عندما تعجز السلطة عن محاسبة المفسدين يتحول الفساد إلى ثقافة

د.الفاتح الزين شيخ ادريس
إن استقراء واقع الحال يوضح أن الاستبداد والفساد هما وجهان لعملة واحدة وما نجده من تأزم الواقع وفساده ما هو إلا انعكاس لصور الاستبداد والقمع ومصادرة للحريات الفكرية والمادية، فالفساد هو نتاج طبيعي للأنظمة الاستبدادية والقول المشهور أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة قول يختصر الكثير، وهو يربط بين الفساد وبين الاستبداد باعتباره البيئة الخصبة التي يترعرع وينشأ فيها الفساد بكافة أشكاله.
و من المهم أن ندرك أن الاستبداد يتسلل في حكم الأمة باقتناعات صور زائفة مضللة، ومن أهم ما يسهل مهمة قوى الاستبداد لإضفاء المشروعية على ممارسات إرهاب الشعب، والاستبداد بقراراته وشئونه، هو ضعف وعي الشعب نفسه، الأمر الذي يدخل المجتمع في دوامةٍ مهلكةٍ، من ضعف الوعي إلى استبداد السلطات الطاغية، ونمو المصالح الخاصة الفاسدة المفسدة، ليزيد الفساد من تمكين التسلط والطغيان والاستبداد، من رقاب الشعب ومقدراته، وفرض الوصاية عليه؛ ليزداد ضعفاً وخنوعاً في وجدانه، وتجهيلاً في ثقافته، وضعفاً في وعيه وهكذا دواليك، ضعف الوعيٍ يؤدي إلى استبداد وإلى فساد، بل إلى المزيد من الجهل، وضعف الوعي والخضوع والخنوع يؤدى إلى مزيدٍ من الاستبداد، ومزيدٍ من الفساد .
والذي يجعل الفساد دائماً يرتبط بالاستبداد هو أن النظام الاستبدادي يصنع له أنصاراً وأعواناً من الفاسدين الذين يعبدون الدنيا بكل ترفها. فيتخلون عن كل معاني الشرف والقيم الأخلاقية، ولا يهمهم سوى الحصول على الأموال التي تمكنهم من أن يمتعوا أنفسهم، وأن يحصلوا على كل أنواع اللذة.وهؤلاء الفاسدون المترفون هم أهم أعوان المستبدين في كل العصور، فهم يعيشون لأنفسهم ويتكبرون على شعوبهم ويسخرون من الشرفاء ويحتقرون الذين يتمسكون بالقيم والأخلاق ويضحون من أجل الوطن ، من اخطر نتائج تحكم الأنظمة الشمولية لفترة طويلة بمناحي الحياة المختلفة، ظهور ثقافة جديدة مشوهة تعطل مفاعيل القوة والجدية في المجتمع. إن أنظمة الاستبداد لا تهدر إمكانيات البلد المادية إسرافاً وبذاراً وتعيق الوصول إلى الأهداف المفترضة فحسب، بل أنها تطيح بالعقل الفعال وتشله وتحول الناس إلى آلات حديدية مطوعة بلا مشاعر ولا خيال مبدع ولا قدرة على التصور والتخطيط والمبادرة .الفساد يتحول في الدول التي يحكمها الاستبداد إلى مؤسسة لها آلياتها المتنوعة ومصادر قوتها المتعددة، كما أن تغلغل الفساد في أجهزة الدولة ومؤسساتها بحيث تصبح مرتعًا له بدلاً من أن تكون حائط صد ضده. يترتب على كل ذلك أن يتحول الفساد إلى ثقافة لها ملامح وسمات خاصة تجعل من الفساد والاستبداد سُلماً يصعد به المفسدون ويتسلط به المتسلطون وفي نهاية المطاف يصبح الفساد جزء من ثقافة المجتمع وآلية من آليات الهدم وعلامة من علامات التدهور والانحطاط ثم يتبلور كل ذلك في تكوين ثقافة جديدة هي ثقافة الفساد. وهى تتمثل في منظومة القيم السلبية التي تسوِّغ الفساد وتبرره.
