الإنقاذ والترابي والمهدي والميرغني..لن تبتلعهم الأرض

بسم الله الرحمن الرحيم

في سياق تحميل مسئولية الأزمة المتكاملة التي وصلت إليها البلاد ..يجنح الكثير من المتفاعلين والمعلقين على المقالات ..إلى كتابة التمنيات بزوال النظام ..والدعاء بأن يستيقظ السودانيين ذات صباح ليجدوا أن جميع قادة الإنقاذ والأحزاب التقليدية قد اختفوا من الوجود.
ولئن كان ذلك معبراً في أحد أوجهه عن حجم الحنق الذي يسيطر على أصحاب مثل هذه التعليقات وكل المتفقين معهم… إلا أن الجميع يعلمون بالضرورة ..أن الأرض لم تنشق عنهم وتضعهم في طريق السودانيين..لذلك لن تقوم بعكس ما قامت به لتبتلعهم ليرتاح معارضوهم..لأنهم وببساطة ..صناعة سودانية خالصة..فالأحزاب الطائفية لم تنشأ وتستمر بحب أهل الطائفة..وإلا لزالت دولتها منذ زمان طويل..ولكن بظن كثير من المثقفين بجدواها والانضمام إليها .. سواء أكان ذلك اقتناعاً بوسطيتها بين اليمين واليسار ..أو بدواعي المصالح الخاصة.. وتجربة فوز الوطني الاتحادي بعد البعد عن الطائفية بالأغلبية خير دليل على ذلك.
أما الإنقاذ وعرّابها الترابي..فرغم اعتمادهم على قمع المعارضين بقسوة..إلا أن الدماء التي سفكوها وحدها لن تقف مبرراً وحيداً علي استمرارها…فقد كان لضعف الحكومة وعجزها عن تقديم حاجيات الشعب أبان الديمقراطية الثالثة ..دور لا يمكن إغفاله في زهد العامة فيمن أتت بهم إلى سدة الحكم.. علاوة علي عشعشة عنف البادية في دواخل الكثيرين الذين وجدوا الإنقاذ ملبياً لأوهام القوة والحسم لديهم .وبالطبع الشعار الدينى الداعم لذلك. حتى أضاف انهيار المعسكر الاشتراكي رياحاً جديدة في أشرعته.
وبصرف النظر عن مدي تطابق الواقع مع التنظير..فإن المهدي والترابي قد اكتسبا وضعا مميزاً بفعل مساهماتهم في رفد المكتبات بأفكار نالت استحساناً من قطاع لا يستهان به من المثقفين داخلياً وعلى نطاق العالمين العربي والاسلامي .
ولولا واقعتي الانفصال والحرب الأهلية في الجنوب ..لربما قدمت الحركة الشعبية بديلاً ينافس هذه الأحزاب وقادتها..أما حركات دارفور ..فلا يقف التشرذم والانشقاقات وحدهما عائقاً أمام انتشارهما لدي قطاعات الشعب السوداني … بل ما يراه البعض من وسط السودان وشماله النيلي من هواجس العنصرية..حتى المبرؤون منها بحكم طبيعتهم ..يجدون في بعض الأصوات المعبرة عنها عنصرية مضادة.
ولو أن الفشل الذريع الذي وسم المشروع الإسلاموي يعطي مبررات قوية ..على أمكانية بل وضرورة إزالة النظام.. إلا أن التفكير يجب أن يصوب إلى ما بعد ذلك للإجابة على أسئلة في غاية الأهمية من شاكلة ..هل لمعارضي النظام والطائفية القدرة …ليس على تحمل وجود تيار الإسلام السياسي والطائفية بعد زوال النظام ..بل في تقديم البديل المقنع لجمهور الناخبين ..لا للتصويت في أول انتخابات ضدهم..لأن هذا أمر طبيعي..ولكن لتواصل ذلك في انتخابات قادمة..؟
وبنفس القدر هل سيكون تيار الاسلام السياسي ..قادرا على إنجاز مراجعات شاملة تقنع جمهور الناخبين دون الشعارات التي وضح زيفها عند التطبيق ؟
عدا ذلك ..لن تختلف الدعوات على النظام ..والتضرع إلى الله بزواله..وانشقاق الأرض لابتلاعه مع قيادات الطائفية..عن دعوات وزير البنى التحتية بأن يكون الخريف رحيماً علي المنشآت والمباني ..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. ليس دفاعا عن الميرغني ولاعن الطائفية ولكن الحق الصادق والترابي بسسببهم هم الخربو البلاد كل ماتجيبو سيرة المهدي والترابي تجمعو معاهم المرغني حرام عليكم عمل شنو في حياته مشكلته انه تدخل عشان يحمي الشعب السوداني من الحاصل عليه ده جزاهو تركبوه جريمة هو برئ منها حسبي الله ونعم الوكيل فيكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..