أخبار السودان

خطبة الجمعة التي ألقاها أمين الدعوة والإرشاد بهيئة شؤون الأنصار بمسجد الإمام عبدالرحمن بودنوباوي

الخطبة التي ألقاها الحبيب “محمد الحوار محمد” أمين الدعوة والإرشاد بهيئة شؤون الأنصار بمسجد الإمام عبدالرحمن بودنوباوي 9 يناير 2018م

ﺃﻋﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻴﻢ
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺳﺒﻴﻞ
ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺨﻼﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺗﺄﻟﻪ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ، ﺧﻠﻘﻨﺎ ﺃﺣﺮﺍﺭﺍ ﻭ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ ﺃﻃﻬﺎﺭﺍ ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺍﻥ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺟﻬﻨﺎ ﺍﻟﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻞ ﻭﺭﺑﺎﻧﺎ ﺑﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺣﺬﺭﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺇﻻ ﻟﺬﺍته ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ. ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻠﻲ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻲ ﺁﻟﻪ ﺍﻷﻃﻬﺎﺭ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺍﻟﻐﺮ ﺍﻟﻤﻴﺎﻣﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻣﺎﺿﻌﻔﻮﺍ ﻭﻣﺎ ﺍﺳﺘﻜﺎﻧﻮﺍ ‏( ﻓﺄﺗﺎﻫﻢ ﺍﻟﻠَّـﻪُ ﺛَﻮَﺍﺏَ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﺣُﺴْﻦَ ﺛَﻮَﺍﺏِ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ ﻭَﺍﻟﻠَّـﻪُ ﻳُﺤِﺐُّ ﺍﻟْﻤُﺤْﺴِﻨِﻴﻦَ‏ )وﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻲ: ‏( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).
ﺃﺣﺒﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ:
ﻟﻘﺪ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺻﻄﻔﺎﻩ ﻋﻠﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺳﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﺭﺿﻪ ﻭ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻱ ﻭﺍﻟﺮﻋﺎﻳﺔ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻉ
ﺍﻟﻘﻮﻳﻢ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﻘﺴﻂ ﻭﺷﺮﻉ ﻟﻪ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﺭﺑﻪ
ﻇﻠﻮﻡ ﺟﻬﻮﻝ ﺟُﺒﻞ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﻭ ﺍﻟﺸﺮ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻭﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺫﺋﺒﺎً ﻋﻠﻲ ﺍﺧﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ . ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻻﺣﺒﺎﺏ ﻟﻴﻘرﺭ ﺟهرة ﺇﻥ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﻓﻠﻘﺪ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﺪﻩ ﻭ ﺳﻮﺍﻩ ﻭ ﻧﻔﺦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺭﻭﺣﻪ ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺑﺎﻟﺴﺠﻮﺩ ﻟﻪ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻤﻦ ﺧﻠﻖ، ﻧﻈﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ
ﻭﺧﺎﻃﺒﻬﺎ : ?ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻤﻚ ﻭ ﻣﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﺣﺮﻣﺘﻚ ﻭﻣﺎ ﺃﻃﻴﺒﻚ ﻭﻣﺎ ﺃﻃﻴﺐ ﺭﻳﺤﻚ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ ﻟﺤﺮﻣﺔ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺷﺪ ﺣﺮﻣﺔ ﻣﻨﻚ.?
ﻟﺬﺍ ﻓﺎﻥ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺣﻘﻮﻗﺎً ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗُﺮﺍﻋﻰ ﻭﺗﻜﻔﻞ
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺟﺒﺎﺕ ﻳﻨﺒﻐﻰ ﺍﻥ ﺗﺆُﺩﻯ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻨﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﺣﺪ ﻣﺜﻠﻪ ﻳﻤﻦ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﻭﻳﺴﻠﺒﻬﺎ ﻣﻨﻪ ﻣﺘﻰ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﻗﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﻟﻪ ﺑﻤﻘﺘﻀﻲ
ﻓﻄﺮﺗﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﺣﻘﻮﻕ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻭﺩﺍﺋﻤﺔ
ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ.
ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ:-
ﺃﻭﻻ : ﺣﻖﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ؛ لقد ﻗﺪﺱ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﻖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺣﻤﺎﻩ ﺑﺎﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭاﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻊ
ﻭﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻨﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﺒﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺟﺎﺀﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ‏( ﺹ‏) ﺗﻨﺬﺭ ﻭﺗﺘﻮﻋﺪ ﺑﺄﺷﺪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺪﻯ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ ﺣﺘﻰ ﺫﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻋﻤﺪﺍ ﻻ ﺗﻘﺒﻞ ﻟﻪ ﺗﻮﺑﺔ. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ‏(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا‏) ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺛﺮ ﻣﻦ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﺘﻞ
ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻟﻮ ﺑﺸﻄﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻜﺘﻮﺑﺎً ﺑﻴﻦ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺁﻳﺲٌ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ .
ﺛﺎﻧﻴﺎً : ﺃﻗﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻘﺪ ﺃﻋﻠﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (ﺹ‏) ﻓﻲ ﺣﺠﺔ ﺍﻟﻮﺩﺍﻉ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﺸﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ
ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻭﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﻗﺎﺋﻼً ?ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺮﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ
ﺩﻣﺎءﻛﻢ ﻭ ﺃﻋﺮﺍﺿﻜﻢ ﻭﺍﻣﻮﺍﻟﻜﻢ .? ﻟﺬﺍ ﺣﺮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭتوعد ﺑﻠﻌﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﺿﺮ ﺑﺈﻧﺴﺎﻥ ﻇﻠﻤﺎً ﺍﻭ ﻣﻦ ﺷﻬﺪﻩ ﻳُﻀﺮﺏ ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻪ ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺣﻤﻰ ﺑﺪﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ من الايذاء ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﺮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻹﻳﺬﺍﺀﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻬﻤﺰ ﻭﺍﻟﻠﻤﺰ ﻭﺍﻟﺘﻨﺎﺑﺰ ﺑﺎﻷﻟﻘﺎﺏ
ﻭﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ﻭﺳﻮﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﻭﺍﻟﺘﺠﺴﺲ .ﻗﺎﻝ
ﺗﻌﺎﻟﻲ ‏(ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻻ ﻳَﺴْﺨَﺮْ ﻗَﻮْﻡٌ ﻣِّﻦ ﻗَﻮْﻡٍ ﻋَﺴَﻰ ﺃَﻥ ﻳَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﺧَﻴْﺮًﺍ ﻣِّﻨْﻬُﻢْ ﻭَﻻ ﻧِﺴَﺎﺀ ﻣِّﻦ ﻧِّﺴَﺎﺀ ﻋَﺴَﻰ ﺃَﻥ ﻳَﻜُﻦَّ ﺧَﻴْﺮًﺍ ﻣِّﻨْﻬُﻦَّ ﻭَﻻ ﺗَﻠْﻤِﺰُﻭﺍ ﺃَﻧﻔُﺴَﻜُﻢْ ﻭَﻻ ﺗَﻨَﺎﺑَﺰُﻭﺍ ﺑِﺎﻷَﻟْﻘَﺎﺏِ ﺑِﺌْﺲَ ﺍﻻِﺳْﻢُ ﺍﻟْﻔُﺴُﻮﻕُ ﺑَﻌْﺪَ ﺍﻹِﻳﻤَﺎﻥِ ﻭَﻣَﻦ ﻟَّﻢْ ﻳَﺘُﺐْ ﻓَﺄُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤُﻮﻥَ ‏) .
