مقالات وآراء

وقف الحرب يبدأ من هنا!!

 

الصباح الجديد

أشرف عبدالعزيز

سباق محموم بين دعاة الحرب هذه الأيام لاستمرارها وعدم توقفها، فنافخوا كيرها من (البلابسة) المناصرون للجيش يعتقدون اعتقاداً جازماً أن خطاب (التحقير) الذي يسوقونه ضد الدعم السريع كفيل بتحقيق الانتصارات لهم أما (بلابسة) الدعم السريع يحاولون توسيع نطاق الحرب ويستخدمون خطاب (تحقيري) يهدف لإحداث تخريب معنوي وسط جنود الجيش بالتقليل من شأنهم وتراجعهم في المعارك.

في المقابل إزداد خطاب الكراهية بعد إعلان حركات دارفورية انحيازها للجيش وخوضها المعركة بجانبه واعتبر الفلول من أنصار النظام البائد أن هذه سانحة وفرصة أخيرة لتحويل مسار المعركة فسارعوا في شحن الأطراف وتصوير المعارك على أساس أنها عرقية، وبالفعل نجحوا في ذلك، بعد أن تبني بعض أبناء دارفور هذا الخطاب.. فرفعت راية العنصرية البغيضة عقيرتها من جديد لتعيد للأذهان ذات الأيام السوداوية ومشاهد التفسخ في دارفور، والغريب مع ذلك تجد دعاة الفتنة يتلون الآيات (حتى إِذَا استيأس الرسل وظنوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَآءَهُمْ نَصْرُنَا).

يبثون هذه السموم ويضعون أنفسهم في خانة الرسل اللذين يستحقون النصر من الله بعد أن كذبهم قومهم، وليت خطاب الكراهية التصعيدي وقف عند تحفيز المتحاربين على الحرب بل امتد ليشمل حتى شيوخ الطرق الصوفية اللذين يدعون للتسامح والسلام ووقف الحرب.

بقدر ما اختلف الناس مع شيخ الأمين أو الشيخ محمد الياقوت فما يقومان به عجزت عنه مؤسسات رصدت لها ميزانيات ضخمة لتقوم بمواساة الضحايا وتقديم العون لهم دون تمييز متحملين جراء ذلك تعرضهم للقصف الجوي والمدفعي.
وفي المقابل تجد أحد (البلابسة) يطالب السلطات بتدمير مسيد شيخ الأمين أو يرسل رسالة معاتباً لمحمد الياقوت كونه إستقبل قافلة لأحد قادة الدعم السريع، ماذا يفعل الشيخان وهما يقعان في مناطق سيطرة (الدعامة)؟
فعالية خطاب الكراهية تجاوزت التحريض على الشيوخ إلى المطالبة بتدمير الجسور والفرح بتلبية هكذا مطالب وغيرها من المنكرات مثل دفن الأسرى أحياء أو التوعد بنقل الحرب لمناطق بدواعي عرقية.

يحرضون ضد التفاوض وينسون أن المسرح بات مهيأ بفعل خطاب الكراهية لحرب أهلية مفتوحة ستكون النسخة الثانية للحرب الأهلية، فها هي حشود الفاشر تنبئ بذلك وهناك قوات للحلو في جبال النوبة والنيل الأزرق وأخرى لعبدالواحد في جبل مرة، وليس شيبة ضرار وحده من يتحدث عن تحالف مسلح للبجا في الشرق، هكذا ستتحول الحرب الحالية إلى حروب (داحس والغبراء) وعندها لن يتمكن أحد القفز من العربة الأخيرة بقطار الحفاظ على دولة السودان.

من المؤكد أن الحرب الأهلية الناتجة عن خطاب الكراهية ستجر تدخلات إقليمية خطرة، فطبيعة الوضع الهش في السودان ستجعل الباب مفتوحاً للتدخل بدعوى حماية أمنها القومي وهذا ما حذرت عنه الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لأن الحرب الأهلية لن تتوقف في حدود السودان بل ستعم الفوضى كل الأقليم، في حين أن من يبثون خطاب الكراهية لا يدركون أبعاد مؤاثرات خطابهم فقط ينفثون سمومهم الزعاف ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً في حين أنهم هم الأخسرين أعمالاً .

