أخبار السودان

أين رعاة العبقرية ببلديِّ لـ "نصف الكوب المليء" وطبيب عطبرة المزيف ؟!ا

د. عثمان الوجيه:

تري هل يعيِّ أيُّ من الإنقاذيين .. ماذا تعنيِّ جملة "رعاية الإبداع وتحفيز المواهب؟" ..
أم أنهم "يجرمون المجرم -فقط- ويركونه وحال سبيله !!" .. ولا دخل لهم بعد ذلك بـ "العباقرة المظلومين!!"..
لتوؤد بعد ذلك أفكار وعقول ?كان من الممكن أن يكون لأصحابها شأن- فقط، لو وجدت -الرعاية الكافية واللازمة- من أصحاب طول البال!!"..
بالله عليكم.. ماذا يعني "أن ندخل في شراكة مع الصينيين في النفط ?ونستورد منهم حتى المساجين للأعمال الهامشية- ولم ننتبه ?للمغزى في ذلك- حتى نطور الفكرة -هنا- لرفعة شأن البلاد والعباد ؟؟"..
لكنها، "ثقافة -استيراد البضائع المضروبة- هي التي -ضربت عقول قادتنا- الذين أضحى اعتمادهم الكُلّي على -الجاهز- ولا يأبه أحدهم ?للمستقبل- !!" ..
ولأن النماذج كثيرة ?وكثيرة جداً- نأخذ منها الآن ?فقط الرياضة- حيث نجدهم يدعمون ويساندون "دولة قطر ?التي ستستضيف كأس العالم- مونديال 2022م !!"..
لكن، لم ينتبه أحدهم لـ "دعم يُفّع ?المدارس السنية- الذين لو وجدوا ?الدعم الكافي والرعاية اللازمة منذ الآن- لشاركنا ?بمنتخبٍ- يضاهيَّ كبريات المنتخبات بالعالم أجمع !!" ..
وعلى ذلك قس .. لكن "أين العقول ؟؟ ببلد العقول ؟؟ لرعاية العقول ؟؟" .. هنا تحضرنيِّ طرفة ?هي في الحقيقة: ذكريان مريرتان تدميان قلب صاحب أيُّ عقل- فليسمح ليِّ القارئ الحصيف بأن أوجزهما في هذه المساحة وبهذه العجالة فهما ((بلدياتيِّ قام "بتصنيع ?طائرة بمنطقتنا- بمدينة أبو زبد? بداية السبعينيات من القرن الماضي وتمكنت الطائرة من الإقلاع ?بمجهوده الفرديِّ- ولأكثر من -الكيلو متر- قبل أن تهوي وترتطم بالأرض!!" ..
أرجو أن ينتبه ?القارئ الحصيف- إلى أن تلك الحقبة "لم يعرف فيها ?العالم- ماذا تعني ?كلمة- طائرة بدون طيار!!" بل السودان بكل إمكانياته "لم يتمكن من ?إنشاء مصنع الصافات- لصناعة ?طائرة رش الجراد الوحيدة- التي تمكنوا من صناعتها قبل أشهر خلين -لا يهمنيِّ عددها- !!"
بل هو نفسه "لم يكن خبيراً في مجال -صناعة الطائرات- ولم يتحصل ?على أيّ دعمٍ من أحد- لدعم تجربته الفريدة تلك !!" ..
إلا أن "أجهزة قمع السلطان وأمن العسكر ?حينذاك- ألقت القبض عليه ?وقبل أن يتأملوا في نصف الكوب الملئ- أودعوه الحبس -ليعود إلى المدينة بعد سنوات- ولكن !!" .. وآخر أيضاً "في -أواخر التسعينيات من القرن الماضي- كان يقوم ?بتزييف العملة- ولكن ?ليست عبر وسائل التزييف المعروفة- بل كان يقوم ?بشراء الورق الشفاف ثم يقوم بالرسم عليه بالألوان المائية- ثم يحوله إلى عملة سودانية !!" ..
مع العلم بأنه "في تلك الفترة -كان طالباً بالمرحلة الثانوية- ولما ?ضاقت به وأسرته سبل العيش- كان يذهب لشراء ?الورق والألوان- من مدينة الأبيض -حيث لم يكنا متوفران بمكتبة مدينة أبو زبد الوحيد آنذاك- ثم يأتي بعدها ليكمل عملة ?تحت ظل شجرة هجليج أمام باب منزلهم- لكي يتمكن بعدها من التعامل به ولأشهر عدة ?قبل أن يلقي القبض عليه ويودع الحبس لسنوات- ولكن.. والقارئ الحصيف أيضاً ?قد يكون- علي معرفة ?بكثر- وبمواهب ?أكبر- في هذه البلد)) ..
بربكم .. هل لو وجد -هذان الشخصان أو غيرهما- أيُّ رعاية -لمواهبهم تلك- فما الذي "كان يحدث لهما !!" وأيُّ فائدة كانت "ستجنوها البلاد !!" ويعود "ريعها للعباد !!" لو كان -لدينا تخطيط إستراتيجيُّ- يا "تاج السر محجوب / أمين عام التخطيط الإستراتيجي السابق والسفير بوزارة الخارجية حالياً!!" الذي قال :- "إن الذين ينتقدوننا لا يحسنون القراءة العميقة ويفتقدون للإفتراضات والإستخلاصات – فاهمين حاجة / ولا أنا- !!"..

