الا.. ليت الزمان .. وأنت الكتاب ..

في السادس والعشرين من شهر أبريل الجاري ..إنطلقت في عاصمة الإمارات ابوظبي الدورة السابعة والعشرون لمعرض الكتاب الدولي ..بمشاركة الف عارض من خمس وستين دولة من مختلف قارات العالم ..جاءت لتعرض خمسمائة الف عنوان ..في مختلف فروع وضروب المعرفة الإنسانية وبأكثر من ثلاثين لغة ..مع إستضافة حوالي مائة وثلاثين كاتباً وشاعراً وفناناً من خارج الإمارات .. وستكون الشخصية المحورية لدورةهذا العام ..الشيخ محي الدين بن عربي أحدكبار الفلاسفة المسلمين المتصوفة !
بالأمس دعاني بعض كرام الأصدقاء مشكورين لمشاركتهم الرحلة من مدينة العين الى مقر المعرض بالعاصمة .. ولكن ذلك الإلتهاب الذي يعتصر الصدر متضامنا مع ثلاجة الموز المسماة بالتكيف المركزى أبى إلا أن يحرمني متعة التجول بين دفات ذلك المعرض الكبير .. فاعتذرت متحسرا على تلك الأيام التي كنت أستلقى فيها تحت نسمات حيشان الجزيرة وفي حضني ديوان شعر أو رواية أو سيرة ذاتية ..فحينها لم تكن اسلاك الكهرباء قد ربطت عيوننا بأضواء الحياة الحديثة وكان المذياع هو الأنيس الأعلى صوتا بينما همس الحروف الذي يترى من بين صفحات الكتب هو خير جليس .. إلا من جهاز تلفاز بشاشة الأبيض والأسود إقتناه شباب القرية في ناديهم الذي يهزمبناه أزيز مولد قديم يعمل يوما ويتمرد أياماً !
الان وبعدهذا التطور التقني الذي إكتسح عالم اليوم ..وجعل الأعين حبيسة خلف الشاشات الصغيرة التي سحبت البساط من تحت أرجل أبائها من تلفاز وحاسوب ثابت ومحمول .. فلازال الكتاب يصارع بجسارة المعارض الضخمة الآرفف للإحتفاظ بمكانته في تلك الحدقات التي تهرب من غذارة محتوياته الشاملة التي تجهد النظر ولكنها تثري العقول بالمادة المركزة لغة ومضموناً .. بحثاً عن المعلومة التي تتوفر بكبسة زر هي في سرعة استدارة هذا الزمن الذي يلهث وراءه الناس فلا هم لحقوا به ولاهو سيقف لهم عند محطة بعينها ..ويبقى الكتاب هو سيد كل الأزمنة مهما تسارعت دورات عجلاتها فلن تستيطع سباق دوران ماكينات الطباعة التي هي لحمة الثقافة وسداة المعرفة .. وليس معنى ذلك أن لا نأخذ باسباب المستجدات التي استسلم لها ابناء الأجيال الحديثة و ستكون في إنتظار القادم من الأجيال المزيد من التقنيات التي لابد أن نستصحبها في رحلة البحث عن المعارف .. ليصبح الجهد متوازياً في الحفاظ على قديم الصوف ..و التمتع في ذات الوقت بجديد البريسم وهو الحرير في لغة أهل الخليج كما يقول المثل الشائع عندهم .
مرفق صور من المعرض ..
[email][email protected][/email]
حيشان الجزيرة.
خلت حيشان الجزيرة من آكل البرسيم ليطوف البيوت بائع اللبن مساء.
وهرب الشباب ميممين شطر الدهب حتى خلت الحيشان من شبابها.
وما عاد القطن يزرع لتحل محله مراتب الاسفنج ودخلت الكهربا إلى الأرياف البعيدة.
اعز مكان فى الدنى سرج سابح ….وخير جليس فى الزمان كتاب.(المتنبى)
حيشان الجزيرة.
خلت حيشان الجزيرة من آكل البرسيم ليطوف البيوت بائع اللبن مساء.
وهرب الشباب ميممين شطر الدهب حتى خلت الحيشان من شبابها.
وما عاد القطن يزرع لتحل محله مراتب الاسفنج ودخلت الكهربا إلى الأرياف البعيدة.
اعز مكان فى الدنى سرج سابح ….وخير جليس فى الزمان كتاب.(المتنبى)