ثلاثة مستويات لخطاب التغيير السياسي/الإجتماعي في السودان!

مقدمة ضرورية:
أقترح أن نحدد ثلاثة خطابات “من حيث المستوى الإعلامي” بحكم الضرورات والمحددات العملية للتغيير في السودان، ونتمسك بها في المجمل كإستراتيجي للخط الإعلامي في حل عن التفاصيل.. (إنه مقترح قابل للتعديل والتكميل من حيث الرؤية بلا هيكل تنظيمي هذه المرة كونه خط للأفراد وكل الناس يفعلونه طوعاً أو بحسب القناعة).

وذلك في سبيل الإنسجام مع مجريات تشكل كتلة تاريخية ربما نستشعرها الآن تحدث بطريقة تلقائية وغير مخطط لها بالكامل!. (إنه زعم مني!، لا أظنه يضر محتوى فكرتنا هنا إن لم يصح).

وهذه هي الثلاثة خطابات الممكنة:

1- خطاب للداخل وهو ما يحدث بالفعل بحكم الضرورة وهو: خطاب الدواء والطعام وضروريات الحياة وحاجيات الأطفال وتلاميذ المدارس والأمن (البندول والرغيف وانبوبة الغاز والبنزين ولبن الأطفال ولجم المليشيات التي تهدد أمن الناس).. مع إظهار الحقيقة أن التغيير السياسي في مصلحة الجميع بما في ذلك العاملين الصغار ومتوسطي المواقع في الحكومة نفسها (الأمن والبوليس والعسكر والمليشيات) لكسب أكبر عدد منهم للصف الوطني
النشاط المقترح:

التحدث مع الجماهير عبر كل الوسائط الإعلامية ووسائل التواصل الإجتماعي للإحتجاج عبر كل الوسائل المتاحة عن الأوضاع المعيشية والقانونية والأمنية السيئة كما الفساد.

الإحتجاج عملياً عبر: التظاهر في الشوارع والعصيان المدني والإعتصام والإضراب وكل اشكال الإحتجاج العملية الممكنة.

النتيجة المحتملة:
الكشف عن اسباب الأزمة المعيشية والدواء والأمن وإلخ وهذه الاسباب تكمن في النظام الحاكم وسوء إدارته للحكم ولموارد البلاد
الهدف:
تخفيف معاناة الجماهير المعيشية والحياتية ولو مرحلياً والأمل في تغيير الأوضاع السياسية والإدارية في البلاد للأفضل وربما بشكل جذري.
2- خطاب للأقليم (مصر والخليج والجوار الافريقي) أن التغيير في السودان يصب في مصلحة إستقرار المنطقة وفيه مصلحة لكل دول الجوار وأن التغيير في السودان ووسائله خاصة بالسودان وحده ولا نود أن نصدر تجاربنا للعالم وكل أمة بما كسبت رهينة.
النشاط المقترح:

مكاتبة الملوك والزعماء والرؤساء والأمراء العرب والأفارقة وغيرهم في الأقليم باللغة (المباشرة والمجازية) التي يفهمون بلا توريات أو إستفزاز أو إعطاء الفرصة لأي عقد نقص أو/و ذنب أو/و تعالي للظهور في طيات الخطاب، أن: التغيير في السودان في مصلحة الجميع وأن الإتفاقيات الموقعة ستظل سارية وستنفذ وبشكل أفضل وأن التغيير لن يكون خصماً على أحد منكم. عايزين عمالة هي معاكم (الخليج) عايزين تحاربو نحن سنحارب معكم بأفضل مما مضى لأن المصير مشترك، إستثمارات ستكون بخير وأفضل. وهكذا، طمنو الناس الفاعلين في الأقليم، بأن هذا حتمي ولأن هذا حق وسيحدث في كل الأحوال!. الناس دائما تخاف من التغيير على وزن: شيطانا تعرفه خير من شيطان لا تعرفه!. حدثو الناس عن ملاككم الذي في الأرحام!.
النتيجة:
أن الفاعلين في الأقليم لن يعارضو التغيير في السودان وربما ساندوه.
الهدف:
تسهيل تكلفة التغيير بواسطة الفاعلين الأقليميين عبر تطمينهم أن التغيير لا يضرهم أبداً إن لم يصلحهم وبالتالي نضمن مساندتهم لشعبنا أو نعمل على تحييدهم عن مساندة النظام على أقل تقدير وهم: الخليج (مع تركيز على السعودية والإمارات) ومصر وأثيوبيا وتشاد، في الأساس)!.

