذبحة قلبية نتجت من تأثره من الظلم الذي كان نتيجة لأفعال الليبرالية التقليدية في إهمالها لعمال المصانع وفقراء المدن في الدول الصناعية في الغرب بسبب هروب رؤوس الاموال الى الاستثمار في المستعمرات فكانت النتيجة اهمال حال العمال في المجتمعات الصناعية في اوروبا واستغلال اقتصاد المجتمعات التقليدية في الدول المستعمرة. وهذا هو الوضع السائد في الحقبة التي قدم فيها ماركس نقد لفكر الاقتصاد السياسي لفكر ديفيد ريكاردو محاولا الدمج بين الفلسفة المثالية الالمانية في غائيتها الدينية الهيغلية والفلسفة التجريبية الانجليزية.

في الغرب نجد أن مكافحة الفكر الشيوعي بدأت في زمن مبكر أي منذ ثورة اللواء الابيض وأيام على عبد اللطيف عام 1924 مع أفكار ماكس فيبر في كتابه الاقتصاد والمجتمع وفيه يكافح الفكر الشيوعي بفكرة علم اجتماع المجتمعات الصناعية وهذا ما دعي ريموند آرون أن يقبل علم اجتماع ماكس فيبر ويرفض علم اجتماع دوركهايم رقم أنه فرنسي الجنسية مثله.

ماكس فيبر في كتابه الاقتصاد والمجتمع عام1922 الذي نشر بعد وفاته كان يوضح انحراف الماركسية منذ ذاك التاريخ البعيد. لذلك كان ريموند آرون ومنذ1938 أيام قيام مؤتمر الخريجيين في السودان أن فلسفة التاريخ قد فارقت خط الهيغلية والماركسية في غائيتها ولاهوتها الديني وأجمل خدمة يمكن ان تقدم للماركسية والهيغلية أن ترفض.

لذلك في مقدمة المقال قلنا إن طرح السؤال هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني قد تأخر لمدة ستة عقود لو كانت هناك حسنة تذكر أنه قد جاء في زمن قد أصبح فيه العالم اليوم يتخلق ليولد من جديد ولا يمكن أن يولد إلا في ظل معادلة الحرية والعدالة كنتيجة لروح الفكر الليبرالي فكر العقد الاجتماعي الذي يرتكز على الانساق الكبرى من ديكارت ومرورا بايمانويل كانت وعلم اجتماع منتسكيو وديمقراطية توكفيل واخيرا نظرية العدالة لجون راولز في نقدها للمنفعة الكلاسيكية.

وقد أصبحت فلسفة التاريخ عند ريموند أرون قرار واختيار وفهم ثم حكم يأخذ الديالكتيك علم الاجتماع في صميمه كبعد فكري كما رأينا في علم اجتماع ماكس فيبر في فكرة الاقتصاد والمجتمع وكذلك أفكار ماكس فيبر في البروتستانتية وروح الفكر الرأسمالي. ومن هنا كانت أفكار ريموند آرون في فهم الكانطية الجديدة محطة منها يمكن رفض الماركسية والهيغلية بسهولة في مسألة تخطيها احترام الفرد والعقل والحرية في ظل معادلة الحرية والعدالة. وكما رفضت الماركسية كذلك يرفض العقد الاجتماعي لهوبز في تضحيته بالحرية في سبيل العدالة والسلام ومناقضته لمعادلة جون لوك بشأن الحرية وهي كلما زادت العدالة قلت الحرية واتجهنا باتجاه النظام الشمولي الاستبدادي كما رأينا في اتحاد السوفيتي قبل سقوطه. ففلسفة التاريخ عند ريموند أرون لا تتجاهل فكرة ضمير الوجود وتجربة الانسان كأساس لمعادلة الحرية والعدالة.

ريموند آرون في رفضه للماركسية قد كلفه ثلاثة عقود من دراسة رأس المال لكارل ماركس في محاولة منه للذهاب الى الكتب قبل الدخول الى الحزب فوجد أن ماركسية ماركس خاوية مما يجعلك أن تكون ماركسيا. فكان انتصاره على جون بول سارتر حينما قال مقولته الشهيرة أي مقولة سارتر كل من لم يدافع عن الحزب الشيوعي والمنظومة الاشتراكية هو كلب وتصدى لسارتر كل من ريموند آرون وكلود ليفي اشتروس وألبرت كامي واثبتوا أن سارتر يجهل علم الاجتماع وهنا تتضح أهمية علم الاجتماع في المجتمعات الصناعية عند كل من ماكس فيبر وريموند آرون في مكافحة الفكر الشيوعي.

