عندما نقول القراي فإننا بالضرورة نعني إدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم, و ليس بالضرورة المقصود هو الفرد بعينه, وذلك لما درجت عليه الثقافة الأفريقية والشرق أوسطية, من طقس تقديسي للروح الأبوية في كل أمر كان, رسمي أم شعبي, تلك الثقافة المفاهيمية التي لا تنسب السالب ولا الموجب إلا للرأس, والذيل منها براء, فبعد أن أثير الجدل والدجل الديني حولك يا قراي وحول نواياك المستقصدة لنشر الفكرة الجمهورية عبر المناهج التربوية, حُق لحفيظتنا أن تثار, وجاء دورنا نحن الذين ظَلمت كتب تاريخ السودان رموزهم الوطنية, فهنالك حقبة مهمة من هذا التاريخ السوداني قد تمت الاشارة إليها بشيء من الإهمال المتعمد, ألا وهي فترة الثورة والدولة المهدية, لقد تعرض رمزاها الإمام المهدي عليه السلام وخليفته عبد الله بن محمد لأشد أنواع التشويه وإغتيال الشخصية, عبر نفس كتب التاريخ المقررة لطلاب المراحل الدنيا والعليا في كل الحقب التي أعقبت خروج البريطانيين من السودان.
كل الأمم والشعوب تحتفي برموزها الوطنية إلا نحن, تجدنا نعلي من شأن أناس لم يقدموا للسودان سوى الخزي والعار, و نخصم من رصيد أبطال قدموا أرواحهم رخيصة فداءً للتراب الذي نتمتع بالحياة الكريمة على سطحه اليوم, لقد آن الأوان لأن ننظف الصورة الشائهة التي تعرض لها مؤسس أول جمهورية وطنية سودانية بعد وفاة ملهم ثورتها ببضعة أشهر, ألا وهو الخليفة عبد الله بن محمد (تورشيل) وليس (تورشين) كما ورد في كتب التاريخ الشائهة, والتي قصد بها المؤرخون أصحاب الغرض تشويه تلك الصورة الجميلة والناصعة البيضاء, التي عرف بها رائد وناصر ملهم الثورة المهدية بجبل قدير, منذ أول يوم للمبايعة.
إنّ أولى مراحل الإصلاح في منهاج كتاب تاريخ السودان, هي المرحلة التي تبدأ بالنظر إلى فسيفساء المجتمعات السودانية بتنوعها الجغرافي وثقافاتها الكثيرة, وأول هذه الملاحظات هي معالجة الخلل الوجداني الذي زرعه المؤرخون الأوائل أصحاب الغرض في نفوس السودانيين, وذلك بتلقينهم معلومات خاطئة عن رموزهم الوطنية, وتمجيدهم للمستعمر الأجنبي والإحتفاء به, و لفظهم لابن الوطن الذي مات وشبع موتاً من أجل تحرير رقاب مواطنيه من حبل استرقاق المستعبد السرحي, و باعتبار أن السودان بلد متعدد الأعراق, واجب على القائمين على أمر كتابة وصياغة تاريخه أن يستأصلوا الرسائل السالبة التي قصد بها وكلاء المستعمر وضع الحواجز النفسية بين مكونات سكانه.
على لجنة إعادة صياغة المنهج أن تحذف كل ما من شأنه أن يوغر صدور المواطنين بالكراهية القبلية والبغضاء الجهوية, وأولها وجوب كتابة إسم الخليفة والقائد الثاني للثورة المهدية مجرداً من لقب القبيلة (تعايشي), ومعالجة الخلل البنيوي الذي تسرب إلى عقول البسطاء من الناس, و أوهمهم بأن بطل وملهم أول ثورة وطنية سودانية خالصة طردت المغتصب الغازي وحررت أرض الوطن, ما هو إلا دجال وكاذب أشر ومتلاعب بقيم الدين, بإفاقة الناس من غيبوبتهم و تعريفهم بواحد من رموز العزة والكرامة الذين رفعوا شأن الشعب السوداني الثائر في المحافل الدولية بوقوفه ضد الظلم بكل أشكاله.
علينا أن نلقن الجيل الصاعد تاريخه الوطني المشرق والمشرف, وأن لا نركن للجوانب السالبة في صفحة تاريخنا, فعلى سبيل المثال, نجد أن النازي هتلر قد غزا كل أوروبا بين انتباهة عين وغفلتها, لكن لم يلقن الفرنسيون ولا الاسكندناف أحفادهم بأن الفوهرر والرايخ الثاني كان بطلاً, كما فعلت ذلك بعض الأقلام المتواطئة مع المعتدي في بلادنا, بأن تمنت عودة كتشنر الذي أبادت آلته العسكرية مئات الآلآف من الجنود والشهداء الوطنيين, علينا أن نُغلّب كفة الأبطال المحليون الذين رسموا أسمائهم بأحرف من نور في سفر تاريخ الانسانية جمعاء.