3- خطاب للعالم يتحدث عن الحقائق التي تهم العالم
العالم الغربي (مثلا) لا يتعاطف معك بشكل جدي عندما تخبره أنك ثائر او عندك عصيان مدني نسبة لغلاء الاسعار (الغرب عنده ثقافة الراسمالية والسوق الحر) وفي الحقيقة هناك دستة من العوامل السالبة التي نستطيع أن تخبر بها العالم وهي السبب في غلاء المعيشة وما غلاء المعيشة إلا نتيجة لها وهي:

1- إشعال الحروب الأهلية (حدد رقم الموتى والمشردين) ووصول إعداد منهم للغرب
2- مساندة الإرهاب العالمي (السودان موجود في اللستة)

3- انتهاك حقوق الإنسان (حدد امثلة: الاعتقالات بلا محاكمة والتعذيب) وضرب النساء بسبب ملابسهن
وانتهاك حرية العقيدة والتجمع والتظاهر الخ وهي حقوق إنسانية اساسية مضمنة في الإعلان العالمي والسودان موقع عليه.
ثم عطف الأزمة الاقتصادية على ذلك.. واخيرا مطالبة العالم بتشديد العقوبات على الحكومة وكوادرها (تحديد نوع العقوبات: حظر من السفر وتجميد أموالهم ومحاكمتهم دوليا) بجانب المطالبة بمساندة حراك الشعب السوداني ومراقبة انتهاكات النظام والمطالبة بمبعوث دائم لحقوق الإنسان في السودان ووضع السودان في البند الرابع لحالة حقوق السودان بدلا من العاشر و المساعدة في تأسيس نظام ديمقراطي في السودان.

وهذا الخطاب الموجه للعالم “الخارج” وجب التركيز عليه بشدة لاهميته.
النشاط المقترح:

مكاتبة الحكومات (أمريكا، مثالا) والتكتلات الدولية (الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي، مثالا) والمنظمات الدولية (أمنستي وافريكان ووتش، مثالا) كما الشخصيات العالمية الشهيرة المهتمة وكل الممكن من الجهات العالمية: من أجل توضيح المشكلة في السودان: الحروب الأهلية وإنتهاك حقوق الإنسان ومساندة الإرهاب العالمي بواسطة نظام في الأصل متهم بالإرهاب (حسب القائمة الأمريكية) وعنده سجل معلوم إضافة إلى تذكير العالم يومياً بالمحكمة الجنائية الدولية والمطالبة بالنظر في المزاعم التي قالت بها ولم تتحقق منها بعد.
النتيجة:

نكسب وعي وتعاطف العالم مع قضية شعبنا
الهدف المرحلي:

تسهيل تكلفة التغيير بواسطة الفاعلين العالميين عبر تطمينهم أن التغيير لا يضرهم أبداً إن لم يصلحهم وبالتالي نضمن مساندتهم لشعبنا أو نعمل على تحييدهم عن مساندة النظام (بشكل جدي) على أقل تقدير.

وهدفنا الأعلى والأسمى، هو: التغيير الجذري في السودان لمصلحة شعب السودان وشعوب الأقليم والبشرية جمعا!.
من يفعل، ماذا يفعل ومع من يفعل؟:

أي حد منا يفعل بشكل طوعي وحده أو في جماعة ما يستطيع فعله وينسق أو لا ينسق مع الفاعلين الآخرين فهو حر، فقط نحن نسعى إلى تحقيق الهدف الأعلى و الأسمى أو هي غايتنا النهائية!.

إنه عهد الضمير ومن واقع الشعور المحتمل بالمصير الكلي المشترك!.

محمد جمال الدين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..