الخبير القانوني أمين مكي مدني : من يقولون إن نداء السودان عنصري يؤمنون بالاستعلاء العرقي والثقافي

منظمات الرقابة الأجنبية تقييمها يكون وفقاً لمصالحها
نتائج العملية الانتخابية لن تغير الأوضاع السياسية
التقييم النهائي للانتخابات هو تقييم الشعب السوداني
الاتحاد الأفريقي ليس كتلة قضائية تنظر بموضوعية لتصدر حكماً حول انتخابات السودان
القاضي لم يكن متواطئاً مع النظام لكنه كان يرصد في الحيثيات لإصدار حكمه

هناك تمييز بين مواطن ومواطن، والعنصرية في داخلنا

ذكر رئيس كونفدرالية منظمات المجتمع المدني والخبير القانوني أمين مكي مدني أن التقييم المهم للانتخابات هو تقييم الشعب السوداني وليست المنظمات الأجنبية التي تنظر للأشياء من خلال مصالحها، ووصف مكي في حوار أجرته معه “الجريدة” محاكمته مع رئيس قوى الإجماع الوطني كانت سيريالية ومضحكة، وأطلق سراحهم لعدم وجود أدلة تدينهم، ونفى مكي الذي اعتقل لأكثر من مائة يوم توقيعه باسم كونفدرالية منظمات المجتمع المدني، وقال إنه وقع نداء السودان باسم مبادرة المجتمع المدني عقب ترشيحه من قبل ممثلي منظمات المجتمع المدني الموجودين بأديس أبابا.. فإلى مضابط الحوار..

