في ذكرى المفاصلة .. من يحمي البشير

في ذكرى المفاصلة .. من يحمي البشير

م.اسماعيل فرج الله
[email][email protected][/email]

بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى المفاصلة …من يحمي البشير
في حي جبرة الخرطومي اكتملت التجهيزات لحفل افتتاح المسجد الجديد فالزائر ليس تقليدي بل هو الرئيس البشير شخصياً من يقص الشريط فتزاحم القوم مبكراً لحجز موقع بالصفوف الأمامية ليكون شاهداً على الحدث التاريخي ولكن المفاجأة فاقت التوقعات فالبشير يعلن على الملأ ومن على المنبر الجديد أن الدكتور :عبد الحي يوسف امام المسجد المفتتح والذي لاحقاً طمس اسمه الاعتباري وصار معروفاً باسم الامام الدكتور أعلن البشير أن الدكتور عبد الحي يوسف برتبة عميد بالقوات المسلحة ويعمل في فرع التوجيه المعنوي . انتهى حديث البشير ولكن لم تنتهي دهشة الحضور فالمعلوم أن للقوات المسلحة تقليدها في الاتسعانة بالمتخصصين بمايعرف بالضباط الفنيين بعد خضوعهم للتدريب العسكري بالكلية الحربية ولم ينل الشيخ عبد الحي يوسف مثل هذا التدريب ولم يلتحق بالكلية الحربية حتى ينال مثل هذه الرتبة الرفيعة في الجيش السوداني .ولكن الدهشة ازدادت عندما ضربت القوات الآمريكية أفغانستان في حربها مع حركة طالبان ضد الارهاب خرجت الجموع غاضبة لنصرة اخوانهم المسلمين الأفغان بعد خطب حماسية وتحريض من الشيخ عبد الحي يوسف وانطلاقاً من مسجده ،ومصدر الدهشة في هذا الحدث أنه تم اعتقال الناشطين في تنظيم تلك المظاهرة ولم يعتقل العميد دعوي عبدالحي يوسف أما لتدخل جهات عليا أو للحصانة التي يتمتع بها لانتمائه للقوات المسلحة .
ولم يخيب الرئيس البشير طموح المتابعين لقراراته الارتجالية والغريبة في وقت واحد عندما أعلن في لقاء جماهيري في ولاية شمال دارفور أمام حشد جماهيري رافض لتدخل القوات الدولية في دارفور في عام 2007م حيث أعلن استعداده لترك القصر الجمهوري وقيادة مليشيات متمردة تقاتل القوات الدولية في دارفور وهو بالقطع لن يقود القوات المسلحة بهكذا مسلك فكان التساؤل عن طبيعة هذه القوات المتمردة التي سيقاتل بها البشير المجتمع الدولي فالاسلاميون الليبراليون لن يوافقوه في هكذا قرار وهم من تخلص من زعيم القاعدة أسامة بن لادن عندما أصبح عبئاً على حكمهم والبشير أعلم بهذا ولكن الدهشة هنا لم تستمر طويلاً عندما ورد في يومية التحري عن قتلة قرانفيل الموظف الأمريكي بسفارة بلاده بالخرطوم ليلة رأس السنة الميلادية حيث كشف عن مشاركة اثنين من ضباط القوات المسلحة في عملية الاغتيال ،فالمتابع لنهج البشير في المحافظة على حكمه يجده منذ وقت مبكر رفض الالتزام عهد الحركة الاسلامية التي قادته للقصر رئيساً وتلكأ في تنفيذ جدول اعادة الديموقراطية وانهاء الفترة الانتقالية التي حددتها قيادة الجبهة الاسلامية راعية الانقلاب بثلاث سنوات . لينقلب عليها في نهاية العام 1999م فيما عرف بقرارات الرابع من رمضان مستعيناً ببعض الطامعين بالسلطة والمهووسين بالدولة الاسلامية ثم يفتح الباب على مصرعيه للتيارات السلفية لتملأ الاعلام الرسمي وتعتلي المنابر الدينية في المساجد والميادين وهي تحرم الخروج على الحاكم وتدعو بالعبودية له وان ضرب ظهرك وأخذ مالك ،ولكن كل هذا تم التخطيط له بدقة حيث تم التخلص من كل من تجاوز المسموح به مثل المرحوم الشيخ محمد سيد الذي عالجته المنية أو بفتح الحدود أمام المتحمسين للعمليات الجهادية بالسفر للصومال وأفغانستان حيث أتت أنباء الاستشهاد من هناك لؤلئك الشباب فالدائرة التي يستعين بها البشير لادارة حكمه تعمل وفق خطة محكمة بالتخلص من قيادات الاسلاميين حيث بدأت بازاحة البعض (بفرية الشيخ قال) حتى تم التخلص من الشيخ نفسه لينكشف ظهر الباقين الذين رضوا من الغنيمة ببعض السلطة وكثير المال ،لتكون مسرحية المحاولة الانقلابية آخر حلقات التخلص من القيادات الاسلامية في القوات المسلحة لتدين بعدها السلطة بالكامل للرئيس البشير دون أدنى كلفة لاعتبار قوة التنظيم الاسلامي فلم يشفع لنائب الرئيس علي عثمان تاريخه وموقعه كنائب للأمين العام للجبهة الاسلامية حين ظن بقرارات رمضان يرث الشيخ الترابي فلبد قانعاً بقسمته من السلطة ولكن الفريق صلاح قوش كان أكثر طموحاً حين خدعته قوته الأمنية وخلفيته التنظيمية وعلاقاته الخارجية وظن أحقيته بالخلافة فكان مصيره المعاش وأخيراً الحبس والاعتقال ولكن الدكتور نافع علي نافع كان أكثر ذكاءاً من سلفه قوش وأكثر شجاعة من أميره علي عثمان حين انحنى لعاصفة اتفاقية اديس أبابا المعروفة باتفاق نافع عقار فلا أدري ماذا يخبئ الرجل مع اشادة الترابي به كثيراً في خاصته وتصريحاته بوسائل الاعلام .ولكن المهم أن البشير ولو مرحلياً سيطر على مفاصل الحكم في السودان التنظيمية بالتمكن من الحركة الاسلامية في مؤتمرها الأخير والسياسية برئاسة حزب المؤتمر الوطني أما مؤسسات الدولة فقد دانت له بالطاعة من زمان . ولكن المشفقين على الدولة الوطنية المسلمة في السودان يقولون بعد ضعف السند السياسي بخلافات الاسلاميين وانشقاقهم وتشتت جمعهم وضعف الجيش بالتخلص من الضباط المميزين والقادة المتمرسين واستشراء الفساد في مفاصل الدولة السودانية يسهل الانقضاض عليها من تمرد داخلي أو عدو خارجي لكن نقول أنكم تخافون على وطن وترجون سلامة توجهه ونهضته والبشير تفكيره غير ، فهو يحمي نفسه بدوائر حسب عقليته العسكرية والأمنية فبعد ضرب الدائرة الأولى بذهاب الاسلاميين ستدافع عنه جيوش الفساد التي بوجوده تحافظ على مصالحها وهي من تستمر في الدفاع عن البشير في هذه اللحظة وبهزيمتها سيحتمي البشير بالحلقة الأخيرة وهي التيار السلفي الجهادي على طريقة الأفلام المصرية في تصويرها للارهابيين بتحالفهم مع عصابات المخدرات وتجار السلاح وهو بذلك يضمن عدم تمكن الدولة السودانية منه لمحاسبته بعد تفتيتها قبل ذهابه ان لم يجد قطاع كبير من السودانيين أنفسهم محشورين في صفه بعد أن تتم الفوضى على أساس عنصري ولن تستغرب حينها ان وجدت أعتى المعارضين لحكم البشير من الشيوعيون واليسار مع غرمائهم الاسلاميين يحتمون بمليشيات البشير من ألة القتل العنصري .
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة 12/12/12

