محاولة لفهم مبسط لمسألة الجبر و الأختيار بموجب القرآن الكريم (2/3)

محاولة لفهم مبسط لمسألة الجبر و الأختيار بموجب القرآن الكريم (2/3)

في هذا المقال سأتطرق لاراء المدارس الفكرية الاسلامية الرئيسية في مسألة الجبر و الاختيار , علي أن أوضح فهمي الخاص المبسط لهذه المسألة في المقال القادم والاخير من هذه السلسلة , إن شاء الله .
مثلهم مثل أقرانهم من أهل الكتاب: اليهود و النصاري , بلور فقهاء الاسلام عدة أراء حول القدر, يمكن تلخيصها في آراء ثلاثة:

فهناك من قال بجبرية مطلقة , وهناك من قال بأن الله يعطي الانسان حرية مطقلة في “صنع/ خلق أفعاله ” وهؤلا هم المعتزلة . ثم هناك من التزموا بأمر بين الامرين في الاجابة علي السؤال ” من يخلق أفعال الانسان؟ هل هو الله أم هو الانسان؟” وأهم هؤلاء هم اصحاب العقيدتين الواسطية (أبن تيمية ) والاشعرية (ابي الحسن الاشعري) من أهل السنة , و اتباع المذهب الامامي الاثني عشري من الشيعة .

لم أعثر علي كتابات فقهية مفصلة تؤطر لمذهب الجبرية في الاسلام , عكس ماهو الحال بمن يؤمن بحرية الانسان او بطريق وسط بين الجبر و الاختيار . هنالك أشارات في كتب التاريخ تدل علي أن بنو أمية كانوا يشجعون الناس علي الايمان بالجبرية المطلقة , فهنالك حوار ينسب ل معبد الجهني و الحسن البصري حيث سأل معبد الحسن وقال له : يا أبا سعيد هؤلاء الملوك يسفكون دماء المؤمنين ويأخذون أموالهم ويقولون ” إنما تجري أعمالنا على قدر الله” ورد الحسن البصري قائلاً : كذب أعداء الله ..

و معبد الجهني هو صاحب القول المشهور في الرد عي بني أمية في قولهم بالجبر :” لا قدر والأمر أنف ” , اي أن مايرتكبه بنو أمية من مظالم , لادخل للقدر بها , بل هي تجري بالاكراه و بالقوة رغم أنف المسلمين . قيل أنه تم أحضار معبد الجهني مقيدا للحجاج بن يوسف , سفاح الامويين, فقال له الحجاج متهكما: (يا معبد أليس قيدك بقضاء الله ؟) فقال له : “يا حجاج ما رأيت أحداً قيدني غيرك ، فأطلق قيدي فإن أدخله قضاء الله رضيت به ” .

العجيب أن نفس القول بالقدر الذي قاله الامويون كان قد احتج به في السابق آبائهم من القرشيين , وذلك بنص اﻵية الكريمة التالية: ” وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَٰلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ : النحل 35 .”
ربما يندهش كثير من المثقفين السودانيين لو علموا أن الاستاذ محمود محمد طه مؤسس الفكر الجمهوري , هو ممن قالوا بالتسيير لمعظم البشر عدا خاصة الخاصة (الذين علموا اسرار الربوبة! حسب زعمه) ففي كتابه “القران و مصطفى محمود والفهم العصرى” يقول:
“هل الإنسان مخير؟؟ أم هل هو مسير؟؟ هو مسير إلى التخيير .. هو مسير فيما يجهل، ليكون التسيير وسيلته إلى العلم، حيث، بفضل الله، ثم بفضل العلم، يصبح مخيرا ..
بإيجاز!! هو مسير إذا جهل ، مخير إذا علم .. وأي علم هذا الذي يجعل المسير مخيرا؟؟ هو العلم بأسرار الربوبية، في مستوى حق اليقين، حيث يتم التأدب، مع الربوبية، بالأدب الواجب لها على العبودية ? حيث يتم السير خلف الربوبية، لا أمامها، فإنه بذلك يتم حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة ? ومن كان حسن التصرف في الحرية الفردية المطلقة لا يقع منه ما يوجب مصادرة حريته، فإنه ما على المحسنين من سبيل ”