كما انتقد ريموند آرون ثورة الشباب وجون بول سارتر في الستينيات من القرن المنصرم بعده بعشرين عام أي عام1985 كان لوك فيري وهو من الكانطتين الجدد مع الان رونو قدموا نقد لثورة الشباب وأفكار ما بعد الحداثة في محاولاتهم في أن يقولوا إن لا فرق بين النظم الشمولية والليبرالية.

كل هذه الجهود مثل جهد ريموند آرون منذ الخمسينيات من القرن المنصرم ضد سارتر في دفاعه عن الشيوعية ونقد لوك فيري ثورة الشباب منذ ثلاثة عقود فان الفكر الليبرالي ومعادلة الحرية والعدالة هي الاساس للخروج من المجتمعات التقليدية الى حيز المجتمعات الحديثة. وقد أصبحت معادلة الحرية والعدالة هي روح الفكر الليبرالي واليوم تجسدها افكار ماكس فيبر وريموند آرون وكذلك أفكار فوكوياما في كتابه نهاية التاريخ والانسان الاخير ففيه تتويج لعقل المنهج التاريخي الذي لا يتوج بنهاية التاريخ كما تعتقد الماركسية في نهاية التاريخ.

لذلك في روح الفكر الليبرالي أن هناك امكانية التقارب الطبقي والتصالح الطبقي وبالتالي التضامن الطبقي وليس انتهاء الصراع الطبقي كما تعتقد الماركسية في فكرة تتويج التاريخ الذي لا يتوج.

مداخلة الأستاذ علي الامام:

قراءة نقدية حول كتاب (هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني) تحرير د. صديق الزيلعي

الكتاب يحتوي علي 25 ورقة مقدمة من باحثين واكاديميين وحزبيين. وكل طرح رؤيته في قضية التجديد من منظوره الخاص, وطبيعي أن تلتقي الآراء أو تختلف حسب الزاوية التي يري منها الكاتب لصورة التجديد. ولكن الملاحظ أن الكثير من الأوراق ذهبت لقراءة تاريخية لمجريات الاحداث في مسيرة الحزب منذ نشأته دون الوصول للإجابة المباشرة للسؤال هل يمكن أن يتجدد الحزب؟

الملاحظة الأخرى ومن صيغة السؤال (هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني؟) أن السائل (الأخ د. الزيلعي) مهموم بمستقبل الحزب وقد يكون السؤال ناتج لشعور داخلي أن الحزب يمر بحالة يمكن أن نسميها حالة جمود أو ترهل أو عدم تجديد لما يمكن أن يضمن مسيرة الحزب في مستقبل العمل السياسي بالسودان.

التجديد هو سنة الحياة في كل شيء وهو مواكبة التطور وإيقاع الحياة المتسارع كل يوم، فلو لم تكن هناك مواكبة سيكون بالضرورة تخلف يؤدي إلى توقف ومن ثم زوال من الساحة. والإجابة المباشرة للسؤال هي بسؤال آخر: – وماذا يمنع التجديد؟ أو هل هناك ما يمنع؟ لنري….

التجديد نوعان:-

تجديد من الداخل أو تجديد من الخارج وهنا ومن السؤال المطروح نحن معنيين بالتجديد الداخلي دون الخارجي، ولتقريب تلك الصورة إذا سألني شخص هل يمكن تجديد سيارتك أو منزلك؟ هذا يعني أن السيارة أو المنزل قد نال منهما القدم ما نال، فالتغير الخارجي هو استبدال السيارة أو المنزل بآخر جديد والتغير الداخلي هو تغيير الفرش او تجديد الطلاء الي الآخر مع بقاء الأصل.

