أخبار السودان

اليَأس المُفْضِي للأمَل … عمر الدقير

يتحدث البعض عمّا يصفونه بحالة اللامبالاة لدى قطاعات واسعة من جماهير الشعب السوداني إزاء التحديات التي تواجه وطنهم والأزمات التي تعصف به، ويُدَلِّلون على ذلك بأمثلة كثيرة لكوارث وطنية لم تجد ما يوازيها من الإنفعال والغضب الجماهيري في وجوه من تسببوا فيها .. أصحاب هذا الرأي يردُّون حالة اللامبالاة هذه إلى شعور هذه الجماهير باليأس من جدوى التغيير وهي ترى أنها لم تحصد من غضباتها وهبّاتها السابقة غير الهشيم ولم ينتج عن تضحياتها سوى حمولات باهظة من الخيبة والخذلان.

إنَّ رأياً كهذا لا يمكن التسليم به على إطلاقه .. فقد يكون صحيحاً أن شعوراً باليأس واللاجدوى من تغيير ما هو كائن قد يتسرب، أحياناً، إلى نفوس الكثير من جماهير الشعب السوداني عندما ينظرون للوراء ويرون أن من أسلموهم مقاليد الأمور في أعقاب الهبّات السابقة – وزوَّدوهم من دمهم وعرقهم – لم يأتوهم بالخبر اليقين، بل أعادوهم حفاةً بعدما أفقدوهم حتى الخُفًّين .. لكننا نعتقد أن هذا اليأس ليس قنوطاً تاماً، بل هو أُسُّ الأمل وشرطه الواعي حتى لا يتكرر اللدغ من نفس الجحور .. فالشعب السوداني في حاضره المأزوم ليس غافلاً عن أسباب النهوض التي يمتلكها وليس يائساً من تاريخه النضالي ولا من موروثه في أساليب التغيير، لكنه يائسٌ من الوصفات القديمة البائسة والخيارات غير الرشيدة للنخب التي تناوبت الحكم منذ فجر الإستقلال وتركت الأسئلة الكبرى يجرُّ بعضُها بعضاً، بلا إجابات، عبر متوالية من العجز والفشل في شقِّ دروب النهضة وبناء دولة المواطنة الحديثة التي تسع جميع أهلها .. إنه يأسٌ غاضب من تجارب الماضي، لكنه لا يعني التسليم بالأمر الواقع، بل هو جديرٌ بأن يفضي إلى أعلى درجات الأمل كونه ناتج عن حالة نقدية لتلك التجارب التي ثبت بطلانها وبان خذلانها، وهي حالة ضرورية لفرز السُمِّ الزعاف عن الدواء الشافي.

هذا لا يعني أن يُطرح السؤال الممجوج عن البديل بوصفه شرطاً لاتخاذ موقف من الراهن – فليس ثمة خيارٍ أخلاقي غير رفض الراهن ومقاومته عندما يندفع إلى أقصى حدود الرداءة والإستنقاع – ولا بديلَ عن الديموقراطية كأفضل نظام للحكم توصل إليه الإنسان، خلال تاريخه المُفْعَم بالصِّراع وسَلْب الحقوق وهَدْر الكرامة، لأنها تضمن حقوقه المقدّسة في الحرية والسلام والعدالة ولأنها – عبر ميكانزمات المشاركة وتداول السلطة – تتخلص من عيوبها وتفتح أبواب التقدم والتطور والبحث الدائم عن أفضل الخيارات .. اليأس الغاضب من خيبات الماضي هو مصدر قوة الأمل في التغيير لواقعٍ جديد ومستقبلٍ أفضل، ويفرض على كل من يطرح نفسه بديلاً أن يواكب الحالة النقدية لمسيرة الفشل السابقة ويستبدل المفاتيح القديمة التي لم تعد تصلح لفتح الأبواب الجديدة ويتوجه إلى قوى التغيير الكامنة – التي يشكل الشباب عمودها الفقري – بخطاب وطني مستنير يستطيع مجادلة الواقع المأزوم في كل جوانبه.