فالعلاقة المباشرة بين الفساد والاستبداد تتمثل في أن الفساد عندما يستشري ويترسخ فإنه يعمل على حماية نفسه، وذلك بإبقاء كل الهياكل التي أنتجته على حالها، فلا تغيير في القوانين ولا تعديل في اللوائح ولا تطوير في السياسات، لذلك نجد أن المسئولين الحكوميين غير مبالين بالتغيير وذلك ضماناً لاستمرار المناخ الذي يضمن لهم المزيد من استغلال النفوذ. وهذا يعنى قبول أفراد المجتمع بصفة عامة لكل حالات الفساد سواء كانت صغيرة أو كبيرة واقتناعهم بوجود الفساد والتعايش مع صوره وأنماطه المختلفة بل وإفساح المجال له للنمو، ويصبح ظاهرة طبيعية يتوقعها المواطن في كافة تعاملاته اليومية والمسئول الفاسد هنا يكون اكبر من القانون فيحاول ترسيخ هذه الثقافة بخلق وعى زائف لدى المواطنين بإقناعهم انه ليس في الإمكان أبدع مما كان وتتحول مؤسسات الدولة الأساسية إلى مؤسسات يلفها الفساد، فالشخصيات المهمة والوزراء وأعضاء المجموعات البرلمانية يتحولون إلى جزء مهم في جرائم عديدة كإهدار المال العام والتعاون لتسهيل المخالفات وعلى الرغم من فساد كبار الموظفين تكون هناك توجهات مطالبة الجماهير بضرورة التضحية وربط الأحزمة من اجل مشروع قومي، فلا يجدون امامهم إلا التكيف مع أنماط الفساد دون محاولة تغييره والإصابة باليأس والإحباط، وحتى التشريع الذي يتصدى للفساد قد وضع من قبل برلمان يكون أعضاؤه الذين قدموا بالتزوير بأشكاله المختلفة جزءاً من الفساد ولا غرابة في ظل هذه الأجواء التي يخلقها الاستبداد من احتكار السلطة واستخدام الوسائل المختلفة لإدامة نفسه من التجهيل إلى التفريق إلى استخدام الأعوان وفتح السجون وتعذيب البشر وسحق الإرادة وخنق الحرية وإشاعة الانحلال والفجور والتلهي بتوافه الحياة أن يعيش المواطن مغترباً عن ذاته، مستباحاً ومعرضاً لمختلف المخاطر. فهو على الهامش تشغله لقمة العيش، لا يجد مخرجاً سوى الخضوع يجتر هزائمه الخاصة والعامة وهو مغلوب على أمره، عاجز عن التغيير أو تحدي قوى الاستبداد”.وأخيراً لزم التنويه أن موضوع الاستبداد والفساد مستنبط من دراسة تحدثت عن ثنائية الاستبداد والفساد في فشل المشاريع التنموية ……………!!!
يتبع. بإذن الله
فساد فساد هههههههههههههههههههه
طيب يا ناس والشعب جعان
طبعآ الفاسدين كتاااار وتم إختيار 3 منهم لتنزل صورهم مع المقال حسب المواصفات التالية :
* أكبر المفسدين سنآ “عمك كرتي”
* ملكة جمال المفسدات “وداد”
* وأخيرآ لازم يخلوا مقعد لجيل الشباب لزوم تواصل الأجيال الفاسدة فكان من نصيب “الوالي”
نحتاج كتاباتكم السلسة لاستنهاض همة المواطن البسيط بكلماتكم الرائعة والله المستنيرين يعرفون مدي الفساد والاستبداد عن تجربة نريدكم ان تخاطبوا كافة العقليات وشجذ الهمم من اجل ثوره العلم والمعرفة وان تخططوا لذلك ليس احباطا ولكن للتخطيط الدقيق الواعي لتأديب الصعلوك الفاجر بي بساطة( كيف تتقي شر انسان فاسد جاهل كيفية التعامل والطرق التي يمكن ان تتبعهاوخصوصا ان ذلك الصعلوك يشكل خطرا عليك وعلي اسرتك) والاسرة التي تتمثل في الوطن.
