هَلَّا أَدْرَكْنَا اَلْمَوَاْنِئ اَلْسُّوْدَاْنِيَّة ؟!

د. فيصل عوض حسن
احتفى المُتأسلمون في 26 أبريل 2018، بمحطَّة توليد كهربائي مائيَّة (مُتحرَّكة)، قالوا بأنَّها ضمن (الاستثمارات التُركيَّة)، وادَّعوا بأنَّهم سيُشيدون أبراجها قبل شهر رمضان، للحَد من مُشكلة القطوعات الكهربائيَّة! كما احتفوا باستلام رَّافعاتٍ وقوارب سَحْبٍ قَطَرِيَّة، أكَّدَ السفيرُ القطريُّ بأنَّها (جُزْءٌ) من رأسمال تطوير ميناء سَوَاكِنْ، بعكس المجهر السياسي في 24 أبريل 2018 التي وصفتها بـ(الهَدِيَّة)! في ما أكَّد مُسْتَوْزِرْ الدَّولة للنقل للصحافة في 12 أبريل 2018، عدم وصولهم لاتِّفاقٍ (نهائيٍ) مع قطر لتشغيل ميناء سَوَاكِنْ، والتزم بعرض (أي اتِّفاق) على مجلس الوزراء والبرلمان لـ(إجازته)، نافياً اتِّجاههم لـ(بيع) أو خصخصة ميناء بورتسودان!
واضحٌ جداً تَقَاطُع/تَنَاقُض التصريحات أعلاه، فالسفيرُ القطريُّ أكَّدَ بأنَّ مُعدَّاتهم، (جُزءٌ) من رأسمال تطوير ميناء سَوَاكِن، وليست (هَدِيَّة)، وهذا يُناقِضْ تأكيد مُسْتَوْزِرْ الدَّولة للنقل، بأنَّ اتِّفاقهم مع القطريين (مبدئي)، والتزامه بعرض اتِّفاقهم النِّهائي على مجلس الوزراء والبرلمان لإجازته، مما يجعل أحدهما كاذباً: إمَّا مُسْتَوْزِر النقل أو السفير القطري! وبالنسبة للمحطَّة الكهربائيَّة المُتحرَّكة، فقد ذكر الإعلام الإسْلَاموِي بأنَّها ضمن (الاستثمارات التُركيَّة)، ثُمَّ زَعموا أنَّهم سيُشيدون الأبراج الخاصَّة بها لتقوية الإمداد والحَد من القطوعات الكهربائيَّة، وهذا كَذِبٌ مفضوح، فكيف سيستغلُّون المُحطَّة وهي مجلوبة لاستثمارات الأتراك؟! والواقع، أنَّ الأكاذيب/الرِّيبة تبدأ من (ارتجاليَّة) إتاحة سَوَاكِن للأتراك، حيث وَهَبَهَا البشير (فجأةً) لأردوغان، وتَتَابعَت بعدها الأكاذيب تارةً بأنَّ (تيكا) التُركيَّة تقوم بترميم آثار سَوَاكِن، وتارةً بأنَّهم عَرضوها على حاكم الشارقة، وتارةً ثالثة بأنَّ مُستثمراً تُركياً عَرَضَ تأهيلها (سياحياً) وليس (أثرياً)، وهي ادِّعاءاتٌ دَحَضْنَاها في مقالنا (مَنَافِذَنَاْ اَلْبَحْرِيَّة وَاَلْهُرَوْبُ اَلْإِسْلَاْمَوِيُّ اَلْوَشِيْكْ).
وفي إطار التجهيل والتضليل، احتفى الإعلام الإسْلَامَوِي المأجور بطلاء بعض مباني وجُدُر سَوَاكِن، ووصفوها بـ(الترميمات) الأثريَّة التي أجراها الأتراك، وهذا تضليلٌ وتدليسٌ سَّافر، لأنَّ الترميمات الأثريَّة تحتاجُ مواداً استثنائيَّة، وبمواصفاتٍ ومَقَاديرٍ مُعيَّنة، مع التوثيق الدقيق لحالة الأثر المعني ودراسة/حَصْر تدهوره، والفترة المُتوقَّعة لإكمال ترميمه، ومُراقبة/مُلاحظة التأثيرات والتغيُّرات التي تحدث فيه، ومُعالجتها بصورةٍ تحفظ قيمة وحالة الأثر المعني كما كان تماماً، وهذه أمورٌ يستحيلُ تحقيقها في الفترة (القصيرة)، ما بين إتاحة سَواكِن للأتراك وترويج صورهم السَّاذجة! علماً بأنَّ (ترميم/صيانة) الآثار، من مهام مُنظَّمة اليونيسكو التي يتمتَّع السُّودان بعضويتها، ولم يطلب البشير وعصابته منها هذه المُهمَّة حتَّى يلجأوا للأتراك! بخلاف أنَّ سَواكِن وغيرها من آثارنا كانت موجودة، وأهملها المُتأسلمون ونهبوها، كشجرة صندل المتحف القومي وغيرها الذي لم نكتشفه ونحصره بعد!
سَبَقَ عَبَثُ البشير وعصابته بسَوَاكِن، سَعْيَهُم الحثيث للتخلُّصِ من ميناء بورتسودان، حيث أصدَر مُسْتَوْزِر النقل قراره رقم 23/2016 في 23 أكتوبر 2016، بتشكيل لجنة لدراسة عروض ابتلاع الميناء، المُقدَّمة من شركة P&O التابعة لموانئ دُبي، وتعديل ما يلزم من بنودها (لتوقيعها) خلال شهر من تاريخه! ووفقاً لصيغة ذلك القرار، انحصر دور اللجنة في تعديل بعض فقرات العرض، مما يعني أنَّ المُتأسلمين قَرَّروا (فعلياً) التخلُّص من الميناء، وشَكَّلوا اللجنة لشَرْعَنَة ذلك التخريب! وعقب (افتضاحهم)، وثَبَاتُ العاملين الشُرفاء وطَرْدِهِم للوفد الإماراتي من الميناء، أعلن مُسْتَوْزِرْ النقل في 23 نوفمبر 2017، بأنَّهم لم يحسموا أمر الميناء، وسيختارون الشركة الفائزة بالعطاء في 7 يناير 2018، ونقلوا إجراءات الفرز للخرطوم تلافياً لاحتجاجات العُمَّال، خاصَّةً عقب استقالة المُستشار القانونى لهيئة الموانئ البحريَّة، اعتراضاً على شروط العطاء (المُجحفة) كإيجار الميناء لـ20 سنة قابلة للزيادة، والإدارة الكاملة للميناء وتسليمها خلال 3 أشهر!
