أصوات معركة مستميتة خاضها طيار “الألمانية” وهي تهوي

خاض قائد الطائرة الألمانية في آخر 10 دقائق سبقت ارتطامها صباح الثلاثاء الماضي بإحدى قمم الجانب الفرنسي من جبال الألب، معركة حقيقية ومستميتة لينقذها مع 150 كانوا على متنها، من براثن مساعده الذي كان منشغلا بإسقاطها، فلم يفلح، إلا أن أصوات المعركة محفوظة في الصندوق الأسود الذي انتشلوه من الحطام، وهي اليوم الجمعة الخبر العالمي الأبرز مع الحملة الهادفة في اليمن لإعادة الشرعية.

أمس الخميس عقد برايس روبين، مدعي عام مدينة مارسيليا الفرنسية، مؤتمرا صحافيا روى فيه ما تم الاستماع إليه من أصوات مسجلة في الصندوق الأسود، مع تحليلات خبراء قاموا بتضخيم كل إشارة صوتية ضعيفة فيها، ليتمكنوا من الإنصات إليها بوضوح، خصوصا حين كان مساعد الطيار وحيدا في قمرة القيادة وهو يهوي بالطائرة وركابها إلى مثواهم الدموي الأخير، إلا أن “العربية.نت” تختصر ما قال، ليقتصر على الأهم الملبي للفضول.

الصندوق الأسود وصورة جديدة للوبتز، محطم الطائرة، وصورة لبابها ورابعة لبيت أبويه الريفي
هوت بسرعة 700 كيلومتر وارتطمت بقمة صخرية

وكانت الشرطة الألمانية فتشت الأربعاء، وأمس الخميس أيضا، شقة مساعد الطيار أندرياس لوبتز في مدينة دوسلدورف، كما بيت عائلته في “مونتاباور” الواقعة بينها وفرانكفورت، وهي مدينة صغيرة سكانها 12500 وريفية الطراز، وإليها كان يتردد ليمضي وقتا مع أبيه رجل الأعمال، غونتر، ووالدته معلمة البيانو، واللذين استجوبتهما الشرطة وأعلنا عن صدمتهما لما قام به لوبتز، وفق ما نقلت الوكالات عن مدعي عام دوسلدورف، رالف هيرينروك.

من الشقة والبيت أخرج عناصر الشرطة كومبيوتر، وآخر لابتوب، وظهر بعضهم في صور ونشرات أخبار تلفزيونية تابعتها “العربية.نت” وهم يحملون صندوقا وكيسين، بداخلها أغراض خاصة بلوبتز الذي أظهر تحليل الأصوات والحركة المسجلة بالصندوق الأسود أن حديثه مع قائد الطائرة “باتريك. س” كان عاديا طوال نصف ساعة بقمرة القيادة، حتى طرأ ما حطمها وقتل كل من كان على متنها.

وحدث الذي طرأ بعد خروج الطيار من القمرة، ربما إلى مرحاض الطائرة، ثم استحالة دخوله إليها حين عاد بعد دقيقتين، حيث طرق الباب ليفتحه له مساعده، إلا أن لوبتز لاذ بالصمت، فطرقه ثانية بقوة، ليجد أن الباب بقي مغلقا أمامه، واستمر يطرق وينادي عليه، لكن صمته استمر، وهنا بدأ “باتريك. س” يستميت لفتحه وهو يصرخ، طبقا لما تم سماعه من تسجيلات الصندوق الأسود، في وقت لم يكن الركاب يعلمون شيئا.

راح يركله بقدمه ويحاول دفعه بجسمه، وينادي على لوبتز، لكن المساعد بقي صامتا ومنشغلا بإسقاط الطائرة التي مضت بسرعة تزيد عن 700 كيلومتر بالساعة الى منحدرات استمرت تسقط نحوها طوال 8 دقائق، وفي آخر ثوان فقط من النهاية علم الركاب بما يجري، فتم سماع صراخهم الجماعي وضجيجهم، إلى أن قطعه ارتطام “الايرباص” الضخمة بقمة صخرية، فتمزق هيكلها متناثرا مع أشلاء الجثث في منحدرات شائكة الى آلاف القطع.

وعندما غادر الكابتن باتريك مقعده بقي مساعده أندرياس لوبتز وحيدا في القمرة، ففعل ما أراد
“ولم نسمع في الثواني الأخيرة إلا الصراخ”

ولتوضيح ما جرى بعد 40 دقيقة من إقلاع الطائرة أي حين كانت فوق جبال الألب، نلخص أدناه ترتيبه حسب توقيت الأصوات المسجلة في صندوق الطائرة الأسود، وهو ترتيب استمدته “العربية.نت” مما قاله مدعي عام مرسيليا في مؤتمره الصحافي الخميس، ويساعد على اختصار ما رواه:

الساعة 10.01: الرحلة 4U9525 تبدأ صباح الثلاثاء الماضي بإقلاع “الايرباص A320” التابعة لشركة Germanwings من مدينة برشلونة الإسبانية الى دوسولدورف الألمانية، بقيادة الكابتن Patrick S. المتزوج والأب لابنين، والمتمتع بخبرة 6000 ساعة طيران، ومعه مساعده، فكانت أحاديث الاثنين في القمرة عادية جدا طوال نصف ساعة، وفق التسجيلات التي استمع إليها الخبراء.