يقول المعتزلة (و يسمون أنفسهم أهل العدل) علي لسان أحد أهم فقهائهم وهو القاضي عبدالجباربن أحمد -المتوفي في عام 1025- في كتابه “شرح الاصول الخمسة للمعتزلة”: (اتفق كل أهل العدل على أن أفعال العباد من تصرفهم وقيامهم وقعودهم حادثة من جهتهم، وأن الله عز وجل أقدرهم على ذلك، ولا فاعل لها، ولا محدث سواهم، وأن من قال أن الله سبحانه خالقها ومحدثها، فقد عظم خطؤه، وأحالوا حدوث فعل من فاعلين )

وهم , اي المعتزلة لاينكرون علم الله الازلي بأفعال العباد و لاينكرون قدرته بل يقول مؤسس مذهبهم واصل بن عطاء: “…. العبد فاعل للخير والشر… والرب تعالى أقدره على ذلك كله…” .و لديهم حجج كثيرة يحاولون بها اثبات صحة معتقدهم , ومن ذلك قولهم:
? بأن كل ماصنعه الله هو متقن الصنع ” صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ … الآية [النمل: 88]. قال تعالى: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ … الآية [السجدة: 7].
? بينما اعمال الانسان غير متقنة كلها , لذا فلا يجوز أن يكون الله خالقا لها . يقول القاضي عبدالجبار: “وأحد ما يدل على أنه تعالى لا يجوز أن يكون خالقاً لأفعال العباد؛ هو أن في أفعال العباد ما هو ظلم وجور، فلو كان تعالى خالقاً لها؛ لوجب أن يكون ظالماً جائراً تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً” .
? العدل الالهي هو من أهم أصول المعتزلة و بموجبه يقولون بأن الله لايخلق أفعال الانسان ثم يعاقبه عليها لأن ذلك يكون ذلك جورا ! والله تعالى عادل لا يجور .
? لو كان فعل الانسان مخلوق من الله فلماذا يحض الله الانسان علي فعل الخير و يحذره من فعل الشر و الظلم أو كما قال القاضي عبدالجبار “لو كان تعالى هو الخالق لفعلهم؛ لوجب أن لا يستحقوا الذم على قبيحه، والمدح على حسنه؛ لأن استحقاق الذم والمدح على فعل الغير لا يصح”
? ومن ادلتهم علي خلق الانسان لافعاله , قولهم ان الانسان (غير المريض) ان اراد أن يقوم سيقوم وان أراد ان يرقد فسيرقد وهكذا هو يفعل “فإذا حصلت أفعاله على حسب قصده ومقتضى إرادته، دل على أن أفعاله خلق له وفعل له ”

في منزلة بين منزلتي الجبرية المطلقة و الاختيار يقف معظم فقهاء المسلمين من أهل السنة (أشاعرة و سلفيون) والشيعة الامامية .

كان ابوالحسن الاشعري, معتزليا في بداياته ثم أنفصل عن المعتزلة لاحقا وكون ماعرف بالفكر الاشعري , الا أن مدرسته الفكرية تأثرت كثيرا بفكر المعتزله الذي يعول كثيرا علي منطق علم الكلام مقارنة بمدرسة السلفيين النقلية و التي تعتمد اساسا علي النص . اختلف الاشاعرة مع المعتزلة في رفضهم لما يقوله المعتزلة من أن الله يسمح للأنسان بأن يخلق أفعاله . وقالوا بدلا من ذلك بمبدأ “الكسب” , اي أن الانسان لايخلق أفعاله ولكنه يكتسبها.

نظرية الكسب معقدة بعض الشيئ لذا كان خصوم الاشاعرة يتندرون عليهم بوصفهم للشيئ الغامض بأنه: “أخفي من كسب الأشعري” . يقول الاشاعرة بأختصار بأن الله هو خالق كل شيئ , ولكن ليس من الضرورة أن ينسب ماخلقه الله لوصف الذات الالهية به . مثلا فان الله قد خلق “الحركة” ولكن لايجوز وصفه سبحانه بأنه متحرك , وذلك لأنه خلق “الحركة” لغيره . وعندما يتحرك الانسان فانه يكتسب فعل الحركة و لايخلقه أي أن قدرة الله مهمتها خلق الفعل وقدرة الانسان ليس لها تأثير في خلق الفعل ولكنها كاسبة له.