أوردت عاليه.. لأورد عليكم هذا الخبر -كما ورد- عن المركز السوداني للخدمات الصحفية (أفلحت الأجهزة الشرطية المختصة -بولاية نهر النيل- في إلغاء القبض علي منتحل ?شخصية طبيب- تمكن من ممارسة الطب فعلياً!! بمستشفي عطبرة التعليمي ?أحد أكبر المستشفيات الولائية بولاية نهر النيل- ولعدة سنوات!!
دون الكشف عن حقيقة أمره، وأكدت مصادر مطلعة ?للمركز السوداني للخدمات الصحفية- تقييد بلاغ جنائي -بقسم شرطة عطبرة- في مواجهة المتهم وإدانته بتوجيه تهم تحت ?المادة 93 ج- وتفيد المتابعات الميدانية أن المتهم "معاوية يوسف خضر" ظل ممارساً -لمهنته كطبيب فعلياً- بمستشفى عطبرة ولمدة 6 سنوات !!
مكنته من معاودة مرضاه وإجراء عمليات جراحية ?دون أن يكون حاملاً لأيِّ مؤهل أكاديمي- انتهى!! )) ..
أضحكوا، بالله عليكم .. وتذكروا جيداً، أن الخبر الآنف -نقلته لكم بضبانته- عن -مركزهم الحكومي- وليس من أيٍّ من ?وسائل الإعلام الأخري- لأصحاب "الأجندات والأغراض والأهواء !!" ..
بالمناسبة، طبيب عطبرة الذي ظهر فجأة هذا "أن كل مؤهلاته هي ?وسامة الطلعة وشهادة إكمال ثالثة ابتدائي- لكن قضيته انتهت إلى لا شيء يذكر .. حتي محاكمته أجلت ولأكثر من مرة !!" .. لأن "المجلس الطبي أكد بأنه غير معني بالأمر ?لأن ذاك الشاب لا يحمل صفة طبيب- والقانون أيضاً ?تعامل مع القضية بذات الوتيرة- !!".. ليفرج عنه بـ "كفالة مالية !!".. ويعود "إلى مهنته الأولى ?كسائق ركشة وصبي ميكانيكي-!!
نعم، هي صورة مأساوية لحالة وزارة الصحة وكيفية إدارتها "التي لو عكسنا ?جزءاً يسيراً منها- يكون في الجزء العائم من جبل الجليد ?وتسعة أعشاره- غاطسة!!".. ومع تلك المأساة "فإن الإصلاح ما زال ممكناً!!".. لأن القرار الصائب أمانة ومسئولية ?يوم لا ينفع مالاً ولا بنون- لكن "من يمسك بالملف الطبي العلاجي ?لا ندريِّ من أين أتي- أليس هذا المنصب هو بمثابة ?رئيس مستشفيات السودان- التي تبلغ أكثر من 350 مستشفى ؟" .. لا لا .. "ألا يوجد من الإستشاريين من يملك القدرة على إدارة هذا المنصب؟"..
لنسأل بصدق هل وصلت الإنقاذ عبر أبنائها في ?إدارة وزارة الصحة- إلي نقطة اللا عودة ؟؟ أم هو صراع مصالح؟؟ بغض النظر عن المواطن والوطن، لتشليع وتفكيك -وزارة الصحة- وهم ينظرون!!"..
ونحن أيضاً ننظر معهم ?في ما وصل إليه الحال- حيث "طبيب بمستشفى ?ود مدني التعليمي- قال ?لإحدى مريضاته- بعد أن كتب لها ?تقريراً غير وافياً- ولما إحتجت إليه ?قال لها وبالحرف: أيوة أنا غلطت وأمشي اشتكينيِّ- لكن، -لمن غير الله نشكو- من يحوز على الرقم الطبي ?وينسى شاش بطول متر ونصف بأحشاء إحدي مرضاه بعطبرة-!!" .. إذاً نعود ?لطبيب عطبرة المزيف- الذي ?يقود ركشته الآن- بعد أن كتب عليها "بعد الفراق ما عدت تاني تهمنا!!" .. لأنه هو الذي فجر هذا الخبر ?بنفسه- وملأ الدنيا ضجيجاً وشغل الناس ?داخل المدينة وخارجها فقد أضحى بين ليلة وضحاها -معروفاً للجميع ومشهوراً- بصورة لم تتح ?حتى الآن- لـ"وزيرة صحة ?ولاية نهر النيل- أو حتى عميد كلية الطب ?بجامعة وادي النيل / صاحب التخصص المرموق والعيادة الرائجة- هناك!!" ..