لسنا في وارد التهوين من حقيقة أن نظام الإنقاذ – منذ استيلائه على السلطة نهاية يونيو 89 – واجه قوى المعارضة بمستوىً غير من مسبوقٍ من القمع والتنكيل والتخريب بشتَّى الوسائل، ولسنا في وارد التقليل من التضحيات الجسام التى قدمها – وما زال يقدمها – كثيرٌ من منسوبي القوى المعارضة، حيث واجهوا سيف الفصل والتشريد وصمدوا في وحشة الزنازين واجترحوا البطولات في بيوت الأشباح وأقبية التعذيب وساحات المقاومة المختلفة، بل منهم من دَفَع حياته ثمناً لِدَفْع الموقف النضالي إلى عُلُوِّه الشاهق .. لكن من المهم مواجهة النفوس بالنقد الشجاع الأمين والإعتراف بأن قوى المعارضة أضاعت فرصاً عديدة بتشرذمها وانعدام فعاليتها الجماعية جراء استغراقها في شجونٍ صغرى وخلافات هامشية لا تليق بمن يتعامل مع قضايا الوطن بجدية ومع التاريخ بغير خمول، وأنها أدمنت بيانات الشجب والاستنكار وتوقيع الإعلانات والمواثيق بينما الفعل ممنوع من الصَّرف، واكتفت هذه القوى – في أحسن الأحوال – بتوصيف رداءة الواقع دون القيام بالواجب الذي يعطيها جدارة تمثيل الضمير الوطني، وذلك بأن تتفق على رؤية واضحة لمعالجة الواقع المأزوم وتمتلك زمام المبادرة وتتقدم الصفوف – عبر جبهة موحدة – في أدوار طليعية اقتحامية لانتزاع حق الحراك الحر وبث الوعي الإيجابي القادر علي تفكيك منطق الاستبداد ومواجهة ثقافته المسمومة وتعبئة الجماهير وتحريضها على استنهاض المُمكنات النضالية الهاجعة واستثمارها في مواقف تعيد معايرة ميزان القوى لمصلحة إنجاز التغيير.

لا تزال هناك فرصة، أمام القوى المعارضة، للإستدراك وتَجاوُز الشجون الصغرى للنهوض بالواجب الوطني كما ينبغي أن يكون .. وأيَّاً كان الأمر، فإنَّ الشعوب لا تتصالح مع الواقع الغاشم أو تيأس من تغييره .. ستخرج من رَحِم المعاناة طلائع تتمرَّد على الأمر الواقع وترفض الخضوع له وتتصدَّى لتغييره بإرادة باسلة وأساليب مبتكرة – تتلائم مع طبيعة المرحلة والصِّراع – لتسريع عجلة العبور إلي الوطن المُتْواري خلف جبل الخيبات، الوطن الحلم الذي تحتشد فيه كلُّ معاني الحياة الكريمة .. أمّا الذين يركنون إلى نظرية اللامبالاة ويحسبون صمت الشعب رضاءً أو يأساً أو خنوعاً، فعليهم أن يفرقوا بين صمت القبور وصمتٍ مشحونٍ بالغضب يسبق العاصفة، وعليهم أن يدركوا – قبل فوات الآوان – أن الشعوب جَبَلَها خالقُها على أن تمهل ولا تهمل.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. فليكن الامل والصبر العمل الدؤوب من اجل تمليك شعبنا الحقائق هو سلاحنا لمواجهة الطغاة الفاسدين .. ان هؤلاء لا يشبهون السودان ولا يتشرف السودان بان ينتمي اليه مثل من يحكمونه اليوم .. انهم باقل مايوصفون انهم مرتزقة متفقون علي نهب ثروات البلاد وبيعها بثمن بخس .. حقا يا باشمهندس ان هوان سوداننا علي الطائفيين في التجارب السابقة هو من يجعلنا في صمت وتأمل وبحث عن مخرج خال من عيوب الماضي والحاضر. نسأل الله العون والمدد والفرج القريب وحقن دماء امتنا التي لا يعرف هؤلاء قيمتها.

  2. املنا في جيشنا عظيم واملنا في المعارضة بكل اطيافها صفر
    البلد ح يتقسم ما في ذلك شك وستغرق دارفور في طوفان الدماء وستتكرر اغتيالات حتى في العاصمة وهذا من نذر يوم القيامة عندنا هنا والاهم من كل ذلك ان يفهم الاتجاه الاسلامي بكل الوانه ما فعلوه بالاسلام ذاته خليك مما فعلوه بنا نحن دا هين . لنا يوم النشور حساب باسم الاسلام ان شاء الله ليس مع هم في المستنقع الان بل كذلك اهل الفكر الذين حملوهم بالوهم الكبير الواقفين منهم اليوم على باب موارب والذين يحاولون ال ستر عوراتهم بتعابير الاسف للحاصل الذي لم يكن المراد والنادمين وحساب الامة يمتد حتى للأفندي والتيجاني وابراهيم زين العابدين والمحبوب وغازي كلهم زيّنوا البشاعة اول أمرها ….بالله من منا لايريد نصر الاسلام ؟ لكن أين التعقّل والروية وحسابات الواقع وذكاء العقول وصفاء النفوس …لقد ادخلوا ديننا في مداخل …خلق من خلق الله شالتهم حماسة طفولية لا معرفة لاخطة لا حسن تدبر لا فطنة .زلنا معهم أيام بإذن اله

  3. انتم الامل
    و انتم الفكر المواكب الذي نتطلع اليه كشباب
    انتم حزب المؤتمر السوداني
    لكن تنقصكم الكثير من آليات الانتشار و التبشير ببرامج الحزب
    هي دعوة ان قدمتموها للشباب
    سيلبي
    و سنعلن معا ميلاد وطن جديد
    نتعايش فيه وفق حقوق المواطنة وواجباتها
    وطن نتخير فيه العدل عبر مؤسساته القائمة بعدالة و نزاهة
    و المحمية بارادة الشعب
    وطن تكون عقيدة مؤسساته مراعاة مصلحة الشعب اولا
    من غير انحياز لسلطة
    وطن نتقاسم مجهودات بنائه من جديد

  4. استاذنا الفاضل عمر الدقير

    دائما ما تأتي مقالاتك قوية و متلمسة لعصب القضية و مقدمة لحلول و معالجات قيمة لو يستفيد الناس منها ..

