الانتفاشة الكبيرة: نافع وتحالف كاودا واحتمال 1% !ا

الانتفاشة الكبيرة: نافع وتحالف كاودا واحتمال 1% !!

عثمان نواي
[email protected]

صرح نائب رئيس المؤتمر الوطنى المهووس بتحالف كاودا لصحيفة الاحداث فى عدد الاحد 23 اكتوبر , وحسب ما قالت الصحيفة فقد : ( دعا نافع لدى مخاطبته أمس مؤتمر القطاع السياسي للمؤتمر الوطني ولاية الخرطوم لعدم الاستهانة بما أسماها ( الانتفاشة الكبيرة) وأن تأخذ مأخذ الجد مؤكدا معرفة الوطني لما بالتحالف من هوان وضعف، مبينا أنه حتى و لو كانت هناك فرصة نجاح بنسبة 1% من الذي يدعون له فإن الوطني لن يغامر بنسبة 1% منوهاً إلى أن تحالف كاودا بعد أن زالت أسلحته الإقليمية لن يستطيع فعل شيء) . ترى لماذا اذاً يخشى نافع ال1% الذين زالت اسلحتهم , كما ادعى , ولا يحميهم الغرب المشغول بازمته الاقتصادية عن توافه الامور كتحالف كاودا ؟! ولماذا ياترى لن يغامر المؤتمر النافعى بهذه النسبة التى تكاد تكون الاكثر طبيعية فى الاقدام على اكثر القرارت بساطة التى يتخذها الفرد ناهيك عن الحكومة , فهناك دائما احتمال 1% ان تصحو فى احد الايام و تكسب اللوترى او تدهسك سيارة فى الطريق الى عملك , ولكن لا احد ا يأخذ هذه الاحتمالات فى الاعتبار عند خروجه من منزله , الا المرضى بالهوس القسرى الحااد .
ان هذا ” النافخ ” على جميع القرب المقدودة , لا يحتمل ولو حتى احتمال 1% ان ينتزع من السلطة والتصريحات التى ادمنها والجاه الذى اغتصبه , والادهى والامر ان يكون من ينتزع تلك السلطة منه هؤلاء المتمردين والمهمشين الذين لا يحق لهم عنده ان يكونوا هم الحكام او ينزعوه عن مكانه . وهو فى غمرة نفخته باصوله المستعربة واسلامويته الملوثة ونقائه العرقى المتوهم وسلطته المسروقة , انما ينفش من يظن انهم يعتقدون مثله فى الحق الالهى للعرق المستعرب والثقافة المتأسلمة فى السيطرة الابدية لهم على السودان . ينتفضون وقت يشاؤون وكيفما يحلو لهم ويسقطون من يريدون ويولون من يريدون فهم ” اسياد البلد ” وهم ” الاشراف ” وهم ” اهل الطريق ” وهم ” فرسان الحوبة ومحررى الخرطوم ” . ومن سواهم ممن سكن الجبال العالية واحتمى بالكراكير الباردة واستظل بالرواكيب الواهية والغابات الموحشة , من اهالى السودان المقصوفة رقابهم والمقصوفة قراهم والمقصوفة حتى التلاشى كرامتهم , لا حق لهم لا فى السلطة ولا فى الثورة – اما الثروة فتتبع السلطة كما تعلمون !! .
ان ما يمثله تحالف كاودا لهذا ” النافخ فى الكير ” محاولاً ايقاد الفتن والنار التى لا تنظفىء حتى تحرق اخضر ويابس هذا الوطن , فله ولامثاله من المتوهمين فان تحالف كاودا هو الطوفان العظيم الذى اذا تحرك لن يترك خلفه احدا من امثالهم , ولكنهم ولانهم يعرفون نهايتهم الوشيكة يحاولون ان يجعلوا كل السودانيين من المناطق التى لا تدور فيها الحرب فى الشمال الجغرافى والسياسى , يحاولون ان يكسبونهم الى جانبهم حتى يطول القتال ويطول بقائهم فى السلطة , ولكن ما فات على نافع ان من يدعوهم الى استعداء تحالف كاودا وعدم الاستهانة به من ما ظنهم حلفاء صامتين كانوا وللمفاجأة اول من يرفع صوته برفض نظامه , بل والحراك القوى الرامى لاسقاط هذا النظام وليس حمايته كما توقع نافع . فهو ونظامه لم يتركوا مكاناً فى السودان والا وغشيته ايديهم المدمرة المسعورة وهاهم فى الحامداب رأس مثلث حمدى السلطوى , وفى كسلا والقضارف والعبيدية , كانوا هم من هتف باسقاط النظام , وحتى الاحزاب التقليدية المتفقة علناً وخفية مع اهداف النظام الكلية , الاتحادى والامة تتوالى احتجاجات الشباب فيها , على القيادات وتصدر يومياً البيانات المستقلة بالشباب الذى يعلن توحده لاسقاط النظام .
ما يتوارد يومياً فى الصحف من تصريحات متضاربة حول المشاركة ونفى المشاركة والاحتجاج على المشاركة , من الاحزاب التقليدية مع النظام , تواجه برد عنيف من الجماهير الرافضة للتغييرات السطحية والتضميدات الوقتية لجراح الوطن الشديدة العمق . وعلى الرغم من عدم التوجه من تلك الجماهير لدعم اخوانهم فى مناطق الحروب او انضمام الشباب لجبهات القتال ضد النظام كما حدث فى ليبيا , وذلك تحت شعار العمل السلمى لاسقاط النظام الا ان هذا الحراك سيؤدى فى النهاية لالتقاء اطراف الطوفان الذى يحاصر هذا النظام الان .
لقد اوضح الشباب السودانى فى كل الاحزاب والتنظيمات السياسية , هدفه الواضح وهو اسقاط النظام وكما دعا تحالف كاودا فان القوة فى السودان كله يجب ان تتحرك بما تملك وما تستطيع ان كان تحركا سلميا او مسلحا , للتخلص من هذا العدو المشترك .ولكن ما يشد الانتباه هو الوعى الشبابى المتزايد بوجوب التغيير الجذرى , حتى ولو ادى الامر الى الانتفاض على القيادات التقليدية والتاريخية فى كل التنظيمات السياسية , ذلك ان ما تحمله احلام وتطلعات هذا الشعب الشاب تتعدى الرغبات المتحجرة فى السلطة والمتمسكة بالتمايز العرقى الزائف الذى قسم الوطن واحرق ابنائه بالظلم والتفرقة العنصرية والطبقية , وبالتالى فكما هو واضح ان شباب الاحزاب التقليدية يقومون بثورتهم الخاصة على قياداتهم فى الوقت الراهن ويثبتون حقهم فى مستقبل يصنعونه بارادتهم . كما ان هتافات شباب الاتحاديين قبل عدة ايام ( لا وفاق مع النفاق ) تحسم الخيار نحو المواجهة الواضحة مع القيادات التى تقاتل الان حروباً مزدوجة لكسب جماهيرها والحفاظ على مكانتها وعدم خسران مكاسبها التاريخية التى لم تتنافس بعدالة لتحصل عليها او لتحتفظ لعقود قادمة بحكم السودان والسيطرة على موارده و مصير شعبه .
السودانيون الان وخاصة الشباب يبدو انهم يعون خياراتهم وانهم لن يغمضوا اعينهم عن الصفقات التى تتم من اجل بيع الوطن تحت الطاولة للمرة الالف بين نفس البائعين والشارين فى حالة تبادل فى الادوار بين معارضة وحكومة , وان الشباب الان يقف حامياً لحقه فى الحياة الكريمة حيث لا يضطر ان يعرف نفسه بدارفور الابادة الجماعية او شرق المجاعة او جبال النوبة المقصوفة يومياً او النيل الازرق الخالى من اهله , او الشمال القاحل من البشر والزرع . وعلى نافع ان يخشى ال1% الذى سيصبح قريبا ال 100% لاسقاط النظام واعادة بناء السودان وهذه هى ” الانتفاشة الكبيرة ” من 1% الى 100% لاسقاط نظام الظلم والقتل.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..