ﺛﺎﻟﺜﺎً : ﺍﻗﺮ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺣﻖ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﺣﻖ ﺍﻷﻣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺣﻖ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭ ﺇﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﻳﺄﺛﻢ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻬﻜﻬﺎ ﻭﺑﺪﻭﻧﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﺎﻗﺼﺎ، ﻣﺨﺘﻞ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻹستخﻼﻑ ﻭﻋﻤﺎﺭﺓ ﺍﻻﺭﺽ، ﻟﻘﺪ ﺃﻛﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻧﺘﻬﺎﻛﻬﺎ ﻇﻠﻤﺎً ﻭﻋﺪﻭﺍﻧﺎً ﻭﺇﻳﺬﺍﺀ، ﻭﻟﻢ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻳﺪ ﺃﺣﺪ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﻟﻤﻦ ﻳﺮﻳﺪ ﻭﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﻋﻦ ﻣﻦ ﻻﻳﺮﻳﺪ؟ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﻳﻌﻄﻰ ﻷﺣﺪ ﻷﻋﻄﻰ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ‏( ﺹ‏) ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﻣﺨﺘﺼﺮﺓ ﻋﻠﻲ ﺗﺜﺒﻴﺖ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻹﻛﺮﺍﻩ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻲ ‏( ﻧﺤﻦ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺠﺒﺎﺭ‏) ﻟﺬﺍ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﺮﺍً ﻭﺗﺮﻙ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﻟﻴﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻠﻜﻪ ﺣتى ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻋﺎﺩﻻً ، ﻓﺎﻟﻈﻠﻢ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﻌﺴﻒ ﻭﺍﻟﺘﺴﻠﻂ ﻭﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﻗﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭ ﺗﻜﻤﻴﻢ ﺍﻓﻮﺍﻫﻢ ﻣﺤﺮﻣﺎﺕ ﻣﻐﻠﻈﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻹﻗﺪﺍﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺷﺮﻋﺎً ولا قانونا.
ﺃﺣﺒﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ :
ﺇﻥ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻭ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺣﻜﻢ ﺭﺍﺷﺪ ﺗﻜﻔﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﻭﺗﺼﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﻨﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ، وﺇﻥ ﺍﻟﺸﻤﻮﻟﻴﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻭﻝ ﻋﺪﻭ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺣﻠﻴﻒ ﻭ ﺻﺪﻳﻖ ﺣﻤﻴﻢ ﻟﻠﺠﻬﻞ ﻭﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺑﻞ ﻭﺍﻻﺭﻫﺎﺏ ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻓﺎﺕ ﺗﻨﻤﻮ ﻭ ﺗﺰﺩﻫﺮ ﻓﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩﻳﺔ ﻭﺗﺘﺮﺍﺟﻊ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﻈﻤﺔ
ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﺇﻥ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺣقا ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺑﻜﻞ ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ ﻭﺃﻭﻟﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻓﻼ ﺗﻘﺪﻡ ﻭﻻ ﺃﻣﻦ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻭﻻ ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﺎﻷﻣﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻨﻬﺾ ﺇﻻ ﺍﺫﺍ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺬﻫﻨﻴﺔ ﺍﻹﻗﺼﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﺃﻱ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻭﺍﻟﺘﻮﺟﺲ ﻣﻦ ﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﺤﺮ .ﺇﻥ الأمة ان ﻟﻢ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﻘﻤﻊ ﻭﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻻﺳﺘﺌﺼﺎﻝ ﻓﻠﻦ ﺗﺨﻄﻮ
ﺧﻄﻮﺓ ﺍﻟﻲ ﺍﻻﻣﺎﻡ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ:‏(إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِ‏) ﻭﻗﺎﻝ( ﺹ‏) :(ﺧِﻴَﺎﺭُﻛُﻢْ ﻭَﺧِﻴَﺎﺭُ ﺃَﺋِﻤَّﺘِﻜُﻢُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺗُﺤِﺒُّﻮﻧَﻬُﻢْ ﻭَﻳُﺤِﺒُّﻮﻧَﻜُﻢْ ، ﻭَﺗُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻭَﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ، ﻭَﺷِﺮَﺍﺭُﻛُﻢْ ﻭَﺷِﺮَﺍﺭُ ﺃَﺋِﻤَّﺘِﻜُﻢُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺗَﻠْﻌَﻨُﻮﻧَﻬُﻢْ
ﻭَﻳَﻠْﻌَﻨُﻮﻧَﻜُﻢْ ، ﻭَﺗُﺒْﻐِﻀُﻮﻧَﻬُﻢْ ﻭَﻳُﺒْﻐِﻀُﻮﻧَﻜُﻢْ . ‏)

ﺍﺳﺘﻐﻔﺮﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ .

ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ

ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ‏( ﻭَﻟْﺘَﻜُﻦْ ﻣِﻨْﻜُﻢْ ﺃُﻣَّﺔٌ ﻳَﺪْﻋُﻮﻥَ ﺇِﻟَﻰ
ﺍﻟْﺨَﻴْﺮِ ﻭَﻳَﺄْﻣُﺮُﻭﻥَ ﺑِﺎﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻭَﻳَﻨْﻬَﻮْﻥَ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﻤُﻨْﻜَﺮِ
ﻭَﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻤُﻔْﻠِﺤُﻮﻥَ‏) ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻲ
ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ: ‏(ﺍﻓﻀﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻛﻠﻤﺔ
ﺣﺚ ﻋﻨﺪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺟﺎﺋﺮ‏) .
ﺍﺣﺒﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ:
عندما جاء النظام الحالي بانقلابه في يونيو 1989علي النظام الديمقراطى قال : أنه جاء لتطبيق الشريعة وأنه جاء ليحسم قضية الحرب في الجنوب في اقل من عام، وأنه سيوقف التدهور الاقتصادي وقال رئيس اللجنة الاقتصاديه وقتها السيد صلاح كرار لولا مجيئ الانقاذ لوصل الدولار عشرون جنيها وقال انه جاء ليحافظ علي تراب السودان ووحدته وقد رفع النظام شعارات كثيرة ،منها ، ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ، وفي سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء لالدنيا قد عملنا، بالشعارات المرفوعة تزعم انها تنطلق من الاسلام؟فماهو التقييم الشرعي لأداء النظام؟؟خلال هذه الفترة التي قاربت الثلاث عقود والتي ظل منفردا فيهابحكم السودان؟
إجابة علي ذلك نقول:
اولا : شرعية الحكم في الاسلام تقوم علي الشوري ورضا المحكومين والاختيار الحر من قبلهم، والحاكم في الاسلام خادما للشعب وليس متسلطا عليه قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب من بائع رجلا من غير مشورة فلا يتابع هو ولا الذي بايعه، فنظام الانقاذ خالف هذا كله ولذلك شوه صورة الحكم في الاسلام.
ثانيا : الحرب لم تتوقف بل اتسعت رقعتها حتي صارت هي الأصل فانفصل الجنوب واشتعلت الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ، وأجزاء كثيرة من تراب الوطن محتلة اليوم كالفشقة وحلايب ، فأين ماوعدت به الانقاذ؟.
ثالثا : الشريعة عدل كلها ورحمة وحكمة كلها ومصلحة كلها، واما الذي مورس في السودان فيتناقض مع هذه المقاصد التي جاء الاسلام لتحقيقها فالقسوة حلت محل الرحمة والظلم تربع علي ارض السودان والعبث حل محل الحكمة والفساد ازكم النفوس وانتهاكت كرامة الانسان، فقهر الناس والتضييق علي حرياتهم وحرمانهم من العلاج والسكن المريح والغذاء الصحي والتعليم وحرمانهم من حقوقهم السياسية في اختيار من يحكمهم كل ذالك يعتبر انتهاكا لكرامة الانسان ومخالفة للشريعة الاسلامية.
رابعا : الإصلاح الإقتصادي الذي وعدبه النظام تحقق نقيضه فالمعيشة أصبحت ضنكا والغالبية العظمي من السودانيين يعيشون تحت خط الفقر وقلة استأثرت بالثروة من منسوبي النظام ومحاسيبه والزاعة أهملت والمشاريع الحيوية دمرت وأصبحت الحياة جحيما لايطاق، هذه هي المبرارات التي صاغها علي انقلابه علي النظام الديمقراطى وكما هو معلوم فإن الانقاذ لم تحقق واحدة مما رفعت من شعارات بل حققت نغيضها فلم تحافظ علي الوطن لاوحدة ولاسيادة، ولم يتحسن الاقتصاد والشاهد علي ذالك عندما جاءت كان سعر الدور12ج واليوم تجاوز ال 30ج !!!!!
احبابي في الله
لقد زادت ميزانية 2018 الطين بله وكان من الطبيعي ان يعبر المواطنون عن رفضهم لهذه الميزانية التي ضاعفت بعض أسعار المواد مئات المرات وزادت معاناة المواطن، لقد خرج اهل السودان في هذا الاسبوع بجميع أحزابهم ومنظمات المجتمع المدني في مسيرات ووقفات احتجاجيه رفضا لهذه الميزانيةولجميع السياسات السلبيه التي تدار بها الدولة ، وتطلعا الي حكم راشد تسود فيه الكرامة والعدل والحرية، خروجوا مرددين لمتين نعيش بالدين ؟ سلمية سلمية ضد الحرامية، وهذا الذي قاموا به حق مشروع شرعا ودستورا وقانونا واخلاقا. ولكن للاسف النظام قابل ذالك بالعنف المفرط والغاز المسيل للدموع والاعتقالات التي شملت بعض قادة حزب الأمة ومنهم الاستاذ محمد عبدالله الدومه نائب ريس حزب الأمة والأستاذة سارة نقدالله الأمينة العامة لحزب الامة والدكتور إبراهيم الأمين القيادي بحزب الامة القومي والحبيب صديق الامام الصادق عضو المكتب السياسي والحبيب محمد صالح مجذوب والحبيب عروة الصادق والحبيب يوسف الشنبلي
