مقالات وآراء

وااا أسفاً على قرنق!!

خواطر طبيب
كما قيل قديماً فأنه في الليالي السوداء المكفهرة و المدلٌهمات ’ كحال الايام التي نعيشها الان’ فاننا نقتقد البدر و لربما بصيص نور و ضياء للسالكين و الثائرين و الصابرين’ و نبراساً للذين اقاموا الليالي هتافاً و تضحية و لم يجدوا في النهاية الا مُكاءً و تصدية.

افتقدنا القاً و رقراقاً في زمن بيع الضمائر و الذمم و المتاجرة بكل غالي ونفيس’ ابتداءً من الدين نفسه و انتهاءً و ليس نهايةً بدماء الشهداء الطاهرة الزكية و التي باعها الكثيرون و الكثيرات و اشتروا بثمنها خُبزاً و جاهاً و سلطةً و ما علموا’ أنه ليس بذلك وحده يحيى الانسان’ هذا ان تبقت في دواخلهم المشوهة و نفسياتهم المضطربة ذرةً من انسانية ’ او باقي ذراري من بشرية في وطن اصبح يعُج بالشواطين جناً و انساً ’ عرباً و عجماً و رجالاً و نسوة’ و ليس لنا في ذا و ذاك ألا الصبر و ما الصبرُ الا عن عظيم المُصيبة.
و اذ نحن في هذا التيه الضبابي و زخم الوهم و هُتاف الضلال ’ اذ بنا تمر علينا ذكري اغتيال الرفيق المناضل و البطل الجسور الدكتور جون قرنق دي مبيور ’ و الذي قدم روحه ايضاً كأمل و فداء و قُربان للسودان الجديد الذي طالما حلُم به الناس ’ ذلك السودان :

سودان جديد نلحق البعيد
يد و يد و يد ما في بينا سيد
سودان العزة و الكرامة شرقاً ووسطا’ شمالاً و جنوباً’ نتلاقي فيه و نتقاسم الوجعة و الهجعة’ مليون ميل مربع تكفينا و تزيد لنعيش فيها معاً’ و نتفيأ ظلال الحرية الحقيقية و الديمقراطية و الاشتراكية.
لقد قاتل قرنق و بشراسة نادرة ابناء الجنوب ممن دعوا للانفصال و لو كان قد قام بتوجيه تلك الطاقة العسكرية الجبارة و التي استنزفت الجيش الشعبيي لتحرير السودان في قتال حكومة الخرطوم فقط دون الانشغال بقتال الانفصاليين هنا و هنا’ لو حدث ذلك فعلاً لكان قد دخل الخرطوم فاتحاً منتصراً في ظرف اشهر قليلة بالمقارنة مع واقع الحال حينها’ و لو دخلها لكان مثل دخول الامام المهدي رحمه الله لها في يناير 1885م’ و ليحررها كما حررها الامام قبله و يدخلها على حين صحو من اهلها و ليس علي حين غرة و ليجوس خلال الديار و يُتبر ما أراد تتبيرا.

نفتقدك ايها الرفيق الراحل و قد نامت نواطير السودان عن ثعالبه و قد بشمٌن و ما تفني العناقيدُ’ و جاءنا قادة (نص كم) و يقتقدون لكل شئ من كاريزما و سيطرة و قيادة و ملكات شخصية و قدرة على الاقناع و التأثير على الغير.

