ماذا نقرأ في تصريحات السيد الصادق المهدي الأخيرة..؟ا

ماذا نقرأ في تصريحات السيد الصادق المهدي الأخيرة..؟

الطيب الزين
[email][email protected][/email]

ماذا نقرأ في تصريحات السيد الصادق المهدي الأخيرة..؟
نتيجة للوضع الخطير الذي بلغته الأوضاع في السودان، بعد ثلاثة وعشرين عاماً من حكم مجموعة خارجة على إرادة الشعب، تحت شعارات أساسها الدجل والكذب والنفاق، وهدفها الحكم والسيطرة، أوصلت البلاد حد الإنشطار، ومن ثم التشظي والتردي في مهاوي الفقر والفساد على أكثر من صعيد، ومازال الحبل على القارب، لا أحد يعرف الى أين تسير الأمور في السودان..؟
ولعل هذه العتمة قد ألقت بظلالها السالبة على حياة الأفراد والجماعات، ولم تسلم منها حتى الأحزاب والحركات المعارضة للنظام، فبعض أطراف المعارضة، ليست بأفضل حالاً، من حال النظام، ولعل حديث السيد الصادق المهدي الأخير، والذي طالب فيه المعارضة بالكف عن الإدعاء بسعيها لإسقاط النظام بلا قدرة، والإتفاق والخلاف معه حول ما ذكره وارد، لكن هذا الأمر، لا يعفيه هو ولا حزبه، من تحمل المسؤوليه، كونه كان آخر رئيس وزراء منتخب في العهد الديمقراطي، نتيجة حصول حزبه على الأغلبية، في آخر برلمان ديمقراطي، ورغم ضىآلة إتفاقنا معه في التشخيص، إلا إننا نختلف معه معه كلية في طريقة إعلانه للمرض الذي أصاب المعارضة السودانية، بفقدان مناعة مقاومة النظام ومن ثم إسقاطه.
فتصريحاته، الأخيرة، لها أكثر من تفسير .. التفسير الأول هو النقد البناء ، والتفسير الثاني، هو رغبته في التثبيط وإخماد الهمم، بالتقليل من شأن المعارضة لأنها تجاوزته ، وهذا الإحتمال هي الأكثر ترجيحاً، في ضوء تضاؤل تاثيره، وتأثير حزبه، بعد تحالف إبنه عبد الرحمن الصادق المهدي مع الإنقاذ. وإذا افترضنا جدلاً أن حديث السيد الصادق المهدي غايته النقد البناء، إذن من حقنا أن نسأل، السيد الصادق المهدي، كونه كان آخر رئيس وزراء، وصاحب أكبر عضوية في البرلمان المنتخب في آخر أنتخابات حرة عرفتها البلاد، قبل إنقلاب الإنقاذ المشؤوم. فماذا فعل السيد الصادق المهدي، إنطلاقاً من الثقة التي التي أولاها له الشعب السوداني، أليس جدير به، قيادة المعارضة حتى آخر لحظة يوم في حياته، دفاعاً عن الديمقراطية وكرامة شعبه التي انتهكها هذا النظام..؟ فأين الصادق المهدي، من مواقف الرجال العظام في التاريخ، أمثال الخليفة عبد الله التعايشي، وإسماعيل الأزهري، وإذا استعرضنا التاريخ العالمي، فهناك جورج واشنطن، وأبراهام لينكولن، وغاندي، ووينستون تشرشل وديغول، وتوماس سنكارا،وغيرهم الكثير من القاده العظام، الذين ناضلوا حتى آخر لحظة من حياتهم من أجل أوطانهم..؟
فحديثه الأخير، ليس الغرض منه تقديم النقد البناء، وإنما هدفه التشكيك في قدرة المعارضة، وفي تقديري أن تصريحاته الأخيرة، لا تستدعي في النفس والعقل، أكثر من مشاعر الشفقة والرثاء عليه، وعلى حزبه، لأنها تصريحات لا تخدم إلا نظام لا يرجى منه شروى نقير..!
ولكي لا يكون هدف هذا المقال هو السير في ذات الوجهة، التي سار فيها الإحتمال الثاني لتصريحات السيد الصادق المهدي، أي إخماد همم النضال، أتوجه بالنقد العقلاني، الذي ليس هدفه التقليل من شأن أحد، أو خلق عداء مع أحد من أطراف المعارضة السودانية، بل غايته، لفت إنتباه المعارضة لنقاط الضعف في صفوفها وطرق عملها، ومن ثم تصحيح مسارها، الذي لن يتم بدون الإعتراف بالفشل، ومصارحة الجماهير بذلك، لأنها أداة التغيير وهدفه، حتى تسهل مهمة الإطاحة بنظام الإنقاذ المتعفن، الذي بزواله سنضع حداً لإستمرارية الفشل والمعأناة اليومية التي يرزح تحتها شعبنا، وهذا أمر ممكن الحدوث، بأقصر الطرق، وأقل الخسائر. هذا الأمر، يتطلب موقف عقلاني، من قوى المعارضة السودانية، رداً على تصريحات السيد الصادق المهدي، الأخيرة..!
فالرد، هو توحيد قوى المعارضة الثلاثة، الجبهة الوطنية العريضة، بقيادة الأستاذ علي محمود حسنين، والجبهة الثورية بقيادة الأستاذ مالك عقار، وإجماع القوى الوطنية بقيادة الأستاذ فاروق أبو عيسى، من الجلوس معاً، والأتفاق على خطة عمل مشتركة، من شأنها أن تبعث برسالة قوية للشعب السوداني، وهو في حاجة ملحة إليها، بأن قوى المعارضة السودانية أصبحت موحدة قيادة وهدفاً وخطة.
وفي تقديري إن صاحب الموقف العقلاني، سواء كان فرداً، أو جماعة، أو حزبا، أو حركة حاملة للسلاح، سيضع نفسه واحداً من الناس، وليس كل الناس، أو فوق الناس، وهذا أمر في غاية الأهمية، لأنه يسهل عليه مهمة تعاطيه مع الآخر، لقاءاً وحواراً، ووضعاً للمقترحات، وإتخاذاً للقرارات، وإنجازاً على أرض الواقع إستجابة للمصلحة الوطنية العليا، التي تحتم التخلص من نظام الإنقاذ اليوم قبل الغد..! والغد هذا، حتى لا يكون غداً مفتوحاً، على المجهول، لابد من وقفة عقلانية، متحررة من قيود الماضي، وعقد التاريخ، وقفة عقلانية تؤسس لمستقبل واعد بالخير والسلام والحرية والعدالة، ركيزته الأساسية، هي الوعي بأن الوطن أكبر من الجميع، سواء كانوا أفراداً أو قبائلاً أوطوائفاً أوأحزاباً.. فالوطن فوق الجميع، والشباب هم عماد التغيير وإلى الأمام حتى فجر الخلاص..!