وقد لخص الفخر الرازي معنى الكسب بقوله: (في الكسب قولان: أحدهما أن الله تعالى أجرى عادته بأن العبد إذا صمم العزم على الطاعة فإنه تعالى يخلقها، ومتى صمم العزم على المعصية فإنه يخلقها. وعلى هذا التقدير يكون العبد كالموجد، وإن لم يكن موجداً… وثانيهما أن ذات الفعل وإن حصلت بقدرة الله تعالى ولكن كونها طاعة ومعصية صفات تحصل لها وهي واقعة بقدرة العبد)

بقولهم بالكسب يستندون علي أيات قرانية عدة منها:
(وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)
( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)
(وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)
( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
( فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ)

من فقهاء الاشعرية المشهورين الغزالي و الرازي . و في العصر الحديث يمثل معظم فقهاء جامعتي الازهر , و الزيتونة هذه المدرسة الفكرية الاسلامية العريقة.

لم يدلق السلفيون حبرا كثييرا , مثل الاشاعرة و المعتزلة , في تقعيدهم لاراءهم حول القدر . الا ان بعض أهم فقهاء السلفيين , مثل ابن تيمية و تلميذه ابن القيم قد كتبا في هذا الأمر . يلخص راشد الغنوشي في كتابه “القدر عند ابن تيمية” ماكتبه ابن تيمية بقوله أن رأي ابن تيمية في مسألة القدر، اقرب الى رأي المعتزلة في اثبات حرية الانسان وان اخذ علي المعتزلة جرأتهم على الله.) – ربما في قولهم بأن العبد يخلق أفعاله.)

في كتابه “طريق الهجرتين وباب السعادتين” يقول ابن القيم :”فإن محبة الله للشيء ورضاه به، إنما يعلم بأمره به على لسان رسوله، لا بمجرد خلقه. فإنه خلق إبليس وجنوده- وهم أعداؤه- وهو سبحانه يبغضهم ويلعنهم وهم خلقه.. فهكذا في الأفعال. خلق خيرها وشرها وهو يحبّ خيرها ويأمر به ويثيب عليه. ويبغض شرها وينهى عنه ويعاقب عليه. وكلاهما خلقه. ولله الحكمة البالغة التامة في خلقه ما يبغضه ويكرهه” ”

أما الشيعة الامامية فان موقفهم من القدر يلخصونه في قول اﻷمام الصادق: “لاجبر ولا اختيار ولكن أمر بين الامرين” . وقد فصل هذا الموقف السيد الخوئي في كتابه ” البيان في تفسير القرآن” بقوله: “لنفرض إنسانا كانت يده شلاء لا يستطيع تحريكها بنفسه، وقد استطاع الطبيب أن يوجد فيها حركة إرادية وقتية بواسطة قوة الكهرباء، بحيث أصبح الرجل يستطيع تحريك يده بنفسه متى وصلها الطبيب بسلك الكهرباء، وإذا انفصلت عن مصدر القوة لم يمكنه تحريكها أصلا، فإذا وصل الطبيب هذه اليد المريضة بالسلك للتجربة مثلا، وابتدأ ذلك الرجل المريض بتحريك يده، ومباشرة الأعمال بها – والطبيب يمده بالقوة في كل آن – فلا شبهة في أن تحريك الرجل ليده في هذه الحال من الامر بين الامرين، فلا يستند إلى الرجل مستقلا، لأنه موقوف على إيصال القوة إلى يده، وقد فرضنا أنها بفعل الطبيب ولا يستند إلى الطبيب مستقلا، لان التحريك قد أصدره الرجل بإرادته، فالفاعل لم يجبر على فعله لأنه مريد، ولم يفوض إليه الفعل بجميع مبادئه، لان المدد من غيره، والافعال الصادرة من الفاعلين المختارين كلها من هذا النوع. فالفعل صادر بمشيئة العبد ولا يشاء العبد شيئا إلا بمشيئة الله. والآيات القرآنية كلها تشير إلى هذا الغرض، فهي تبطل الجبر – الذي يقول به أكثر العامة – لأنها تثبت الاختيار، وتبطل التفويض المحض – الذي يقول به بعضهم – لأنها تسند الفعل إلى الله”

إنتهي المقال الثاني و سيليه المقال الثالث والأخير إن شاء الله .