لقد آن الآوان للتصدي لخطاب الكراهية ونشر التوعية بين المواطنين بضرورة وقف الحرب فالكل عرف مضارها ولا يحتاج لسبر أغوار أو تدقيق للتأكد من ذلك ..لقد بات المناخ مهيأُ لوقف الحرب وعلى جميع الاعلاميين والناشطين بل كل الشعب السوداني بدأ حملة قوية ضد خطاب الكراهية فمن هنا تسكُت المدافع وتخمد نيران المعارك.
الجريدة

 

‫10 تعليقات

  1. يا أستاذ أشرف لا توجد نية لايقاف الحرب الجيش لا يزال يسيطر عليه فلول الحركة الاسلامية ولن يرضخون أبدا للوصول لحل تفاوضى و كما قال فريقهم المعاشى فتح الرحمن فأنهم سيستمرون فى الحرب حتى و ان أدى ذلك الى تدمير السودان بألكامل هذا هو خيارهم الذى لن يتنازلوا عنه, الامل الوحيد الآن لانقاذ ما تبقى من السودان هو تدخل أممى عاجل والا فعلى هذا البلد السلام.

  2. عارف يا صاحبي ما هو خطاب الكراهية الذي قاد للحرب؟
    هو الخطاب المشدود بينكم والكيزان فقد ظللتم تدعون للاقصاء والاستئصال والانتقام والكيزان يدعون للثأر منكم كقحاتة بكل السبل الممكنة بما فيها الحرب!!!
    كان الاجدر ان يكون هناك توافق وطني شامل على الحد الادنى وهذا لا يعني أن يعفى اي شخص ارتكب جربمة من جرمه.
    اما ان يكون هناك رديح مشؤوم ليل ونهار بين جبهتين لا تمثلان 10 بالمائة من السودان فهذا عمل الناشطين خفيفي العقل وليس عمل رجالدولة دورهم زيادة اللحمة الوطنية. الكل يرفع شعارات لا قيمة لها
    فإذا انت مثلا رفعت شعار استئصال الكيزان كما تفعلون الان بكل جهل أو كما يفعل الكيزان ضد اهل اليسار فكيف يعالج ذلك، هل مثلا بقتل مئات الالاف ممن يتعاطفون مع هذا الطرف ام ذاك ام باشعال الحروب الني بدأت للاسف تحرق الملايين من ابناء شعبنا، حيث هرب الكيزان الى تركيا وهرب القحاتة الى فنادق اديس وتركوا الملايين من الابرياء ليواجهوا مصيرهم
    لا بد من حوار وطني ليس حوار قحاتي قحاتي ولا كيزاني كيزاني بل بين الجانبين للتوصل للحد الادنى. فحوارات قحت بين بعضهم البعض بعد تغيير اسمائهم شئ مضحك جدا
    انا شخصيا متشائم انو ما عاد هناك وقت كافي لمعالجة هذه الخطايا والجرائم في حق الوطن، فقد انزلق الوطن بالفعل للأسف الشديد وهو المآل الذي حذر منه كثير من العقلاء وكانوا كل ما كتبوا محذرين تصدى له عاطلو الموهبة بأن السودان مختلف وان السودان مختلف عن ليبيا وعن اليمن وعن العراق وعن سوريا فوصلنا اليوم الى اسوأ مما وصلوا اليه، او رد عليك الاخرون بأنك كوز.. رغم ان الذي بينك وبين الكيزان ما بين السماء والارض!

      1. تتكلم بس تعال اشتغل مع ناس البل يبلك بى بنزين ويحرقك الشعب مسكين انتم لو بتقدروا كان حررتوا السودان من الجنجويد يازول اقعد فى علبك والله لو كان فيكم بس واحد ود رجال كنتم انتصرتم لكن تقول شنوا الخايب ووووووووووووو

    1. سلمت يداك اخي جوزيف كفيت ووفيت؟؟ لقد اسمعت ولكن لا حياة لمن تنادي؟ دايرين فكر زي دا؟؟ موش كل الوقت يضيع في الفلول الكيزان القحاطة دايرين رؤية فكرية زي دي ؟؟ بارك الله فيك