المُدهِش، أنَّ مُسْتَوْزِرْ النقل صَرَّح للشرق القَطَرِيَّة في 27 نوفمبر 2017، بأنَّهم يبحثون مع القطريين منذ 2016 إنشاء ميناء سَوَاكِنْ وتطوير ميناء (بورتسودان) وسيوقعون العقود النهائيَّة حال الفراغ من مُباحثاتهم! وهنا نتساءل: هل مُباحثاته مع القطريين كانت (قبل) أم (بعد) قراره 23/2016؟ لو قال (قبله)، فلماذا يدرسون عروضاً (إماراتيَّة) وهم مُتَّفقون مُسبقاً مع القَطَرِيين؟ ولماذا سمحوا للوفد الإماراتي بزيارة ميناء بورتسودان في سبتمبر 2017، ومُطالبته باستلام الميناء (فارغاً)، مما دَفَع العاملين الأشاوس لطردهم؟ وكيف يُؤكِّد ذلك المُسْتَوْزِرْ فرز العطاء في يناير 2018، وهم (سيُوقِّعون) العقود مع القَطَرِيين؟! وكيف يعرض الأمر على السعوديين وفق الشروق في 1 مارس 2018؟! وهل أحاط مُسْتَوْزِر النقل رفيقه مُسْتَوْزِر الماليَّة بـ(مُباحثاته) مع القطَريين، قبل أن يقوم الثاني (مُسْتَوْزِر الماليَّة)، بالتفاكر مع مجموعة سعوديَّة لإنشاء ما أسماه مَنَصَّة (إلكترونيَّة) بميناء بورتسودان، تبعاً للشروق في 1 مارس 2018؟!.
وفي غمرة تضليلاتهم التي لا تنتهي، أطلقَ المُتأسلمون كِذْبَةً غير مسبوقة، حينما أعلنت لجنة الطاقة الذَرِّيَّة وإدارة السلامة (الاتحاديَّة)، في 16 مارس 2018، وجود (إشعاعات نوويَّة) بمخزن مُهملات ميناء بورتسودان! والغريب هنا، أنَّ هيئة الموانئ البحريَّة هي التي اكتشفت (الإشعاع) وأبلغت لجنة الطَّاقة الذَّرِّيَّة، التي (أكَّدت) وجوده و(حَذَّرَتْ) المسئولين والعُمَّال من الإقتراب من ذلك المخزن، وسَلَّمَت تقريرها للموانئ وعادت من حيث أتت! وهنا نتساءل: كيف (تَمكَّنت) هيئة الموانئ من اكتشاف و(تصنيف) تلك الإشعاعات؟ وهل لديها المُختصين والأدوات اللازمة للقيام بهذه المُهمَّة الخطيرة؟ ولو قالوا نعم، لماذا استعانوا بلجنة الطاقة الذَرِّيَّة؟ وما أثر تلك الإشعاعات على العاملين والسُكَّان؟ وكيف تَمكَّنوا وتأكَّدوا من احتواء تلك الإشعاعات في هذه الفترة الوجيزة، لدرجة (الترويج) للميناء، وفق ما أعلن والي البحر الأحمر في 18 مارس 2018، عن (تَواثُقه) مع بنك إنكرا الروسي لتمويل إنشاء (مُنتجعات سياحية)؟! فكيف (أقنعوا) روسيا المُتقدِّمة نووياً للدخول في شراكات معهم، في مناطق بها إشعاعات نوويَّة؟!
إنَّ التفاف البشير وعصابته الحالي حول منافذنا البحريَّة، نتيجة لضغوط يُواجهونها بعدما نَالُوا المُقابل، وأحالوه لمصالحهم الشخصيَّة كأرصدةٍ واستثماراتٍ خارجيَّة، ولا علاقة أو مصلحة للسُّودان من كل ذلك، خاصةً مع (التعتيم) المُتعمَّد لتفاصيل اتِّفاقاتهم ومُباحثاتهم عن الشعب صاحب هذه المُقدَّرات حالياً ومُستقبلياً. ونحن السُّودانيين عموماً، لم نَرَ من المُتأسلمين خيراً منذ مجيئهم المشئوم، والآن يُسخِّرون جميع صفاتهم الذميمة بدءاً بالبطش والقمع والغدر والخيانة ونقض العهود، وانتهاءً بالكَذِبِ والتدليس والتضليل لتضييع منافذنا البحريَّة. فالبشير شخصياً أكَّد، وفق الشروق في 8 فبراير 2018، حِرصه على مصالح العُمَّال وعدم تشريدهم، ليصدر والي البحر الأحمر بعد أقلَّ أُسبوعين من تأكيدات رئيسه، قراراً بتخفيض العَمَالة بهيئة الموانئ، وفقاً للصيحة في 23 فبراير 2018، وهي (جُرأةٌ) لا تتوفَّر إلا بإيعازٍ من البشير وعصابته الإسْلَامَوِيَّة المأفونة، الذين أخَلُّوا باتِّفاق سلام الشرق وخالفوا بنوده، بإقالة مُدير هيئة الموانئ واستبدلوه بآخرٍ تَدورُ حوله الكثير من الشُبهات، حتَّى يستكملوا مُخطَّطاتهم بتجفيف الميناء والتخلُّص منها، وهو موضوعٌ أسهب فيه غيري ولا يسع المجال لتفصيله! والاستهتار والجُرأة الماثلين، يُؤكِّدان بأنَّ المُتأسلمين لا يرغبون في البقاء بالحكم رغم ضجيجهم هنا وهناك، وإنَّما يستكملون أغراضاً مرحليَّةً مُعيَّنة، ليس من بينها الاستمرار في الحكم الذي فَقَدوا مُقوِّماته بالكامل، ويتعاملون باستهتارٍ وصَلَفٍ مُريب مع الأزمات الماثلة ويُعمِّقونها، بما يُحتِّم مُناهضتهم بقوة، وإفشال مُخطَّطاتهم لتفجير الفوضى قبل هروبهم الذي بات وشيكاً.