    نتيجة ما ذكرته من قمع مستمر عبر القوانين و فرض قيم مجتمعية فالسارق و الفاسد اصبح يطلق عليه لقب شاطر و القاتل مجاهد و العديد من التوصيفات التي لا تتوافق مع الدين و القيم و الأعراف ، فتغيرت مفاهيم (المواطن) الذي يعتبر الآن (العلة الرئيسية) و ليس ضعف المعارضة أو قوة النظام لأن المواطن تم تنميطه و تدجينه ليصبح :
    (مواطنا مستقرا) …..!!!

    (المواطن المسقر) كما وصفه علماء النفس و السياسة و الفلسفة و هو أسوأ انواع المواطن لأنه قبل بالعبودية طواعية ..

    يقول المفكر الفرنسي (اتيان دو لا باسييه) في كتاب العبودية الأختيارية ..

    عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل تنشأ اجيال من الناس (لا تحتاج للحرية و تتوائم مع الاستبداد) و يظهر فيها ما نسميه
    (الموطان المستقر) ..
    المواطن المستقر يعيش في عالم خاص به و تنحصر إهتماماته في ثلاثة أشياء كما هو حادث في الآن السودان :

    1… الدين ..
    2… لقمة العيش..
    3.. كرة القدم أو اللهو ..

    (الدين) عند المواطن المستقر لا علاقة له بالحق و العدالة و أنما مجرد أداء للطقوس و هو مجرد أستيفاء للشكل و غالبا لا يلامس سلوكه.. (حالة مظهرية)..
    فالذين يمارسون بلا حرج الكذب و النفاق و الرشوة يحسون فقط بالذنب فقط إذا فاتتهم أحدى الصلوات ..
    و هو لا يدافع عن الدين إلا اذا تأكد أنه لن يصيبه اذى ..
    فقد يتظاهر ضد الدانمارك عندما تنشر رسوم مسيئة للرسول صلى الله عليه و سلم لكنه لا يعترض بكلمة مهما بلغ عدد المعتقلين ظلما أو عدد الذين ماتوا نتيجة للمرض أو التعذيب أو في المظاهرات أو أثناء المداهمات .. و قائمة الامثلة تطول …

    (العيش)أو المعيشة هي الركن الثاني لنمط حياة المواطن المستقر، فهو لا يعبأ اطلاقا بحقوقه الدستورية أو القانونية أو السياسية لكنه يعمل فقط من أجل تربية أطفاله حتى يكبروا فيزوج البنات و يحصل على عقود عمل لاولاده في الخليج ثم يحج الى بيت الله استعدادا لحسن الخاتمة .. !!!

    (كرة القدم) أو اللهو مثل لعب الليدو و الورق و هي الركن الثالث..

    (المواظن المستقر) يجد في كرة القدم تعويضا له عن أشياء حرم منها في حياته اليومية ، و كرة القدم أو الألعاب ذات القواعد و القوانين الواضحة تنسيه همومه يجد فيها تعويضا لما يفتقده في حياته اليومية و تحقق العدالة التي حرم منها لأن كرة القدم خلال 90 دقيقة تخضع لقواعد واضحة و عادلة تطبق على الجميع و هنا يكون الانغماس في صورة (التعويض) ..

    حقيقة المواطن المستقر هو العائق الحقيقي للثورة التي ننادي بها و لن يتحقق التغيير إلا عندما يخرج من عالمه الضيق ..
    و يحدث ذلك فقط عندما يتأكد المواطن من أن (ثمن السكوت على الإستبداد أفدح بكثير من عواقب الثورة ضده) ..

  5. كلام جميل جدا … لكن في كل يوم تاخير ترتفع فاتورة التغيير و تكتمل المخططات للبقاء و السيطرة .

  6. نعم القول باشمهندس عمر. وخاتمة مقالك العميق تعتبر هي الوصفة الحقيقية لنهضة أبناء السودان وإنتشال الوطن الجريح.

