انجذاب الشباب نحو المعارضة وهجران مقاعد الحزب الحاكم..الدماء الحارة خارج شرايين انتخابات 2015م

تقرير سعاد الخضر
المحك الحقيقي الذي يثبت نجاح الحكومات هو تحقيق الاستقرار السياسي والأ مني والاقتصادي ويعتبر ملف توظيف الشباب أحد أهم الملفات التي ينبني عليها الأستقرار الإقتصادي وهو مافشل فيه النظام الحاكم بحسب مراقبين سياسين لزيادة نسبة العطالة وسط الشباب لتزايد أعداد الخريجين منذ تطبيق الحكومة سياسات التعليم العالي التي زادت بموجبها الجامعات السودانية وبحسب احصاءات رسمية فإن الجامعات تقبل 200 ألف طالب سنويا بنسب قبول تصل الى 50 % يتوزعون في 26 ولاية بواقع جامعة لكل ولاية تقريبا ، وعلى الرغم من أن ثورة الانقاذ اعتمدت في بداياتها على الكوادر الشبابية الا إن الأسبوع الماضي فجر المؤتمر الوطني مفاجأة باقرار أحد قياداته الحاكم من قلة استقطاب شريحة الشباب في الحزب وقال إن الشباب أصبحوا أكثر انجذاباً للمعارضة من الحكومة وشدد على تسخير قطاعات الفكر والثقافة للعمل وسط الشباب واستقطابهم للحزب وبحسب مراقبين سياسين فإن أحداث ثورات الربيع العربي وأحداث سبتمبر ساهمت في تراجع قبول الوطني وسط الشباب .
وقالت رئيس قطاع الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني انتصار أبوناجمة خلال مخاطبتها حشدا من عضوية حزبها، الأربعاء الماضي ، إن قيادات “الوطني” لا يعرفون الجلوس على الرصيف ولا يضعون اعتبارا للمقاعد والمناصب.
ونفت أن تكون التغييرات التي أجراها الحزب على مستوى القطاعات والأمانات نتيجة لوجود مراكز قوى داخل الحزب وقطعت بأن القيادات التي ترجلت من بعض الأمانات والقطاعات في التشكيل الجديد لم تترجل نتيجة لحديث الرئيس عمر البشير في المؤتمر العام أخيرا عن عزمه اصدار قرارات صارمة تمنع التكتلات في الحزب.
وكان البشير قد وعد في ختام مؤتمر الحزب في أكتوبر الماضي بتفعيل لائحة صارمة داخل الحزب في الأداء وإعمال اللوائح لمنع أي تكتلات.
وأشارت انتصار أبوناجمة الى أن حديث البشير عن مراكز القوى يعني به ممارسات حديثة في البناء الحزبي ومؤتمرات الولايات، ونوهت الى وجود جهود تجري لإصلاح مواطن الخلل بتعديل الدستور وتعيين الولاة بدلا عن انتخابهم.
ووصفت التغيير في أمانات وقطاعات الحزب بالطبيعية، وبررت بأن حزبها ينظر للتغيير الذي حدث في أطار وثيقة الإصلاح التي طرحها منذ أكثر من عام

وكانت الجريدة قد نشرت في وقت سابق نتائج دراسة علمية كشفت عن تراجع قبول المؤتمر الوطني وسط الشباب والنساء واجريت الدراسة على 5000 ألف أسرة في 100 محلية بالبلاد وأكدت الدراسة استعداد 72 % من المسجلين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المقبلة وقال مدير مركز السودان لاستطلاعات الرأي العام د. المغيرة فضل الله العوض في مؤتمر البحوث الكمية والكيفية بقاعة الشارقة إن المركز أجرى الدراسة في الفترة بين 2011 في 15 ولاية في 100 محلية على 5000 ألف أسرة، وكشفت الدراسة إن 60% من الشعب السوداني مهتم بالشأن السياسي و40% فقط لديهم انتماء حزبي، وقال فضل الله إن 72% من المسجلين موافقون على المشاركة في الانتخابات وأعلن عن أن نسبة قبول المؤتمر الوطني 56 في العام 2011 م انخفضت إلى 55% في العام الماضي بجانب تراجع قبوله بين الشباب والنساء، وأن 60% من الموظفين مؤيدين له، وبالمقابل وصلت خلال السنة الأولى للدراسة نسبة وجود حزب الأمة 17%، يليه حزب الاتحادي الديمقراطي 11%، المؤتمر الشعبي 6%، الشيوعي 2%، 4% أحزاب أخرى، بينما انخفضت نسبة المؤيدين للوطني في دارفور إلى 12%، وأكد مدير المركز استقلالية عملهم عن الحكومة وقال: نحن لاعلاقة لنا بأي جهة حكومية
وقال المحلل السياسي صلاح الدومة للجريدة ليس هناك شاب انضم للوطني نتيجة لقناعته ببرنامجه باستثناء أبناء قيادات وعضوية الحزب أو ممن تم شراء ذممهم بالمال والمناصب ، وأرجع قلة استقطاب الشباب الى الأزمة الإقتصادية التي تعاني منها البلاد وأضاف لم يعد هناك مال ولا منصب بعد زيادة أعداد الخريجين من الجنسين ، لافتا الى إن الشباب بعد تابعوا عبر وسائل الاعلام ورأى فيها السلوك القبيح من قيادات الوطني تراجع اقباله عليه ، مؤكدا أنه من النادر جدا أن يؤيد الشباب ويقفون مع الباطل واستشهد بحديث الرسول ( ص ) أيدني الشباب و خذلني الشيوخ )وأضاف إن أغلب الشباب نزيه وبريء وهم أكثر همة وجسارة وبالتالي فمن الصعب يؤيد الوطني باستثناء القليل القلة .
من جهته قلل القيادي بالوطني د ربيع عبد العاطي من تصريحات أبوناجمة وقطع باستحالة انجذاب الشباب نحو المعارضة وقال برامج المعارضة ليست جاذبة وانما منفرة وكذلك شعاراتها وتاريخها ، غير أنه اعتبر أن حديث أمينة الفكر والثقافة نقص القادرين على التما م ،لافتا الى إن حديثها عن مراكز القوى يحتاج الى مراجعة وأضاف علينا أخذ الحيطة والحذر فنحن عرضة للاختراق والتشويش وينبغي أن نعلم أن مانقوله صواب يحتمل الخطأ ومايقوله الآخرين خطأ يحتمل الصواب .
وهكذا فان شكوى الحزب الحاكم من تراجع انجذاب الشباب له واتجاهه نحو المعارضة يدق ناقوس الخطر بالنسبة اليه في ظل تمسكه باجراء الانتخابات في أبريل الذي لم يتبقى له سوى أربعة أشهر فهل ستكون كافية لكسبه الرهان علما بأن الشباب يشكلون أكثر من 40 % من عدد سكان البلاد .

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..