حسين عبدالجليل
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. معضلة التخيير والتسيير لدى المتدينين، وليس المسلمين- تكمن في هذا التسلسل الإفتراضي:
    1. الله كلي العلم والقدرة.
    2. الله خالق موجود وفاعل كل فعل.
    3. الله سيحاسب العباد على أفعالهم يوم القيامة.
    وهنا تبرز المعضلة: إذا كان الله هو”1 و 2″ فكيف يحاسيني على أفعال هو جعلني أفعلها. أما إذا كنت أنا من فعلت ما فعلت وأوجدت ما أوجدت “ولو بأضعف مقدارا” فإن الله ليس 1 و ليس 2.
    أما الكسب وما شاكله فهي ألاعيب لغوية وفلسفية تبناها كل المسلمين ما بعد المعتزلة للهرب من التناقض السابق أو من “الجرأة على الله” ففي نهاية شوط المنطق الديني أما أن يسقط المنطق والعقل والعدل وتصدق حبوبتي وهي تردد “مخير الله” أو يفسح الله فسحة للعباد ليتولوا هم المسؤولية عن أفعالهم.

  2. معضلة التخيير والتسيير لدى المتدينين، وليس المسلمين- تكمن في هذا التسلسل الإفتراضي:
    1. الله كلي العلم والقدرة.
    2. الله خالق موجود وفاعل كل فعل.
    3. الله سيحاسب العباد على أفعالهم يوم القيامة.
    وهنا تبرز المعضلة: إذا كان الله هو”1 و 2″ فكيف يحاسيني على أفعال هو جعلني أفعلها. أما إذا كنت أنا من فعلت ما فعلت وأوجدت ما أوجدت “ولو بأضعف مقدارا” فإن الله ليس 1 و ليس 2.
    أما الكسب وما شاكله فهي ألاعيب لغوية وفلسفية تبناها كل المسلمين ما بعد المعتزلة للهرب من التناقض السابق أو من “الجرأة على الله” ففي نهاية شوط المنطق الديني أما أن يسقط المنطق والعقل والعدل وتصدق حبوبتي وهي تردد “مخير الله” أو يفسح الله فسحة للعباد ليتولوا هم المسؤولية عن أفعالهم.

  3. جوهر الاشكال بين العقل والنقل هو (هل الانسان مسير ام مخير فى افعاله)
    والتى ينتج عنها معضلة شديدة التعقيد عند ادخال مسالة الجبرية والتخير فى الاتىالمدخلات المشية الالهية والمخرجات العدالة الالهية
    وعند اخذلك لمبدأ التسير تجد ان المخرجات لاتتوافق عقيا معها وان توافقت مع العقدى
    وعند اخذ مبدأ التخير تجد ان المخرجات تتوافق مع العقدى وتختلف مع العقلى
    وللخروج من ذلك يستلزم ان نخرج من الافكار التى تانسن الخالق (علا شانه)بان
    نضع فيه الصفات الانسانية بتصورنا القاصر له جعلناه كانفسنا -يكره ويحب ويغضب وينفعل ويحابى مجموعة من خلقه ويفضلها على الجزء الاخر
    الله عز وجل اكبر من كل ذلك ولعدم اعترافنا بقصور عقولنا لتصور ذاته وافعاله
    لذا لو نظرنا لخلقه عرفنا افعاله وخلق لهذا الكون نواميس ثابته ازليه احيانا بالعلم ندرك جزء منها ولايعنى عدم معرفتنا بها انها غير موجودة وفى اطار النواميس العامة هذة نحن مسيرون لاننا لانعرف كيف خلقنا الله ولماذا اوجدنا على الارض وليس المريخ مثلا ولم نختار والدينا انما جينا بمشيئته التى لايدرك كنها الا هو
    ولكن مع ذلك خلق لنا عقول وزودنا بمعرفة اولية او قل ادراك واحاسيس فطرية تعلمنا كيف نعيش فى الحياة ونتفادى الاخطار وفى هذا تركنا لنستخدمها لنهنأ بحياتنا عمل كل ذلك معنا وكذلك كل مخلوقاته الاخرى من حيوان وطير
    ولكننا نحن نحب الفسطسفطة واللغو الكثير الدجاجة اول ولا البيضة
    ودمت

