أخبار السودانأهم الأخبار والمقالات

بيان الرباعية ودعوة حمدوك: فرصة تاريخية لإيقاف الحرب وإخراج السودان من نفق الإخوان المسلمين

وسط أجواء الحرب التي أنهكت السودان وشرّدت الملايين، برزت في الأفق محاولة دولية وإقليمية مشتركة قد تكون الفرصة الأجدر للانتقال من منطق السلاح إلى منطق الدولة. تمثّل ذلك في بيان الرباعية (الإمارات، السعودية، مصر، الولايات المتحدة) الذي وحّد موقف قوى مؤثرة على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي الوقت ذاته، جاءت دعوة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك لتصنيف حركات الإسلام السياسي، وعلى رأسها الإخوان المسلمون (المعروفون شعبيًا بالكيزان)، كمنظمات إرهابية. وقد بدت هذه الثنائية – موقف دولي موحد ودعوة وطنية شجاعة – بمثابة نافذة أمل تتيح للسودانيين استعادة خيار السلام وبناء دولة مدنية ديمقراطية قادرة على حماية مواطنيها من الدمار والتلاعب الإيديولوجي.

بيان الرباعية: نقطة تحوّل

ما يميّز بيان الرباعية أنه لم يكن مجرّد إعلان سياسي عابر، بل موقف يجمع بين وزن إقليمي وازن (السعودية، الإمارات، مصر) ووزن دولي فاعل (الولايات المتحدة). هذا التحالف قادر، بما يمتلكه من أدوات سياسية واقتصادية ودبلوماسية، على جعل استمرار الحرب أمرًا مكلفًا ومعزولًا، ووضع الأطراف المتحاربة أمام حقيقة أن خيار السلاح لم يعد ممكنًا ولا مقبولًا.

الرسالة التي حملها البيان جاءت واضحة: إنه لا مكان للعنف كوسيلة لحلّ الصراع، وأن المستقبل يجب أن يُبنى على الحلّ السياسي المدني الديمقراطي، مع الاستعداد لدعم هذا التوجّه عبر مؤتمرات سلام وضمانات دولية وضغوط مباشرة على المعرقلين.

دعوة حمدوك: مواجهة الجذور بدل معالجة الأعراض

في موازاة هذا التحرك الدولي، جاءت دعوة عبد الله حمدوك لتصنيف حركات الإسلام السياسي كمنظمات إرهابية لتضع الأصبع على الجرح الحقيقي. فهذه الجماعات كانت وراء تفكيك مؤسسات الدولة عبر سياسة التمكين، وهي التي أشعلت الحروب في الأطراف لتثبيت سلطتها، كما أنها عطّلت كل مسار نحو الديمقراطية، وفضّلت بقاء السودان أسير الأزمات على أن تخسر امتيازاتها.

إن تصنيف هذه الجماعات كمنظمات إرهابية ليس إجراءً انتقاميًا بقدر ما هو اعتراف صريح بأنها لم تكن يومًا مشروعًا سياسيًا وطنيًا، بل كانت غطاءً للعنف والفوضى. وهو أيضًا خطوة لتجريدها من الغطاء السياسي والقانوني الذي سمح لها بالتمدد، وفتح الباب أمام مساءلة سياسية وقانونية تُعيد الاعتبار للدولة والمجتمع معًا.

خطوة حقيقية نحو إنهاء الحرب

تكمن أهمية الجمع بين بيان الرباعية ودعوة حمدوك في أنهما يقدمان، للمرة الأولى، رؤية متكاملة لإيقاف الحرب. فالموقف الدولي والإقليمي الموحد يضعف قدرة الأطراف المتحاربة على استجداء الدعم الخارجي، كما أنه يسحب الشرعية عن الحرب بتحويل السلاح من أداة تفاوض إلى عبء سياسي وأخلاقي.