الساعة 10.27: الكابتن يطلب من لوبتز أن يتسلم عنه قيادة الطائرة (ليخرج ربما إلى مرحاضها) فترامى من التسجيلات “صوت مقعده بعد أن سحبه إلى الخلف، ثم وطأة قدميه وفتحه للباب وإغلاقه”، وعندما خرج أصبح المساعد وحيدا في مركز القيادة، وكل شيء تحت سيطرته بالكامل، فأسرع بثوان معدودات وضغط على زر تشغيل جهاز الهبوط.

الساعة 10.29: شعر الركاب أن الطائرة تهبط عن ارتفاعها البالغ 38 ألف قدم، وربما ظنوه طبيعيا إلى مستوى آخر من التحليق، باستثناء شخص واحد لا بد أنه اضطرب بسببه، وهو الطيار الذي أسرع إلى القمرة وقرع بابها ليفتحه لوبتز، باعتبار أن فتحه لا يتم إلا من الدخل، فلم يرد عليه، في وقت كان أفراد الطاقم يقدمون مشروبات متنوعة إلى الركاب، على حد ما ذكره روبين.

الساعة 10.32: مع أن لوبتز كان صامتا تماما أثناء هبوط الطائرة، إلا أن صوت تنفسه كان مسموعا بوضوح مع صوت جهاز الإنذار المشير الى هبوط الطائرة “واستمر سماع تنفسه حتى آخر ثانية قبل الارتطام” وفق تأكيد روبين عن لوبتز الذي قرأت “العربية.نت” بوسائل إعلام أوروبية عدة أنه كان يعاني من اكتئاب، وأن صديقته الخاصة، غير المعروف اسمها بعد، قطعت صلتها به قبل أيام من الحادثة.

الساعة 10.40: الركاب بدأوا يشعرون أن شيئا ليس على ما يرام يجري للطائرة وعليها، خصوصا عند سماعهم لصوت جهاز الإنذار، وربما بعد إلقاء بعضهم نظرة من نوافذ الطائرة ورؤيتها تقترب هبوطا من قمم الألب “عندها لم نعد نسمع إلا الصراخ في الثواني الأخيرة من التسجيلات، حتى لحظة الاصطدام” كما قال المدعي العام.

وما لم يقله روبين، ذكرته اليوم الجمعة صحيفة “بيلد” الألمانية، وهو أن الطيار استخدم فاسا ليحطم به باب القمرة، وهو مصفح، إلا أن الوقت كان قصيرا لديه، فلم يتمكن. أما الكارثة فدفعت عددا من شركات الطيران الى اتخاذ إجراءات سريعة، أهمها تكليف فرد من طاقم الطائرة ليحل مكان الطيار أو مساعده، فيما لو خرج أحدهما من القمرة، منعا لبقاء الآخر وحيدا فيها، ومن الشركات: “الإماراتية” ومعها Easyjet وأيضا Norwegian Air Shuttle كما و Air Transat وربما ستتبعها شركات أخرى.

العربية

تعليق واحد

  1. أجدني أستغرب من التقنية المتخلفة التي تستخدم في الصندوق الاسود للطائرات، وأتسأل كيف يحتفظ بتسجيل صوتي فقط لماذا لا يكون تسجيل فيديو؟ وأصلا لماذا الاحتفاظ بالتسجيل داخل الطائرة لندخل في احتمالية عدم العثور على الصندوق الاسود أو عثر عليه محطما، أليس من الافضل عمل ربط مباشر من كاميرات التصوير باجهزة تخزين بعيده، بل اكثر من ذلك لماذا حاول الطيار كل جهده في محاولة كسر الباب وهو يعلم أنه مصفح ولا يمكن كسره، لماذا لا يكون مع الطيار جهاز تلفون عادي يتصل به على مركز القياده التي بدورها تقوم بفصل أجهزة القيادة والتحول إلى الطيار الالي!!

    وأقف مذهول من كونهم حتى لا يفكرون في تطبيق هذه الحلول و يبحثون أمور تقليدية من شاكلة وجود شخص ثالث في كابينة القيادة!!!
    عندي احساس أن المشكلة أعقد من الظاهر ولكنهم يخفون علينا واعني به left behind

  2. واضح ان الطيار أراد أن ينتحر و للأسف لسواد قلبه و أمراضه النفسية لم يشأ أن ينتحر لحاله بل اراد قتل أكثر من 150 من الركاب و طاقم الطائرة معه، هذه ليست اول مرة ينتحر فيها الطيار و يقتل معه الركاب، قبل كده عملها طيار مغربى شاب و لم يكن يظهر عليه شئ من الاكتئاب أو اية أفكار تدل على نيته الانتحار بل كانت ترتيبات زواجه تمضى قدما و مع ذلك انتحر و قتل معه الركاب و لم تنجح محاولات احدى المضيفات منعه من اسقاط الطائرة، و كذلك فعلها طيار أفريقى كان يقود طائرة صغيرة و لم يكن فيها كثير من الركاب.
    بعض الناس و العياذ بالله عبارة عن شياطين يحملون قلوبا مريضة و أرواج سوداء عليلة و ليسوا بشر.

  3. نرجع لمقولة الشاعر ابن نباته السعدى

    من لم يمت بالسيف مات بغيره تعدد الاسباب والموت واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..