المره دى فيها قدوم الله المستعان
يديك العافية مقال رصين وهادف فقد اوفيت وكفيت سنواصل معك لمعرفة المزيد من قوى الفساد والاستبداد ولكن يبقى السؤال الى متى يظل هذا الوضع فالكل يعرف هذا الفساد الذة نخر كل شئ للاسف الشديد حنى صرنا لا نثق حتى فى انفسنا
وين وين الملايين وين الشعب وين مابين الضلوع اقوى من الدروع وين وين الملايين وين الشعب
اذا كان الفساد واقف على شوية الحراميه دول كانت تكون بسيطه ولكن افساد الشعب ككل برشوتهم بالجنه وصرف صكوك الغفران وإلجامه بالسكوت هنا ما يستلزم ان نتوقف ونضرب بكل القوه لتتوقف الفوضى الخلاقه ونقضى على البؤره الاحاديه التفكير المغيبه المسلطه على القضاء على ثقافة شعب السودان وكبته ليكون زليلا ودونيا الى ابد الابدين بسبب لخمه الدين والسياسه .
اذا كان السلطة نفسها فاسدة تحاسب من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما عشان كده يا د. الفاتح الزين الانقاذ او الحركة الاسلاموية سمها ماشئت(كلهم عواليق) لا تريد التحول الديمقراطى ولا المؤتمر القومى الدستورى ولا الحكومة القومية لحل مشاكل السودان بالحوار عشان يستمروا فى السلطة وبالتالى يستمروا فى الفساد ولا رقيب ولا حسيب!!!
يعنى انت قايلهم مكنكشين عشان:
وحدوا البلد؟؟؟
واوقفوا فيه الحروب؟؟؟
وعملوا استقرار سياسى ودستورى واقاموا نظام ديمقراطى يكفل التداول السلمى للسلطة ؟؟؟
وزادوا من الناتج القومى خاصة الصادرات الزراعية؟؟؟
وطوروا التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية؟؟؟
ورجعوا الاراضى المغتصبة واوقفوا الانتهاكات الاسرائيلية او غيرها للوطن؟؟؟؟
واعادوا لحمة النسيج الاجتماعى لابناء السودان؟؟؟؟
وطردوا الجنود الاجانب الحضروا لحماية اهل السودان فى دارفور ومن قبلها جبال النوبة بدلا من الجيش البقى احدى فصائل المؤتمر الوطنى وكذلك بقية القوى الامنية؟؟؟؟
الكنكشة دى كلها خوفا من المساءلة و المحاسبة فقط لا غير!!!!!!
ياسيدي الفساد تحول من زمان في عهد الإنقاذ إلي (ثقافة) و ( فصاحة) و (شطارة) و (بوبار) لا قوانين تحمي الحق العام … ولاضمير يخاف من عذاب الرحمن ،، وآآآه يا بلد.
وبالتالي لم يعد هنالك أدنى مبرر لاستمرار هؤلاء. من أعطاهم حق احتلال البلد وتحويله إلى ضيعة “ضائعة” يفعلون فيها مايشاؤون. كفى شعارات التغيير السلمي.. هؤلاء لابد أن يذهبوا بقوة السلاح.
السلام عليكم يا دكتور
اولاً عام وانتم بخير نسال الله ان يجعل لنا مخرجاً في العام الجديد من زمرة الفاسدين والمفسدين .. والايام دي يا دكتور الليل طويل ,, مغربنا من خمسه وعشانا سته ونص ..