  4. ( لم أعثر على كتابات فقهية مفصلة تؤطر لمذهب الجبرية فى الاسلام )الا تعتبر ما أورده الاستاذ محمود محمد طه فى كتابه (القران ومصطفى محمود والفهم العصرى ) كتابات فقهية مفصلة تؤطر لمذهب الجبرية وأنت تورد نص واحد فقط للاستاذ عن الجبر والاختيار بينما كتب الاستاذ( فصل كامل) عن الجبر والاختيار تحت العناوين التالية :-
    مسير أم مخير
    النظرة العلمية
    النظرة الدينية
    الانسان مسيرا وليس مخيرا – الانسان بين التسير والحرية
    القدر وسر القدر
    الا تعتبر هذه الكتابات (المفصلة)كتابات فقهية أم تعتبر ان الاستاذ ليس بفقيه ولا يحق له الاجتهاد ؟؟ وقد استند الاستاذ فى موقفه الذى يقول بالتسير على الايات والاحاديث التالية :-
    1/ أية( هو الذى يسيركم فى البر والبحر )
    2/ أية (لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون الا أن يشاء الله رب العالمين )
    3/ حديث( لا يدخل أحدكم بعمله الجنة )
    4 حديث ( من أمن فقد امن بقضاء وقدر ومن كفر فقد كفر بقضاء وقدر رفعت الاقلام وجفت الصحف )
    5/ أية ( انك لن تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء )
    6/ اية ( ان الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات )
    والاستاذ هو الوحيد من دعاة الجبر الذى فك التعارض بين التسير والحرية (راجع فقرة الانسان بين التسير والحرية من كتاب القران ومصطفى محمود والفهم العصرى )كما أن دعاة الاختيار لا يوردون الايات والاحاديث المذكورة أعلاه لانها تصادم مذهبهم فى التخير
    ملحوظة / كتاب القران ومصطفى محمود موجود على موقع الفكرة الجمهورية بالانترنت alfikra.org

  5. المسألة كالآتي:
    الخالق عز وجل كلي العلم والقدرة احاط بهما خلقه قبل خلقه
    الخالق عز. وجل زود كل فرد. ولد سليما بعقل تمييزا له من باقي الحيوانات لكي يميز الأشياء ويتعامل معها بمعرفة مزاياها ومضارها له وكيفيةالانتفاع بها بالجمادات التي وضعها للأنام
    الله تعالى اعطى العقل وبالتالي المعرفة لكي يتحمل الانسان مسئولية أفعاله الاختيارية بارادته الحرة المستنيرة بعقله
    الحق عز وجل فعلا منح الانسان حرية اختيار. افعاله وهو اي الشخص لا يختار الا ما يقدر عليه بدنيا وعقليا ويترك مرغما ما لا بقدر عليه وان ظل مريدا له وفي نفسه شي من حتى
    وعدم القدرة هذا أمر شخصي فقد يستطيع شخص آخر فعل ما لا يقدر عليه غيره بدنيا كان ام دهائيا او بعاونيا مع آخرين والمهم القدرات تختلف.فرد لاخر
    مقدرة الانسان على فعل اشياء امر مسلم به ولا جدال فيه حتى انه يفرح بنجاحه فيه ويشعر بالخيبة من فشله فيه وكمان يندم ان اكتشف خطأه فيما فعل وسيان في حالتي الخيبة والندم فإنه يلوم فقط نفسه ومن فشله او حرضه من غيره من البشر ولا يلقي ابدا باللائمة على المشيئة الالهية كما يعلم كل منا هذا
    غير أن المشيئة الالهية تستطيع ان تتدخل في اي وقت لتمنع تحقيق العمل الذي يريده الفرد وذلك اما بسلب قدرته على الفعل او خلق ظرف يحول بين المرء وتحقيق مراده كأن يعترضه شي أو لا يتمكن من الوصول لهدفه واهم من ذلك كله فان المشيئة الالهية قد تكون في حماية الطرف الآخر بالتقدير مسبقا ان لا يصيبه شي من شخص وهنا لا تعارض لان المشيئة هنا لم تسلب ارادة الذي اراد باخيه سوءا وانما فقط كان مقدرا لديها الا يصاب دلك الشخص باي سوء من اي احد. وكذلك الأهم هذا كله ان المشيئة لا تأمر أو تكره الشخص غير المريد لفعل أن يفعله رغما عنه ولا العكس متصور الا ان يقول الشخص المريد للفعل السيئ ان الله هداني فترددت او رجعت او غيرت رأي في الموضوع دغم قناعته الداخلية انه ما زال في امكانه فعله
    اذن وكما قلت في تعليق سابق ان كان هناك تدخل من المشيئة الالهية في اعمال البشر المختارة يكون فقط بسلب القدرة على انفاذ ارادتهم لهذه الأفعال مع بقاء ارادتهم المتجهة للسعي لتحقيقها متى تمكنوا من ذلك فارادتهم باقية لديهم ولم تسلبها المشيئة منهم ومن ثم فهم لا يزالون متمتعين بحرية الاختيار وان لم يستطيعوا تحقيق ما اختاروا نتيجة عدم توفر القدرة الشخصية لذلك او تدخل العناية الالهية لحماية الطرف الآخر مما اراد به من اراد السوء

