ود أبرق مبسوط

ود أبرق مبسوووط
بقلم : الدكتور نائِل اليعقوبابي
*( الطيور التي تحط على الحوائط المتجهمة ،
وتقيم في أوكارها المظلمة، لا تغرد، أنا لا
أقصد الطيور بالمرة ..).
محمد مستجاب ?
كاتب مصري ساخر
.. من نافذة الغرفة التي أسكنها والمفتوحة على حوش المنزل كنت أتابع طيراً فارداً جناحيه ويسرح ويمرح في فضاء مرتفع وهو مطمئن إلى أن بمقدوره عبور الحدود الإقليمية لأي دولة دون أن يتعرض لمن يطلب منه بطاقته الشخصية أو جواز السفر وتأشيرة الدخول ثم يطلب منه الانتظار ريثما يُضرب اسمه على الكومبيوتر المركزي ليقرأ فيتشه ويُعرف انتماءه السياسي والأحزاب والنوادي والجمعيات التي انتسب إليها أو إذا كان هو أو أحد أقربائه قد دخل السجن بسبب معتقد فكري أو إيديولوجي أو تنظيمي، ولن يضطر هذا الطائر للانتظار للتحقيق معه وانتزاع أقواله بوسائل الإقناع الحديثة جداً، ما قد يضطره للحجز حجزاً احترازياً ليصار تسليمه أصولاً إلى بلده بموجب معاهدة جنيف التي وقعت عليها سائر الدول المتحضرة وبعض الدول النامية، هذا الطائر ليس لديه أي مخاوف من هذا الموضوع.
نظرة سريعة إلى هذا الطائر توحي أنه لا يشكو من أى مرض نفسي كالعُصاب أو الفصام ( الشيزوفرينيا ) أو البرانويا أو الاكتئاب وليس مصاباً بالإيدز ولا السرطان ولا يعانى من ارتفاع السكّر أو الضغط أو الشحوم الثلاثية أو الأسيد أوريك أو الكوليسترول ولا تبدو عليه بوادر الجلطة الدماغية أو السكتة القلبية وما من مشاكل لديه في شريانه الأبهر أو عضلة القلب، بالمختصر هو لا يشكو من أي مرض يصيب الإنسان المعاصر المتحضر ولكونه لا يدخن السيجارة ولا الشيشة ولا جرب معسل التفاحتين ولا الجراك ولا النعناع ولا يشرب الخمر، ولا جرب العرقِ ولا المريسة، ولا يتعاطي المخدرات ولا جرب البنغو، ولا الهيروين ولا الكوكاين، أو حبوب الهلوسه والإنشراح ، ولا بلع حبوب منع الفضلية ولا تغيير اللون أو حبوب التسمين، من ماركة النجمة السريعة أو زعلان ليه أو جاري الشحن ولا الثورة بالنص، أو الجيران انخلعوا وعرس خالي بكرة، ولا توظف في وزارة اللغف ولا وزارة الضرب واللبع، ولا يعانى من أي من العقد النفسية التي تصيب البشر بسبب الإحباطات، لأنه لا يدوس على رقبة أحد من أبناء جلدته ليصل إلى المناصب والامتيازات والثروة والجاه، ولهذا فليس هو مضطراً للرياء والنفاق والتزلف لمن هو أعلى منه أو الكتابة بحق زملائه ورؤسائه لتحقيق ما يصبو إليه .
كنت أتساءل عما يجول برأس هذا الطائر وهو في عليائه؟ غير أنه من المؤكد أنه لم يكن يفكر بالسياسة الأميركية تجاه السودان ولا داعش في العراق وسوريا، ولا اغتصاب صبايا تابت ولا اتفاقية نيفاشا ولا التجديد أو التمديد لرئيس منتهية ولايته بالمقلوب ولا الحروب المحلية في هذا البلد أو ذاك .
ولم يكن مشغولاً بالماركسية أو المالتوسية أو الميكافيلية ولا بالصراع الطبقي ولا بالبورصة وسعر الذهب ولا هو مهموم بموازنة الدخل مع المصروف ولا خروج نفط الجنوب من الميزانية، ولا بأزمة السكن ومستقبل الأطفال والدروس الخصوصية ومعدلات الجامعة، ولا هو محاصر بالتابوات الثلاثة المعروفة وباقي الممنوعات ولا هو مكبل بالموروث والتقاليد، فكل ما يشغل بالنا نحن ترهات تجعله يلقب على قفاه من شدة الضحك .
لعل هذا الطائر لو سمع بجميعات الرفق بالحيوان لصرخ فينا بأعلى صوته: يابني البشر التهوا بمشاكلكم وحلوا عن سمانا ونحن بألف خير.
[email][email protected][/email]
– – – – – – – – – – – – – – – – –
تم إضافة المرفق التالي :
نائلكوف 064.jpg
يعقوبابي اشهد أنك مبدع.سلمت يداك يا كبير.
انا عرفت هذا الطائر انه الغراب الذي ظل ينعق لمدة 25 عام أعلي الشجرة الحزينة والتي قال عنها كبير أبالستهم ولا تقربوا هذة الشجرة المعلونة وبلع كلامه وارتدد عنه ثم رقد وانبرش وتمدد ثم نام تحت ظلها مقابل ثلاثة مليارات من الجنيهات فاصبحت رحمية بعد ان كانت معلونة وعجبي لمن يلعبون بالدين والسياسة بمهارة من يلعب بالبيضة والحجر