  7. مقال غاية في الروعة من حيث الصياغة والمعني يا أستاذ عمر الدقير.. أتمني الاستمرار في مسألة نقد الذات عسي ولعل يأتي يوم تضعون يدكم في يد الإنقاذ من أجل مستقبل أفضل لنا جميعاً بدلاً من السياسة البالية بتاعة التغيير والثورة ونظرية الفوضي الخلاقة.. كان يمكنكم مثلاً أن تشاركوا في الحوار الوطني الاخير وتدلوا بدلوكم وتقدموا عطاءكم للجميع لكنكم أخترتم السكون والأنزواء في ركن قصي ورفضتم مبدأ الحوار بحجج واهية.. تاريخ السودان كما قلت هو فعلاً هو أكبر دليل علي يأس الشعب السوداني من التغيير لأن لسان حال عامة الناس يقول: نغير لمنو ولمصلحة منو؟ والإنقاذ برغم كل ما يقال عنها فهي ليست أسوأ من غيرها من السابقين بل هي أفضلهم بلا منازع.. ولو أستمريت أخي عمر الدقير في نقد الذات ستلاحظ أن ما قدمته الإنقاذ من إيجابيات وإنجازات وتنمية وبنية تحتية لم تقدمه حكومة من السابقين بمافيهم الاحتلال البريطاني المصري نفسه.. لكنك ستحاول الزوغان من هذه الحقيقة بالقول أن فترة الانقاذ طويلة وكان يمكن أن يفعلوا أفضل من كل هذا.. أو يمكنك أن تقول أن الانقاذ صنعت الحروب العبثية الكثيرة.. لكن الاستمرار في النقد سيؤدي بك الي الحقيقة الواضحة وهي أن أيجابيات الانقاذ هي إيجابياتها وحدها لم يشاركها فيها أحد ولم يساعدها أحد في بناء الجامعات والطرق والجسور وووو أما سلبياتها (الحروب العبثية) فهي نتاج أفعال كل القوي السياسية وليس الإنقاذ فقط – فالإنقاذ لم تحارب أحداً بل حاربها الاخرون.

  8. نعم الاخ الدقير نتفق معك تمام خاصة فى العبارة(ستخرج من رَحِم المعاناة طلائع تتمرَّد على الأمر الواقع وترفض الخضوع له وتتصدَّى لتغييره بإرادة باسلة وأساليب مبتكرة – تتلائم مع طبيعة المرحلة والصِّراع )نحن الان ينبغى لنا ان ندرس كل الاحتمالات الممكنة والمتاحة لاحداث التغير المطلوب فمثلا نجد ان صوتنا قد بح ونحن ننادي بقناة فضائية معارضة يقف عليها كوادر تنال الثقة المطلوبة للفعل …دعونا نتحدث فقط عن هذه الوسيلة لاغيرها

  9. هكذا هي أفكار ورؤى القادة أصحاب العقول النيرة والبصيرة المتقدة والنظرة الثاقبة. متعك الله بالصحة والعافية ياهندسة ونفعنا ووطننا الحبيب بك وبأفكارك.

  10. باشمهندس عمر الدقير
    السلام عليكم
    حقيقة مقال رائع روعة حزبكم الشاب الذي لا يتوانى في خلق الفرص للتعبير عن رفضه لما وصل اليه حال بلدنا وشعبنا .
    ولكني كنت اتمني لو تناول المقال كيف يمكن الخروج من هذا النفق .
    هل من الممكن وضع سيناريوهات للقيام بهبات شعبية في الاحياء والمدن وغيرها ام سننتظر الهبة العشوائية كالتي حدثت في سبتمبر 2013 وذهبت لحال سبيلها حيث كانت القوي المنوط بها قيادة الجماهير غائبة.
    النظام حاليا عبارة عن جثة هامدة يحفر أهلها يوميا قبر جثتهم بيديهم حتي صار القبر بئراً ولم يجرؤ احد علي دفع الجثة للسقوط .
    المطلوب من يتقدم الصفوف لدفع الجثة .

    تحياتي

  11. لابد من حؤاك …. التجمد ليس منطبيعة الجياة …. لابد من انتظار حتي تنضج الثمار…. فالاشجار تموت واقفة.

  12. نكون واقعيين ان انقلاب الانقاذ مثلة مثل أي انقلاب. لكن السؤال هو لماذا استمرت الانقاذ طوال هذه الفترة. انا من وجهة نظري لعدة اسباب :
    1- الثقافة العامة للمواطن السوداني.
    المواطن السوداني ذو ثقافة بابوية أي ان ما يقوله (المدرس في الفصل? رب الاسرة? شيخ القبيلة? رئيس الدولة? حتى يحدث ذلك في بعض الاحزاب ذات الثقل) هوه صحيح وان تعارض مع الواقع. وايضاّ شعب مؤمن جداّ ( لا اقصد التدين) يأخذ كل ما يقوله الحاكم قضية مسلم بها وان تضارب ذلك مع العلم او الواقع او حتى الدين.
    2- الجهل
    للأسف الشديد وده اقولها بك حسرة نسبة الجهل عالية حتى عند المتعلمين (جهل متعلمين لأنه يوجد فرق بين التعليم و الثقافة) لديه عدم دراية في اين تكمن مصلحته او تحليل الامور والاحداث تحليل? لا اقل تحليل علمي دقيق ولكن على الاقل تحليل صحيح.
    3- الاحزاب
    ان الاحزاب الكبيرة كل ما قلة شعبية قائدها فان أي انقلاب يحدث يجدد شعبيته. لذلك يغض الطرف عنه ولكن ينتفض عندما يشعر بان هذا النظام الجديد يطبق نوع من التعليم يهز من مكانته في المستقبل. ومعلوم ان استمرار الدمقراطية ينفك تدريجياّ من ما ورد في الفرتين (1) و (2).
    لذلك لا ارى انفكاك من هذا النظام الى عند ما يجوع الشعب بمعنى الكلمة ( الجوع كافر).