لقد شَرَعَ المُتأسلمون فعلياً في تسليم سَوَاكِن، حيث نشرت السُّوداني في 15 أبريل 2018، توجيه نائب مُدير هيئة الموانئ البحريَّة لغرفة التوكيلات الملاحيَّة (وُكَلَاءِ السُفُن)، بتحويل رُسُوْ بواخر البضائع العامَّة، من ميناء سَوَاكِنْ لميناء بورتسودان إعتباراً من أوَّل مايو الجاري. وعلينا استحضار الأبعاد السياديَّة/الاستراتيجيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة لمنافذنا البحريَّة (بورتسودان وسَوَاكِنْ)، وما تُتيحانه من مزايا تفضيليَّة مُقارنةً للدول الحبيسة/المُغلقة، وعلينا كذلك استحضار الدمار والتراجُع الذي لِحِقَ بموانئ جيبوتي والصومال، والصراعات التي دَخَلت فيها هاتين الدَّولتين نتيجة مع المُغامرين والطَّامعين، بخلاف أنَّ بورتسودان وسَوَاكِن هي آخر ما تَبقَّى من مُقدَّراتنا الوطنيَّة/القوميَّة، وهي مُقدَّراتٌ لكلِّ السُّودان وليس فقط الشرق، كما يُشيع بعض المُتقافزين و(تُجَّار الحروب)، لأنَّ الشرق جُزءٌ من السُّودان الكبير وليس (شعباً مُنعزلاً)، والمُصيبة ستحلُّ بنا جميعاً دون استثناء إقليم أو منطقة. وهذا يُحتِّم علينا عدم الانتظار وإمهال المُتأسلمين لإكمال جريمتهم، وإنَّما الإسراع بمُناهضتهم ومُؤازرة نقابة العاملين الأشاوش، والوقوف معهم في مُواجهة العصابة الإسْلَامَوِيَّة المأفونة.
وليعلم الطَّامعين والمُغامرين بأنَّ البشير وعصابته إلى زوالٍ قريب، وحينها سيجدون أنفسهم في مُواجهة الشعب السُّوداني، فليحفظوا أموالهم ولا عداءنا بتحالُفاتهم المشبوهة والخاسرة، وليعلموا أيضاً بأنَّنا نرفض مبدأ إتاحة موانِئِنا لكائنٍ من كان من أساسه، لأنَّها خطٌ أحمر يتعلَّق بسيادتنا واستقلالنا الوطني، ونحن قادرون على إدارتها وتطويرها بخبراتنا الوطنيَّة المشهودة دولياً وإقليمياً، وسنستعيد جميع مُقدَّراتنا ونُلاحق كل من تآمر علينا.. وللحديث بقيَّة.
ملحوظة خطيرة:
عقب إكمالي لهذه المقالة، قرأتُ خبراً كارثياً في (رويترز)، مفاده أنَّ إثيوبيا تَوَصَّلت لإتفاقٍ يوم الخميس 3 مايو 2018، يسمح لها بـ(الاستحواذ) على (حِصَّة) في ميناء بورتسودان، وإبداء الرَّأي بشأن مُستوى رسوم المُنَاوَلَة في الميناء، وهذا يُؤكِّد ما سُقناه في مقالنا أعلاه بشأن (كَذِبْ) المُتأسلمين وتدليسهم، وسعيهم لنهب وتفكيك السُّودان ثُمَّ الهروب..!
[url]https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-304263.htm[/url][email][email protected][/email]
سلام خاص للاخ كاتب المقال واشكره لوقوفه مع عمال الميناء..
اتفق معه ولكن وددت ان اصحح بعض المعلومات اذ انني ورغم اتفاقي معه لابد من تصويب المعلومه بحكم انني في بطن الحدث واكثر الناس تاثرا لمواقفي المبدئيه والميدانيه علي ارض الحدث ا انني حتي هذه اللحظه اعمل كبير مهندسي الاجهزه البحريه والملاحيه واكثر العمال ظلما ولكن وللحق اقول..
اولا..السيد المدير العام الجديد رجل مؤهل جدا جدا و قوي وتاريخه مشرف ولا يشوبه شائب يل نراه ضد الفساد ويكفيه فخرا انه له شكوي ضد قمه السلطه ولا ينتمي لزبانيه السلطان وفيه الكثير من الصفات التي يتمني كل من له اخلاق ان يتسم بها..انا اول الناس واجهته بعنف حد الشراسه وهددته بعدم المساس بالمرفق لكنه احترمني حتي خجلت وهربت منه ولاحقا عرفت انه اكثر الناس حرصا علي المرفق..
المدير السابق..اما المدير السايق فهو رجل اصيل ومؤهل و طيب جدا لكن المتنغذين افشلوا الميناء بتجفيف مواردها بقرارات من الخرطوم وغيرها من القرارات المدمره وحمله الناس سباب الفشل….
لكن اهود واقول هناك رجالا يقفون بصلابه ضد الخصخصه والتخريب واول قرقه منها ظهرت قبل يومين وهم عمال الشحن والتفريغ وهم كثر ولن يستطيع كائن علي وجه الارض خصخصه الميناء ولاحقا سينجلي الغبار وتستبينون معالم الاشياء وتعرفون من الختئن ومن الامين وان كان هناك من يريد مصلحه الموانئ ومصلحه اهل الولايه عليه بالعمل علي فضح مخطط قانون السلطة المينائيه التي بموجبها يخصص الموانئ والان تم اجازتها بمجلس الوزراء وامام البرلمان ونقابه الموانئ لا تتحرك فقط مجرد ادعاءات بطوليه كاذبه و تخديريه لنا دون عمل شئ علي ارض الواقع؟؟
والسلام
من جبت سيرة جلال الشالوه دة
والله لو علي جلال اخير الخصخصة
كل ارصدة المواني الان ديون علي شركات الملاحة البحرية حتي انكشف ظهر المواني وطبعا كلو بتمنو
تحدثت عن حق واردت به باطلا فجلال لم يكن اتيا حسب اتفاقية الشرق .اتي به ايلا ولكنه عض اليد التي اتت به
تعقيب للأخ م. سامي الصائغ..
