مقالات وآراء

رسالة الى وزير الثروة الحيوانية في حكومة الامل

اكرم ابراهيم البكري

رسالة الى وزير الثروة الحيوانية في حكومة الامل
استاذي ومعلمي وزير الثروة الحيوانية بروف المنصوري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تتجلى مشكلتك الحقيقة مع المؤسسة العسكرية السودانية في أحد أبرز مظاهرها الاقتصادية عبر السيطرة الكاملة على منظومات تصدير اللحوم والماشية، حيث تخضع هذه القطاعات الحساسة لهيمنة أجهزة سيادية لا تمت لوزارة الثروة الحيوانية بصلة ، فالمسالخ الرئيسية ومحاجر التصدير تتبع فعلياً لوزارة الدفاع، بينما تتحكم منظومة جهاز الأمن والمخابرات (الاتجاهات المتعددة) في صادرات الماشية الحية، مما يحوّل هذه الثروات من مورد قومي إلى سلعة في يد شبكات النفوذ العسكري والأمني.

يا سعادة الوزير:-

هذا التمركز السلطوي لا يعكس فقط تغول المؤسسة العسكرية على مفاصل الدولة، بل يكشف عن تشابك مصالحها مع أطراف خارجية، وعلى رأسها الدولة الجارة “الشقيقة”، التي تسللت بعمق داخل جسد الجيش السوداني عبر عقود من الاختراق الناعم والخشن. وهكذا، بات القرار السوداني رهينة لمصالح تتجاوز حدود السيادة، وأصبح أي وزير للثروة الحيوانية، مهما أوتي من كفاءة أو وطنية، عاجز بشكل حقيقي عن وقف نزيف تصدير الماشية واللحوم حتى في أوقات تعاني فيها البلاد من فجوات غذائية حادة هل يوجد اكثر من الحروب طامة كبري على الشعوب هل يستطيع عاقل ان يصدق انه والى الان يتم تصدير الى دولة مصر الشقيقة من مسلخ القضارف الحديث في الوقت الذي يعاني منه أبناء الشعب الجوع ويصطفون امام حله بليله

عزيزي البروف في حكومة الامل السعيد :-

لقد تحوّلت السيادة على الموارد إلى امتيازات أمنية وعسكرية، بينما ظل المواطن السوداني يدفع ثمن هذا التواطؤ من أمنه الغذائي ومستقبل تنميته. ولعل من أبرز ما يُستدل به على ذلك، ما أورده الباحثون في قضايا الأمن القومي عن تغوّل بعض الدول في مفاصل الدولة السودانية، من خلال دعم نخب عسكرية وواجهات اقتصادية تعمل على تفكيك استقلال القرار الوطني وتسيير الاقتصاد السوداني وفق أجندات خارجية، لا تخدم سوى استمرار التبعية ونهب الموارد.

والله ولي التوفيق
اكرم إبراهيم البكري
اختصاصي ثروة حيوانية
عمل بالسودان وبعض دول الخليج
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..