مقالات وآراء

لماذا الإصّرار علي الفشّل والفشلّة كأنما بلادنا مِلكاً لفئة دون الآخرين؟؟

نضال عبدالوهاب
في توقيتٍ تحصد الحرب في السُودان حتي المواشي والحيوانات البرئية دعك من البشر ، ويُقتل الأطفال وتُغتصب النساء من مليشيا (الدعم السريع ) والجنجويد والمُتفلتين المشوهين ، تُحتل المنازل وتُنهب ، وينزح السُودانيين ويُهجّروا ، ويُمارس (الكيزان) خبثهم ورداءتهم لنشر الحرب وتمديدها أملاً في عودة مُستحيلة ، وتُعتقل لجان المقاومة ، مع محاولات مُستميتة للقضاء علي كُل جيوب الثورة ، وإستمرار الشراء ومحاولات الإختراق المتواصل لجسد صف الثورين والديمُقراطيين من الكيزان والجنجويد معاً … ومع كُل هذا الواقع البائس وفي رحلة البحث عن الحِلول لتغيير يستعدل كُل هذه الأوضاع الشائهة لبلد نُكبت طويلاً بنخب معطوبة ، ومشاريع سياسِية فاشلة وقيادات مُتقزمة وبعيدة عن الجماهير ولاترقي للمستوي ، وأخري جًربت وأخذت فرصتها الكافية في الساحة السياسِية ومواقع القرار السياسِي تنظيمياً وفي أجهزة الدولة والحُكم ، وفشلت جميعها وكانت النتيجة ما حدّث ويحدّث في بلادنا دونما أي أُفق حقيقي وإرادة واعية وتفكير سليم لإنتشال البلد ووضعها في طريقها الصحيح للإستقرار والتقدم والتنمية…
ظل هنالك إصرار (غريب) و(تعمُّد) واضح علي تكرار الفشل والأخطاء وتدوير ذات المنظومة وذات الأشخاص وذات طريقة التفكير ؟؟
كأنما هذه البلاد أضحت حِكراً لفئية وأشخاص بعدد أصابع اليدين ؟؟ هم فقط من يتحكمون فيها وفي مصيرها ومستقبل أجيالها ؟؟ ، وفي المقابل تتم (حرب) شعواء لمُمارسة (الإقصاء) للمُجددين وللعقول المُنفتحة والدماء الجديدة في شرايين العمل العام والقرار السياسِي ، تُستخدم في هذه الحرب الإقصائية أساليب ليست أقلّ (قذارة) وعدم (أخلاقية) من الحرب الحقيقية التي تدور الآن في بلادنا…
جاءت هذه الحرب وفي هذا التوقيت لتُحدث تغييراً شاملاً في ما هو قادم لبلادنا ، لا يُمكن باي حال السيّر بذات العقليات وذات الأقدام التي خلقت هذا الواقع وشكلّته علي مستوي القرار السياسِي والقيادي و المنهج والأدوات…
هذه البلاد ليست أسيرةً ومِلكاً لإثنيات مُحددة وليست أسيرةً ومِلكاً لأسماء (مُحددة) ظلت تتجول في ساحة القرار السياسِي وتقف من خلفه وتحتكره وتُقصي الآخرين…
وليتها قدمت النتيجة التي تشفع لها لكي يتم (تدويرها) وإعادة إنتاجها…
لكن أن يكون واقع بلادنا كما نراه الآن  ، فليس من الحكمة والعقل والإنصاف بل والثورية والديمُقراطية أن يتم إعتماد ذات منظومات الفشل وذات العقليات والقيادات وذات الأسماء؟؟؟
إذا أردنا لإستمرار مسار التغيير في بلادنا نحو مبادئ الثورة والإستقرار والتقدم لن يتم هذا بغير (التجديد الحقيقي) ، تجديد يطال كُل المنظومة العقليات ، القيادات ، مواقع القرار السياسِي ومن يديرون المشهد…
عندما بدأت الثورة من الأطراف والريف كانت هذه رسالة لم يتم فهمها جيداً من الكثيرين ، وعندما زحفت الحرب ووصلت الخرطوم كانت هذه هي الرسالة الأهم وللأسف لايزال الكثيرين لايستوعبونها ، ويمارسون ذات العقلية الإحتكارية الإقصائية ، وذات الأخطاء المُتكررة في التخفي والعمل الهش الذي لايُسمن بلادنا ولن يُغنيها ، بل يُقدمها هدية مُيّسرة للأيادي الأجنبية وللأعداء…
نحن وبكل وضوح نقف ضد كُل مُحاولات إختطاف القرار السياسِي في بلادنا وإحتكاره ، ونقف ضد (تدوير) ذات الأسماء وذات المنظومة وذات العقليات ، وسنظل نطالب ونعمل للتجديد والتغيير من داخل دوائرنا في القوي الديمُقراطية والمدنية والثورية وكسُودانيين تهمنا في المقام الأول مصلحة بلادنا العُليا وتعليتها لمرحلة تبدأ منذ الآن لوقف الحرب ومابعدها لتأسيس جديد لبلادنا ولإستقرارها وإسترداد مسارها المدني الديمُقراطي وتحديثها وتقدمها وبنائها وتنميتها…

‫2 تعليقات

  1. كلام حقيقي ورائع جدا من زول واعي شديد .
    بارك الله فيك ياخي وندعم كل مستقوم به
    في هذا الصدد.

  2. نحن مع الكيزان الذين فى خندق واحد مع الجيش ويدافعون عن السودان ونساء السودان اما القحاته والشيوعين والبعثين هولاء فى خندق مع الجنجويد والامارات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..