أولاً أشكرك جزيل الشكر لتفضلكم بالاهتمام والمُتابعة والحرص على التعقيب، بصورةٍ حضاريَّةٍ وراقية، وأُرحب به بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي معها.
ثانياً: حديثي عن الموانئ السُّودانيَّة باعتبارها مُقدَّرات (سياديَّة/استراتيجيَّة) حَسَّاسة، وتتعلَّق بكل السُّودان، أكرر (كل السُّودان) وليس فقط الشرق أو عُمَّال الميناء، لأنَّهم (جُزءٌ) أصيلٌ من السُّودان الكبير، وينحدرون من كل بقاعه، وآلامهم تُؤلمنا بخلاف الأبعاد الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة للموانئ، بما يُحتِّم علينا (توسيع) زاوية النظر لهذا الموضوع الخطير لتستوعب كل هذه الأبعاد.
ثالثاً: بالنسبة للمدير الذي عَيَّنه البشير مُؤخَّراً، فقد كتب عنه الكثيرون وهي كتاباتٌ مُوثَّقة، ومن حيث المبدأ ? وكما معلوم ? مُستحيل شخص (نظيف) يعمل مع البشير وعصابته المُجرمة، والكيزان لا يسمحون له بالعمل من أساسه لو لم يكن معهم وراضون عنه، لا سيما في المناصب القياديَّة، وهذه قناعة (تَرَسَّخت) عندي كغيري من السُّودانيين، عقب مُعايشتنا لهم لثلث قرنٍ من الزمان، واعتقد هذه فترة كافية لإطلاق الأحكام وترسيخ القناعات. والأهم من هذا، أنكم تفضلتم مشكورين، بتأكيد (أصالة وتأهيل وطيبة) المُدير السابق، فلماذا أزاحوه؟! وأمما حديث عنايتكم عن (أخلاق) المدير الجديد و(هدوئه) فكم من (كوز) تدثَّر بالهدوء وادَّعى (الأخلاق) وأجرم ضد السودان وأهله، والأمثلة عديدة ولا يسع المجال لذكرها.
رابعاً: مسألة إفشال الميناء وتجفيفها، سواء من الخرطوم أو غيرها، هي استراتيجيَّة عامة للعصابة الإسلاموية ليس فقط بالنسبة للموانئ، وإنَّما لجميع مُقدَّراتنا الوطنيَّة في كل بقاع السُّودان، بدءاً بالحصار الأمريكي الذي صنعوه صناعة بالتنسيق مع الأمريكان، مروراً بالخصخصة والشراكات والاستثمارات المزعومة وغيرها من الأكاذيب، التي تستهدف فقط تفكيك وتمزيق السودان ونهب مُقدَّراته.
خامساً: أُحيي الرجال الأشاوس الذي تفضلتتم بوصفهم أنهم يقفون ضد الخصخصة، ولقد دعوت في مقالي أعلاه (وغيره) للوقوف معهم، سواء بالميناء أو غيرها من مناطق السُّودان، لصد وإفشال المؤامرات الإسلاموية والعمل على اقتلاع هذه العصابة والحيلولة دون هروبهم واسترجاع ما نهبه ومحاسبتهم ومحاكمتهم جميعاً (من أصغر واحد لأكبر واحد)، ثم الاتحاد لإعادة بناء (كل السودان)، وتمهيد الدرب أخضراً لأجيالنا القادمة.
هذا مع كامل احترامي وتقديري لشخصكم الكريم
أرى أن كاتب المقال قد أسهب في ذم الحكومة ووصفها بما تستحق وأوفي ، ولكن أدواته في عرض وتحليل مشكلة الموانيء البحرية كانت فقيرة ظهرت في إحجامه وقصوره في عرض المشكلة بشكل أكثر موضوعية.
بالطبع نتفق مع كاتب المقال في أن الأنقاذ ليتها لم تكن ، وأنهم أس البلوى ومازالوا ، لكن للإنقاذ معاويل هدم للأسف أحد هذه المعاويل ..نحـن الشعب السوداني.
ناهض الدكتور فكرة خصخصة الموانيء البحرية ، ووصف متشفياً كيف تم طرد شركة دبي العالمية حينما أتت لتتفق في تشغيل ميناء بورتسودان ، أعتقد أنه ليس هنالك داع لوصف شركة دبي كأنها العدو الذي أتى لأحتلال البلد ، شركة دبي ماهي إلا شركة يمكن الأتفاق معها لتشغيل الميناء بمقتضى شروط يرتضيها طرفي الأتفاق ، ويمكن أيضا أن يرفض أحد طرفي الأتفاق الشروط فيذهب كل إلى حال سبيله…أستعجب لهجة الدكتور تجاه شركة دبي العالمية..؟؟
وتمنيت أن يكون الدكتور أكثر موضوعية ويوضح لنا سر رفضه خصخصة ميناء بورتسودان ليتم تشغيله عبر شركة عالمية مثل شركة دبي..!!
وذكر الدكتور كوادرنا الوطنية المقتدرة حسب إفتراضه..هل هو مجرد كلام تقتضيه العاطفة الغبية أم حقيقة لدينا كوادر على قدرة مهنية كافية لتدير الموانيئ البحرية..وإن كانت موجودة إذن فأين هي من هذا الوضع المزري في ميناء سواكن على سبيل المثال وليس الحصر..؟؟ أرى أنه يجب الوقوف كثيراً في هذا الشأن قبل التصريح بأنه لدينا كادر مقتدر لأدارة الموانيء البحرية
إن رفض وقبول خصخصة الموانيء البحرية يجب أن يتم بطريقة مدروسة ومهنية تصب في صالح الوطن بغض النظر عن الأنتماء القبلي والعرفي أو المصالح الشخصية ، لكن لن يتم هذا الشيء في ظل حكم الأنقاذ لأنهم مازالوا يسيطرون على الوضع ولهم السلطة ، أما عن المستقبل فأتمنى أن يتم الحديث عن خصخصة الموانيء البحرية بشيء من العلمية والمهنية ينأى عن المؤثرات الشخصية..والله المستعان
أخي د. فيصل لك خالص التحية ، و أحيي فيك مثابرتك و صمودك.