حوار: أحمد الشيخ ? حاتم درديري

كيف تقيم الأوضاع السياسية الراهنة؟
نحن في مرحلة من المفترض تكون انتقالية، إذا سلمنا أنه أجريت انتخابات، التي ستؤدي إلى تكوين مجلس وطني، ورئاسة جديدة للدولة، ورأى أن شكل الهيكل لم يحدث فيه تغيير كبير، وأن العملية الانتخابية ستعيد الأوضاع السياسية كما كانت عليه قبل الانتخابات، وهذا لن يعالج المشاكل الآنية التي ظلنا نعاني منها طوال الفترة الماضية، على رأسها قضية الحريات العامة، ونحن لن نتحدث عن حريات الصحافة فحسب، بل نتحدث عن حرية العمل السياسي والتجمع السلمي والتظاهر، لأن الناس مكتومة، وهنالك الكثير من المشاكل المستعصية في الحياة الكريمة، سواء في المأكل والملبس، والعلاج والسكن، والأهم من ذلك قضايا الصحة التعليم، وغلاء المعيشة، وارتفاع الأسعار وانعدام فرص العمل، وهذه كلها نتائج لأن الدولة مفلسة.
في رأيك هل سيطرأ تغيير في هيكل وسياسات الدولة؟
في اعتقادي لن يكون هنالك تغيير في مواقع الدولة، لأن كل المؤشرات الرئيسية تقول إن الحزب الحاكم هو الحزب الحاكم صاحب الأغلبية، وبالتالي سينعكس هذا على المجلس الوطني، وعلى الهيئة التنفيذية سواء كان هذا في رئاسة وزراء أو رئاسة جمهورية، فالوضع سيظل كما هو، ولا أعتقد أن الانتخابات ستعمل على تغيير جذري وشكلي في مقاليد الحكم.
الحزب الحاكم يقول إن الانتخابات كانت نزيهة والدليل على ذلك هذا فوز المستقلين بدوائر كثيرة ومن الممكن أن تقود لوضع أفضل؟
القضية ليست الفوز، الموضوع ثقافة مواطنة، لأن المثقف من الضروري أن يكون الوطن من أولوياته، المثقف أن لا يكون ذاتياً، انظر الى الأوضاع في البلاد، فإن هجرة الموظفين أكثر من غيرهم، لو رجعنا إلى إحصائيات الذين هاجروا من البلاد، سنجد أن المثقفين والمهنيين وغيرهم من الناس الذين من الممكن يكونوا على قمة هرم الدولة هم أكثر الناس هجرة، فالمواطن المغلوب المسكين الذي لا يستطيع أن يهاجر هو المواطن الذي يعيش في البلد بمعنى هو المواطن الموجود، وبالتالي كثرة أعداد النواب والقائمين على المؤسسات سواء كانوا تحت الخدمة أو إنتاج أو تنفيذ يعني ليس لديه دلالات، لأن هذا الشعب (خُذل) في هذه الفئات بالذات الفئات التاريخية التي تتصدى لحل المشاكل والوقوف كقيادة للناس كمثال وقدوة لهم، وهم المدافعون عن حقوقهم، وتجد أيضاً الشباب الذين يحاولون أن يجمعوا أنفسهم من حين لآخر ليخرجوا إلى الشوارع، ويقمعوا بعنف، كما حدث في سبتمبر 2013، التي قتل فيها الناس بدم بارد بالرصاص ولم يجدوا السند الحقيقي من القيادات التي تتحدث عنها لأن هناك غياب للقيادات السياسية والصفوة التي يتحدثون عنها من مؤهلين ومهنيين وغيرهم.
كيف تنظر إلى تباين وجهات، بين الاتحاد الأوربي الذي قال إن الانتخابات لم تنتج شرعية والمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والإيقاد، الذين قالوا إن هذه الانتخابات نزيهة؟
أنا أفتكر أن تقييم الانتخابات في المقام الأول، هو تقييم السودانيين، والهيئات الانتخابية سواء كانت أفريقية أو عربية أو أوربية أو أمريكية بالذات سواء كانت تصريحات إيجابية أو سلبية تنطلق من خلف مصالح ورؤى ما بالضرورة أن تكون سودانية، وبالتالي التقييم الحقيقي للانتخابات من المفترض أن يكون من السودانيين أنفسهم، هنالك فريق في الاتحاد الأفريقي قال إن الانتخابات نزيهة، والاتحاد الأوربي اتخذ منها موقفاً، وجهات أخرى قد تكون صمتت، ولكنني لا أؤمن أن تقييمنا للبيت الداخلي يقوم على عناصر أجنبية أياً كانت، ولا أعول على الاتحاد الأفريقي ولا الاتحاد الأوربي، أعول فقط على إحساسنا نحن لأننا لا نعرف ما هو إحساسهم لأن ليس هناك جهات عاشت في الخرطوم أو سافرت إلى دارفور أو إلى مدني أو أناس عاشوا في مدني أو في كردفان وقرروا أن هناك انتخابات نزيهة، الانتخابات النزيهة ليست بالضباط الذين أمامهم ورق وناخبون يدخلون ويخرجون، وفريق الانتخابات من المفترض يكون هناك أشخاص صوتوا في أكثر من جهة، هنالك أناس لم يأتوا إلى الانتخابات، هنالك أناس كانوا متحمسين للانتخابات، كثير منهم يقول لك أنا لا أعرف المركز ولا أعرف أين أصوت ولا أعرف مرشح الحي، وهذا لا يصل إلى أوباسانجو ولا يصل إلى الاتحاد الأفريقي ولا الجامعة العربية كون أن شخصاً ما خاض الانتخابات، أو شخص صوت في أكثر من جهة من الذي اسمه سقط، هذه ليست معلومات متاحة للهيئات الأجنبية المراقبة للانتخابات وبالتالي لا أعول عليها كثيراً، ولا أجد أي نوع من الراحة في أن الاتحاد الأفريقي أيد أو الاتحاد الأوربي انتقد، أنا أعتقد أن الحس الحقيقي للانتخابات أثرها في فعاليتها من المفترض أن يكون حساً سودانياً.