فهو (قد "نشأ في أسرة ?قضت شطراً من حياتها في الجماهيرية الليبية- في ?رغدٍ من العيش والدعةٍ- سببه ?جدوى الاغتراب في ذلك الوقت الباكر- من ?أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي- فهو كان آخر العنقود ?لشقيقين آخرين وثلاث شقيقات- حيث ?ولد بعطبرة في أواخر الثمانينيات- فتميز ?برعاية خاصة وإستجاب قدرية لطلباته وحنان زائد من والديه وأشقائه- شاءت الأقدار ?أن ينفصل والداه عن بعضهما البعض- وهو ?في بواكير- عمره!!" ..
وبهذه الرغبة -المستكنة في دواخله- التي وئدت فيه ?بسبب عدم التعليم- إندفع "ليقتنص ?بعض الفرص- عندما أتاحت له الظروف ?بالبحث عن أصدقائه من طلاب كلية الطب بجامعة البحر الأحمر- وتقديم بعض المساعدات لمرضي ?حسبوه جزءاً من الكوادر الطبية المساعدة أو المتدربة- هناك، لأن -المؤسسات الطبية / العلاجية / الحكومية بالولايات غالباً ما يقصدها أناس بسطاء ممن هم كبار السن- فيظنون إن أيِّ شخص يتعامل معهم داخل المستشفي مهماً كان- أنه طبيب!!"..
ثم عاد بعد ذلك ?إلى مدينة عطبرة- وهو يحمل ?شحنته الكبيرة من القلق الكبير- طاوياً في أغوار نفسه ?الرغبة الأكيدة- بأن يكون "طبيباً ?إنساناً- يشار إليه بالبنان!!" .. وقد شرع وإنتحل!!) .. ولكن، المغزى.. فما حدث -بمستشفى عطبرة التعليمي- وحكاية ?ممارسته لمهنة الطب- حيث "أصاب ذلك الخبر ?جميع- من يهمهم الأمر ومن لا يهمهم الأمر ?أيضاً- بالحيرة والإرتباك والصدمة !!" ..
خاصة ?وزيرة الصحة / بولاية نهر النيل- فكان لا بد ?لسامية محمد عبد الرحمن- أن تعتبر أن تعينها في هذا ?المنصب الوزاري المرموق- فرصة لإثبات أن "المرأة يمكن أن ?تشق- الرأس !!" .. خصوصاً في ولايتها، ولكي تثبت "أن فترة تقلدها لهذا المنصب مرت بسلام ?وبصورة تغري من بيده الأمر والرضا أن يفضل استمراريتها كوزيرة للصحة في ولايته- لكن، بروز ?الأزمة المفاجئة بوجود طبيب مزيف/ يعمل في أكبر مستشفى حكومي في ولايتها- أضعف كثيراً من احتمالات بقائها بالوزارة!!"..
لأن في هذا الظرف "بروز ?مشكلة كمشكلة/ طبيب عطبرة المزيف- بمستشفى عطبرة التعليمي -تدفع بالإعلام والمراقبين إلي مطالبتها بتقديم إستقالتها- وعلي وجه السرعة أو ?مطالبة مسئوليها بإقالتها- وفوراً !!".. لذلك، كان لا بد لها -من الدفاع المستميت- بارتباك ?جعل الجميع يضحك عليها- فبإجابتها ?لسؤال الشروق- عن ?إجابة العامل- أجابت إجابة ?خالية من التركيز- وأضافت فيها "إذا كان هذا ?الشافع- يمارس ?الطب- حقيقة …. لترتبك ?- تجعلنا نقول لها:- إن كذبة البلغاء مشهودةThe remarkable poets lie "وعلى قول جدتيِّ :- دقي يا مزيكا".