من المهم المحافظة على التصعيد الشعبي و إبقاء نار التنوير متقدة ، لتبصير الشعب بمخاطر سياسات الإنقاذ ، و للمحافظة على مقدرات الدولة المتبقية.
كنت أتوقع أن يقوم الأخوة المختصين بربط مشروع (الصين – باكستان) ، الممر الإقتصادي الجديد (ميناء قوادر) ، لأن منطقة شرق السودان مؤهلة أكثر لتكامل المشروع بحكم الموقع الجغرافي.
أعلم أن دراسة المشروع تحتاج لميزانيات و كوادر مؤسسية و بشرية ضخمة ، لكن وضع الخطوط العريضة للدراسة (حسب واقع حالنا) سيعمق الرؤية و يوسع النظرة الإستراتيجية لمشروع الشرق ، و هذا يعني التوسع في تخطيط الصناعات المهمة المكملة لمثل هذا المشروع (بنيات أساسية – أعمال الصيانة البحرية – الصناعات المكملة من مصانع تعليب ، و مصانع تجميع ….إلخ بحيث تخدم الصادر و الوارد لكامل المناطق الأفريقية المستهدفة).
أتفق معك 100٪ ، بأن أي مشروع حتى لو كان فدان مربع واحد في أي بقعة في وطننا السودان ، يجب أن ندافع عنه و نحميه بكل الوسائل لأنه أمر يهمنا كسودانيين ، و يكفينا ما فقدنا حتى الأن.
هذا النمط من التوجه الإيجابي يتطلب منكم عدم التأثر بمخططات النظام و التعالى عليها ، حتى نخلق جيل و مبادئ تهتم بتنمية سودان إستراتيجي مستقبلي واعد ، و حتماً الغلبة لنا بإذن الله (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
أي كاتب جاد يضع بصمته على تناول المداخلات ، و لذلك جاءت مداخلات الأخوان (سامي الصائغ ، سامي كوريا ، حسن و الخمجان) ثرة و مفيدة.
و أن كان لدي وجهة نظر فهي أن دبي العالمية أثبتت تجاربهم صدق ما يخاف منه الناس منهم ، من تضعيف أو تدمير أي منشأ قد يشكل أي تهديد مستقبلي عليهم ، و لا داعي لسرد السوابق الأفريقية و العالمية.
المبدأ الأساسي في هذا النوع من المشاريع الإستراتيجية ، هو التخطيط السليم و المنفتح لأي توسعات مستقبلية و حماية ذلك بعقود تحفظ للسودان و شعبه حقوقه (لدينا أفضل المستشارين ، منتشرين حول العالم ، لو خلصت النوايا – ما بتصاقع) ، يزيد على ذلك بعض البهارات الأساسية ، مثل:
* جعل المشروع قابل للتكامل الإقتصادي الدولي ، مثال الممر الإقتصادي (الصيني الباكستاني).
* جزب دول محترمة (سوابق عالمية معروفة).
لا ننسى أن قطر قد ساهمت ب 15٪ في مشروع الممر الإقتصادي الصيني الباكستاني ، و قطر تعتبر (نسبياً) ، من أفضل الدول المستثمرة خارجياً (تحسباً للأجيال القادمة).
و غني عن القول ، يجب أن ننتهج خطاً مهنياً محايداً ، وفق رؤية إستراتيجية مستقبلية لدولة السودان (هذا يتطلب مساعي أخرى) ، و نبعد شبح خرمجة النظام (المتوقعة) من أذهاننا ، و بإذن الله سنكلل بالنجاح ، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
و نعيد سيرتنا الأولى! لا بدْ من التنسيق الجماعي و حتى و إن كان في أبسط صوره (كبداية) ، و أضمن لك مصطفى عمر و عبدالرحمن الأمين ، شوقي بدري (لم أسألهم لكني مع ذلك أضمنهم لك).
تعليق للخمجان
أولاً: ذكرتم بأنَّني (أسهبتُ) في ذم العصابة الحاكمة، ولكن أدواتي في عرض وتحليل المشكلة وأنني (قَصَّرتُ) في عرضها بموضوعية.. ويبدو أنَّك لم تقرأ كلامي جيداً أو (لم تعي) مضمونه، لأنَّني لم (أذم) العصابة، وإنَّما استعرضتُ (تناقُضاتها) المُوثَّقة، ولعلك فهمت (توثيقي) لأكاذيبهم بأنَّه (ذم)، وهذه مشكلة حقيقيَّة لا (أُسأل) عنها ولا أتحمَّلها. وينطبق هذا الأمر على اعتقادك بتقصيري في عرض المشكلة و(أدوات) التحليل والعرض!!!
ثانياً: اندهشت كثيراً من اعتبارك الشعب السوداني (مِعْوَلْ) هدم من معاويل هذه العصابة، وأصفهم بالعصابة وليس (حكومة أو إنقاذ) لعدم توفُّر مقومات هاتين الكلمتين فيهم.. كيف تضع الشعب (الضحية) كـ( أداة ) لهؤلاء المجرمين؟ ألست من ضمن هذا الشعب؟!
ثالثاً: أُناهض (تخصيص) الموانئ لعدم توفُّر شروط ومُتطلَّبات (الخصخصة) في الموانئ، ولو سألت عن هذه الشروط والمُتطلَّبات، أُحيلك لمقالاتي السابقة في هذا الخصوص لأنَّني قَدَّمتُ فيها شرحاً وافياً وتفصيلياً عن مفهوم الخصخصة وعناصرها ومتطلَّباتها وشروطها التي اعتمدها كلٍ من صندوق النقد والبنك الدَوْلِيين، وهي تختلف تماماً عما جرى عندنا في السودان..!