حدثت مقاطعة من الشعب السوداني هناك خلاف في أن هذا تأثير من حملة “أرحل” ولا هذا وعي الشعب السوداني ما رأيك؟
يعني حملة “أرحل” أعتقد أنها هي تعبير معارضة، وأنا أعتقد هناك جهود كبيرة بذلت وأن هناك أموال صرفت وأن هناك كوادر حزبية عملت في الانتخابات في الإعداد للانتخابات في مراكز الانتخابات في التنقل في إدارة الانتخابات وكذا صرفت جائز أن هناك أناس متحمسين للانتخابات من منطلق واقعهم ومن منطلق انتماءاتهم السياسية والحزبية أو قد يكون هناك أأناس كثيرون بقوا في بيوتهم لسببين، السبب الأول هم معارضون لأنهم لا يرون تغييراً في الأفق، بمعنى اليوم كل تراكم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كله جاء في برامج المرشحين. إننا نطرح هذا البرنامج من زمن بعيد ونتحدث عن الأزمة في الجوع وغلاء الأسعار، والانفراج الذي سيحدث في المعيشة والقروض والودائع التي ستأتي إلينا وانفتاحنا على الدول العربية، ومشاركتنا في عملية عاصفة الحزم في اليمن أو الوعود القادمة الينا من دول عربية أو الحديث عن أن دول الاتحاد الأوربي وحتى الأمريكان مستعدون لمساعدتنا.. كلها جاءت في الأيام الأخيرة بمعنى ليس هناك إطار لاستراتيجية أو نتاج لسياسة انفتاح علينا لأننا بلد يحترم الحريات لأننا بلد لا توجد به حروب أهلية أو بلد ظل منذ الاستقلال قرابة الستين سنة لم يكن لدينا فترة ولو قصيرة خالية من قهر أو قمع أو ظلم ولا حرب أهلية دائرة في الجنوب والشرق والغرب ودارفور كل المناطق لم حدث أن مررنا بفترة أمن وسلام واستقرار لكي نستغل طاقاتنا الموجودة، بل دمرناها تماماً أو عملية جذب استثمار من الخارج ليس من أجل خاطرنا وسواد عيوننا لكي يستثمر نفيد البلد ويربح هو دا ما حاصل.