  13. (لكن من المهم مواجهة النفوس بالنقد الشجاع الأمين والإعتراف بأن قوى المعارضة أضاعت فرصاً عديدة بتشرذمها وانعدام فعاليتها الجماعية جراء استغراقها في شجونٍ صغرى وخلافات هامشية لا تليق بمن يتعامل مع قضايا الوطن بجدية ومع التاريخ بغير خمول)

    أصبت كبد الحقيقة ياباشمهندس

    (لا تزال هناك فرصة، أمام القوى المعارضة، للإستدراك وتَجاوُز الشجون الصغرى للنهوض بالواجب الوطني كما ينبغي أن يكون)

    نتمنى ذلك .. وليتهم الجميع يسمع

    ختاماً لك التحية على هذا المقال الرائع

  14. الكلام هين وسهل والتحليق بالعبارات المنتقاة يرتفع بالطموح ويحلق به لكن التأمل في الواقع يعيده إلي أرض الحقيقة. وهذا الإنشاء اللغوي لا يبدل الحقيقة.

    ما وصفه الكاتب بأنه (السؤال الممجوج عن البديل بوصفه شرطاً لاتخاذ موقف من الراهن) سيظل أبداً التساؤل المشروع والإستفسار الأهم لمن يصفهم المقال باليائسين.

    ودائما ما يلجأ الكتاب لإزدراء من يسأل سؤالا مشروعا بجدية لصرفه عن سؤال يتحاشونه ثم وصف هذا السؤال بنعوت شتى حينما لا يملكون إجابة وهو نوع من الهروب المغلف بالجبن من مواجهته بحقيقة ضعفهم تجاه إجابته. ووصف التساؤل المشروع عن البديل بنعوت شتى كالممجوج وغيره لعجز عن إجابته وتحاشيا للخوض في تساؤل يعري ويبين الذي يخفون. فهو سؤال السياسي الذي خبر الأحزاب وسؤال العادي الذي إكتوي بما تسمى بالديمقراطية وسؤال البسيط الذي لا يهمه إلا أمنه وأمان أسرته أولا ثم قوتهم من بعد فما قيمة طعام بلا أمن ولا أمان.
    هؤلاء ليسوا بيائسون فلا يرضخ لنظام من هو يائس ولكنهم يعرفون عجز البديل وأن العمل وإصلاح الحال بما هو موجود خير من المجهول الذي يعرفون ظلامه وأوحاله وعقباه والذي يدعوهم إليه أصحاب الغرض من الذين يعرفونهم ويعرفون غرضهم ومرضهم وبخس أثمانهم ونتانة أغراضهم ودناءة سرائرهم وسواد نواياهم.
    العمل بتكاتف مع الأيدي التي إجتمعت لإصلاح الحال هو البديل فيكفي دليلا على حسن النوايا أن يفسح من يحكم وأن يسعى لضم النائين عنه لهدف واحد.
    الدعوة يجب أن تكون للإصلاح من خلال المشاركة فهذا يمحص المخلصين ويعزل الذين ينسجون الخيال لواقع وهمي تحقيقا لأغراض شخصية ومصالح فردية الشعب الذي يتاجرون باسمه منها برئ.

  15. لك التحية استاذ الدقير…
    لدى الكثيرين قناعة تامة بأن رؤى المؤتمر السوداني هى الأصلح لإنقاذ السودان..فقط عليكم بطرح برنامجكم بشكل أوسع وعدم إغفال الولايات….إذ لم أر وجودا ظاهرا للحزب ببعض الولايات

  16. فليكن الامل والصبر العمل الدؤوب من اجل تمليك شعبنا الحقائق هو سلاحنا لمواجهة الطغاة الفاسدين .. ان هؤلاء لا يشبهون السودان ولا يتشرف السودان بان ينتمي اليه مثل من يحكمونه اليوم .. انهم باقل مايوصفون انهم مرتزقة متفقون علي نهب ثروات البلاد وبيعها بثمن بخس .. حقا يا باشمهندس ان هوان سوداننا علي الطائفيين في التجارب السابقة هو من يجعلنا في صمت وتأمل وبحث عن مخرج خال من عيوب الماضي والحاضر. نسأل الله العون والمدد والفرج القريب وحقن دماء امتنا التي لا يعرف هؤلاء قيمتها.