رابعاً: أتمنَّى لو شرحت لي معني (تشفي) الذي وصفت به حديثي عن شركة موانئ دُبي، وأين ورد ذلك التشفي؟! والحقيقة أنا من يحق له (الاندهاش/العجب) من حديثك واجتهاداتك الغريبة في (تحوير) حديثي رغم وضوحه!
خامساً: ذكرت بأنك تتمنى أن أكون موضوعياً، ولا أدري ما هي (الموضوعية) بوجهة نظرك؟ وأين مُجانبتها في حديثي؟!
سادساً: حديثي عن كوادرنا الوطنية المقتدرة، ليس (عاطفة غبية) كما ذكرت في تعليقك، ولكنهم حُوربوا من الكيزان وضُيِّق عليهم، وتم استبعادهم ليس فقط في الموانئ وإنما في كل المرافق، وحديثك غريب و(معيب) ولتعد إلى ما قبل الكيزان، لتعرف كيف كنا وأين أصبحنا الآن.. أكرر (عيبٌ) عليك الحديث عن أهلك وشعبك بهذا النحو..!
سابعاً: رفضي للخصخصة ذكرته في مقالاتٍ مُتخصصة فلتبحث عنها لتعرف إذا كان كلامي مدروساً وعلمياً من عدمه، وأدعوك لإعادة القراءة بـ(عقلك) قبل (عينيك)، وتدبر جيداً ما تخطه قبل الضغط على الكيي بورد..
سلام خاص للاخ كاتب المقال واشكره لوقوفه مع عمال الميناء..
اتفق معه ولكن وددت ان اصحح بعض المعلومات اذ انني ورغم اتفاقي معه لابد من تصويب المعلومه بحكم انني في بطن الحدث واكثر الناس تاثرا لمواقفي المبدئيه والميدانيه علي ارض الحدث ا انني حتي هذه اللحظه اعمل كبير مهندسي الاجهزه البحريه والملاحيه واكثر العمال ظلما ولكن وللحق اقول..
اولا..السيد المدير العام الجديد رجل مؤهل جدا جدا و قوي وتاريخه مشرف ولا يشوبه شائب يل نراه ضد الفساد ويكفيه فخرا انه له شكوي ضد قمه السلطه ولا ينتمي لزبانيه السلطان وفيه الكثير من الصفات التي يتمني كل من له اخلاق ان يتسم بها..انا اول الناس واجهته بعنف حد الشراسه وهددته بعدم المساس بالمرفق لكنه احترمني حتي خجلت وهربت منه ولاحقا عرفت انه اكثر الناس حرصا علي المرفق..
المدير السابق..اما المدير السايق فهو رجل اصيل ومؤهل و طيب جدا لكن المتنغذين افشلوا الميناء بتجفيف مواردها بقرارات من الخرطوم وغيرها من القرارات المدمره وحمله الناس سباب الفشل….
لكن اهود واقول هناك رجالا يقفون بصلابه ضد الخصخصه والتخريب واول قرقه منها ظهرت قبل يومين وهم عمال الشحن والتفريغ وهم كثر ولن يستطيع كائن علي وجه الارض خصخصه الميناء ولاحقا سينجلي الغبار وتستبينون معالم الاشياء وتعرفون من الختئن ومن الامين وان كان هناك من يريد مصلحه الموانئ ومصلحه اهل الولايه عليه بالعمل علي فضح مخطط قانون السلطة المينائيه التي بموجبها يخصص الموانئ والان تم اجازتها بمجلس الوزراء وامام البرلمان ونقابه الموانئ لا تتحرك فقط مجرد ادعاءات بطوليه كاذبه و تخديريه لنا دون عمل شئ علي ارض الواقع؟؟
والسلام
من جبت سيرة جلال الشالوه دة
والله لو علي جلال اخير الخصخصة
كل ارصدة المواني الان ديون علي شركات الملاحة البحرية حتي انكشف ظهر المواني وطبعا كلو بتمنو
تحدثت عن حق واردت به باطلا فجلال لم يكن اتيا حسب اتفاقية الشرق .اتي به ايلا ولكنه عض اليد التي اتت به
تعقيب للأخ م. سامي الصائغ..
أولاً أشكرك جزيل الشكر لتفضلكم بالاهتمام والمُتابعة والحرص على التعقيب، بصورةٍ حضاريَّةٍ وراقية، وأُرحب به بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي معها.
ثانياً: حديثي عن الموانئ السُّودانيَّة باعتبارها مُقدَّرات (سياديَّة/استراتيجيَّة) حَسَّاسة، وتتعلَّق بكل السُّودان، أكرر (كل السُّودان) وليس فقط الشرق أو عُمَّال الميناء، لأنَّهم (جُزءٌ) أصيلٌ من السُّودان الكبير، وينحدرون من كل بقاعه، وآلامهم تُؤلمنا بخلاف الأبعاد الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والسياسيَّة للموانئ، بما يُحتِّم علينا (توسيع) زاوية النظر لهذا الموضوع الخطير لتستوعب كل هذه الأبعاد.
ثالثاً: بالنسبة للمدير الذي عَيَّنه البشير مُؤخَّراً، فقد كتب عنه الكثيرون وهي كتاباتٌ مُوثَّقة، ومن حيث المبدأ ? وكما معلوم ? مُستحيل شخص (نظيف) يعمل مع البشير وعصابته المُجرمة، والكيزان لا يسمحون له بالعمل من أساسه لو لم يكن معهم وراضون عنه، لا سيما في المناصب القياديَّة، وهذه قناعة (تَرَسَّخت) عندي كغيري من السُّودانيين، عقب مُعايشتنا لهم لثلث قرنٍ من الزمان، واعتقد هذه فترة كافية لإطلاق الأحكام وترسيخ القناعات. والأهم من هذا، أنكم تفضلتم مشكورين، بتأكيد (أصالة وتأهيل وطيبة) المُدير السابق، فلماذا أزاحوه؟! وأمما حديث عنايتكم عن (أخلاق) المدير الجديد و(هدوئه) فكم من (كوز) تدثَّر بالهدوء وادَّعى (الأخلاق) وأجرم ضد السودان وأهله، والأمثلة عديدة ولا يسع المجال لذكرها.