  3. صحيح يأخ جوزيف المعضلة الحقيقية التي يهرب منها السياسيون وهم شركاء فيها انهم عينهم في الفيل ويطعنوا في ضله
    اتصور لو حصل حوار حقيقي بين قوى اليسار واليمين وتم التوصل الى مخرجات اتفق عليها الجميع فإننا بذلك نكون فعلا قد استأصلنا المشكلة من جذورها، ولكن يجيك اليساريين ويقولوا ليك نعمل قاعدة عريضة من اليسار نفسه تشمل الجميع عدا الفلول، يعني حوار مع نفسهم عشان يكرروا نفس الكلام ويوصلوا لنفس النتائج
    حين تحدث انشقاقات في اي امة فإن الحوار يكون بين اطراف الانشقاق وليس بين طرف واحد هو جزء من الانشقاق، دي زي تقول حيطة البيت انشقت نصين نص حايقع لي جوة ونص برة، وانت بدل ما تركز جهدك على معالجة الشق تقوم تعالج احد الانصاص المشقوقة وتقول ما عدا النص المنشق التاني، عشان كدا لما يقع النص التاني تبرز المشكلة بحجمها الحقيقي الذي يتضرر منه كل البيت، زي الحرب لما ولعت ما قالت كل الناس يسلمو (ما عدا الفلول) فقد اشتعلت في كل البيت
    الان حتى الوسطاء اقتنعوا تماما ان ما يتجه نحوه اليسار السوداني من اقصاء ولغة كراهية وشيطنة للاخر لا علاقة له لا بالديموقراطية ولا الوطنية ولا سلامة البلاد والعباد، وهؤلاء الوسطاء الاجانب كالاتحاد الافريقي ليسو كيزان!
    وزي ما قال جميتي (ما نقول الحق يا جماعة)؟

  4. يا اشرف عبد العزيز انت شخصيا ،نعم انت شخصيا ، من صنع هذه الحرب ومعك ياسر عرمان وسلك وباقى قطيع عرمان . انت ( الصحافى) الوحيد فى العالم المتخصص لدرجة الاحتراف فى صناعة وتجارة الكراهية . لذلك قلت وقولك الحق ، واتفق معك تماما ، أن البدايه الصحيحة تكون من معالجة هذه المشكلة و وقولك هذا هو قول المختص فى الكراهية
    صناعة وتجارة . بقى أن اذكرك يا اشرف ،انت نعم انت أشرف عبد العزيز ، بانك احد الذين قتلوا الالاف من السودانين وشردوا الملايين من الشرفاء وباع وطنه ومازال يتاجر( بقلمه) للمزيد من التجذير للكراهية والقتل والتشرد والتمرد والعنصريات والجهويات. وتذكر أن ما حصلت عليه من مال مقابل كل هذه الجرائم البشعة والموت والدمار والتشرد والخيانة والارتزاق والعمالة فهو مال مسوم ستدفع ثمنه غاليا غاليا جدا جدا من صحتك وعافيتك ولن تسعد به مطلقا.

    1. وقف الحرب يبدأ من إستصآل الكيزان من المجتمع السوداني… هذه الحرب ربما تكون تسليط إلهي للانتقام من الكيزان بما فعلوه في الشعب السوداني المغلوب على أمره…

  5. السودان يحتاج إلى تصالح شعبي بعيد عن سياسييه الانتهازيين الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية ناس حقنا كم و حقنا وين.

  6. الاتحاد الافريقي كان مصر ا ان الحوار يجب ان يكون بين جبهة قحت والكيزان لأن هؤلاء هم طرفي المشكلة الذين يجب ان يتحاورا للخروج بالبلاد من المأزق
    قحت بالغباء المعهود رفضوا وواصلوا في حوار شامل عدا الفلول! يعني هم عايزين يجيبوا نفس مرقة ما جي ويكبوها في حلة كبيرة عشان الوجبة تطلع ليهم سمك مقلي!!
    دي بلادة شنو يا جماعة الوقعنا فيها دي، يقول انشتاين ان القحاتة مجانين لأن:
    insanity is doing the same thing over and over and expecting different results. -Albert Einstein

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..