الأحزاب المعارضة في السودان تقول إن الاتحاد الأفريقي فقد دوره كوسيط لحل الأزمة السودانية بمراقبة الانتخابات التي قاطعتها الأحزاب المعارضة؟
الاتحاد الأفريقي هو عبارة عن دول أفريقية ودول أفريقية تعاني من مشاكل سياسية ومن ويلات الحروب وتعاني من الفقر والبطالة ويعاني كذلك من الأزمات الاقتصادية فبالتالي الاتحاد الأفريقي ليس كتلة قضائية موحدة تقول سمعنا الحيثيات، كلها منطلقة، يعني ليس الحكم العادل الذي ينظر بموضوعية الذي يقول والله انتخابات السودان كويسة، دعنا نرى من أي دولة أنت قادم وما هي أزماتك التي تعاني منها مثلاً من مصر من ليبيا إلى تونس إلى إريتريا إلى تشاد وأفريقيا الوسطى والكونغو وأنغولا ويوغندا ما الذي يجري فيها، وكل الدول الأفريقية تعاني من نفس الأزمات التي نعاني منها نحن بمعنى ليس حكمة قادمة إلينا لكي تقيم لنا بعدالة الوضع الموجود لأنه الحكم الفيصل العادل الذي يقول والله انتخاباتكم نزيهة وحرة وشفافة ستؤدي إلى تغيير حقيقي لا الجامعة العربية ولا الاتحاد الأفريقي ولا الاتحاد الأوربي لا أمريكا ممكن يقيم بموضوعية أكثر من أنه يقيم وينطلق من مصالح وليس هنالك دولة ليس لديها مصالح في تقييم وتقويم الوضع الموجود في السودان.
المؤتمر الوطني يقول إنه سيعود للحوار بعد الانتخابات مرة أخرى وينادي كل الأحزاب لتشارك فيه؟
انظر اليها في سياق المفاوضات لو تابعت التصريح الأخير لثابو أمبيكي قال إنه مكث في السودان 6 سنوات تجول مع وفود الحكومة السودانية إلى نيروبي إلى أنجمينا إلى أبوجا وفي الآخر أصدر مجلس السلم والأمن الأفريقي القرار رقم 456 الذي أنبنى عليه ما سمي اتفاق أديس أبابا والذي بنيت عليه خارطة الطريق ولجنة 7+7 في الآخر وجد نفسه أنه وصل إلى القمة للاجتماع في الفترة التي كنا فيها بالمعتقل الذي ذهب إليه الصادق المهدي والجبهة الثورية والمجتمع المدني وتحالف قوى الإجماع وأمبيكي وفريقه وفي النهاية لم تحضر الحكومة، والحكومة كانت تعلم بمواعيد الاجتماع ووافقت على الحضور وعللت أن الدعوة جاءتها متأخرة وأنهم مشغولون بالانتخابات، ويريدون أن يعرفوا الأطراف المحشدوة هناك من أين أتوا ومن يمثلون وهم يعلمون حق العلم ووافقوا على الحضور وفي آخر لحظة ولم يذهبوا، حوار الوثبة أعطى بارقة أمل وخلق نوعاً من الحراك وأمل للناس بأن هناك حوار لكن الحوار أتوقع أن يكون داخل السودان وأصبح 7+7 وخرج الصادق وخرج غازي صلاح الدين وتم فصل حزب العدالة بشقيه الاثنين، وأكملوا تمومة الجرتق بآخرين لكن كان محصور في أنه الجلوس مع المعارضة المسلحة ونعطيهم الأمان وفي الفترة الأخيرة الكلام كله كان عن الصيف الساخن والصيف الحاسم لم يكن كلام عن أنه أشرك الناس، بل بالعكس الاشتراك والجلوس مع الناس على ضوء القرار 456 كان بدعوة من أمبيكي هناك وأصبحنا مواجهين بتهم جرائم خرق الدستور وحرب ضد الدولة ونشر الإرهاب بأننا نحاكم ونجلس في السجون أربعة أشهر على أساس جرائم عقوبتها الإعدام، ونداء السودان حوكم وكانت خاتمة الأمر بربيع عبد العاطي الذي هو من المؤتمر الوطني الذي قال إنه خبير صحفي وأنتم صحفيون ولا أدري من هو الخبير الصحفي ويقول إن هذا النداء لمحاربة السودان وتدمير السودان والنظام القائم والاغتصاب وبث الرعب للمواطنين وخيانة عظمى.. وكذا وكذا وأنا أقرأ العربية وهو يقرأ العربية وليس أفضل مني في اللغة العربية، وقسم على اليمين، وأنا أذكر شهادته في يوم المحكمة تحدث 45 دقيقة عن سيرته الذاتية والشهادات التي حملها والشهادات والتي منحها للناس والدول التي زارها والكتابات التي كتبها والوظائف التي شغلها. وقال إنه يقرأ بين السطور يعني لا يعرف أنه حاوي ولا خبير لأن الحكاية مكتوبة.
