مقالات وآراء سياسية

متى يبلغ قادة المشروع الحضاري الحلم ..

خليل محمد سليمان

حقيقة الامر هو مشروع حماري ، وليس حضاري ، لأنه إعتمد في برنامجه علي الرجرجة ، والدهماء من اطراف المجتمع ، وقيعان المدن .

حاربوا الفضيلة ، واسسوا للرزيلة ، إعتمدوا الجهل ، وحاربوا العلم ، والثقافة ، والادب .

قتلوا ، سرقوا ، ونهبوا ، وزنوا في نهار رمضان ، ثم كذبوا .

الكذب ، والنفاق ، عهدهم ، وغايتهم تبررها الوسيلة .

“بالله عليكم تنظيم كل قادته فوق السبعين ، ويتخطفهم الخوف ، والوجل ، حتى نكران مشروعهم الحماري علي رؤوس الاشهاد ، بهذه الطريقة المقرفة” .

بدأها لصهم الكبير حين قال “بديهم لواحد معرس قريبتنا” في إشارة لدولارات ، العمالة ، والإرتزاق ، والنهب ، والسلب ، والتي يستعين “براجل قريبتو” لبيعها بالسوق السوداء .

أيّ شرف هذا ، وايّ رجولة ان يتم إعدام الشاب مجدي عليه الرحمة والمغفرة ، لمجرد حيازته لمبلغ عبارة عن ورثة تركها والده رجل الاعمال .

ثم ختمها بتحريم حمل العملة السودانية لأكثر من 5 الف ، في سابقة لم يشهدها التاريخ ان يُجرم حمل الاموال .. اما  اموال العمالة ، والنهب ، والسرقة ، والسلب ، عندهم في البيوت ، والقصور ، وتحت اسرتهم.

بالامس جميعهم انكر الإنقاذ “المشروع الحضاري“ الذي اوردنا موارد الهلاك ، حيث الفقر ، والجهل ، والمرض .

قصة حصلت لي حكاها لي واحد ..

في بدايات العام 1997م أُتهمت في إشارة من القائد الخرطوم ، اللهو اللص المخلوع بأني اعمل ضد الدولة ، واسيئ للنظام الحاكم ، وقائمة طوييييلة من التهم.

معي في ذات التهم الاصدقاء رفقاء الدرب ، وهيب احمد الامين ، وبلة عبد الرحمن ، وصافي الدين شريف ، والشهيد فيصل عابدين ، جميعهم من ضباط الدفعة 43.

بعد وصولي الي الخرطوم قادماً من المنطقة الإستوائية ذهبت الي شئون الضباط لأتظلم من هذه الإشارة ، الواردة من مكتب القائد العام .

الغريب في الامر تهم ترقى للخيانة ، والتمرد ، وانا لا ازال في الخدمة ، وجميع من ذُكروا معي ، دون ايّ تحقيق لإثبات التهم ، او نفيها.

قابلت السيد العميد  أ.ع رئيس شعبة ملازم وقتها ، فوجدته لا علم له بالإشارة ، ولا توجد صورة منها في اي ملف من ملفات الضباط المذكورين .

ابدى غضباً شديداً ، ثم هاج ، وماج ، ثم قال “دي فوضى ، وكلام فارغ ، انا ح اوقفك قدام القائد العام الكتب الإشارة دي”

انصرفت ، وقد تضاعف حجمي الي مرات عديدة ، احسست بضيق البدلة التي ارتديها ، وضاق البوت تحت قدماي ، حيث وعدني ان احضر في الإسبوع القادم ، لأقف امام القائد العام ..

حضرت في اليوم الموعود، فقابلني سعادته بكل هدوء ، قائلاً  “إتفضل يا إبني اقعد ، شوف انت لسة صغيّر ، وقدامك مستقبل ، انسى الموضوع دا ، وامشي شوف شغلك” .

بلا تردد قلت له نعم لأني صغير في الرتبة ، والسن فليس لي ما اخسره ، حسب نظرتك ، فكرامتي لا تُقدر بسن ، او رتبة فأنا علي ما وعدتني اريد الوقوف امام القائد العام ليُثبت ما كتب ، و يُحاكمني ، او ان يعتذر في حال عدم الإثبات ، ولا يمكن ان اقبل إلا بأحد هذين الخيارين .

طوالي الهرشة بدت .. فقال لي:  إنتباه يا ضابط ، انا ما عندي اي حاجة اعملها ليك ، بديك امر تحركك تمشي تتصرف مع قائد وحدتك ، ثم سلمني امر التحرك في نفس ذات اللحظة ..

ملحوظة ..

طبعاً هذا لم يكن رأي سعادته، اكيد زي ما بنقول بلغة الجيش الجماعة سخنوهو ..

ذكرني موقف سدنة الإنقاذ ، وقادة المشروع الحماري بالامس هذا الموقف ، فحمدت الله كثيراً بأني لم اخف علي ذاك المستقبل الذي ثمنه الكرامة ، وعزة النفس ، فتساءلت علي ايّ شيئ يخاف رجل فوق السبعين ، وقدماه علي حافة القبر ، يقف كصبي لم يبلغ الحُلم تردداً ، ورهبةً ، وخوفاً ، بلا حياء ، او كرامة.

كسرة ..

متى يبلغ هؤلاء الحُلم ؟

كسرة ، ونص ..

هؤلا ليسو برجال ليحكموا ، لكنها إرادة الله ، فلا ازيد ..

كسرة ، وتلاتة ارباع ..

يقيني ان الله إستجاب الي دعوة اهل السودان الغالبة “أللهم ارنا فيهم عجائب مقدرتك” فها قد وعد الله حقاً.

أللهم زدهم في العمر مذلةً ، ومهانةً ، بقدر ما تكبروا ، وفجروا ، وظلموا .. آميييين .

‫2 تعليقات

  1. كنت ذات مرة ضيفا على ابن. عمي لواء طبيب وسألته لماذا هؤلاء الضباط اصحاب الرتب يمشون خلف الجلاليب ناس الترابي وعلي عثمان ويس عمر الامام اجابني بسرعة هؤلاء هم اصحاب الكلمة في الجيش وهم الذي يصدر الاوامر
    اذا كل الرتب الحالية مضروبة لانها هبات من الكيزان اذا لا تستغرب ولا ترفع حاجب الدهشة عندما يحيوا حميدتي واخية وكل عائلة دقلو

  2. للأسف يا سياتو الجيش السوداني عبارة عن قوات من غرب افريقيا زي الفيلق الأجنبي الفرنسي

    دفعة 79

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..