– مأمون محمد إبراهيم
-ابوعبيدة ياسر خليفة المهدي
.وائل فتح الرحمن
-صلاح بشير (صلاح ركب)
– الصادق محمد احمد
وأخرون من كياننا والقوي السياسية السودانية ، إزاء ذالك نقول :
اولا : اننا ندين ونستنكر ماقام ب النظام من عنف مفرط واعتقال للمحتجين
ثانيا : اننا نطالب باطلاق سراح جميع المعتقلين.
ثالثا : نقول من الطبيعي ان يعبر المواطنون عن رفضهم لهذه السياسات التي تؤثر علي معاشهم وتعليم أبناءهم وصحتهم وهذا امر مشروع يكفله الاسلام والدستور بل ان الناس اذا تقاعسوا عن ذاك سوف يحاسبهم الله ففي الأثر من رأي منكم منكرا فليغره بيده فإن لم يستطع فبلسانه الخ—) فتغيرالمنكر واجب شرعا والمنكر ليس محصورا في شرب الخمر ولعب القمار فحسب وانما يشمل كلما انكره الشرع فالاستبد منكر ومصادرة الحريات منكر وانتهاك الكرامة منكرو الفساد المالي والمحسوبية والمحاباة منكر،، لذا فالمسيرات السلمية والوقفات الاحتجاجية تعتبر من وسائل التغيير باللسان الذي اقره الاسلام وشجع عليه فالاسلام يعتبر القعود عن مناصرة حق الحرية والكرامة ومدافعة الظلم والاستبداد سبيلا لاختلال نظام الحياة وانقراض الامم واندثار القيم وجلب اللعنة فالنبي صلي ألله عليه وسلم يقول ان الناس اذا رؤوا الظلم ولم ياخذوا علي يديه اوشك ان يعمهم الله بعقاب منه ) ، فالسكوت علي الظلم والتستر عليه واشاعة تبريرا عمال الظالمين يعد مشاركة في الظلم هذا من الناحية الاسلامية. اما الجانب القانوني فاننا نجد ان المواثيق الدولية والدستور السوداني والقوانين قد كفلت حق التظاهر “كما ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﺍﺛﻴﻖ
ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻟﻌﺎﻡ 2005ﻡ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻪ ﺑﻤﻮﺟﺐ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 1 ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ ﻟﻌﺎﻡ 2005ﻡ ?
ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺗﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ ﺑﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺣﺮﻳﺎﺗﻪ ﺍﻻﺳﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻛﻔﻞ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ‏( ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻥ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‏) ، ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ
ﻭﺗﻌﻬﺪﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ ﻭﺿﻤﺎﻧﻬﺎ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﻭﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺄﻻ ﺗﺼﺎﺩﺭ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻀﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺃﻭ ﺗﻨﻘﺺ ﻣﻨﻬﺎ. ﻭﻧﺼﺖ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 48 ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺼﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺍﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻭﺗﺤﻤﻴﻬﺎ ﻭﺗﻄﺒﻘﻬﺎ، ﻟﻬﺬﺍ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ ﺣﻖ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﻳﻜﻔﻠﻪ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻭﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻥ ﺗﺤﻤﻲ
ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻟﻴﻌﺒﺮﻭﺍ ﻋﻦ ﺁﺭﺍﺋﻬﻢ ﺑﻜﻞ ﺣﺮﻳﺔ ﺑﻞ
ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻨﺺ
ﻗﺎﻧﻮﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 9 ﻋﻠﻲ ﺍﻵﺗﻲ :
ﺗﺨﺘﺺ ﺍﻟﻤﻔﻮﺿﻴﺔ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﻬﺎ ﻭﻧﺸﺮﻫﺎ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ .ﻭﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺣﺮﻳﺎﺗﻪ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺳﻴﺎﺩﺓ حكم ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺼﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ 4‏( ﺃ‏ ) ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﺘﻲ ﺃُﺳسﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻲ . ﻣﻦ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺘﻀﺢ ﺑﺠﻼﺀ ﺃﻥ ماقام به المواطنون من مسيرات سلمية ووقفات امر مشروع شرعاودستوراوقان​ونا وان ما مورس عليهم من عنف مفرط واعتقال امر مخالف للاسلام والدستور والمواثيق الدولية. ولذا فاننا نطالب جميع الحقوقين بمافيهم الجهات العدلية بالدولة والمؤسسات المختصة محليا واقليما ودوليا التحيقيق في ماحدث وانصاف كل من تعرض للظلم ،ونقول ان هناك بعض الاصوات تتحدث عن ان هذه الاوضاع التي يمربها الوطن هي قدر وامتحان وما علي الناس الا الصبر نقول هذا كلام غير صحيح وهو اما صادر عن اناس منتفعون او اناس يجهلون مقاصد هذا الدين وحقائقه فالقدر يحدث بعد ان يأخذ الناس بالاسباب وما يحدث اليوم ماهو إلا نتيجة لتلك الاخطاء والسياسات التي انتهجها النظام منذ مجيئه فأهمال الزراعة والترهل الإداري خطأ بشري وانفصال الجنوب خطأ بشري. والفساد زالمحسوبية خطأ بشري ومعاداة الأسرة الدولية خطأ بشري قال تعالي :( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) ونقول لمن ينتهكون كرامة الناس أو يؤيدون ذالك اعلموا أن ذالك أفظع من تكسير الكعبة حجرا حجرا وانكم إذا افلتم من المحاسبة في الدنيا فلن تفلتوا من العدالة الإلهية سيأتي يوم لن تجدو فيه من يحميكم يوم يقول فيه المولي لمن الملك اليوم؟ فيجيب نفسه سبحانه لله الواحد القهار : يوم يقول فيه سبحانه ؛(
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُواحَاصِرّاً وَلَا يَظْلِمْ ربك احدا ) وعلي الذين يحكمون البلاد ان يحاسبو أنفسهم لينظروا مدي الخراب ألذ ي حل بالوطن بسبب أخطائهم نقول لهم اتركوا اهل السودان ليقرروا مصيرهم بدون سفك دماء وبدون عداء مع الاخر. فأغلبية اهل السودان يتطلعون اليوم الي تغيير يعود عليهم بالأمن والاستقرار والحرية والكرامة الانسانية ولاشك ان التغيير فيه رحمة فقد رفع شعاره في وجه امير المؤمنين عمر بن الخطاب، لقدسمع امرءة تقول يارب عمر تزيل عمر فقال لها هل ظلمك عمر؟ قالت لا ولكن التغيير فيه رحمة فقال عمر مرددا معها يارب عمر تزيل عمر. نسأل الله ان يجعل لبلادنا فرجا يعيد لها السلام وإلامن والاستقرار والحرية والكرامة. والعيش الهنيئ ويرفع الضيم عن اهلها .قال تعالي( انا لله وانااليه راجعون )تنعي هيئة شؤون الأنصار الحبيب الأنصاري محمد صالح رئيس لجنة خلوة الشرفية بالقماير لقد كان الفقيد انصاريا ملتزما مظهرا ومخبر حافظا لمنشوات مهدي الله وعاملا بها اتقيا ورعا زاهدا كريما كان من الموطئين اكنافا الذين يالفون ويؤلفون كان حمامة بهذالمسجد توفي بدولة المغرب ودفن بالدار البيضاء.

تعليق واحد

  1. الأنصار ماذا فعلو للسودان البلد والمواطن قبل الانقاذ يأخوانا إتقوا الله وارجعو للة ربنا يهدينا ويهديكم

  2. لا أدري لماذا يصر الكثيرون على أن الدولار لم يرتفع إلى 12 جنيه بل إلى 30 جنيه؟ يا سادة يا كرام سعر الدلار ارتفع إلى 30000جنيه!!!

  3. الأنصار ماذا فعلو للسودان البلد والمواطن قبل الانقاذ يأخوانا إتقوا الله وارجعو للة ربنا يهدينا ويهديكم

  4. لا أدري لماذا يصر الكثيرون على أن الدولار لم يرتفع إلى 12 جنيه بل إلى 30 جنيه؟ يا سادة يا كرام سعر الدلار ارتفع إلى 30000جنيه!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..