  17. املنا في جيشنا عظيم واملنا في المعارضة بكل اطيافها صفر
    البلد ح يتقسم ما في ذلك شك وستغرق دارفور في طوفان الدماء وستتكرر اغتيالات حتى في العاصمة وهذا من نذر يوم القيامة عندنا هنا والاهم من كل ذلك ان يفهم الاتجاه الاسلامي بكل الوانه ما فعلوه بالاسلام ذاته خليك مما فعلوه بنا نحن دا هين . لنا يوم النشور حساب باسم الاسلام ان شاء الله ليس مع هم في المستنقع الان بل كذلك اهل الفكر الذين حملوهم بالوهم الكبير الواقفين منهم اليوم على باب موارب والذين يحاولون ال ستر عوراتهم بتعابير الاسف للحاصل الذي لم يكن المراد والنادمين وحساب الامة يمتد حتى للأفندي والتيجاني وابراهيم زين العابدين والمحبوب وغازي كلهم زيّنوا البشاعة اول أمرها ….بالله من منا لايريد نصر الاسلام ؟ لكن أين التعقّل والروية وحسابات الواقع وذكاء العقول وصفاء النفوس …لقد ادخلوا ديننا في مداخل …خلق من خلق الله شالتهم حماسة طفولية لا معرفة لاخطة لا حسن تدبر لا فطنة .زلنا معهم أيام بإذن اله

  18. انتم الامل
    و انتم الفكر المواكب الذي نتطلع اليه كشباب
    انتم حزب المؤتمر السوداني
    لكن تنقصكم الكثير من آليات الانتشار و التبشير ببرامج الحزب
    هي دعوة ان قدمتموها للشباب
    سيلبي
    و سنعلن معا ميلاد وطن جديد
    نتعايش فيه وفق حقوق المواطنة وواجباتها
    وطن نتخير فيه العدل عبر مؤسساته القائمة بعدالة و نزاهة
    و المحمية بارادة الشعب
    وطن تكون عقيدة مؤسساته مراعاة مصلحة الشعب اولا
    من غير انحياز لسلطة
    وطن نتقاسم مجهودات بنائه من جديد

  19. استاذنا الفاضل عمر الدقير

    دائما ما تأتي مقالاتك قوية و متلمسة لعصب القضية و مقدمة لحلول و معالجات قيمة لو يستفيد الناس منها ..

    نتيجة ما ذكرته من قمع مستمر عبر القوانين و فرض قيم مجتمعية فالسارق و الفاسد اصبح يطلق عليه لقب شاطر و القاتل مجاهد و العديد من التوصيفات التي لا تتوافق مع الدين و القيم و الأعراف ، فتغيرت مفاهيم (المواطن) الذي يعتبر الآن (العلة الرئيسية) و ليس ضعف المعارضة أو قوة النظام لأن المواطن تم تنميطه و تدجينه ليصبح :
    (مواطنا مستقرا) …..!!!

    (المواطن المسقر) كما وصفه علماء النفس و السياسة و الفلسفة و هو أسوأ انواع المواطن لأنه قبل بالعبودية طواعية ..

    يقول المفكر الفرنسي (اتيان دو لا باسييه) في كتاب العبودية الأختيارية ..

    عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل تنشأ اجيال من الناس (لا تحتاج للحرية و تتوائم مع الاستبداد) و يظهر فيها ما نسميه
    (الموطان المستقر) ..
    المواطن المستقر يعيش في عالم خاص به و تنحصر إهتماماته في ثلاثة أشياء كما هو حادث في الآن السودان :

    1… الدين ..
    2… لقمة العيش..
    3.. كرة القدم أو اللهو ..

    (الدين) عند المواطن المستقر لا علاقة له بالحق و العدالة و أنما مجرد أداء للطقوس و هو مجرد أستيفاء للشكل و غالبا لا يلامس سلوكه.. (حالة مظهرية)..
    فالذين يمارسون بلا حرج الكذب و النفاق و الرشوة يحسون فقط بالذنب فقط إذا فاتتهم أحدى الصلوات ..
    و هو لا يدافع عن الدين إلا اذا تأكد أنه لن يصيبه اذى ..
    فقد يتظاهر ضد الدانمارك عندما تنشر رسوم مسيئة للرسول صلى الله عليه و سلم لكنه لا يعترض بكلمة مهما بلغ عدد المعتقلين ظلما أو عدد الذين ماتوا نتيجة للمرض أو التعذيب أو في المظاهرات أو أثناء المداهمات .. و قائمة الامثلة تطول …

    (العيش)أو المعيشة هي الركن الثاني لنمط حياة المواطن المستقر، فهو لا يعبأ اطلاقا بحقوقه الدستورية أو القانونية أو السياسية لكنه يعمل فقط من أجل تربية أطفاله حتى يكبروا فيزوج البنات و يحصل على عقود عمل لاولاده في الخليج ثم يحج الى بيت الله استعدادا لحسن الخاتمة .. !!!

    (كرة القدم) أو اللهو مثل لعب الليدو و الورق و هي الركن الثالث..

    (المواظن المستقر) يجد في كرة القدم تعويضا له عن أشياء حرم منها في حياته اليومية ، و كرة القدم أو الألعاب ذات القواعد و القوانين الواضحة تنسيه همومه يجد فيها تعويضا لما يفتقده في حياته اليومية و تحقق العدالة التي حرم منها لأن كرة القدم خلال 90 دقيقة تخضع لقواعد واضحة و عادلة تطبق على الجميع و هنا يكون الانغماس في صورة (التعويض) ..