الحزب الشيوعي السوداني كأي حزب آخر في الساحة يسعي في النهاية الي السلطة لطرح برنامجه الذي يري فيه الحلول للمشاكل والمهددات الإقليمية والدولية التي يعاني منها الوطن وهو حزب صاحب نظرية أيدلوجية مبوبة تمثل فلسفة الحزب وهناك البرنامج السياسي المصاحب للنظرية. فهل النظرية الفلسفية للحزب صالحة منذ صدورها قبل مائة وخمسون عاما للتطبيق بكل بنودها اليوم؟ أم أن هناك تغييرات في الواقع المعاش تقتضي ضرورة النظر في بعض البنود لتواكب الوضع؟ فكارل ماركس درس الاشتراكية والرأسمالية ودرس حالة العمال والمصانع وعلاقات الانتاج والمنتجين واصحاب العمل وفائض الانتاج ومن ثم تولدت عنده الفكرة الاساسية والنظرية في كتاب راس المال، وقوله ? أن الوجود في حركة مستمرة لا يستقر إطلاقا ? يعني فيما يعني أن التجديد ضربة لازب على كل شيء حتى علي نظريته.

من النظرية الماركسية ? المادية التاريخية ? هناك بنود هي واقع ماثل وصحيح

1/مجري التاريخ يتحكم فيه الإقتصاد.

2/التاريخ صورة للصراع الطبقي او سجل للصراع الطبقي.

3/الحكومة هي جهاز تنفيذي أو أداة في يد الطبقة المستغلة لاضطهاد الطبقات المستغلة.

ولكن هناك خلل في النظرية وهو القول بأن القوة والعنف هما الوسيلتان الوحيدتان لتغيير أي نظام. فالقوة هي مطلب اساسي لإحداث التغيير وهو قوة الفكر وقوة الإجماع وقوة الوحدة الفكرية, ولكن العنف هو استخدام القوة كالسلاح والعضلات من غير إقناع فكري. وقد أثبتت ثورة أكتوبر 1964 في السودان خلل هذا البند من النظرية. فإجماع الشعب على وحدة التغيير من دون عنف أزال حكما عسكريا استأثر بالسلطة ستة سنوات وشل تفكير العسكر من استخدام السلاح مما جعلهم يراجعون حساباتهم في أن استعمال العنف غير مضمون النتائج. فكل من يمتلك الفكر الحر وعلي قناعة به, يستطيع أن يقيم الحجج ويقدم البراهين علي صحة ما يدعو له بسماحة وسعة صدر وقبول الآخر دو اللجوء للعنف.

نقطة ثانية، حتى في غير البلاد المسلمة كروسيا مثلا فأن عدد سكانها – رغم تناقصه في السنوات الأخيرة بانخفاض أعداد المواليد وارتفاع أعداد الوفيات – قد يصل عدد السكان لأكثر من 140 مليون نسمة ولكن نسبة الشيوعيين لا تصل إلى 20% وهناك احزاب انشقت من الحزب الشيوعي الأصل وقد فقد الحزب الكثير من الاصوات، فهنا قد يكون الخلل في البرامج المصاحبة للنظرية.

في الاعتقاد أنه في الوقت الحاضر ليس هناك غير فكرتان في الميدان وهما الاسلام والماركسية ومن واقع المجتمع السوداني أن غالبيته مسلمة علي اختلاف طوائفهم, ولكن الاسلام لم يتبلور كفكرة واحدة ليصبح دعوة تنازل الماركسية وتصحح بعض أخطائها, وكل طائفة أو حزب بما لديهم فرحون, أو كما قال المثل (كل زول عاجبو الصارو) فلجأ الخطاب السياسي للطوائف المسلمة في السودان إلي تجريم كل من يعتقد في الشيوعية بأنه ملحد وأن الشيوعية رجس من عمل الشيطان, ناسين او متناسين أنه وكما يعتقدون (لا يدخل في ملك الله إلا ما يريده الله) وإن كان ذلك كذلك, فمن الذي أدخل الماركسية في ملك الله هذا؟.. فماذا عمل الشيوعيون لتصحيح الخطاب السلفي هذا في خطوة نحو التجديد؟ وهل يملكون وسائل التصحيح؟ فلا بد من العمل في التوعية في هذا الجانب وفي جوانب أخري كالحديث مثلا عن الديمقراطية، فالديمقراطية تحتاج لأن يمارسها الداعي في نفسه قبل أن يدعو غيره إليها فهي لا تدرس في المدارس ولا تكتب في الكتب ولا في المحاضرات وهي تربية ذاتية سلوكية يومية تحتاج للمنهاج التربوي ومثل الديمقراطية كذلك كلمة الاشتراكية فلأن أكون اشتراكيا لابد أن أكون على ثقة في الغيب وأن ما تنازلت عنه اليوم سأجد العوض عنه عاجلا أم آجلا. والناس شركاء في ثلاث (الكلأ والماء والنار) وهي مصادر الإنتاج التي بإتقانها وتجويدها تكون غزارة الإنتاج والذي لا يأخذ منه الاشتراكي حقا غير حاجته الحاضرة ويترك باقي الإنتاج لمن يحتاجه. هاتان النقطتان الاشتراكية والديمقراطية وهما يعنيان المساواة في الثروة والمساواة في السلطة يكون الناتج الطبيعي لتحقيقهما هو العدالة الاجتماعية الشاملة.

