المُحرِك الجمعي

المحرك الجمعي ينشأ لصد ومواجهة الكوارث والمصائب ودرء مهددات الجماعه في محاوله إزاحه وكبح الاهوال. وكذلك تحقيق الغايات والأهداف الصحيحه التي تتفق عليها الجماعة أو الأُمة
كل ما يُستدعيَ المُحرِّك الجمعي في شأن يعتبر صحوة قامت وأينعت من أجل هذا الشأن فهو يُستدعى في حالات الضروره القصوى المُلحة
فمثلا جماعة تستدعيه لنظافه شارع وأخرى تستدعيه لبناء مدرسه او مستشفى وهكذا نستدرج هذا المحرك الجمعي الى مراحل أكثر وأكبر تتطلب حشودا اضخم كما يحدث الآن في السودان
لفد بدأ المحرك الجمعي وفِكرهُ في التبلور والظهور والفعل يحركه الخطر العام المحدق بالشعب والوطن . هذا المحرك الجمعي يبدأ في مهمته للشعوب عندما تستنكر الظلم والنهب والإستهتار بحيث نجد الحكومات والانظمه الظالمه تدعي الغباء عن كيفيه نشأته وانتشاره ونجاحه في الحشد فتاره يقولون وراءها جهه مجهوله وتاره يقولون ناشئه من دعاه التخريب وتاره هي من أعداء الوطن
لكن الحقيقه الماثله والواقع يقول ان المحرك الجمعي قد إمتلأت شحنته بتراكم المآسي والجرائم وعدم القدره على العيش مع هول الضغوطات والإتطرار المتواصل للتنازلات والتحمل
لقد تنازل شعبنا كثيرا ، لقد إنهان وذُل وشُرد وجاع وقتل .لقد تنازل حتى تدنت قيم الكبرياء والعزة والشرف .
لقد تحمل أعباء لا حصر لها في غلاء المعايش ودفع الاثمان الباهظه في سبيل الصحه وتعليم الابناء وتشرد العجزه والاطفال والنزوح كثمنا مباشرا لهذه التنازلات
لقد صبر شعبنا وصبر. لقد استمعوا للخطابات الجوفاء سنيين عددا والتقارير المضلله على أمل ان يتحقق من الوعود والتطمين شيئا ما يحث ويدفع بالصابرين لكي يمدوا في صبرهم ولكن…
الصبر على التجارب الفاشله فهو تفكير وتوجه خاطئ ، ووفقا للتوقع والتنبؤ يتبين أيضا بأن لاسبيل لصلاح او أعمار يرجى مع هذا النظام
فالآن إتضحت الطرق فإما تنازلا يؤدي للهلاك وإما تغييرا مأمولا منه النجاح والتطور. وهذا الطريق طريق التغيير هو ما عزم عليه الشعب ، هو الأمل وهو الخيار الذي وجب ولابد من أن يكون. لقد عزم الجمع وأختمرت في الاذاهان ضروره تعاضدهم لوضع حدا للتنازل والتحمل فهم الآن في مرحله الاصطفاف والتنسيق.
هذه المرحله التي وصل إليها الشعب من الإنبعاث والتحفز والهمه والغيره والاحسساس الجماعي بالبلد جديره بالثناء عليها وحفظها وتثبيتها. لقد طال زمانها نسبه للكثير من العوامل منها الطيبه والسماحة والعفويه وحسن الظن وتصديق المكذب ومنها ايضا الجهل بالحقوق والتفريط والتهاون وشيئا من الخوف
لقد تحرك الجمع في دواخله ، بعد ان نهشت الآلام والمصائب في الأجساد وتبقت مراحل الفعل والصمود في مواجهه التحديات والتي يجب ان تكون بعيده المدى. لمستقبل طويل بطول الأجيال القادمه ما بقيت الحياه. فلا نفكر لانفسنا وحاضرنا فقط ، ولكن نصب أعيننا نضع الوطن وتركه ارثا يحتذى به صنعه هذا الجيل وهذا الشعب في هذا الزمان يضاف الى سجل شعبنا العملاق وتفرده وتميزه وإستاذيته لمن حولنا من أمم
المحرك الجمعي إنشاء الله بعد توفيقه وعونه سنستدعيه للنهضة والنماء وبناء وإصلاح الوطن كما إستدعيناه للرفض وللتغيير
الوطن سيستقيم امرُه عندما ينتصر اولياء فريق الحق و الخير على فريق الشر والباطل وفي النهايه قال المولى عز وجلّ ( إن الباطل كان زهوقا) صدق الله العظيم
يذهق الباطل عندما ينضم الكثيرون في جانب الخير وبالسعي الحثيث الجاد وصدق النوايا وهذا هو دور الأنسان كداعم للكمحرك والفعل الناجع لما فيه الخير والصلاح
إن قوى الخير والاصلام واجباتها وتحدياتها كثيره تجاه النفس والأوطان وأوضاع العالم أجمع فلذلك نجد الكثيرون يعملون في شتى المجالات لا يهدأ لهم بالاً حتى يحققوا ما يريدون من إغاثه وإطعام ومداواه وإنقاذ . فلنكن منهم شارك وناضل واسستبسل من اجل الحق والخير والامل ، نرفع عن أنفسنا الذل والظلم ونغسل عار التخلف والإنحطاط
أسأل الله القدير أن يوفق كل داعٍ للخير متوجعا محس بآلام الوطن ومواطنيه . ومن هنا ادعوا نفسي وإياكم بالإنضمام والإنخراط في هذا المعترك النبيل لننتصر على ذواتنا ، نستوفي واجباتنا لنفع إوطاننا ومن ثمّ عالمنا أجمع
والله وليُّ التوفيق ووفقنا الله أجمعين
خالد حسن

[email][email protected][/email]
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..