    حقيقة المواطن المستقر هو العائق الحقيقي للثورة التي ننادي بها و لن يتحقق التغيير إلا عندما يخرج من عالمه الضيق ..
    و يحدث ذلك فقط عندما يتأكد المواطن من أن (ثمن السكوت على الإستبداد أفدح بكثير من عواقب الثورة ضده) ..

  20. كلام جميل جدا … لكن في كل يوم تاخير ترتفع فاتورة التغيير و تكتمل المخططات للبقاء و السيطرة .

  21. نعم القول باشمهندس عمر. وخاتمة مقالك العميق تعتبر هي الوصفة الحقيقية لنهضة أبناء السودان وإنتشال الوطن الجريح.

  22. مقال غاية في الروعة من حيث الصياغة والمعني يا أستاذ عمر الدقير.. أتمني الاستمرار في مسألة نقد الذات عسي ولعل يأتي يوم تضعون يدكم في يد الإنقاذ من أجل مستقبل أفضل لنا جميعاً بدلاً من السياسة البالية بتاعة التغيير والثورة ونظرية الفوضي الخلاقة.. كان يمكنكم مثلاً أن تشاركوا في الحوار الوطني الاخير وتدلوا بدلوكم وتقدموا عطاءكم للجميع لكنكم أخترتم السكون والأنزواء في ركن قصي ورفضتم مبدأ الحوار بحجج واهية.. تاريخ السودان كما قلت هو فعلاً هو أكبر دليل علي يأس الشعب السوداني من التغيير لأن لسان حال عامة الناس يقول: نغير لمنو ولمصلحة منو؟ والإنقاذ برغم كل ما يقال عنها فهي ليست أسوأ من غيرها من السابقين بل هي أفضلهم بلا منازع.. ولو أستمريت أخي عمر الدقير في نقد الذات ستلاحظ أن ما قدمته الإنقاذ من إيجابيات وإنجازات وتنمية وبنية تحتية لم تقدمه حكومة من السابقين بمافيهم الاحتلال البريطاني المصري نفسه.. لكنك ستحاول الزوغان من هذه الحقيقة بالقول أن فترة الانقاذ طويلة وكان يمكن أن يفعلوا أفضل من كل هذا.. أو يمكنك أن تقول أن الانقاذ صنعت الحروب العبثية الكثيرة.. لكن الاستمرار في النقد سيؤدي بك الي الحقيقة الواضحة وهي أن أيجابيات الانقاذ هي إيجابياتها وحدها لم يشاركها فيها أحد ولم يساعدها أحد في بناء الجامعات والطرق والجسور وووو أما سلبياتها (الحروب العبثية) فهي نتاج أفعال كل القوي السياسية وليس الإنقاذ فقط – فالإنقاذ لم تحارب أحداً بل حاربها الاخرون.

  23. نعم الاخ الدقير نتفق معك تمام خاصة فى العبارة(ستخرج من رَحِم المعاناة طلائع تتمرَّد على الأمر الواقع وترفض الخضوع له وتتصدَّى لتغييره بإرادة باسلة وأساليب مبتكرة – تتلائم مع طبيعة المرحلة والصِّراع )نحن الان ينبغى لنا ان ندرس كل الاحتمالات الممكنة والمتاحة لاحداث التغير المطلوب فمثلا نجد ان صوتنا قد بح ونحن ننادي بقناة فضائية معارضة يقف عليها كوادر تنال الثقة المطلوبة للفعل …دعونا نتحدث فقط عن هذه الوسيلة لاغيرها

  24. هكذا هي أفكار ورؤى القادة أصحاب العقول النيرة والبصيرة المتقدة والنظرة الثاقبة. متعك الله بالصحة والعافية ياهندسة ونفعنا ووطننا الحبيب بك وبأفكارك.

  25. باشمهندس عمر الدقير
    السلام عليكم
    حقيقة مقال رائع روعة حزبكم الشاب الذي لا يتوانى في خلق الفرص للتعبير عن رفضه لما وصل اليه حال بلدنا وشعبنا .
    ولكني كنت اتمني لو تناول المقال كيف يمكن الخروج من هذا النفق .
    هل من الممكن وضع سيناريوهات للقيام بهبات شعبية في الاحياء والمدن وغيرها ام سننتظر الهبة العشوائية كالتي حدثت في سبتمبر 2013 وذهبت لحال سبيلها حيث كانت القوي المنوط بها قيادة الجماهير غائبة.
    النظام حاليا عبارة عن جثة هامدة يحفر أهلها يوميا قبر جثتهم بيديهم حتي صار القبر بئراً ولم يجرؤ احد علي دفع الجثة للسقوط .
    المطلوب من يتقدم الصفوف لدفع الجثة .

    تحياتي

  26. لابد من حؤاك …. التجمد ليس منطبيعة الجياة …. لابد من انتظار حتي تنضج الثمار…. فالاشجار تموت واقفة.