ولعل الأهم من ذلك أن هذا الموقف يفشل الذريعة التي طالما استخدمها الإخوان المسلمون (الكيزان) عندما رفعوا شعار “المساس بالسيادة” لتبرير رفضهم لأي حلّ. فاليوم تقف دول مثل السعودية ومصر، والتي كانت تُحسب عليهم في أوقات سابقة، في الموقف ذاته مع الإمارات والولايات المتحدة، وهو ما يجعل خطابهم مكشوفًا أمام الرأي العام. كما أن البيان يفتح الباب لخطوات عملية قابلة للتنفيذ، من مؤتمرات وضغوط اقتصادية ودبلوماسية، وصولًا إلى ضمانات دولية لأي اتفاق سياسي مقبل. وفي نهاية المطاف، فإن جوهر هذا التوجه يلتقي مع مطالب الشارع السوداني في السلام والحرية والعدالة.

كيف تتحوّل الكلمات إلى واقع ملموس؟

لكي لا يبقى البيان والدعوة مجرّد شعارات، فإن تحويلهما إلى واقع يتطلّب إرادة داخلية وضغطًا خارجيًا متكاملين. على المستوى الشعبي، يجب أن يكون هناك حراك مدني منظم يضغط على القوى السياسية لتبني هذا المسار. وعلى المستوى السياسي، يصبح توحيد الصف المدني ضرورة ملحّة، بعيدًا عن الانقسامات الصغيرة التي أضعفت التجارب السابقة. أما على المستوى الدولي، فإن المطلوب هو تحويل البيان إلى خارطة طريق واضحة، تتضمن مؤتمرات سلام وآليات ملزمة تضع الجميع أمام مسؤولياتهم. وفي موازاة ذلك، لا بد من حملة إعلامية متواصلة تكشف زيف خطاب التضليل وتوضح أن السيادة الحقيقية هي سيادة الشعب على قراره، لا سيادة جماعة حزبية على الدولة.

رسالة إلى السودانيين: حان وقت القرار

هذه فرصة ليست كغيرها. الشعب السوداني أثبت، في ثوراته وفي حراكه المدني، أنه قادر على الصمود والدفاع عن حقوقه. واليوم، لا يكفي أن نكتفي بالمشاهدة أو الانتظار، بل يجب أن يكون هناك قرار واعٍ بدعم كل خطوة تُقرب من السلام وتُعيد الدولة إلى مسارها الطبيعي.

إن المشاركة في الحملة الإعلامية، ونشر المعلومة الصحيحة عن بيان الرباعية وخطورة مشروع الإخوان المسلمين، والتعبير عن الموقف بوعي وهدوء في المساحات العامة، كلها خطوات صغيرة لكنها ضرورية لتأكيد أن السودان يستحق مستقبلًا مدنيًا جامعًا لا مكان فيه للمتاجرة بالدين أو إشعال الحروب.

الخلاصة

لقد قدّم بيان الرباعية ودعوة حمدوك معًا فرصة تاريخية لكسر حلقة الحرب وإخراج السودان من نفق الإخوان المسلمين. وتحويل هذه الفرصة إلى واقع يتوقف على قرار شعبي موحّد، وانضباط مدني، ودعم دولي قادر على تحويل الكلمات إلى إجراءات.

وإذا ما التقى الإجماع الداخلي مع التزام الرباعية الدولي، فإن السودانيين سيكتبون صفحة جديدة من تاريخهم، صفحة عنوانها السلام والديمقراطية، وهي صفحة تستحق النضال والحماية.

‫6 تعليقات

  1. ان شاء الله موفقن وحفظ الله حمدوك وجعله ذخرا للوطن
    اللهم اكفي السودان شر الكيزان ومن عاونهم
    اللهم ارنا عجائب قدرتك في كرتي, البشير,البرهان , العطا , جبريل , وكل الرمم المشابهين
    اللهم انر بصيره الحمقى اشباه المهنس سليمان والكوز الشايقي …

    1. ثلاثة لا يؤخذ كلامكم
      ترامب ومحمد بت زايد وحمدوك
      نحن مع القائد البرهان وكباشى والعظا
      بل بس
      حغم بس
      ترامب إتعدى مع القطرين ولملم هداياها وطعنهم يتحجر يهودى سام
      حمدوك شعبيته فى السودان صفر ولن بدخل السودان وسيموت ويدفن فى الكنيس. الابراهيمى فى أبو ظبى

