المــؤتمـــر الوطنـــي ووعــده

المــؤتمـــر الوطنـــي ووعــده

احمد المصطفى ابراهيم
[email protected]

دعونا نقر أولاً أن ليس في السودان حزب حقيقي «كدت أكتب حزب محترم ولكن وجدتها قاسية» ليس هناك حزب يحترم قواعده وله مؤسسية معها متدرجة.. كل أمر أحزابنا عبارة عن شلليات او بيوتات وأحيانًا بيت واحد وقد يضيق الأمر أكثر ويصبح شخصًا واحدًا وما أمر «مولانا» ببعيد.ما رأيك سيدي الإمام؟
لكن حزبًا واحدًا يدّعي انه ليس كذلك هو المؤتمر الوطني دعونا نحكم عليه بأعماله.. بالمناسبة كان شعار صحيفة ثور 17 نوفمبر صحيفة حكومة عبود واسمها الثورة كان شعارها «احكموا علينا بأعمالنا وجاء حكيم وقال حكمنا» ويفترض ان يكون الشعار احكموا لنا بأعمالنا وليس علينا وفرق بين أن يحكم لك ويحكم عليك.
المؤتمر الوطني مهما تبرأ من جرثومة الأحزاب القديمة إلا أنها أصابته بمرور الزمن وصار لا يسأل عن قواعده إلا أيام الانتخابات وصار لا يعرف إلا «شلة» تلتقي ليل نهار ولنبسط كلمة «شلة» أي أن هناك عددًا لا يتعدى المائة يدير ظاهريًا كل أمور المؤتمر الوطني «وباطنياً خلوها مستورة» بالله هل يتناصح قادة هذا الحزب مناصحة خالصة لوجه الله ويقولون ما يريدون أن يقولوه لا تمسك شفاههم إلا مخافة الله.. أم كل من يريد ان يقول كلمة حق يحسب ألف حساب لمنصبه وكرسيه؟
لا نريد ان ينسف كل الماضي بجرة قلم فذاك مستحيل ولكن بعضًا من عقلانية وشفافية، والذين لازمتهم العيوب معروفون والصحف والمواقع تعج بالأسماء المعيبة. والحياء شعبة من شعب الإيمان.
نعود: في اخبار الأمس ان المؤتمر الوطني عاكف على تكوين حكومة جديدة واصدار قرارات تتناسب مع المرحلة. كلما ذكر تكوين الحكومة ذكرت الترضيات والموازنات وما شاكلها. إذا ما كان المؤتمر الوطني يضع امامه قائمة أسماء ويفاضل بينها ويجاوز بينها وبين ما عنده من مواقع إن كان ذلك كذلك الرماد كال حماد.
اما إذا ما أراد المؤتمر الوطني الخروج بهذه البلاد من النفق الذي ادخلها فيه بسياسات المجاملة والمحاباة فأهلاً وهنا يجب أن يبدأ بالمواصفات والتوصيف وليس الأسماء.. هذه القوائم المحفوظة من الأسماء أوردت البلاد موارد الهلاك.
لماذا لا تضع المواصفات وبعدها يبحث عن من تنطبق عليهم ويفاضل بينهم بكل نزاهة والبلاد مليئة بالعلماء والخبراء الحقيقيين، بهذه الطريقة لن يكون لمسؤول ولي نعمة يخافه.
إذا ما أراد المؤتمر الوطني الحق فعليه بإعادة كثير من الانتخابات من المجلس الوطني الذي ينتظر نوابه إكرامية الرئيس المليارية إلى أقل نقابة منشأة. طبعًا هذه من أحلام زلوط.
غير أن الذي لا يطمئن أن هناك لجانًا في المجلس الوطني سُمِّيت بلجان التغيير كل رؤسائها من القدامى مما يوحي بأن التغيير سيكون صعباً.