رابعاً: مسألة إفشال الميناء وتجفيفها، سواء من الخرطوم أو غيرها، هي استراتيجيَّة عامة للعصابة الإسلاموية ليس فقط بالنسبة للموانئ، وإنَّما لجميع مُقدَّراتنا الوطنيَّة في كل بقاع السُّودان، بدءاً بالحصار الأمريكي الذي صنعوه صناعة بالتنسيق مع الأمريكان، مروراً بالخصخصة والشراكات والاستثمارات المزعومة وغيرها من الأكاذيب، التي تستهدف فقط تفكيك وتمزيق السودان ونهب مُقدَّراته.
خامساً: أُحيي الرجال الأشاوس الذي تفضلتتم بوصفهم أنهم يقفون ضد الخصخصة، ولقد دعوت في مقالي أعلاه (وغيره) للوقوف معهم، سواء بالميناء أو غيرها من مناطق السُّودان، لصد وإفشال المؤامرات الإسلاموية والعمل على اقتلاع هذه العصابة والحيلولة دون هروبهم واسترجاع ما نهبه ومحاسبتهم ومحاكمتهم جميعاً (من أصغر واحد لأكبر واحد)، ثم الاتحاد لإعادة بناء (كل السودان)، وتمهيد الدرب أخضراً لأجيالنا القادمة.
هذا مع كامل احترامي وتقديري لشخصكم الكريم
أرى أن كاتب المقال قد أسهب في ذم الحكومة ووصفها بما تستحق وأوفي ، ولكن أدواته في عرض وتحليل مشكلة الموانيء البحرية كانت فقيرة ظهرت في إحجامه وقصوره في عرض المشكلة بشكل أكثر موضوعية.
بالطبع نتفق مع كاتب المقال في أن الأنقاذ ليتها لم تكن ، وأنهم أس البلوى ومازالوا ، لكن للإنقاذ معاويل هدم للأسف أحد هذه المعاويل ..نحـن الشعب السوداني.
ناهض الدكتور فكرة خصخصة الموانيء البحرية ، ووصف متشفياً كيف تم طرد شركة دبي العالمية حينما أتت لتتفق في تشغيل ميناء بورتسودان ، أعتقد أنه ليس هنالك داع لوصف شركة دبي كأنها العدو الذي أتى لأحتلال البلد ، شركة دبي ماهي إلا شركة يمكن الأتفاق معها لتشغيل الميناء بمقتضى شروط يرتضيها طرفي الأتفاق ، ويمكن أيضا أن يرفض أحد طرفي الأتفاق الشروط فيذهب كل إلى حال سبيله…أستعجب لهجة الدكتور تجاه شركة دبي العالمية..؟؟
وتمنيت أن يكون الدكتور أكثر موضوعية ويوضح لنا سر رفضه خصخصة ميناء بورتسودان ليتم تشغيله عبر شركة عالمية مثل شركة دبي..!!
وذكر الدكتور كوادرنا الوطنية المقتدرة حسب إفتراضه..هل هو مجرد كلام تقتضيه العاطفة الغبية أم حقيقة لدينا كوادر على قدرة مهنية كافية لتدير الموانيئ البحرية..وإن كانت موجودة إذن فأين هي من هذا الوضع المزري في ميناء سواكن على سبيل المثال وليس الحصر..؟؟ أرى أنه يجب الوقوف كثيراً في هذا الشأن قبل التصريح بأنه لدينا كادر مقتدر لأدارة الموانيء البحرية
إن رفض وقبول خصخصة الموانيء البحرية يجب أن يتم بطريقة مدروسة ومهنية تصب في صالح الوطن بغض النظر عن الأنتماء القبلي والعرفي أو المصالح الشخصية ، لكن لن يتم هذا الشيء في ظل حكم الأنقاذ لأنهم مازالوا يسيطرون على الوضع ولهم السلطة ، أما عن المستقبل فأتمنى أن يتم الحديث عن خصخصة الموانيء البحرية بشيء من العلمية والمهنية ينأى عن المؤثرات الشخصية..والله المستعان
أخي د. فيصل لك خالص التحية ، و أحيي فيك مثابرتك و صمودك.
من المهم المحافظة على التصعيد الشعبي و إبقاء نار التنوير متقدة ، لتبصير الشعب بمخاطر سياسات الإنقاذ ، و للمحافظة على مقدرات الدولة المتبقية.
كنت أتوقع أن يقوم الأخوة المختصين بربط مشروع (الصين – باكستان) ، الممر الإقتصادي الجديد (ميناء قوادر) ، لأن منطقة شرق السودان مؤهلة أكثر لتكامل المشروع بحكم الموقع الجغرافي.
أعلم أن دراسة المشروع تحتاج لميزانيات و كوادر مؤسسية و بشرية ضخمة ، لكن وضع الخطوط العريضة للدراسة (حسب واقع حالنا) سيعمق الرؤية و يوسع النظرة الإستراتيجية لمشروع الشرق ، و هذا يعني التوسع في تخطيط الصناعات المهمة المكملة لمثل هذا المشروع (بنيات أساسية – أعمال الصيانة البحرية – الصناعات المكملة من مصانع تعليب ، و مصانع تجميع ….إلخ بحيث تخدم الصادر و الوارد لكامل المناطق الأفريقية المستهدفة).
أتفق معك 100٪ ، بأن أي مشروع حتى لو كان فدان مربع واحد في أي بقعة في وطننا السودان ، يجب أن ندافع عنه و نحميه بكل الوسائل لأنه أمر يهمنا كسودانيين ، و يكفينا ما فقدنا حتى الأن.