تعليق واحد

  1. لا فرق بين الصادق والميرغني ونقد والترابي والبشير واتباعه يجب تقديمهم للمحاكمة فقد اضروا الشعب اشد ضرر فلا المعارضة معارضة ولا الحكومة حكومة لا نشبه الناس في شيء كل يسعى خلف السلطة ويبذل لها كل ما يستطيع ويدفع اتباعة لإرتكاب اسوء الافعال لكي يظفر هو بالسلطة دون غيره اما الشعب المسكين فلا احد يهتم به لذا فان مستقبل السودان لا يجب ان يكون لهؤلاء دور فيه

  2. الصادق لسة عايش في وهمة كبيرة ولم يدري ان القطار قد فاته وفات غيره من الاحزاب الاخري سواء في الحكومة او المعارضة الجيل الجديد لا يرضى لا بالصادق ولا البشير ولا غيره من الوجوه القديمة

  3. للأسف ، لم يقل السيد رئيس وزراءنا الشرعي هذا وحسب ، بل قال قبل ايام انه بصدد (التوسط) بين النظام وحكومه الجنوب في محاوله منه لإخراج النظام من ورطته الاخيره وفّك الضائقه والاختناق الذي يعاني منه جراء الازمه الاقتصاديه .
    نوايا السيد الصادق التي كنّا نحسبها في السابق (حسنه) ، باتت اليوم ـ للأسف ـ بعد دخول ابنيه حظيره (الانقاذ) ، باتت مشكوك في أمرها بعد أن رأيناه وهو يلقى للنظام في كل ذنقه (طوق نجاة) ، انظروا كيف خفت بل اختفى صوت الدكتورة مريم الصادق منذ التحاق اخيها بالقصر ، و كيف اختفى جميع كتّاب الأمه من الصحف والأسافير ؟؟
    الاّ إن الأمر يدعو للتفاؤل كثيراً ، فذهاب هؤلاء (الاحزاب التقليديه) المتكلسه الشبيهه بالنظام ، بات أمراً ضرورياً للبلاد ، حتي تتحّرر (من قيود الماضي، وعقد التاريخ ) كما يقول كاتب المقال .