من هنا يظهر تحدي حقيقي للنظرية من إنكار للغيب وأن هناك قوة خارجية مسيطرة على الكون وما لم تعالج هذه النفطة سيظل التحدي بالاستمرارية من أكبر مواجهات التجديد.

شكرا جزيلا

مداخلة الأستاذ ابوعبيدة الخليفة:

الحضور الكريم السلام عليكم

في البداية اشكر مركز آفاق جديدة على تنظيمه هذه الندوة الهامة في مانشستر بعنوان اطروحات نقدية حول كتاب (هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني؟) والشكر موصول الى صديقي دكتور صديق الزيلعي محرر الكتاب وأقدر كذلك مجهوداته في التوثيق فقد سبق في هذا الشأن سلسلة توثيق الحركة النقابية وكتاب حركة أبناء الغرب الى اين؟ والآن نناقش كتابه حول تجديد الحزب الشيوعي. ولا شك أنى أثمن جهوده وأثمن اتجاهه لنقاش هذا الموضوع الهام وخاصة انه قدم الطرح لأشخاص من خارج مؤسسة الحزب الشيوعي بما يمكن ان نعتبره نوع من الشفافية كما ان ذلك قد يعطي صورة حقيقية من خلال النظرة للأمور من خارج الحزب.

الكتاب و فكرته في حد ذاتها نهج جديد و هي طريقة عملية لمعرفة التصور للحزب من خارجه و هذه تكون نظرة نقدية مكملة لوجهه النظر الداخلية لأنه يهمنا كثيرا تطوير بيئة الثورة السودانية باعتبار ان كثير من الاحزاب و حركات الكفاح المسلح يجمعها اهداف علي المستوي القصير و الطويل و معافاة كل طرف في هذه العملية تقود الي معافاة الحركة السياسية السودانية ككل بما يقود الي الانتصار علي نظام التطهير العرقي و الابادة الجماعية و تحويل وجهه السودان الي الاتجاه الصحيح بتحقيق التنمية المتوازنة و التقسيم العادل للسلطة و الثروة و الرفاه لشعوبه في واقع يتسم بالعدالة الاجتماعية و المواطنة المتساوية و الاعتراف بالتعددية و الاخر و كل ما من شانه لتحقيق الكرامة و السعادة للشعوب السودانية.

وهذه التجربة اعتقد انها مفيدة لكل القوي السياسية السودانية اذ تكسر عملية الانكفاء للداخل وتقوم بأعمال الشفافية في هذه الكيانات بعيدا عن الانغلاق ومن اجل التطوير والممارسة السياسية السليمة في جو صحي ومعافي يستند على رؤي مميزة وبرامج واهداف واضحة وبناء تحالفات على المدي القصير والطويل على اسس راسخة وصلبة.

وفي هذا المقام وهو نقاش موضوع تجديد الحزب الشيوعي السوداني واعتقد ان عملية التجديد من المفترض ان تهم كل الاحزاب وحركات الكفاح المسلح كل فترة الا انها في حالة الحزب الشيوعي اعتقد انها ضرورية خاصة وان الحزب قد تنبه لها منذ 1997 بطرحه للمناقشة العامة وهي تتناول مواضيع تتعلق بالتجديد.