  6. الخلاصة كالآتي:
    المشيئة الالهية مطلقة وقدرتها مطلقة اي ان الحق عز وجل قدرته مطلقة في تنفيذ مشيئته المطلقة ولا يتصور أن يعترضها أو يعوقها أي عارض والمشيئة البشرية محدودة بقدرة الفرد على انفاذها وقدرة البشر جميعا محدودة ولا يوجد شخص او مجموعة او دولة لها قدرة مطلقة على تنفيذ اجندتها لأن المشيئة البشرية علاوة على محدوديتها فهي تعتريها العوارض والحوادث التي تحدثها مشيئة ذات قوة مطلقة واكبر من مشيئة وقدرة البشر جميعا وعليه فان مشيئة البشرمحدودة بقدرة الفرد او المجموعة منهم وهي بالضرورة قدرة محدودة بالمقارنة وبوجود القدرة الالهية المطلقة التي تحدث الحوادث التي قد تعترض القدرة البشرية على تنفيذ مشيئاتها الفردية أو الجمعية وكذلك المشيئة كما هي محدودة بقدرتها على النفاذ فهي محدودة في ذاتها بالعلم او العقل أ ي المعرفة فمشيئة كل فرد تكون في حدود معرفته بينما الله علمه كلي ومطلق غير محدود ويعلم مسبقا ما يستطيع الانسان ان يشاء وما يستطيع انفاذه من مشيئته المحدودة بقدرته الفردية أو الجماعية وماهو مقدر من حوادث وعوارض ستعترض فعله وهو اي الفرد لا يعلم مسبقا حين عقد العزم على الفعل ما قد تعتريه هو في نفسه او تحول بينه.وبين فعله من حوادث وعوارض مع بقاء مشيئته في نفسه والتي قد تضحى مع هذه امكانية العوارض التي لا يعلمها مجرد احلام يقظة غير مقدر لها النفاذ ولذلك فالمؤمن بالمشيئة الالهية المطلقة يتوقع مسبقا امكانية حدوث العوارض وتوقعه لا يفيد في درئها الا أن يدعو ربه ان يمكنه وهذا ليس معناه أن يتدخل في مشيئتة الشخصية وانما ليدرء الكوارث التي قد تعترض سبيل تحقيقها بإزالتها وشل قدرتها مثل عارض النظام الوثني الكارثي الذي يقف في طريق آمال الجماهير نحو الحرية والكرامة الانسانية فإن أعاننا الله عليه فذلك لا ينفي إرادتنا لإسقاطه (الشعب يريد اسقاط النظام) ولا ينفي حقيقة وجود هذه الارادة حتى وإن لم يسقط النظام.

  7. جوهر الاشكال بين العقل والنقل هو (هل الانسان مسير ام مخير فى افعاله)
    والتى ينتج عنها معضلة شديدة التعقيد عند ادخال مسالة الجبرية والتخير فى الاتىالمدخلات المشية الالهية والمخرجات العدالة الالهية
    وعند اخذلك لمبدأ التسير تجد ان المخرجات لاتتوافق عقيا معها وان توافقت مع العقدى
    وعند اخذ مبدأ التخير تجد ان المخرجات تتوافق مع العقدى وتختلف مع العقلى
    وللخروج من ذلك يستلزم ان نخرج من الافكار التى تانسن الخالق (علا شانه)بان
    نضع فيه الصفات الانسانية بتصورنا القاصر له جعلناه كانفسنا -يكره ويحب ويغضب وينفعل ويحابى مجموعة من خلقه ويفضلها على الجزء الاخر
    الله عز وجل اكبر من كل ذلك ولعدم اعترافنا بقصور عقولنا لتصور ذاته وافعاله
    لذا لو نظرنا لخلقه عرفنا افعاله وخلق لهذا الكون نواميس ثابته ازليه احيانا بالعلم ندرك جزء منها ولايعنى عدم معرفتنا بها انها غير موجودة وفى اطار النواميس العامة هذة نحن مسيرون لاننا لانعرف كيف خلقنا الله ولماذا اوجدنا على الارض وليس المريخ مثلا ولم نختار والدينا انما جينا بمشيئته التى لايدرك كنها الا هو
    ولكن مع ذلك خلق لنا عقول وزودنا بمعرفة اولية او قل ادراك واحاسيس فطرية تعلمنا كيف نعيش فى الحياة ونتفادى الاخطار وفى هذا تركنا لنستخدمها لنهنأ بحياتنا عمل كل ذلك معنا وكذلك كل مخلوقاته الاخرى من حيوان وطير
    ولكننا نحن نحب الفسطسفطة واللغو الكثير الدجاجة اول ولا البيضة
    ودمت