  4. اعتقد الصادق هو اكبر دجال فى الدنيا ولو اختفى هو وباقان والترابى وبعض وزراء الحوكة تاكدوا ان السودان سيكون فى الطريق الصحيح

  5. كلامك صاح ميه الميه الصادق المهدى لا يعمل ولا يخلى المعارضه تعمل وهو دائما يثبط الهمم وهو يمسك العصا من منتصفها

  6. انا لا اتفق مع كاتب هذا المقال فى الراى لان التجارب الاخبرة فى العراق و تونس وليبيا ومصر وسوريا احدثت نوع من الفوضى ومزيد من المعاناه ولذلك انا مع التغيير الناعم خصوصا ان السودان يختلف عن هذة الدول فى التركيبة الاجتماعية , فالسودان دولة متعددة الاعراق والاثنيات فاذا تم التغيير بالقوة فان المجموعات المسلحة التى احدثت التغيير سوف تختلف فيما بعضها طالما ان تركيبا عنصرى واقليمى وهذا من شانه ان يؤدى الى تمزق البلادوتقسيمها لان كل طرف مسلح سوف يقف عند حدود اقليمه ويطالب بالانفصال كما شاهدنا ذلك فى ليبيا

  7. الاستاذ العزيز ,,,الطيب .. لك التقدير والاحترام ,,, الأمام الصادق ,, رجل له مكانته المميزة في صدر الساحة السياسية ..كما أنه شخصية مؤثرة في الخارطة الدينية والوطنية ولايخفي ذلك علي أحد ,,, كنا نأمل منه تخليد أسمه في قلوب كل السودانيين وليس في قلوب أتباعه فحسب ,,ولكن يبدو انه أختار منازلة المدفع المكسيم بالمنطق .. نتمني له التوفيق

  8. والتفسير الثاني، هو رغبته في التثبيط وإخماد الهمم، بالتقليل من شأن المعارضة لأنها تجاوزته ، وهذا الإحتمال هي الأكثر ترجيحاً، في ضوء تضاؤل تاثيره، وتأثير حزبه،

    لقد اصبت كبد الحقيقة المرة

  9. جزاك الله خير اخى د زين العابدين انا اتفق معاك تماما عل كل ما قلتة واضف شئ اخر اظنه هو المهم والاهم لقيادة المعارضة لجماهيرها نحو التغيير الا وهو القناة الفضائية والتى تكشف لنا نحن فى بلاد الغريى هزا النظام وتعرى نفاقة 0 يا ليت ان تكون هزه من اولويات المعارضة

  10. السيد /الصادق المهدي موقفه كان واضحا من الربيع العربي والأسباب التي أدت لنجاح هذه الثورات.
    الرجل قال بصريح العبارة عندما طلب منه أن ينزل بالجماهير للشارع أن هذا الثورات فامت في بلدان توجد بها جيوش قومية قامت بحماية شعوبها من حكوماتها الباطشة والسودان به جيش مؤادلج يحمي الحكومة من ثورات شعبه عكس الجيوش التي وقفت مع شعبها في مصر وتونس وغيرها.
    الثورات التي قامت في السودان إكتوبر وأبريل كتب لها النجاح بوجود الجيش القومي حينها ولولا الجيش لما كانت هنالك ثورات.
    سؤال هل يوجد جيش قومي لحماية هذه الجموع لو نزلت للشارع من كلاب ضار على ضار ؟

    الثورة لا تحتاج للصادق المهدي الثورة تحتاج للجيش . الثورة تحتاج لضمانات إلا بالجيش.وهل الشعب وجد هذه الضمانات وتقاعس لا وألف لا..و ومادم هذا العنصر الحيوي وهو عصب الثورات غير موجود فمن غير العقول بأن نزج بشبابنا في أتون حرب محسومة نتائجها ومعروفة عواقبها لصالح المؤادلجين والمدججين بالسلاح من أولاد الملاجئ والصعاليك وقاطعي الطرق الذين سوف يستميتون من أجل مصالحهم وإمتيازاتهم وهي بالنسبة يا حياة أو موت لأن نجاح الثورة هو الموت لهم. يجب أن نكون عقلانيين لا متهورين ولكي لا نندم.

    المعارضة عندما تكون أقوالا لا أفعالا فهذا يجعلها تفقد مصداقيتها وهي بهذه الطريقة تدعو لتثبيط وتطيل عمر النظام . يجب على العارضة أن توقف أي تصريحات حتى تلتلم أطرافها وتوحد أركانها وتضرب ضربة رجل واحد.وسوف تجد الشعب من ورائها وهذه هي العقلانية التي يطالب بها كاتب هذا المقال القوي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..