ان انهيار الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية في نهاية ثمانينيات القرن الماضي قد افرز واقعا جديدا على العالم وطرح السؤال الاوحد والمركب:

الانهيار يعني النظرية نفسها ام هو متعلق بالتطبيق؟

ان التغيرات التي حدثت في المجتمع السوداني و التي طالت التركيبة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية في السودان و الحروب و الابادة الجماعية و التطهير العرقي في اقليم دارفور التي افرزت حركة نزوح تفوق الثلاثة مليون و استشهاد ما لا يقل عن خمسمائة الف ناهيك عن ملايين القتلى في جنوب السودان و ملايين النازحين بالإضافة الي التردي الواضح في الظروف الإنسانية بسبب تغيير التركيبة الاجتماعية و الاقتصادية كل ذلك قد ادي الي تغيير دراماتيكي في الحاضنة التقليدية الاساسية التي نشا فيها الحزب الشيوعي السوداني ، و اذا ما قرأنا معها انهيار المعسكر الاشتراكي فانه تتضح معالم التحديات التي تجابه الحزب.

في الكتاب “هل يمكن تجديد الحزب الشيوعي السوداني” طرح الدكتور صديق الزيلعي بعض الاسئلة المهمة بهذا الخصوص على عدد من المهتمين او يفترض انهم على علاقة ما سلبية او ايجابية مع الحزب وقد تبلورت الآراء وبصورة عامة حول:

النظرية التي ينطلق منها الحزب الشيوعي وهي الماركسية التي اختلفت وجهات النظر حول الاجابة

فمن يعتقد ان النظرية ما زالت قائمة بعنفوانها وان ما حدث خلافات في التطبيق،ومن يري ان النظرية تحتاج الي تقويم او مواءمة جديدة لتعديلها النظرية بما يستوعب التغيرات الكونية التي حدثت،

ومن يعتقد ان النظرية اصبحت تاريخ وان على الشيوعيين السودانيين البحث عن مخرج لحل هذه الازمة.

وذلك طبعا تلخيص القصد منه هو تبيين سريع لوجهات النظر المتباينة حول الموضوع.

كما انه جري نقاش من خلال المساهمات حول تاريخ الحزب ومراحل تأسيسه وقواه الاجتماعية واطروحاته وتكوينه وصعوده وانحساره والمعارك المهمة التي خاضها. وايضا حول الحركة الداخلية للحزب والديمقراطية المركزية والديمقراطية اللبرالية والتنظيم والعلاقة بالتحالفات المختلفة وكثير من المواضيع الأخرى الهامة.

وكذلك وضعت تصورات حول مستقبل الحزب الشيوعي السوداني تنطلق من الكيفية نحو الالتزام النظري بالماركسية اللينينية سلبا او ايجابا او تحفظا.

وهو نقاش عميق وشفاف وايجابي واعتقد ان الحزب الشيوعي استفاد من هذه المساهمات بصورة كبيرة وهي مهمة ضرورية للحزب وبالتأكيد لن تكون نتائجها سريعة فهي تخضع للنقاش داخل الحزب الشيوعي حسب التوازنات خاصة وان العملية ليست ميكانيكية الا ان المهم ان النقاش قد بدا، وبالفعل الحزب قد حسم بعض الاشياء في مؤتمره الاخير وتظل المهمة مستمرة وهذه العملية تحتاج الي قلب مفتوح وارادة حقيقية.

هي في النهاية قضايا يقررها الحزب الشيوعي مع العلم ان لدي بعض التحفظات حول مواقف الحزب الشيوعي في الفترة الاخيرة يمكن ايرادها في الاتي:

عند انطلاق حركة جيش تحرير السودان في 2003 م في اتون حملات التطهير العرقي و الابادة الجماعية كان موقف الحزب غير واضح في تقييمه بالنسبة للقوي الجديدة التي انطلقت كحركة كفاح مسلح وفق افق ثوري متطور في عمليه رد الفعل الموضوعي للواقع و هي عملية جريئة قيام حركة مقاومة مسلحة في الواقع السوداني في اطار قضاياه الحية باعتبار ان الحركة تمثل اضافة ايجابية و ثورية جديدة للواقع السوداني في تغليب التوازن لصالح قوي الثورة علي نظام التطهير العرقي و الابادة الجماعية و هذه عملية عميقة كان يفترض ان يكون الرأي حولها اكثر وضوحا.