جاءنا يا قرنق رجال و نساء واهنون’ مترددون’ ضعفاء يائسون و عاجزين ليقودوا ثورتنا المجيدة’ جاؤنا رجالاً و بالطائرات و من كل فج عميق لينتاشو فُتات السلطة و (فضلة الكيزان) و يتوشحوا بمسوح رهبان التغيير و راهبات الخطيئة’ و نُسوُا و تناسوا ان الشعب لا ينسى و الخطئية لا تغتفر و كما أن الديان لا يموت!!
لقد انجبت قارة افريقيا الصامدة (مانديلا) و (نكروما) و (كيجامي) و كما وهبت السمراء ( لوممبا) و (نايريري) و غيرهم من القادة الافذاذ’ و منحنا وطننا ( قرنق) بحضوره الطاغي و فكره المتقد ’ ليقود بلادنا نحو النور بعد سنوات الضياع ’ و ليتحدث باسم اولئك الذين لا يمكننهم الحديث عن انفسهم و ليحمل راية المسحوقيين و الممحوقين و يهتف لذلك الانسان المهمش و في الاطراف و الذي استبدل مستعمراً ابيض و لكن بمستعمر اسمر و سيداً بسيد في بلاد العبيد و السادة:

و لو كان ما بي من حبيب مقنع عذرتُ و لكن من حبيب معمم
رمى و أتقى رميٌ و من دون ما اتقى هوىً كاسرُ كفي و قوسي و اسهمي
لقد احب قرنق امدرمان و عشق كسلا و هام وجداً بنيالا و فاض حبا للدويم و اراد المبيت في حلفا و شرب الشاي في المتمة ’ كوطن واحد متحد جديد’ دون تهميش ام اقصاء و بالحرية و للديمقراطية للسودان الجديد,.

و جاءنا بعدك قومُ اضاعوا الثورة و اتبعوا المُحاصصات فسوف يلقون الرفض و الثورة الاخرى القادمة في مسيرتنا العظيمة التي لن تبقي و لن تذر’ بينما تمضي انت طوداً شامخاً و نجماً لامعا تاتم به الهداةُ ’ بعيداً في بهاء عتمتك’ فواااا اسفي عليك يا قرنق!!.
اد/ علي بلدو

‫3 تعليقات

  1. قرنق وصف الانتفاضة بمايو ٢ وواصل حربه بالوكالة علي الحكومة الديمقراطية المنتخبة بل وتمادي باسقاط طائرة الخطوط الجوية المدنية وساهم في اضعاف التجربة الديمقراطية حتي تسني للاخوان المسلمين الاجهاز عليها بانقلاب عسكري وحاصروه عسكريا في حرب دينية قضت علي اخر احلام السودانين في وحدة الا ان اتي صاغرا في اتفاقية نيفاشا والتي تم وصفها بسلام المرهقين
    من حضر افادات الدكتور لام اكول في برنامج مراجعات بفضائية النيل الازرق لابد ان عرف بدكتاتورية وبشاعة قرنق وهو يأمر بجلد جثث معارضيه في الحركة الشعبية ومن يحضر حلقة هارد توك مع الاعلامية اللامعة زينب البدوي يعرف عن مكابرة ومخادعة هذا الرجل في زجه بالاطفال في حرب طاحنة

  2. اشكرك يا على احمد، عبرت عني.
    واحد من الديكتاتوريين الذين غيروا جلدهم كرات ومرات، بدأ ماركسيا وحليفه ومن قدم له الدعم متقستو هايلي مريام، ثم لما سقط منقستو اصبح قرنق صديقا للرأسمالية ولمادلين اولبرايت وزيرة خارجية اميركا والبارونة كوكس البريطانية. وبعد ان فشل في حروبه وتم طرده من توريت آخر معقل له، جنح للسلم، وقد مات من مات من الشماليين والجنوبيين بسبب حروب عبثية، وآخر المطاف جاء للخرطوم بطائرة مدنية.
    حتى حركته لم يؤسسها على نهج قويم وفكر تنظيمي يضمن استمرارها، فما أن مات وانفصل الجنوب حتى انشقت الحركة وبدأت حرب ضروس قضت على الأخضر واليابس، فأي فكر قدمه واي بناء اقامه؟
    محاولات تحويله لقديس او لنلسون مانديلا او لغاندي لن يغير من أنه شخصية فاشلة حيا وميتا لا استفاد من الجنوب ولا الشمال.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..