يعني جماعة الراكوبة ما قصروا معاك يقصر عمرهم في المعارضة وتجي حكومة شابة جديده منتخبه وتبقى الراكوابة هي ظل الحكومة والناس تجلس لتخطط لبناء السودان
عدم التقصير فى هذا الثلاثي .. ما شاء الله تبارك الله عيني بارده
شباب النضاره تتوهج من من الوجه .. اعذ بالله شبعوا مال السحت ..
مبروك يا كرتي .. المره الامريكيه خلاص في خبر كان وانت يا والي مريخنا بقيتو حفره كبيره .. وانت يا ارملة ذلك الرجل اما تستحى
الجماعة ديل بكونو حافظين جنس حفظ
تسلم يا دكتور وياريت لو سلط الضو على فساد الفريق د .صلاح( فته) وكيل جامعة كررى كما يحلو للجياشة تسميته للجياشة تسميته
علي الطلاق مخرج مافي الا الموت لكل السودان او الدم حدو الركابه طريقه تب مافي ولا تفكرو نحن ضعاف وسينه رقيقه ونمشي جنب الحيط بتاعين تاريخ بس عملنا سوينا اكتوبر وابريل الدم حدو الركابه
يسلم قلمك ايها الاستاذ الجليل، هكذا عرفناك بجامعة الخرطوم معلما للاجيال ومدافعا لحقوق الطلاب عندما كنت عميد الطلاب انذاك.
حكومة البشير قلبت ارض السودان بشعبها راس على عقب دمرت الارض والشعب وضعتهم فى خلاط خرصانه – وجدت افضل واكبر ارض واعظم نهر واكبر ثروة حيوانية زراعيه سمكيه وجدت اطيب شعب – تربعت على الكرسى والسلطه0 لم يفكر لها الشيطان هرب منها الشيطان خوف ان تسرقه لانه وجدها اشر وابغض واشرس منه ولي هاربا من الانقاذ تفردت وانفردت بالشعب وانهالت عليه سرقه ونهب وبطش واعتقال وقتل وتقسيم وعنصريه وانفصال وتردئ اخلاق وبيع مؤسسات تدمير منشأت خلال 23 سنه خلت البلد فى جحيم ودمار – لو أتينا بأكبر مفكر لا يفهم ولا يعقل شيئا فيها اصابها زلازل وبراكين دمرت الاخضر واليابس – الان حال البلد اصابها سرطان الكيزان لا يعالج ببساطه يحتاج منا نهضة وثورة كبرى حتى تعود للسودان عافيته 0 نسال الله تعالى ان يولي علينا خيارنا
استاذنا الجليل د.الفاتح الزين شيخ ادريس تحية طيبة او سنة جديدة مباركه عليك علي اهلنا الكرام
عندما تعجز السلطة عن محاسبة المفسدين يتحول الفساد إلى ثقافة . عنوان كبير في معناه وتحليل وافي للحالة يستحيل لاحد عن يبين مكنوناته الا عن يكون في مستوكم بارك الله فيك .. استاذي الكريم بعد ان تبين بان هذه الصحفة الصفراء ممؤلة من حكومة جنوب السودان . ايليق بقامة ومربي مثلك عن يتعمل معها وينشر كتابته فيها .. اذا كان هذا حالنا لك الله ياوطني .. سؤال لك ياستاذ اماذالت تنشد الطلبة النشيد الوطني في الصباح ..
http://www.youtube.com/watch?v=rZbQKy7H_XQ
انظروا اليست هذه نبوءه و تحققت بحذافيرها للاسف
بلي يخمهم جميعا
ممنوع الوقوف بين لافتتين
المره دى بتاكل شنو
للتذكير من الوثائق المهمة كتيب من تأليف الدكتورين فاطمة بابكر وإبراهيم الكرسني , علي ما أعتقد أوائل الثمانينيات … عنوانه ؟؟؟ Corruption as an economical factor, in Sudan economy وصححوني بإلله لو العنوان خطأ ..