موقف الحزب الشيوعي من وثيقة الفجر الجديد وبالرغم

من ان القضايا التي طرحت في وثيقة الفجر الجديد هي قضايا الي حد كبير تمت بالموائمة بين البديل الديمقراطي لقوي الاجماع الوطني واعادة هيكلة الدولة السودانية للجبهة الثورية السودانية وهي وثيقة واضحة المعالم كان من الممكن ان تساهم بشكل كبير في حل الازمة السودانية واعتقد ان وثيقة الفجر الجديد ستشكل مرحلة لا بد من المرور عبرها

فالحزب الشيوعي لم يتعامل مع الوثيقة بشكل سياسي مرحلي او كأهداف بل تعامل معها بشكل اجرائي بحت و حتي التحفظات التي اثارها فيما يتعلق بموضوع الدين و الدولة او خلافه كان يمكن معالجتها و الابقاء علي عناصر الوثيقة الأخرى و تطويرها بدلا من العمل علي تعطيلها و هي وثيقة منطقية و متقدمة و عملية ، و هنا تحضرني مساهمة الدكتور احمد عثمان عمر في التحالفات حيث قال (زعم الحزب ان التحالف لا يستلزم وحدة الفكر و الارادة لأنه ليس تنظيما حزبيا وهذه مقولة حق اريد بها باطل و ذلك لان وحدة الارادة و الفكر اذا لم تكن موجودة في حدود برنامج الحد الأدنى فعلي اي اساس يبني ذلك البرنامج و ينفذ الحد الأدنى ) ان ضرورة العمق و التقارب في البرامج و الاهداف مهمة لخلق تحالفات محتملة و حقيقية علما بان الشعبي كان احد احزاب تحالف قوي الاجماع كما ان التحالفات لا ينظر اليها بشكل ميكانيكي.

ان خروج الحزب من قوي نداء السودان كان فيه شيء من الاستعجال وكان يمكن ان يخوض حوارا أعمق في ظل ازمة سودانية عميقة ونجد ان التحول المفاجئ والتعسفي في موقفه لم يراعي تحديات السياسة السودانية ولم يعطي امكانية التريث فرصة في واقع متأزم تستمر فيه الحروب كما في اقليم دارفور والنيل الازرق وجبال النوبة بالإضافة ازمة الديمقراطية والحريات والازمة الاقتصادية وكل ذلك يخلق انتكاسات للعمل المعارض ويضعفه. إذا اخذنا في الاعتبار تسارع الاحداث بما كان له إثر كبير في احداث ربكة سياسية اعطت اشارات خاطئة لوحدة المعارضة واثرت على مستقبلها.

انني اعتقد ان مسالة التحالفات بالنسبة للحزب الشيوعي تحتاج الي اعادة تقييم لان التحالفات تشكل اهمية مباشرة بالنسبة للحركة السياسية ووحدة المعارضة موضوع مهم، وان لكل مرحلة ظروف محددة مع ضرورة النظر لواقعية الاشكاليات نفسها والظروف المحيطة بها وهي عملية معقدة في واقع يتسم بعدم النضج او المبدئية والاستراتيجية وفيها الخاص والعام والكلي والجزئي.

ارجو ان اكرر شكري لمركز افاق للدراسات وتحية خاصة للأخ صديق الزيلعي علي جهده النظري والعلمي والتنظيمي الصادق تجاه حزبه فقد عرفت الزيلعي شيوعيا ووطنيا صادقا وصديقا عزيزا وهكذا هو السهل الممتنع له كل التقدير كما ارجو واتمني للحزب الشيوعي التقدم والازدهار.

اشكركم ايها الحضور الكريم بمختلف مقاماتكم السامية علي حسن الاستماع.

والسلام عليكم.

