مقالات سياسية

حول مهزلة الدستور

حول مهزلة الدستور

🔹ذكر بوب هويك رئيس وزراء إستراليا فى الثمانينات
أن السمات العامة لدساتير العالم من حيث الصياغة والتبويب متشابه
هذه حقيقة يعلمها فقهاء القانون الدستورى
ولكن هناك دول كثيرة تنتهك الحقوق الدستورية لمواطنيها
فالدستور وثيقة لا تصلح إلا فى بيئة قائمة على الحرية ونظام سياسي ملتزم بالحقوق أخلاقياً
🔹كما ذكر الفقية الدستورى وحيد حامد أن الدستور لايصنع دولة دستورية
الفرق كبير بين دولة يوجد فيها دستور، ودولة دستورية. فلا تكون الدولة دستورية إلا إذا كان دستورها معبراً عن توافق وطني ويحظى برضا عام في المجتمع. وتبقى الدولة غير دستورية على رغم وجود دستور فيها إذا طغت السلطة التنفيذية على القضاء والبرلمان فصارت إرادتها غالبة ومعطلة لحق الشعب في أن يكون هو مصدر السيادةً والسلطات
🔹الآن فى السودان لا توجد بيئة سياسية تسمح بقيام نظام يحترم الدستور أو القانون السائد
وبالتالى أصبح الجدل الدستورى جدلاً بيزنطياً مثل جدل علماء السلطان فى بلاط عبيدالله إبن زياد حول هل دم البعوضة المقتولة سهواً فى الثوب يبطل الصلاة
وكان دم الحسين مازال مسفوكاً ندياً على سيف شمر ذى الجوشن الذى جزه عدواناً على ريحانة رسول الله
علماء السوء فى كل زمان يهرعون لدعم السلطة ظالمة أو مظلومة كما قال سيد قطب للأزهرى الذى جاء يلقنه الشهادة قبل الإعدام فقال له الله نحن نستشهد له وأنتم تتعيشون بإسمة فلا حاجة لي فى تلقينك كما هو حال هيئة علماء السودان اليوم
🔹فالمرأة التى ينكرون عليها ولايتها لنفسها عند الزواج نحن ندعو أن ينعقد لها الحق فى الولاية الكبرى على سائر الأمة طالما كانت عالمة وصالحة للولاية
وندعو لمساواتها بالرجل ليست مساواة نوع إنما مساواةكفاءةMeritocracy
🔹ذكر إبن القيم الجوزية أن على الفقيه إدراك الواجب إجتهاداً ومعرفة الواقع إحاطة ثم المزاوجة بينهم للفتوى
لعلماء السودان نقول لا يعدم المرتد حداً
إلا إذا كان محارباً وهو إعدام تعزير
الدين يقوم على حرية الإختيار وعدم الإكراه
ما عدا ذلك رأى بشر قابل للأخذ والرد
🔹لايوجد أسوأ من خطف عقائد الناس وتوظيفها لخدمة أهداف سياسية هذا النوع من الممارسة تضيع الدين والسياسة معاً
كانت أسوأ أيام باكستان فى عهد ضياء الحق الذى سماها إسلامية وأسوأ أيام يوغندا هى أيام عيدى أمين وأسوأ أيام جامبيا هى ايامها الإسلامية فى عهد يحيى جامع وأسوأ أيام الخرطوم كانت فى عهد الإمام نميرى وأكثر أيامها إظلاماً وظلماً هى أيام الإنقاذ من الإسلام هو الحل إلى هى لله ربع قرن ولم تحل مشكلة بل باسم الدين تم إستدعاء حزمة مشاكل جديدة
هذا ليس وقفاً على الإسلام فقد ذكر جيموا كنياتا أن الإستعمار جاء تتقدمة الكنيسة فأدخلونا الكنائس وسلمونا إنجيلاً وقالو لنا أغمضوا أعينكم لتذكروا الله فأغمضنا أعيننا داخل الكنيسة وخرج المستعمر ينهب خيرات بلادنا
🔹لا ندعو لهجر الدين ولكننا نريد أن يكون الدين أداة تحرير لا أداة سيطرة أن توظف طاقة البشر الروحية من أجل العدالة الإجتماعية وحرية الفرد والمساواة والأخوة الشريفة فى الإسلام أو المسيحية يمكن أن يلعب الدين عمق تقدمى من أجل الضغفاء كما حدث فى لاهوت التحرير بأمريكا الجنوبية حيث إقترنت المسيحية بالحرية والعدالة الإجتماعية
كفانا وعظاً كاذبا وحديثاً مخادعاً من أجل الدنيا والسطة لجماعة تحتكر المقدس خلال ربع قرن لم تصل بنا إلى السماء ولم نعمر الأرض كفى بالفشل واعظاً يا هيئة علماء السودان

صلاح جلال

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..