خروج :- أأُهنيَّ أم أُهنيِّ، الآن.. بعد أن عادت لأرفف المكتبات "الغراء: رأي الشعب".. من توقف قسريُّ بـ "عنهجية الحكم الجلاد".. ولكن، كان لـ "فراسها الذين لا تغريهم السلطة ولا تخيفهم الزنازين" شرف القتال ?بالقلم- من أجل الإنتصار ?للكلمة- حتي كُللت مساعيهم بـ "وضع حجر في فيه كل جبار متسلط" بإنتصارهم وكسبهم للقضية في -9 إكتوبر 2011م- ولأن إكتوبر يعني للـ "الديموقراطية، الحرية، الكلمة والقلم بالسودان الكثير والكثير" .. فلم أجد غير أن أقول لأساتذتيِّ" الطيب إبراهيم عيسى، الطيب فراج، الطاهر أبو جوهرة، أشرف عبد العزيز، أبو ذر علي الأمين، بارود صندل، كمال عمر، قرشي عوض، ناصر فوراوي، فيصل عبد الرحمن، منى بكري . وبقية الأساتذة، الزملاء والقراء" مرحباً بالعودة مجدداً لـ "مهنة النكد والشقاء".. ونأمل بذلك "الإنفتاح الديموقراطي ?للقلم والكلمة- بالحرية المرجوة".. ولن أزيد.. والسلام ختام
[email protected]

الاخبار

تعليق واحد

  1. لو كنتوا شاهدتوا الفيلم الامريكي catch me if you can بطولة ليوناردو ديكابريو و توم هانكز و اخراج العبقري ستيفن سبيلبيرغ و هو مأخوذ من قصة حقيقية كان حتعرفوا كيف الحكومات بتقدر تستفيد من مواهب الناس و توجهها ليهم و تخليهم يستفيدوا منها و يفيدوا بلدهم

  2. السودان مقبرة المبدعين
    حتي لو كنت دكتور حقيقي ومتخصص
    او اي مجال ابداعي اخر فسوف تصطدم بالحسد
    والغيره ,فنحن مجتمع الظواهر السلبيه التي وجدت لها
    موطن دائم في حياتنا.الرئيس عاوز يكون رئيس للابد والفنان
    لايرضي بمن يسحب البساط من اقدامه وما خفي اعظم.
    :mad: :mad: :crazy: :crazy: ;( ;( :confused: :confused: :eek: :eek: :rolleyes: :rolleyes: ( ) ( ) :o :o :lool: :lool:

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..