كيف تنظر للمحاكم التي تمت لكم؟
اعتقلنا يوم وصولنا قضينا 15 يوماً في زنازين الجهاز، التحقيق الذي جرى معنا في الجهاز لم يكن جزءاً من المحضر الذي أتى إلى المحكمة تم تحويلنا إلى كوبر وتم تحويلنا إلى نيابة أمن الدولة، ووكيل النيابة قال أنا أعتقلتهم يوم 19 ديسمبر قال لهم المتهمون اعتقلوا يوم 5 ديسمبر قال لم يعرف أين كانوا ولا دعوى لنا بهم، المحاكمة كانت سياسية ووعيد من الرئيس بالويل والثبور لكل من يوقع اتفاق مع الجبهة الثورية حدث هذا ونحن هناك في أديس أبابا، وعندما عدنا إلى هنا قالوا هذة خيانة وطنية، فالقرار السياسي خرج قبل المحاكمة، والفرق بين منصب النائب العام ووزير العدل والخلط بينهما في شخص واحد، ووزير العدل هو سياسي ينتمي إلى الحزب الحاكم وبالتالي ميزان العدالة الجنائية يكون فيه خلل لأن العدالة الجنائية تفتقد الحيدة، فالوزير هو نفس الوزير الذي طلبت منهم نقابة المحامين أن يطلق سراحنا وفقاً للمادة 58، عندما زارونا في المعتقل وقالوا نحن نقف بجانبكم، لكنهم قدموا التماساً لوزير العدل لأننا مرضى وكبار في السن، وزير العدل قال لهم أنا سأقبل الالتماس لكن لا أستطيع أن أمارس صلاحيتي لأن القضية تخص أمن الدولة.
والمحاكمة كانت سيريالية والقاضي تعب من أجل لا يضحك الناس أثناء سير المحاكمة.
هل اختلف التحقيق الذي أجراه معكم جهاز الأمن عن محضر المحاكمة؟
نعم التحقيق في جهاز الأمن كان تحقيقاً سياسياً كان يقولون لي أنت شيوعي في حين أنني لم أنتمي للحزب الشيوعي السوداني، وسألوني عن معرفتي بالسكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب.
هل التعامل كان جيداً؟
هناك فرق ما بين زنازين كوبر وزنازين جهاز الأمن، وحبسنا في غرفة مغلقة لا يوجد فيها ضوء والإضاءة طوال الـ24 ساعة، ولم يكن فيها شباك ولا منفذ إلا فتحة صغيرة للطعام، وصادروا كل شيء بدءاً من الساعة والعمامة و(الضفارة) كل شيء ظناً منهم ممكن أن تفعل في نفسك شيء لكن هم لا يدرون أنك بهذا الوضع ممكن تفعل في نفسك شيء. بقينا 15 يوماً، دون أن نرى كتاباً ولا صحيفة في تلك الفترة، كوبر كانت مجرد معتقل في غرفة كان فيها سرير وتلفزيون كان لدينا مكيف وتأتينا الصحف يومياً ونقرأ الكتب وتأتينا الزيارات يومياً، والأكل من المنزل من البيت وزيارة الأصدقاء كانت فترة راحة.
والشاهد قال هذه مذكرة عدوانية فيها سلاح وشهادة ربيع عبد العاطي كانت مضحكة الناس كانوا يعتقدون أن القاضي كان متواطئاً معه لكن في اعتقادي أن القاضي لم يكن متواطئاً معه، بل كان يرصد في حديثه وحيثياته التي قدمها حتى يصدر حكمه.
وهناك كثيرون وقعوا على إعلان برلين مع الجبهة الثورية دون أن يعتقلوهم ويسألوهم، حتى فرح عقار لم يوقع على الوثيقة نداء السودان، لكنه اعتقل لأنه كان في المؤتمر الوطني سابقاً وغضبوا من ذهابه يذهب مع المعارضة إلى أديس أبابا، على الرغم أنه كان هناك قرابة الـ100 شخصية ذهبت إلى أديس.
بعض الأحزاب مثل حزب البعث رفض نداء السودان باعتبار أنه يقود لتسوية مع النظام، ما هو رأيك في موقفهم؟