  2. كان من الممكن أن يكون بيان الرباعية أكثر قوة ومتانة وموثوقية لو شارك فيه الاتحاد الأفريقي والإيقاد. وقتها البيان سينال مصداقية أكثر ويغير الرأي الوطني الداخلي للسودانيين سواء من ناصروا أو تعاطفوا مع الجيش أو من ناصروا أو تعاطفوا مع الدعم السريع أو صمود أو الحركات المسلحة في الجانبين.

  3. مصر تدعم وجود الكيزان في السلطة بالسودان لأنهم الأقدر و الأحدي في خدمة مصالحها. الولايات المتحدة و الامارات و أسرائيل يريدون ابعاد الكيزان عن السلطة من أجل أمن إسرائيل و امن البحر الاحمر. السعودية لا مانع لها في وجود الكيزان في الحكم . مشكلة الرباعية أنها منقسمة علي نفسها لإختلاف المصالح . أما دعوة حمدوك لإعتبار الكيزان تنظيم إرهابي فهي دعوة غير موثوق بها لإن حمدوك عندما كان رئيس وزراء لم يهدد حقيقة مصالح الكيزان بل وفر لهم فرصة الإفلات من العقاب . الخل بأيدينا نحن السودانيون و علينا العمل من أجل وحدة القوي المدنية لوقف الحرب و بناء السلام و الضغط من أحل توفير الغذاء و الدواء و الخدمات لضحايا الحرب و الاهم توفير و كفالة العدالة اهم لتثبيت مبدأ المحاسبة و المطالبة الواضحة بتطبيق بروتوكولات الدي دي آر علي الجيش و الدعم السريع و المليشيات بالقوة الجبرية عبر تدخل دولي عسكري بالتنسيق مع القوي المدنية المتحدة علي برنامج حد ادني متفق عليه

    1. كلامك مثل الحليب الذي أفسدته شوائب من الشعر والصوف وبقايا الروث. مصر تضررت كثيراً من وجود الكيزان في السلطة وكذبهم وأخاديعهم ولا تريدهم أصلاً ولكنها ترى فيهم شراً أقل من شر ماليشيا الدعم السريع التي لا يحكمها قانون ولا ضمير ولا أخلاق، كذلك تخشي مصر من أن تنهار الدولة السودانية وتغرق في الفوضى فتصبح بؤرة للإرهاب والموساد ما يهدد أمنها القومي. أما باقي الدول فهي لا تريد المتأسلمين في السلطة لأنهم بلا دين ولا ضمير ولا أخلاق. أما قولك تدخل دولي عسكري فهذا هو الروث الذي يفسد كل شيء، لا يوجد سوداني يوافق على تدخل عسكري دولي، ولكن معظم السودانيين يرون أن الحل في توافق وطني قوي بين كل القوى المدنية والأحزاب وثوار ديسمبر لاستعادة الحكم المدني الديموقراطي الخالص دون شراكة مع العسكر. على السودانيين نبذ الكيزان والدعامة والماليشيات المسلحة والثورة ضدهم جميعاً وإبعادهم كلهم من المشاركة في صنع مستقبل السودان.

  4. بيان الرباعية عرفناه دعوة حمدوك دي كمان شنو حمدوك ده ما كان رئيس وزراء وحاكم البلد القال ليهو استقبل منو؟ واصلا استقال لي شنو؟ مش براهو استقال وهرب تاني كايس شنو؟ انا لو في مكانه ما بجي بعد استقالتي اتحشر لان السودان ما اتغير والوضع ازفت واكعب من زمنه الكان رئيس فلو المره الفاتت استقال المره دي حيقوم فاكي البيرك احسن فشلوك ده يلملم كرامته عليهو ويشوف مكان عبار مريسته وين لانه كله على بعضه ما جايب حق مريسة تام زينو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..