تعليق واحد

  1. تحياتي الي الصديق الزيلعي على الاهتمام بالحزب الديمقراطي والتقدمي الوحيد في السودان , والذي كان له الدور الطليعي في القيادة الفكرية لهذا البلد المنكوب باهلة , في تقديري الحزب الشيوعي السوداني , تجاوز مرحلة التجديد والصيانة , والرعاية الصحية للإنسان كلما تقدم العمر , ثم موروث قديم مازال سيد الموقف ,والتغيرات التي حدثت,في العالم منذ نهاية الحرب الباردة وتخلي معظمها من الايدولجية الاشتراكية , اخلص يا صديقي العزيز , ان إعادة الحزب الي الحلبة , يجب استنساخ الحزب , في ثوب معدل جينيا ابتداء من اسم الحزب نفسه , ولاضير في ذلك , من قبل تغير اسم وجوهر الحزب الشيوعي في لبنان وفي المغرب وفي تونس , والضمير في ذلك وليس العبرة في تغيير الاسم وبدون تغيير,المنهج, المهم أولا ان يجد الحزب قوم جدد يؤمنون بخدمة غيرهم أسوة بهم وينبذون الفساد والقبلية والجهوية,يتبنون خطة اقتصادية تنهض بهذا البلد الكبير,الذي,في,طريقة نحو الانحدار في الهاوية وينتهي به المطاف الي,التمزق الي,دويلات في شكل جزر, في,قلب إفريقيا شمال الصحراء,.واظن انه ما تبقي,من رحل إفريقيا المريض,, ومن أخطر ما يمر بهذا البلد اليوم , دأبت الحكومات المتعاقبة علي,هذا البلد من العيال الشمالية إقصاء,السودانيين من اصل سوداني,خاصة أبناء,الغرب وفتح الهجرة بلا حدود الفاطميين من غرب افرقيا خاصة شاد نيجريا,الغرض الأساس تغيير التركيبة للسكان إقصاء,أهل البلد المعروفين بتفهم الريفي,والبديل مهاجرين ما همهم جني المال وإظهارها والتطلع الي,الحصول علي,التابعية الاي,هي منحة من عيال الشمالية , ليكونوا البدلاء لأبناء هذا البلد , حيث أنهم,تحت السيطرة, وكما الموضوع الأساس تجديد او ترميم,او صيانة فوق العادة للحزب الكبير الذي شاخ ولا يجد من يرعاه وقبل أن ينتهي,به الحال الي,ملجاء العجزة, اعتقد يكمن التجديد صراحة في تغيير,الاسم,وبالمناسبة حتي الحزبيين الكبيييرين في السودان تخطاهم الزمن .

  2. سؤال للمعلق الأول الأستاذ طاهر عمر :

    هل كان السؤال كيف يمكن تجديد الحزب الشسيوعي ام كيف ننتقد الماركسية او تجديدها ؟

    ربما يقول قائل لا فرق بين تجديد الحزب الشيوعي او نقد الماركسية .. لكن

    بالنسبة للناقد الحصيف الأمين ( وليس الشخص الغير محايد فكريا ) ان يدرس هذا

    الأمر بجدية. هل يقوم الحزب الشيوعي الآن بتطبيق الماركسية حتى ولو إدعى ذلك

    في أدبياته وبياناته ؟ انظر اليوم الى الميدان هل يمكن ان تعرف انها جريدة

    لحزب شيوعي اذا لم تقرأ المانشيت الأساسي او يكون لك سابق معرفة بذلك .

    أعتقد ان الأستاذ الطاهر كان ” اوف بوينت ” 100% …

    كان المفترض فيه ان يناقش موضوع الماركسية في موضع آخر … ويهتم بالإرث

    الحقيقي والتاريخ الحقيقي للحزب الشيوعي المليئ يالأحداث التي يمكن ان نستخلص

    منها العبر ونبني عليها آراء يستفيد منها الجميع .