تعليق واحد

  1. لا داعى لتضخيم السلفية الجهادية كما تفعل الة الاعلام الرسمى لتخويف الناس منها لانها موعودة بادوار مستقبلية كحماية البشير وفاسديه باسم الاسلام! السلفية الجهادية لن تجد موطىء قدم فى سودان الصوفية والاعتدال ولن تخاطر بجر الاخرين لعنف تعلم بانها اضعف بكثير من ان تجارى فيه حركات مسلحة واجنحة عسكرية لتنظيمات سياسية مجربة وصاحبة خبرة! فزاعة الاسلاميين فشلت فى مصر وليبيا وتونس رغم وجودها الحقيقى وستفشل فى السودان حيث لا حاضنة لها ولا بواكى عليها!

  2. ليس حبا في البشير ولا انجاس المؤتمر اللاوطني ولكن حبا في بلدي,الوضع في السودان لا يبشر بالخير
    اذا استمر البشير اوتمت ثوره عليه وهذا من صنع الانجاس وعدم احتر افية كبار ساستنا.

  3. مااااا ب حلكم
    لن يكون البشير كبش فداء ,الترابي حكم ومعه التنظيم بشقيه العسكري والمدني منذ1989 الي 1999 =10 سنين = وما رأينا اعادة ديمقراطيه بل بيوت اشباح واغتصابات واكل حقوق الناس وتمكين والاستيلاء علي اموال الدوله واموال الناس وسرقه الاعراض مما هو مؤثق ومعلوم . ثم اختلفتم علي السلطه والنفود ولم تختلفوا علي مبادئ وواصلتم في ذات نهجكم القديم وزدتم باغتيال د/ جون قرنق مما ادي لانفصال الجنوب وقد سرقتم بتروله وحسبتم انه سينفذ في سنة 2013 الا ان ارادة الله شاءت ان يتواصل تدفقه, شعب السودان خبركم =و ما بنتغش = ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .
    يسقط يسقط حكم الكيزان لا للدوله الدينيه

  4. استوقفتني هاتان الكلمتان : الاسلاميون الليبراليون…..!!؟؟

    شنو …. حكاية….. اسلامي…. ليبرالي…. الماسكين فيها…. الكتاب… اليومين ديل؟

    محن….

  5. كلكم اكلتم يوم اكل الثور الابيض…
    سؤال واحد…
    عندما اعلن البشير وكررها مرارا انه علي استعداد ان اكون قايدا للمقومة في دارفور بدل ان يكون رئيسا للجمهورية…
    كل الحاضرين هتفوا الله اكبر….
    هل فكر اي منهم ان يسال هذا الاهبل اي مقاومة..مقاومة من ضد من…والله اتمني ان اجد من يجاوبني…قد اكون جاهلا..

  6. بطل لت وعجن عمر بشير قاتل ومطلوب لجرائم ضد الانسانية وماحدث بجامعة الجزيرة نتاج لسياساته ولا حماية ولا حصانة للمجرمين فمن قتل يقتل ولو بعد حين وكاتل الروح ما بروح بالبلدى .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..