  27. نكون واقعيين ان انقلاب الانقاذ مثلة مثل أي انقلاب. لكن السؤال هو لماذا استمرت الانقاذ طوال هذه الفترة. انا من وجهة نظري لعدة اسباب :
    1- الثقافة العامة للمواطن السوداني.
    المواطن السوداني ذو ثقافة بابوية أي ان ما يقوله (المدرس في الفصل? رب الاسرة? شيخ القبيلة? رئيس الدولة? حتى يحدث ذلك في بعض الاحزاب ذات الثقل) هوه صحيح وان تعارض مع الواقع. وايضاّ شعب مؤمن جداّ ( لا اقصد التدين) يأخذ كل ما يقوله الحاكم قضية مسلم بها وان تضارب ذلك مع العلم او الواقع او حتى الدين.
    2- الجهل
    للأسف الشديد وده اقولها بك حسرة نسبة الجهل عالية حتى عند المتعلمين (جهل متعلمين لأنه يوجد فرق بين التعليم و الثقافة) لديه عدم دراية في اين تكمن مصلحته او تحليل الامور والاحداث تحليل? لا اقل تحليل علمي دقيق ولكن على الاقل تحليل صحيح.
    3- الاحزاب
    ان الاحزاب الكبيرة كل ما قلة شعبية قائدها فان أي انقلاب يحدث يجدد شعبيته. لذلك يغض الطرف عنه ولكن ينتفض عندما يشعر بان هذا النظام الجديد يطبق نوع من التعليم يهز من مكانته في المستقبل. ومعلوم ان استمرار الدمقراطية ينفك تدريجياّ من ما ورد في الفرتين (1) و (2).
    لذلك لا ارى انفكاك من هذا النظام الى عند ما يجوع الشعب بمعنى الكلمة ( الجوع كافر).

  28. (لكن من المهم مواجهة النفوس بالنقد الشجاع الأمين والإعتراف بأن قوى المعارضة أضاعت فرصاً عديدة بتشرذمها وانعدام فعاليتها الجماعية جراء استغراقها في شجونٍ صغرى وخلافات هامشية لا تليق بمن يتعامل مع قضايا الوطن بجدية ومع التاريخ بغير خمول)

    أصبت كبد الحقيقة ياباشمهندس

    (لا تزال هناك فرصة، أمام القوى المعارضة، للإستدراك وتَجاوُز الشجون الصغرى للنهوض بالواجب الوطني كما ينبغي أن يكون)

    نتمنى ذلك .. وليتهم الجميع يسمع

    ختاماً لك التحية على هذا المقال الرائع

  29. الكلام هين وسهل والتحليق بالعبارات المنتقاة يرتفع بالطموح ويحلق به لكن التأمل في الواقع يعيده إلي أرض الحقيقة. وهذا الإنشاء اللغوي لا يبدل الحقيقة.

    ما وصفه الكاتب بأنه (السؤال الممجوج عن البديل بوصفه شرطاً لاتخاذ موقف من الراهن) سيظل أبداً التساؤل المشروع والإستفسار الأهم لمن يصفهم المقال باليائسين.

    ودائما ما يلجأ الكتاب لإزدراء من يسأل سؤالا مشروعا بجدية لصرفه عن سؤال يتحاشونه ثم وصف هذا السؤال بنعوت شتى حينما لا يملكون إجابة وهو نوع من الهروب المغلف بالجبن من مواجهته بحقيقة ضعفهم تجاه إجابته. ووصف التساؤل المشروع عن البديل بنعوت شتى كالممجوج وغيره لعجز عن إجابته وتحاشيا للخوض في تساؤل يعري ويبين الذي يخفون. فهو سؤال السياسي الذي خبر الأحزاب وسؤال العادي الذي إكتوي بما تسمى بالديمقراطية وسؤال البسيط الذي لا يهمه إلا أمنه وأمان أسرته أولا ثم قوتهم من بعد فما قيمة طعام بلا أمن ولا أمان.
    هؤلاء ليسوا بيائسون فلا يرضخ لنظام من هو يائس ولكنهم يعرفون عجز البديل وأن العمل وإصلاح الحال بما هو موجود خير من المجهول الذي يعرفون ظلامه وأوحاله وعقباه والذي يدعوهم إليه أصحاب الغرض من الذين يعرفونهم ويعرفون غرضهم ومرضهم وبخس أثمانهم ونتانة أغراضهم ودناءة سرائرهم وسواد نواياهم.
    العمل بتكاتف مع الأيدي التي إجتمعت لإصلاح الحال هو البديل فيكفي دليلا على حسن النوايا أن يفسح من يحكم وأن يسعى لضم النائين عنه لهدف واحد.
    الدعوة يجب أن تكون للإصلاح من خلال المشاركة فهذا يمحص المخلصين ويعزل الذين ينسجون الخيال لواقع وهمي تحقيقا لأغراض شخصية ومصالح فردية الشعب الذي يتاجرون باسمه منها برئ.

  30. لك التحية استاذ الدقير…
    لدى الكثيرين قناعة تامة بأن رؤى المؤتمر السوداني هى الأصلح لإنقاذ السودان..فقط عليكم بطرح برنامجكم بشكل أوسع وعدم إغفال الولايات….إذ لم أر وجودا ظاهرا للحزب ببعض الولايات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..