    اما بخصوص الماركسية ، وبالبطريقة العمومية نفسها التي ارتكز عليها، اقول

    انها لازالت حاضرة وبقوة داخل المجتمعات الغربية … فالأحزاب التي تتبنى

    طرحها لا زالت موجودة وبأشكال جديدة واصبحت مؤثرة بشكل واضح كما في بريطانيا

    ،المانيا ، اليونان ، اسبانيا …. وغيرها … فأين هي مزبلة التاريخ ؟

  3. تحياتي الي الصديق الزيلعي على الاهتمام بالحزب الديمقراطي والتقدمي الوحيد في السودان , والذي كان له الدور الطليعي في القيادة الفكرية لهذا البلد المنكوب باهلة , في تقديري الحزب الشيوعي السوداني , تجاوز مرحلة التجديد والصيانة , والرعاية الصحية للإنسان كلما تقدم العمر , ثم موروث قديم مازال سيد الموقف ,والتغيرات التي حدثت,في العالم منذ نهاية الحرب الباردة وتخلي معظمها من الايدولجية الاشتراكية , اخلص يا صديقي العزيز , ان إعادة الحزب الي الحلبة , يجب استنساخ الحزب , في ثوب معدل جينيا ابتداء من اسم الحزب نفسه , ولاضير في ذلك , من قبل تغير اسم وجوهر الحزب الشيوعي في لبنان وفي المغرب وفي تونس , والضمير في ذلك وليس العبرة في تغيير الاسم وبدون تغيير,المنهج, المهم أولا ان يجد الحزب قوم جدد يؤمنون بخدمة غيرهم أسوة بهم وينبذون الفساد والقبلية والجهوية,يتبنون خطة اقتصادية تنهض بهذا البلد الكبير,الذي,في,طريقة نحو الانحدار في الهاوية وينتهي به المطاف الي,التمزق الي,دويلات في شكل جزر, في,قلب إفريقيا شمال الصحراء,.واظن انه ما تبقي,من رحل إفريقيا المريض,, ومن أخطر ما يمر بهذا البلد اليوم , دأبت الحكومات المتعاقبة علي,هذا البلد من العيال الشمالية إقصاء,السودانيين من اصل سوداني,خاصة أبناء,الغرب وفتح الهجرة بلا حدود الفاطميين من غرب افرقيا خاصة شاد نيجريا,الغرض الأساس تغيير التركيبة للسكان إقصاء,أهل البلد المعروفين بتفهم الريفي,والبديل مهاجرين ما همهم جني المال وإظهارها والتطلع الي,الحصول علي,التابعية الاي,هي منحة من عيال الشمالية , ليكونوا البدلاء لأبناء هذا البلد , حيث أنهم,تحت السيطرة, وكما الموضوع الأساس تجديد او ترميم,او صيانة فوق العادة للحزب الكبير الذي شاخ ولا يجد من يرعاه وقبل أن ينتهي,به الحال الي,ملجاء العجزة, اعتقد يكمن التجديد صراحة في تغيير,الاسم,وبالمناسبة حتي الحزبيين الكبيييرين في السودان تخطاهم الزمن .

  4. سؤال للمعلق الأول الأستاذ طاهر عمر :

    هل كان السؤال كيف يمكن تجديد الحزب الشسيوعي ام كيف ننتقد الماركسية او تجديدها ؟

    ربما يقول قائل لا فرق بين تجديد الحزب الشيوعي او نقد الماركسية .. لكن

    بالنسبة للناقد الحصيف الأمين ( وليس الشخص الغير محايد فكريا ) ان يدرس هذا

    الأمر بجدية. هل يقوم الحزب الشيوعي الآن بتطبيق الماركسية حتى ولو إدعى ذلك

    في أدبياته وبياناته ؟ انظر اليوم الى الميدان هل يمكن ان تعرف انها جريدة

    لحزب شيوعي اذا لم تقرأ المانشيت الأساسي او يكون لك سابق معرفة بذلك .

    أعتقد ان الأستاذ الطاهر كان ” اوف بوينت ” 100% …

    كان المفترض فيه ان يناقش موضوع الماركسية في موضع آخر … ويهتم بالإرث

    الحقيقي والتاريخ الحقيقي للحزب الشيوعي المليئ يالأحداث التي يمكن ان نستخلص

    منها العبر ونبني عليها آراء يستفيد منها الجميع .

    اما بخصوص الماركسية ، وبالبطريقة العمومية نفسها التي ارتكز عليها، اقول

    انها لازالت حاضرة وبقوة داخل المجتمعات الغربية … فالأحزاب التي تتبنى

    طرحها لا زالت موجودة وبأشكال جديدة واصبحت مؤثرة بشكل واضح كما في بريطانيا

    ،المانيا ، اليونان ، اسبانيا …. وغيرها … فأين هي مزبلة التاريخ ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..