من عجائب المجتمعات السودانية المغيبة عن الحقائق, أنها لا تحتفل بمنجزاتها الوطنية التي قال عنها العدو (إنهم أشجع من وطأت أقدامهم الثرى, لم نهزمهم و لكن تفوقنا عليهم بالسلاح المتقدم) أو كما قال, فعليك يا أيها القراي و معك لجنتك الموقرة أن تصيغوا لنا تاريخنا كما هو, وليس كما رسمته لنا أقلام عيون الجواسيس الأوربيين, فانزعوا فتيل التشرذم والأصطفاف الجهوي عبر وضع المناهج التربوية الصحيحة, و انتزعوا فتيل (قرانيت) العصبية الدينية والجهوية والعرقية, وذلك بعدم رهن الخط التعليمي لأي أيدلوجية جغرافية ولا سياسية ولا دينية معينة.
سوف نكون على أهبة الأستعداد لألتهام أولى مقترحات كتب التاريخ, التي وعد القراي بأنه سوف يطرح مسوداتها على جموع جماهير الشعب السوداني ليبتّون في أمرها, و سوف يكون لنا رأي قاطع حول مضامينها, وبخصوص ما يتعلق بتصحيح المعلومات الخاطئة التي وردت في المقررات السابقة, التي لقننا لها المدرسون قبل عقود من الزمان, من شاكلة أن القائل لعبارة (نحن الملوك وهم الرعية) هو سلطان سنار, الأمر الذي كشفه أحد الناشطين من داخل متحف المستعمرات البريطانية بلندن, وكانت الصدمة أن صاحب المقولة هو أحد سلاطين سلطنة دارفور, وأن الصورة التي تم تداولها عبر الإعلام الإجتماعي لأحد المرضى النفسيين, و التي نسبت لواحد من أميز أمراء الثورة والدولة المهدية (يونس الدكيم), في واقع الأمر لم تكن صورته الحقيقية, وإنما هي فبركة من فبركات الحملة الجهوية الشعواء والممنهجة, لأغتيال جميع شخصيات أبطال أول ثورة سودانية وطنية خالصة رسمت حدود هذا الواطن الذي نفاخر به اليوم.
إسماعيل عبد الله
[email protected]
أخوي الحبوب،
إسماعيل عبد الله،
مقال رائع وجميل، ويستحق الاشادة،…بس حكاية الإمام المهدي “عليه السلام” دي ما مبلوعة ولا مستساغة !!
استاذنا ود الصايغ حبابك سماعين يبدو عليه من ابناء الانصار المستنيرين اعتبرها عترة قلم ، كلنا كابناء انصار ورغم انعتاقنا من عيال المهدي والخليفة تزل السنتنا احيانا ،،، ماهو جرتق ثقافي وخلاص بعد ما استردينا ذواتنا السليبة افقنا من التنويم المغنطيسي الرهيب الذي دام مائة عام وما زهاءها لك تقديرنا دوما استاذ بكري وما بتقصر في تنوير ابناء امتك .