لا أرى تسوية في نداء السودان وهل ستكون التسوية “نص نص” وأنا بقول السلام إنه يعالج قضايا حملة السلاح من قوانين مخالفة لمواثيق حقوق الإنسان مثل قانون الصحافة والأمن والجمعيات والأمن والنقابات لابد من تعديلها، كما أن معظم مؤسسات انهارت بسبب الفساد والجهل وانعدام الخبرات، مثل البنوك التي عينوا فيها شباباً صغاراً، والسلطة القضائية لا تستطيع استيعاب كل خريجي كليات القانون الكثيرة العدد، المحامون يجلسون في كراسي في أسواق السيارات للتوثيق. الخراب والدمار الحاصل، ونداء السودان ملخص لما سبق، وطلبنا تأجيل الانتخابات للحوار وتشكيل الحكومة الانتقالية لحل مشاكل السودان الاقتصادية والسياسية، التي لا يمكن أن يحلها حزب بمفرده. وقال تأجيل الانتخابات يحتاج لتعديل بسيط في الدستور، وقالوا الدستور مقدس لكن البرلمان في آخر أيامه عدل الدستور فيما يتعلق بتعيين الولاة بدلاً عن انتخابهم، وتحصين قرارات الرئيس وتحويل جهاز الأمن إلى قوة نظامية، وقانون جهاز الأمن له سلطة التفتيش وسلطة الاعتقال. وتعيين الولاة كان الخلاف بينه وبين الترابي، ونداء السودان عبارة عن إعلان مبادئ يمكن إثراؤه وتعديله ووضع جدول زمني، وإذا وجدت ضمانات يمكن لحملة السلاح أن يأتوا الى الخرطوم والمشاركة في الحوار، لماذا الحوار في أديس أبابا وأبوجا لماذا لا يكون الحوار في الخرطوم.
أطراف في المعارضة ترى أن نداء السودان عنصري وضد الثقافة العربية، ما ردك على هذا القول؟
الناس الذين يروجون لهذا القول هم من يؤمنون بالاستعلاء العرقي والثقافي لأبناء الوسط وأبناء العرب والبحر وأبناء مثلث حمدي، وينسون أن أبناء الغرب وأبناء الشرق لهم حق حكم السودان، والآخرون الذين يرفضهم المستعلون هم مساحي الأحذية، وهذه نظرة عنصرية تقصي الآخر.
هل ترى بوادر تسوية سياسية شاملة تلوح في الأفق؟
لا بد من تسوية سياسية شاملة، هناك تمييز بين مواطن ومواطن، وهناك عنصرية في داخلنا، تجاه غير العرب.
خلاف حول توقيع منظمات المجتمع المدني، خاصة كونفدرالية منظمات المجتمع المدني على إعلان سياسي؟
الكونفدرالية لم توقع، وتوقيع الكونفدرالية جاء في الإعلام فقط يقولون وقع رئيس هيئة قوى الإجماع الوطني فاروق أبو عيسى ورئيس كونفدرالية منظمات المجتمع المدي أمين مكي مدني. وأنا وقعت باسم مبادرة منظمات المجتمع المدني. والمجتمع المدني فضفاض لأنه يشمل قطاعات واسعة، وعندما أتى دور المنظمات رشحت من قبل ممثلي المجتمع المدني الموجودين في أديس أبابا، وأول مرة أعلم أن الكونفدرالية وقعت من صحفكم.
هل من الممكن تشكيل حركة حقوق إنسان تدافع عن نفسها والمجتمع السوداني؟
إن النظام أمام خيارين إما أن يستمر في قبضته ويزيدها، ويتسع العنف وتختلف أشكاله، أو أن يفتح كوة للحريات وتتسع هذه الهوة بفعل المدافعين والمنظمات ويحدث انفراج في الحريات.
يتحدثون عن منظمات المجتمع المدني صارت عبارة عن أجنحة سياسية في فضاء مدني؟
لا يمكنك فصل المجتمع المدني عن المجتمع السياسي، وهناك قيادات حزبية معارضة ممكن تعمل في مجال المجتمع المدني، ولا يوجد تعارض لأن الأجندة مختلفة ويمكن أن تدافع عن معتقلي المؤتمر الوطني، ونقابة المحامين وزارتنا في السجن وهذا يحمد لهم، وقالت إنها تقف معنا، لكن عندما رجعوا قدموا استرحاماً لإطلاق سراحنا لأننا كبار في السن ومصابين بالأمراض لكن لم يقولوا إننا حبسنا دون جرم ارتكبناه.
الجريدة

تعليق واحد

  1. ردود وتحليلات موضوعية هذا هو الدكتور امين مكى مدنى الذى تشرفت بالتتلمذ على يدية فى كلية القانون جامعة الخرطوم انت تستحق ان تكون محل تقدير واحترام

  2. النكتة هي انو معارضتنا رغم احزابها العريقة ومحتواها الفكري ورغم الامكانات والكوادر البسيطة المطلوبة لا زالت ديناصورا عقله الجمعي ضئيل مقارنة بحجمه الحقيقي ما قادرين نعمل حتة فضائية متواضعة كرسيين وكاميرا ومكرفون تخاطب الراي العام وتنشر الوعي السياسي المفروض رسالة التغيير تصل للراعي ووتقنع المزارع وتوعي العتال تيليباثيا بالتخاطر الذهني ! وبنحلم اننا نسقط الفساد ونلغي الاستبداد دي هي النكتة الما بتضحك زول

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..