هذا النمط من التوجه الإيجابي يتطلب منكم عدم التأثر بمخططات النظام و التعالى عليها ، حتى نخلق جيل و مبادئ تهتم بتنمية سودان إستراتيجي مستقبلي واعد ، و حتماً الغلبة لنا بإذن الله (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
أي كاتب جاد يضع بصمته على تناول المداخلات ، و لذلك جاءت مداخلات الأخوان (سامي الصائغ ، سامي كوريا ، حسن و الخمجان) ثرة و مفيدة.
و أن كان لدي وجهة نظر فهي أن دبي العالمية أثبتت تجاربهم صدق ما يخاف منه الناس منهم ، من تضعيف أو تدمير أي منشأ قد يشكل أي تهديد مستقبلي عليهم ، و لا داعي لسرد السوابق الأفريقية و العالمية.
المبدأ الأساسي في هذا النوع من المشاريع الإستراتيجية ، هو التخطيط السليم و المنفتح لأي توسعات مستقبلية و حماية ذلك بعقود تحفظ للسودان و شعبه حقوقه (لدينا أفضل المستشارين ، منتشرين حول العالم ، لو خلصت النوايا – ما بتصاقع) ، يزيد على ذلك بعض البهارات الأساسية ، مثل:
* جعل المشروع قابل للتكامل الإقتصادي الدولي ، مثال الممر الإقتصادي (الصيني الباكستاني).
* جزب دول محترمة (سوابق عالمية معروفة).
لا ننسى أن قطر قد ساهمت ب 15٪ في مشروع الممر الإقتصادي الصيني الباكستاني ، و قطر تعتبر (نسبياً) ، من أفضل الدول المستثمرة خارجياً (تحسباً للأجيال القادمة).
و غني عن القول ، يجب أن ننتهج خطاً مهنياً محايداً ، وفق رؤية إستراتيجية مستقبلية لدولة السودان (هذا يتطلب مساعي أخرى) ، و نبعد شبح خرمجة النظام (المتوقعة) من أذهاننا ، و بإذن الله سنكلل بالنجاح ، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).
و نعيد سيرتنا الأولى! لا بدْ من التنسيق الجماعي و حتى و إن كان في أبسط صوره (كبداية) ، و أضمن لك مصطفى عمر و عبدالرحمن الأمين ، شوقي بدري (لم أسألهم لكني مع ذلك أضمنهم لك).
تعليق للخمجان
أولاً: ذكرتم بأنَّني (أسهبتُ) في ذم العصابة الحاكمة، ولكن أدواتي في عرض وتحليل المشكلة وأنني (قَصَّرتُ) في عرضها بموضوعية.. ويبدو أنَّك لم تقرأ كلامي جيداً أو (لم تعي) مضمونه، لأنَّني لم (أذم) العصابة، وإنَّما استعرضتُ (تناقُضاتها) المُوثَّقة، ولعلك فهمت (توثيقي) لأكاذيبهم بأنَّه (ذم)، وهذه مشكلة حقيقيَّة لا (أُسأل) عنها ولا أتحمَّلها. وينطبق هذا الأمر على اعتقادك بتقصيري في عرض المشكلة و(أدوات) التحليل والعرض!!!
ثانياً: اندهشت كثيراً من اعتبارك الشعب السوداني (مِعْوَلْ) هدم من معاويل هذه العصابة، وأصفهم بالعصابة وليس (حكومة أو إنقاذ) لعدم توفُّر مقومات هاتين الكلمتين فيهم.. كيف تضع الشعب (الضحية) كـ( أداة ) لهؤلاء المجرمين؟ ألست من ضمن هذا الشعب؟!
ثالثاً: أُناهض (تخصيص) الموانئ لعدم توفُّر شروط ومُتطلَّبات (الخصخصة) في الموانئ، ولو سألت عن هذه الشروط والمُتطلَّبات، أُحيلك لمقالاتي السابقة في هذا الخصوص لأنَّني قَدَّمتُ فيها شرحاً وافياً وتفصيلياً عن مفهوم الخصخصة وعناصرها ومتطلَّباتها وشروطها التي اعتمدها كلٍ من صندوق النقد والبنك الدَوْلِيين، وهي تختلف تماماً عما جرى عندنا في السودان..!
رابعاً: أتمنَّى لو شرحت لي معني (تشفي) الذي وصفت به حديثي عن شركة موانئ دُبي، وأين ورد ذلك التشفي؟! والحقيقة أنا من يحق له (الاندهاش/العجب) من حديثك واجتهاداتك الغريبة في (تحوير) حديثي رغم وضوحه!
خامساً: ذكرت بأنك تتمنى أن أكون موضوعياً، ولا أدري ما هي (الموضوعية) بوجهة نظرك؟ وأين مُجانبتها في حديثي؟!
سادساً: حديثي عن كوادرنا الوطنية المقتدرة، ليس (عاطفة غبية) كما ذكرت في تعليقك، ولكنهم حُوربوا من الكيزان وضُيِّق عليهم، وتم استبعادهم ليس فقط في الموانئ وإنما في كل المرافق، وحديثك غريب و(معيب) ولتعد إلى ما قبل الكيزان، لتعرف كيف كنا وأين أصبحنا الآن.. أكرر (عيبٌ) عليك الحديث عن أهلك وشعبك بهذا النحو..!
سابعاً: رفضي للخصخصة ذكرته في مقالاتٍ مُتخصصة فلتبحث عنها لتعرف إذا كان كلامي مدروساً وعلمياً من عدمه، وأدعوك لإعادة القراءة بـ(عقلك) قبل (عينيك)، وتدبر جيداً ما تخطه قبل الضغط على الكيي بورد..
د فيصل واصل الله يحفظك ويوفقك انا مستعد يادكتور بالتنسيق معك بان انقل جميع مقالاتك صوتيا وعن طريق الفيديو اذا سمحت ختا يكون النشر اوسع فالشعب مازال محتاج للمعرفة والتوعية الكثيرة والكبيرة
د فيصل واصل الله يحفظك ويوفقك انا مستعد يادكتور بالتنسيق معك بان انقل جميع مقالاتك صوتيا وعن طريق الفيديو اذا سمحت ختا يكون النشر اوسع فالشعب مازال محتاج للمعرفة والتوعية الكثيرة والكبيرة