يسألونك عن المطار السري..!!

تراسيم

عبدالباقي الظافر

حدي نازل المطار السري..حتماً ستسمع هذه العبارة إن سافرت من القاهرة إلى الإسكندرية..أصل الرواية أن جمال عبد الناصر فكر في إنشاء مطار سري إبان الاستعداد للحرب مع إسرائيل.. لكن روح المصريين الميالة للهمس بصوت عالٍ كشفت السر حتى بات محطة مواصلات عامة.. أهل جنوب الوادي لا يختلفون كثيراً عن اخوتهم في أدنى النهر.

بالأمس تأهب الدكتور كبشور كوكو رئيس شورى الوطني لتقديم الرئيس البشير لمخاطبة الحضور.. دون مقدمات، خرج كبشور عن النص وأخبر العضوية ان الاجتماع تم تأجيله إلى صباح السبت وستكون الجلسة سرية.. إمعاناً في السرية تم منع حمل الهواتف الجوالة.. من يحاول تجاوز القواعد سيتم نزع الهاتف عند مدخل القاعة..كل تلك الإجراءات الاحترازية في اجتماع لحزب سياسي يحكم السودان لثلاثة عقود.

في البداية لماذا يتحول حزب سياسي إلى جهاز استخبارات يرفع شعار ممنوع الاقتراب أو التصوير..الحزب الحاكم من المفترض أن يناقش شؤوناً عامة تهم كامل العضوية وجزءاً غير يسير من عموم السودانيين بحكم الأمر الواقع.. الجنوح نحو السرية يحمل مضامين الوصاية والاستعلاء على أصحاب الحق الأصيل من عضوية الحزب الحاكم.. بل التأجيل المفاجئ يفترض أن جدول أعمال الحضور الكريم فارغ كفؤاد أم موسى.. يمكن جمع المئات في ظرف نصف يوم.

حينما يطلب رئيس الشورى من الأعضاء عدم حمل الهواتف ففي هذا تشكيك في ضمير من يحملون صفة قيادات الصف الأول.. الهواتف لا تعمل دون أوامر من أصحابها.. من يعجز عن نقل الصورة والصوت سيقدم موجز الاجتماع بعيد الخروج من القاعة المكيفة..لهذا تصبح مثل هذه الإجراءات الاحترازية عديمة الفائدة وتناسب تلاميذ في قاعة امتحانات أكثر من أعضاء حزب يحكمون بلداً يتمع أهله بصبر أيوب.

في تقديري أن على الحزب الحاكم أن يسأل لماذا باتت تفاصيل مجالسه الخاصة معروضة في قارعة الطريق.. من قبل تكتم الإسلاميون على نيتهم في الانقلاب على الحكم الديمقراطي.. ما يحدث الآن من تسريبات يشير إلى روح الإحباط التي تجد في التسريبات تنفيساً عن قلة الحيلة.. كما أن سياسة الحفر باتت تسود في أروقة الحكّام.. التقدم للأمام يستلزم تعطيل المنافس عبر الوشاية والتشكيك في النوايا.

بصراحة.. أخشى أن يأتي يوم ويحمل كبشور العصا في مواجهة من عصى.. كل المؤشرات تشير إلى أن سياسة الإكراه باتت تسيطر على أروقة الحزب الحاكم.. من منكم يحتاج الآن لتفاصيل ذاك الاجتماع السري..الأمر في غاية اليسر .. الإعلام بات عالماً بلا بوابات.

الظافر (الصيحة)
[email][email protected][/email]