يارجل..تاريخ المهدية لا يحتاج لكتابة من عايشوا المهدية كانوا أحياء لوقت قريب… الخليفة كان أسوأ من الانقاذ …. لو الانقاذ ثورة كما يدعي أصحابها المهدية ثورة….حقيقتا المهدية قامت على الدجل …..لقد قامت المهدية على الحضرات ……و لم تقوم على فلسفة وفكر..كم كتاب الفها قائد الثورة المهدية…صفر…واعلم أن الخليفة التعايشي قتل من السودانيين اكثر مما قتل اسماعيل باشا و كتشنر…اى رموز وطنية التي تتكلم عنها….التاريخ السوداني لازم يعاد قراته بدون عواطف و ميلان …
ولله ياسماعين كلامك سمح الا المهدي وخليفته خلفوا لينا الرماد ،،، والصادق مثال استغل ذلك الارث وشوه كل معالم المهدية السمحة واصبح ياكل في موائد كل الانظمة باسم المهدية ليبقى خريج اكسفورد في دائرة الضوء كل حياته. سماعين اعتقو انفسكم ياخي المهدي جدد الدين في القرنيين 19م و،20 وخلاص. لو الصادق شايف في نفسه مجدد للدين في القرن 21 م قول ليه هات ماعندك ودونك الساحة بس يجب ان يعمل بمقولته هو ((((لا قداسة مع السياسة)))) اما انت وصولي بشكل يا الصادق المهدي،،، نصيحة لوجه الله يالصادق (اعتق ابناء الانصار من عبوديتكم سيخلدك التاريخ وربما يجزيك الله خير)
باختصار المهدى شخص ادعى بأنه المهدى المنتظر برسالة إلهية ومن الرسول شخصيا والدليل بأن ( المهدى ) ليس اسمه الحقيقى وايضا لفظه الشيوخ والأئمة واستاذه الذى علمه وبدأ بحرق الكتب والمصاحف واعتبر بأن الذى لا يؤمن به ( كافر ) ..أسوأ فترة عاشها السودانيين هى فترة المهدية
ويا استاذ اسماعيل لماذا اقترن اسم “خليفة المهدي” عبد الله بالتعايشي لانه استن سنة قبلية وجهوية عندما استجلب اهله التعايشة من البركة ام دافوق واسنه في أم درمان للاستقواء بهم عند موت “المهدي” ويستلم السلطة هو، وقد ميز اهله عن البقية وبذا فهو عبد الله التعايشي ابو “كنفوس” كما نعته فارس الفادنية وهو معلق في حبل المشنقة. كل البلاوي اتتنا من مصية المهدية
عندما تم القبض الي احد الاغاريق الذي كان يسكن الخرطوم من قبل جهادية المهدي ومحاكمة بالجلد لسكره قال قولته المشهورة “مهدية خرا زي دي انا ما شفتو”.
يعنى نكضب على الناس ،
اول حاجة سمى نفسو بالمهدى
وتانى حاجة غشا البسطا والمساكين يقول ليهم جانى الرسول وقال لى وقال لى ودا كلو كضب في كضب
وتالت حاجة كتل زعما القبايل العارضوهو
ورابع حاجة لما جا الخليفة زاد الطين بلة كتل اغلب الكانوا معارضينو من رجال الدين وقوادو
وخامس حاجة غار على القبايل بسبب تعنتو وقوة راسو ونشفانو الفارغة غار على الجعليين في كتلة المتمة باسطة محمود ود احمد ضد عبدالله ودسعد واخوهو ، كتلو النسوان والأطفال والرجال
سادس حاجة جيش الجيوش لمحاربة مصر بدون عتاد ولا زاد بواسطة النجومى وماتو في الصحراء واتششتتو في الخلا من الفقر والجوع والمرض ، اقرا مذكرات بابكر بدرى عشان تعرف الحقيقة
سابع حاجة ، مقولة الجهدية جونا حقيقة ما كضب حفظ شعبنا جلافتهم ووحشيتهم ورزالتهم
وطبعا محفوظ ومعروف شعر الحردلو فيهم مافى داعى لذكره هنا وهو هجاء شعبى لا تمحيهو حذلقة كتاب التاريخ وتجميل الوقائع
تاااااااااني مهدية….
أتركوا العيش لخبازه, لا تطالب بكتابة التاريخ كما هو بحقائقه فلن يسعد ذلك أحدآ ولكننى أثق أن هؤلاء المتخصصين فى لجان كتابة المنهج سيقدموا لإبنائنا التاريخ بما يخدم المستقبل فالتاريخ فيه السلبى والإيجابى ويجب أن أن يتناول بما يخدم المستقبل. هذا ما فعلته أوربا لتخرج به من ظلام القرون الوسطى إلى عصر النهضه مستفيدة من كتابات إبن حزم وإبن خلدون.
الحكومات تقاس بمقدار ما قدمت من رفاهية و تعليم و صحة لمواطنيها . حكومة الثورة المهدية حكمت لمدة 15 سنة تقريبا ماذا قدمت خلال فترة حكمها للمواطن السودانى ؟ من ناحية اخرى مذا قدم الحكم الانجليزى فى السودان فى ال 15 سنة الاولى من حكمه للمواطن السودانى ؟ هنا ايضا لا بد ان تكون هنالك امانة فى سرد التاريخ كما تطلب ابنى اسماعيل . انا عاصرت جدود لى عاصروا فترة المهدية كلها و لم يذكروا شيئا عن تغيير فى حياتهم الا حبهم للمهدى بل يؤكدون استمرار الضرائب الباهظة بمختلف مسمياتها و العنف فى تحصيل الضرائب و المحاباة فى الوظائف العليا تماما كما فعل الكيزان فى الزمن الحديث . بقدوم الانجليز ال المهدى هم اكبر فئة استفادت ماديا و اجتماعيا من حكم الانجليز . دة برضوا تاريخ يا ابنى اسماعيل .