عيدية النظام

اعتمد النظام ومنذ مجيئه ، سياسة الإذلال الممنهج للشعب ، لكسر عزيمته ، منها ما يُفرض على رقاب الناس بأسنة القانون ، كالجلد أمام أعين المارة ، وأبشعها ما يتم بصورةٍ مباشرة باسم الله والقربى إليه .
أن يفقر النظام الشعب ، ثم يأتي ليتقرب إلي الله بالتصدق عليه لهو الإستهبال عينه ، واستمراء للضغط على جراح الناس . فلحوم الأُضحية التي تم توزيعها على بعض من دعتهم الحاجة لقبولها ، أمام الكاميرات ، هي بالأصل أموال الشعب التي تؤخذ منه في شكل ضرائب وجبايات ، وهي الأموال التي يتسوّلها النّظام من الدول ، باسم هذا الشعب وعلى حساب كرامته.
ما حدث من توزيعٍ للحوم الأضاحي ، ليس تكافل ولا صدقة ، ولكنها الطريقة المثلى التي تذكر بها (الإنقاذ) الناس ، أنها باقية بالقوة ، تتغذى على ضعف الناس وفقرهم ، الذي أنتجته سياساتهم الإقتصادية المتخبطة ، وأنها فوق ذلك ، لا تكتفي باستايل الصفوف الذي جعلته جزء من حياة الشعب ، لكنها تبتكر الوسائل التي تقول بها للناس ، نحن نشعر بالوضاعة وقلة الشأن ، رغم ما حققناه من مالٍ وجاه أثناء فترة حكمنا ، لذلك نسعد بتوزيع الذل على هذا الشعب .
اتفق معهم، الاستعراض بعمل الخير بات ظاهرة وهي تعبير عن "حالة نقص" يعلم صاحبها بتقصيره فيعوضها بالصور والدعاية، كما انها تدخل في " المن والأذى" الذي يبطل الصدقات. https://t.co/qc10apb5K0
— جمال خاشقجي (@JKhashoggi) August 22, 2018