  8. ( لم أعثر على كتابات فقهية مفصلة تؤطر لمذهب الجبرية فى الاسلام )الا تعتبر ما أورده الاستاذ محمود محمد طه فى كتابه (القران ومصطفى محمود والفهم العصرى ) كتابات فقهية مفصلة تؤطر لمذهب الجبرية وأنت تورد نص واحد فقط للاستاذ عن الجبر والاختيار بينما كتب الاستاذ( فصل كامل) عن الجبر والاختيار تحت العناوين التالية :-
    مسير أم مخير
    النظرة العلمية
    النظرة الدينية
    الانسان مسيرا وليس مخيرا – الانسان بين التسير والحرية
    القدر وسر القدر
    الا تعتبر هذه الكتابات (المفصلة)كتابات فقهية أم تعتبر ان الاستاذ ليس بفقيه ولا يحق له الاجتهاد ؟؟ وقد استند الاستاذ فى موقفه الذى يقول بالتسير على الايات والاحاديث التالية :-
    1/ أية( هو الذى يسيركم فى البر والبحر )
    2/ أية (لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون الا أن يشاء الله رب العالمين )
    3/ حديث( لا يدخل أحدكم بعمله الجنة )
    4 حديث ( من أمن فقد امن بقضاء وقدر ومن كفر فقد كفر بقضاء وقدر رفعت الاقلام وجفت الصحف )
    5/ أية ( انك لن تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء )
    6/ اية ( ان الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات )
    والاستاذ هو الوحيد من دعاة الجبر الذى فك التعارض بين التسير والحرية (راجع فقرة الانسان بين التسير والحرية من كتاب القران ومصطفى محمود والفهم العصرى )كما أن دعاة الاختيار لا يوردون الايات والاحاديث المذكورة أعلاه لانها تصادم مذهبهم فى التخير
    ملحوظة / كتاب القران ومصطفى محمود موجود على موقع الفكرة الجمهورية بالانترنت alfikra.org

