هيثم مصطفى من صانع للقرارات إلى منصاع لها بالهلال السوداني

كووورة- بدر الدين بخيت
كتب قرار مجلس إدارة نادي الهلال السوداني الذي أصدره مؤخرًا، بتحويل هيثم مصطفى مساعد المدرب إلى مدرب بفريق الشباب، فصلاً جديدًا في تاريخ اللاعب ومسيرته المثيرة للجدل في ملاعب كرة القدم.

حدثت ثلاثة منعطفات مهمة في حياة هيثم مصطفى خلال مسيرته مع كرة القدم، أولها هو تغير هيثم في ديسمبر 2012 لمسار رحلته الطويلة مع الهلال حين تم شطبه لسوء السلوك من كشوفات النادي في عهد الرئيس السابق الأمين البرير، متخلصا بذلك من نفوذ وسطوة هيثم على فريق كرة القدم وصناعة القرارات فيه.

فهيثم الذي أحاطته هالة إعلامية غير عادية لم يحظ بها لاعب سوداني من قبل، بسبب موهبته وقدراته العالية كصانع ألعاب فريد بالسودان، وجد نفسه الآمر والناهي بفريق الكرة بل ويتخذ قرارات الشطب مستغلا التفاف الجماهير حوله.

وكان عدد من مجالس الإدارات يتهيب الصدام مع اللاعب لأنه كون له مجموعات ضغط إعلامية وجماهيريه تحميه من أي جهة، فشطب في عهده العديد من المواهب وتدخل في سلطات العديد من المدربين الذين عملوا بالهلال حتى اصطدم بأوروبيين منهم رفضا لتدخلاته، هما الكرواتي برانكو والفرنسي جارزيتو واللذان برهنا على أن الهلال قادر على الفوز بدون هيثم مصطفى.

المنعطف الثاني هو تحويل اللاعب لوجهته من الهلال بعد 17 سنة من العطاء، إلى الفريق الند للهلال ليلعب مع المريخ في حدث اصاب جمهور الهلال بالصدمة، وحاول اللاعب في عهد المدرب الالماني كروجر أن يقوم بذات الدور في صناعة القرار بالمريخ ولكنه اصطدم بعقلية المدرب الأوروبي الصارمة، وحينما لم يجد اللاعب هيثم شخصيته السلطوية في المريخ توقف عن نشاطه بالفريق حتى تم إلغاء عقده.

محطة المريخ كانت النهاية التي كتبت سطوة هيثم كلاعب على كل فريق يلعب فيه.

المنعطف الثاني كان أكثر حدة والذي كشف أن اللاعب تغير وبدأ يقبل إنزال القرارات عليه والانصياع لها، وهو عودة هيثم مصطفى إلى رحاب ناديه السابق وذلك بقرار أصده رئيس نادي الهلال مساء 11 ديسمبر كانون الثاني 2015.

القرار قضى بعودة هيثم مصطفى كعضو جهاز فني، وليس كلاعب، وذلك يعني شيئين: اولا أنه لم يعد يملي قراراته، كما اعتاد أصلا ليعود للهلال بالصورة التي يريدها وهذا يعني خضوعه وإنصياعه، ثانيا أن إعادته للهلال في وضعية غير اللاعب يعني إحترام رئيس الهلال الحالي، لقرار الرئيس السابق الأمين البرير الذي أصدر قرار شطب هيثم مصطفى، وهنا لم يستطيع هيثم مصطفى رد اعتباره بكتابة اسمه من جديد في كشف الهلال كلاعب وقائد.

عودة هيثم بتلك الطريقة، جعلت مجتمع الهلال بتياراته المختلفة يقارن بين شخصيته السابقة كلاعب أدمن حب السيطرة وإصدار القرارات، وتدشين عمله مدرب يبدأ رحلة عمل ببدلة التدريب ما يعني أنه لن يكون الرجل الأول حيث يكون تكوين الجهاز الفني الذي لا سلطة فيه مطلقة غير سلطة المدير الفني.

وفي يناير 2016، وطأت قدما هيثم، كجزء رسمي من منظومة فريق الكرة، ملعب استاد الهلال لأول مرة بعد شطبه قبل 4 سنوات.

وفي ظل وجود هيثم بالمنظومة الفنية، بدأت المشاكل المعقدة والأزمات المكتومة تطل بوجهها بفريق الهلال، مع المدرب السابق الفرنسي كافالي، قبل أن تتحول الأزمات إلى همس يدور حول مشاركة لاعبي الفريق ووضع التشكيل، الذي شطب منه 4 لاعبين أجانب دفعة واحدة كرد فعل طبيعي لخروج الفريق من الدور الأول بدوري أبطال أفريقيا على يد الأهلي طرابلس الليبي يوم الأحد الماضي، حتى وقع هيثم مصطفى في المنعطف الثالث الحاد والذي أكد إنصياعه الكامل للقرارات.

ففي مساء السبت 26 مارس/آذار 2016 أصدر رئيس نادي الهلال اشرف الكاردينال، قرارا بإنزال هيثم مصطفى من درجة المدرب المساعد بالفريق الأول، إلى مدربا لفريق الهلال للشباب ما يعني تغييرا في الجهاز الفني اسوة بلاعبين تم إنهاء عقوداتهم فجأة، وقبل هيثم بالقرار وصرح مشيدا برئيس النادي، وهي المرة الأولى طوال مسيرته الكروية التي يقبل هيثم مصطفى فيها التنازل عن مرتبة رفيعه يجلس عليها بمرتبة أدنى.

وبهذا القرار تم تجريد هيثم من الشخصية التي تصنع القرار، ولكن ذلك إلى حين شهر نوفمبر من العام 2017 لأنه الشهر الذي يجب أن يتولى فيه منصب المدير الفني حسب ما وعده رئيس الهلال حتى يجعله يقبل بالعمل في فريق الشباب، فهيثم لن يقبل بالتراجع عن كلمة تعني وعد شرف أصدرها له رجل بقامة رئيس نادي إفريقي كبير.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..