مقالات سياسية

ياسر العطا وسلسلة الأكاذيب غير الخلاقة!

علي أحمد

كثورٍ هائج، خرج الفريق أول ياسر العطا، هروباً من مخبئة بسلاح المهندسين، هزيلاً مخطوف اللون ذائغ العينين كأن بهما مسٌ، وكأن رأسه (الثقيلة) بها خفة تشبه بادرة الجنون.
نحو ثمانية أشهر، أنفقها (العطا) في أقبيه بين السلاحين، الطبي والمهندسين، محاصراً، حينها كان يخرج بين الفينة في مساحة محدودة يتحدث إلى مجموعة صغيرة من الضباط والجنود، فيطلق لسانه المنفلت في الجميع، يشتم الجيران مستثنياً (أسياده!)، يشتم الإقليم والعالم والناس، لا يوفر أحداً، ولا يستثني إلاّ تلك الدولة التي (يحبها وتحبه) ويحب بعيرها ناقته، إن كانت له ناقة أو جمل!

بعد هذه الفترة الطويلة من (الحبس) وبسماعه بخروج برهان وكباشي، استشعر الرجل مدى الخطر المحدق به، فقرر النجاة بنفسه والفرار من الجحيم إلى الجحيم، فغادر إلى قاعدة (وادي سيدنا) حيث كانت بانتظاره واستقباله مليشيا الكيزان الأسوأ سمعة (هيئة العمليات) التابعة لجهاز أمن صلاح قوش؛ مسيح الحركة الاسلامية الدجال.

هناك – في وادي سيدنا وبين ثلة من الإرهابيين – طفق العطا ينطح في الفراغ طاف دول الجوار لم يترك ليبيا ولا تشاد ولا أفريقيا الوسطى ولا أوغندا ولا إثيوبيا، شتم واتهم وهدد ووعد وما أبقى شيئاً، حتى إذا استكمل هذيانه عبر البحر الأحمر وحط بالخليج ونزل بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة الصديقة، التي ظل يعيش فيها السودانيون ويسترزقون من عقود طويلة بكرامة ومحبة فيما دولتهم وجيشهم يقتلانهم ويشردانهم ويخسفان بهم الأرض، فغرز أنيابه – الافتراضية – ولا أنياب حقيقية له، ولم يراع أدباً ولا أخلاقاً ولا دبلوماسية إلاّ ووضعها خلف ظهره وأطلق لسانه النتن كعادة الكيزان، ووصف الإمارات بأنها دولة (مافيا) ولا حول ولا قوة إلا بالله، كما هددها بأنه سيقوم بعمل استخباري تخريبي على أرضها، وأنى له وهو المهزوم الخاسر في حربه التي شنها خيانة وغدراً على قوات الدعم السريع، ووصف هذا الضابط الأحمق قادة الإمارات بما لا يليق أن أورده بين ظهراني مقالي، أربأ بنفسي مما حدّثَ به هذا الغبي الخرِف.

الآن، خسر الجيش علاقته مع هذه الدول: مع الامارات ومع ليبيا ومع تشاد ومع أوغندا وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى وقبلها كينيا والاتحاد الأفريقي وإيغاد، والحبل على الجرار، إنها أخلاق الكيزان وأسلوبهم في السياسة، لقد جربناه سنوات حكمهم الأولى، عندما هاجموا الجميع، أيام (أمريكا روسيا قد دنا عذابها)، تلك الحقبة السوداء التي يريدون استعادتها على جماجم السودانيين، وهيهات.

لا فرق بين العطا والبرهان وكباشي، فعندما نصوّب نحو العطا، فإننا نصوّب نحو (تخت) واحد، يضم جميع هؤلاء الفلول من قادة الجيش، لكن ياسر يمكنه أن يقول أي شئ وفي أي وقت خصوصاً وأن (رأسه) في حالة دوار دائم، و (كراسه) فاضي، واللبيب بالإشارة يفهم.

العطا الذي فشل في حماية مواطنيه وطلب منهم الخروج من منازلهم حتى يتم تدميرها بينما كان هو مختبئٌ بين جنوده عاجزاً عن الخروج خطوة واحدة بالقرب من بوابة المهندسين، هذا الضابط المذعور كأرنب رأي ثعلباً في البراري، فانخلع قلبه الصغير وانشطر فأطلق ساقيه للريح لا يأبه بأحراش وأشواك، يصب غضبه بعد (كأساً دهاقاً) على الجميع، لكنه كعادة الكيزان سيأتي وقت قريب ويلهث ويمرمط سمعته وسمعة الجيش وسيادة الدولة التي يدعي تمثيلها؛ ويمرغها بالأرض، لكي يعتذر، كما فعل (البشير) من قبله وفعل الترابي وعلي عثمان، جميعهم (انحنوا) وسلموا الأميركان جميع الملفات واعتذروا وبكوا وجثوا أمام (اليانكي) متذللين خانعين خاضعين، ولم يعفوا عنهم. وسيفعل (العطا) ذلك قريباً، وسألتقيكم هنا ونتحدث.

‫5 تعليقات

  1. الراكز علي احمد لعمري انهم في ضلالهم يعهمون ….. متى كان العسكر يفهمون في السياسة والدبلوماسيه والعلاقات الدوليه ؟؟؟؟؟

  2. با اخي , ياسر يلقي خطاب الترشح لخلافة برهان و ينطق بما يطلبه الحيران و لكن أين العمل ؟؟

    مجرد كلام و هو ماشي بورتسودان و سفيرهم قاعد هناك و متحكر , اذن ما الفائدة من الكلام ؟؟؟؟؟

  3. لو انتصر الجيش فأول الخاسرين هي مصر نفسها ثم الامارات فالسعودية وأول الرابحين هي ايران ثم تركيا التاريخ يعيد نفسه

  4. لا أعتقد أن كلامه سيؤثر على العلاقات المتينة مع الإمارات فقد قال في كينيا اسوأ من ذلك ومع ذلك زار البرهان كينيا وتبادل مع رئيسها القبلات والضحكات.. الدول تبني علاقاتها مع بعضها البعض على المصالح فقط.

  5. ياغريب ياجنجويدي يلا لبلدك دارفور المنفصله باذن الله ،وهناك اكتب في صحف دارفور المستقله براحتك.ماعاوزين نشوف وشك ده تاني في بلدنا بعد الانفصال القادم .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..