  9. المسألة كالآتي:
    الخالق عز وجل كلي العلم والقدرة احاط بهما خلقه قبل خلقه
    الخالق عز. وجل زود كل فرد. ولد سليما بعقل تمييزا له من باقي الحيوانات لكي يميز الأشياء ويتعامل معها بمعرفة مزاياها ومضارها له وكيفيةالانتفاع بها بالجمادات التي وضعها للأنام
    الله تعالى اعطى العقل وبالتالي المعرفة لكي يتحمل الانسان مسئولية أفعاله الاختيارية بارادته الحرة المستنيرة بعقله
    الحق عز وجل فعلا منح الانسان حرية اختيار. افعاله وهو اي الشخص لا يختار الا ما يقدر عليه بدنيا وعقليا ويترك مرغما ما لا بقدر عليه وان ظل مريدا له وفي نفسه شي من حتى
    وعدم القدرة هذا أمر شخصي فقد يستطيع شخص آخر فعل ما لا يقدر عليه غيره بدنيا كان ام دهائيا او بعاونيا مع آخرين والمهم القدرات تختلف.فرد لاخر
    مقدرة الانسان على فعل اشياء امر مسلم به ولا جدال فيه حتى انه يفرح بنجاحه فيه ويشعر بالخيبة من فشله فيه وكمان يندم ان اكتشف خطأه فيما فعل وسيان في حالتي الخيبة والندم فإنه يلوم فقط نفسه ومن فشله او حرضه من غيره من البشر ولا يلقي ابدا باللائمة على المشيئة الالهية كما يعلم كل منا هذا
    غير أن المشيئة الالهية تستطيع ان تتدخل في اي وقت لتمنع تحقيق العمل الذي يريده الفرد وذلك اما بسلب قدرته على الفعل او خلق ظرف يحول بين المرء وتحقيق مراده كأن يعترضه شي أو لا يتمكن من الوصول لهدفه واهم من ذلك كله فان المشيئة الالهية قد تكون في حماية الطرف الآخر بالتقدير مسبقا ان لا يصيبه شي من شخص وهنا لا تعارض لان المشيئة هنا لم تسلب ارادة الذي اراد باخيه سوءا وانما فقط كان مقدرا لديها الا يصاب دلك الشخص باي سوء من اي احد. وكذلك الأهم هذا كله ان المشيئة لا تأمر أو تكره الشخص غير المريد لفعل أن يفعله رغما عنه ولا العكس متصور الا ان يقول الشخص المريد للفعل السيئ ان الله هداني فترددت او رجعت او غيرت رأي في الموضوع دغم قناعته الداخلية انه ما زال في امكانه فعله
    اذن وكما قلت في تعليق سابق ان كان هناك تدخل من المشيئة الالهية في اعمال البشر المختارة يكون فقط بسلب القدرة على انفاذ ارادتهم لهذه الأفعال مع بقاء ارادتهم المتجهة للسعي لتحقيقها متى تمكنوا من ذلك فارادتهم باقية لديهم ولم تسلبها المشيئة منهم ومن ثم فهم لا يزالون متمتعين بحرية الاختيار وان لم يستطيعوا تحقيق ما اختاروا نتيجة عدم توفر القدرة الشخصية لذلك او تدخل العناية الالهية لحماية الطرف الآخر مما اراد به من اراد السوء

  10. الخلاصة كالآتي:
    المشيئة الالهية مطلقة وقدرتها مطلقة اي ان الحق عز وجل قدرته مطلقة في تنفيذ مشيئته المطلقة ولا يتصور أن يعترضها أو يعوقها أي عارض والمشيئة البشرية محدودة بقدرة الفرد على انفاذها وقدرة البشر جميعا محدودة ولا يوجد شخص او مجموعة او دولة لها قدرة مطلقة على تنفيذ اجندتها لأن المشيئة البشرية علاوة على محدوديتها فهي تعتريها العوارض والحوادث التي تحدثها مشيئة ذات قوة مطلقة واكبر من مشيئة وقدرة البشر جميعا وعليه فان مشيئة البشرمحدودة بقدرة الفرد او المجموعة منهم وهي بالضرورة قدرة محدودة بالمقارنة وبوجود القدرة الالهية المطلقة التي تحدث الحوادث التي قد تعترض القدرة البشرية على تنفيذ مشيئاتها الفردية أو الجمعية وكذلك المشيئة كما هي محدودة بقدرتها على النفاذ فهي محدودة في ذاتها بالعلم او العقل أ ي المعرفة فمشيئة كل فرد تكون في حدود معرفته بينما الله علمه كلي ومطلق غير محدود ويعلم مسبقا ما يستطيع الانسان ان يشاء وما يستطيع انفاذه من مشيئته المحدودة بقدرته الفردية أو الجماعية وماهو مقدر من حوادث وعوارض ستعترض فعله وهو اي الفرد لا يعلم مسبقا حين عقد العزم على الفعل ما قد تعتريه هو في نفسه او تحول بينه.وبين فعله من حوادث وعوارض مع بقاء مشيئته في نفسه والتي قد تضحى مع هذه امكانية العوارض التي لا يعلمها مجرد احلام يقظة غير مقدر لها النفاذ ولذلك فالمؤمن بالمشيئة الالهية المطلقة يتوقع مسبقا امكانية حدوث العوارض وتوقعه لا يفيد في درئها الا أن يدعو ربه ان يمكنه وهذا ليس معناه أن يتدخل في مشيئتة الشخصية وانما ليدرء الكوارث التي قد تعترض سبيل تحقيقها بإزالتها وشل قدرتها مثل عارض النظام الوثني الكارثي الذي يقف في طريق آمال الجماهير نحو الحرية والكرامة الانسانية فإن أعاننا الله عليه فذلك لا ينفي إرادتنا لإسقاطه (الشعب يريد اسقاط النظام) ولا ينفي حقيقة وجود هذه الارادة حتى وإن لم يسقط النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..