مقالات سياسية

أخطأ مجلس الوزراء أم وزيرة العمل الجديدة؟

محمد أحمد غلامابي

(1)

فليكن مفهوما إذن أن شعارات الثورة السودانية العظيمة في الحرية والسلام والعدالة ليست مجرد شعارات نرددها ببلاهة، او شكل آلي، او لدنيا نصيبها، أو لإمراة ننكحها، هي قيم آمنت بها جموع الشعوب السودانية، وقدمت لأجلها الشهداء، والجرحى، والمفقودين، وتحملت لأجلها الانتهاكات الجسيمة من اجهزة النظام المدحور، مدنية كانت ام نظامية عسكرية، تحملت العسف، والظلم، والتشريد، وانتهاك البيوت، والاسر، والكثير الكثير، فخرجت بإيمان عميق لا زال حيا في القلوب والعقول، والحناجر.
كان مهر الحرية غاليا، وهي تستحق، فالانسان بلا حرية ذكرى إنسان.
….
(2)
….
أكتب هذا البوست، وانا اتنسم عبير الحرية، والتي قال فيها محجوب شريف:
حرية التعبير عبير
تفتح شهيتك للكلام
واذا كنت ارفع صوتي ورأي الحر أيام الدكتاتور المدحور، فإن ذات الصوت والعقل الحر لن يمنعه انتمائي الوظيفي بادارة الاعلام والعلاقات العامة بوزارة العمل، فإذا خسرت هذا الصوت خسرت حياتي دون مبالغة.
اكتب هذا البوست ليس انتصارا لذات فانية، وليس لتحقيق مكاسب فانية كذلك، ولكن لنترك تلك ” العواليق” التي ثرنا ضدها بالأمس، وعلى استعداد دائم للوقوف ضدها متى ما مدت راسها القبيح في سوداننا الذي ولد من رحم الدماء، والأشلاء، والصبر العظيم.
….
(3)
لا ادري ما الذي جرى بالوزارات الأخرى، لكن سأحكي ماحدث بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية.
كنا نعلم كموظفين وعامة الشعب كذلك ان الوزراء قد ادوا القسم يوم امس الأحد، وانهم سيكونون في مواقع عملهم صباح اليوم الاثنين، ولم تصل الينا هذه المعلومة بشكل رسمي عبر مجلس الوزراء كإدارة للاعلام والعلاقات العامة لترتيب استقبالها، ولم تحضر مراسم مجلس الوزراء مع الوزيرة لتوصيلها وتعريفها بالادارة المعنية، والتي يقع على عاتقها العمل المراسيمي والمهني، وتعريف الوزيرة الجديدة بالوزارة، والعاملين بها حسب رغبة وترتيب الوزيرة.
لكن ما حدث ان احدهم ادعى انه “قريب” الوزيرة، اتضح انه من قام بابلاغ البعض داخل الوزارة بموعد قدوم الوزيرة، ليس هذا فحسب، بل هو من رتب لها السيارة التي تقلها الى الوزارة، في تجاوز مرفوض للمؤسسة، غض النظر عن رأينا فيها، وفي العاملين بها _ وهذه قصة اخرى _ إذ كان يتوجب على ادارة الاعلام والعلاقات العامة ان تتولى كامل العمل المراسمي والاعلامي الخاص باستقبال الوزيرة، وان كان هناك خوف من الثعبان الذي عض حمدوك، كان على مجلس الوزراء الا يكرر ذات العضة بالعمل، بعمل تنسيقي ومؤسسي مسبق، بدلا عن ” قريب الوزيرة” الذي اتى بكامل هندامه، وهامته المديدة الفارغة، تلك الهامة الكاذبة التي حاول اخافتنا بها، بسبب قربه الرحمي، ونسى المسكين انها ” عواليق” لمثلها قامت ثورتنا العظيمة.
تحدثت معه مداعبا، فهو موظف في غير وزارتنا، وصلتنا قديمة، واعرفه جيدا قلت له : الجابك هنا شنو يازول؟ فكان نصيبي الشتم والضرب، ولولا انني نظرت لما هو اعلى لنزلت لاسلوبه الوضيع.
لقريب الوزيرة هذا، ولشلة الكيزان بالوزارة التي بدت عليها علامات الرضى لما حدث، وتمنت ان تذهب ” شكلتنا” مع قريب الوزيرة بعيدا اقول ” اعي جيدا اهداف الدولة العميقة ومن يمثلونها من الانتهازيين والوصوليين، كما انني بكامل الوعي ان الذي ينتظرنا هو وطن:
ما بنبنيهو فرادي
ولا بالضجة في الرادي
ولا الخطب الحماسية
وطن بالفيهو نتساوى
نحلم نقرا نتداوى
مساكن كهربا وموية
وتحتنا الظلمة تتهاوى

محمد أحمد غلامابي – فيسبوك

‫3 تعليقات

  1. الخطا منكم ي العاملين بالوزارة …مفروض الثوريين يكونوا جاهزين ويتخذوا زمام المبادرة …مش نايمين ومتكلبن على غيركم يجى يعمل مراسم الاستقبال …
    ومفروض يكون عندكم قوائم الكيزان بالوزارة جاهزة وخطة عملكم لمواجهتهم كذلك …
    انتهى عهد النوم ..

  2. الاخ غلامابي أولا سلام عليك . كتبت قبل قليل عن هذه الواقعة وطالبت الوزيرة ان توضح ما حدث واظن ان هناك لجنة تحقيق في الموضوع ولكن لماذا انتظرتم انتم حتى يأتي من يتغول عليكم . كان المفروض تنظموا أنفسكم عبر عمل جماعي وتكون قوائمكم جاهزة باسماء الكيزان وخطة عملكم ومن اليوم الأول تعملوا مع الوزيرة بالتنسيق مع قحت . هذا هو العمل المطلوب ولا تنتظروا الآن هيا للعمل .

  3. أخي الكريم هذا موضوع خطير جدا لاتدعه يمر مرور الكرام حتي لو دعي الأمر لذهاب الوزيره ذات نفسها..ان كنت قد تضررت من تعدي ذلك الوقح العواليق كما ذكرت. افتح بلاغا بالتعدي الجنائي ليكون رأسا لهذا الموضوع. ثم سر في باقي الاجراءات كما ذكر اخونا المعلق. وانا قد تداخلت معه سابقا في في الموضوع الذي كتبه سابقا بخصوص لجنة التحقيق وأشياء أخرى .لاتركنوا لهؤلاء السفهاء الكيزان الذين يجب بترهم وباسرع مايمكن وإلا ضاعت ثورتنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..