أخبار السودان

إنقلابهم و انقسامهم ومساعي توحدهم كلها أضرار..!

إنقلابهم و انقسامهم ومساعي توحدهم كلها أضرار..!

طاشت عقول قيادات وكوادر الحركة الإسلامية وانتفضوا محتجين على تصريحات الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور علي الحاج والذي رمى بها كحجرٍ كبير في بركة صمتهم الآسنة على ما ارتكبوه من جرائم في حق هذا الوطن وترابه وأهله بدءاً بوصمة انقلابهم على الإرادة الشعبية في الثلاثين من يونيو عام الف وتسعماية و ونسعة وثمانين وبقرار مباشر من مجلس شورى حركتهم .
وباعتراف الرجل فالحركة بتبنيها لخط المؤتمر الوطني ومؤازرتها لكل أخطاء الإنقاذ فإن شق الوطن كان واحداً من الكبائر التي جرت وراءها كثيراً من الكوارث الناجمة عن شدهم في خناقات بعضهم عقب مفاصلتهم التي أتت بأكثر من ضرر دفع ثمنه السودان دماً غالياً من عروق ابنائه و ضاعت خلاله فرص الإستقرار التي هي لحمة وسداة التنمية بكل أنواعها وانتقصت بالتالي سيادةالوطن إذ اصبحت القبعات الزرقاء هي التي تقف حارسا فاصلا بين فرق التناحر التي غذتها أحقاد هذه الحركة في غمرة تصفية الحسابات البينية التي أعادت السودان الى الوراء كثيراً بل و عزلته عن محيطه الإقليمي والدولى عقوداً لو أنها وظفت فقط التفاتاً الى التنمية الزراعية و التعليم والصحة وترشيد السياسةالخارجية بما يحقق المنفعة المتبادلة عوضا عن الصرف على الحروب التي اشعلها النظام المسترشد بنهج هذه الحركة لكان حال السودان قد أصبح حذوك النعل بالنعل مع كثيرمن الدول التي إنطلقت بعده بسنوات عدةمن قمقم الإستعمار والتخلف ولكنها حُظيت بقيادات سيادسية راشدة غلبت المصلحة الوطنية وجعلتها فوق التنظيمات و الإيدلوجية السياسية التى حبست فيها الحركة الإسلامية السودانية شعباً كاملا خلف سياج نرجسيتها التي قادت الأمور الى هوة التردي .
إن التلاوم ومحاولات التنكر لكل ما فعلته الحركة الإسلامية بعد ان إنسلخ عنها بعض مفكريها وأوسعوا ظهرها وبطنها بسياط النقد اللاذعة واعتراف نفر من قادتها بما كان الإقتراب منه يمثل خطاً أحمراً وخروجاً عن نهج الطاعة وصف الجماعة لهوأمر لم يكن من الممكن أن يظل مخبوءاً الى ما لانهاية تحت أوحال كل أزمنة هذه الحركة والكيانات الخارجة عن رحمها عبر التزاوج غير الشرعي مع السلطة التي سعت دون جدوى لإضفاء شرعية مزيفة على ذاتها ..بل كان كل ذلك التخبط من لدنها هو المرأة العاكسة لكل أوجه الخوف الذي بات يسيطر على كوادرها في مختلف مستوياته من تبعات وعواقب تلك الأفعال الشنيعة التي ناقضت كل مبتدأٍ لهم و أتت في تردي حاضرهم بالخبر السيء عليهم حسابا لايسقط له ماضٍ ومستقٍبلا لا يُرجى فيه أي خيرلهم وقد فضحتهم سنوات خطل التجربة في الحكم في أكثر من بلاد وكشفت على المستوى الداخلي نواياهم التي تمثلت في تبني التمكين كراوفع للفساد وتحقيق الثراء الحرام الذي يتباين مع المثل الأخلاقية و القيم الدينية التي بسطوها خداعاً للشعور العام .
ويجي تطور الأحداث في دول المنطقة في غير صالحهم إذ أتى النموذج المصري باستعجالهم ركوب موجة التفويض الشعبي وقد توفر لهم في ظل حسن الظن الشعبي فخيبوه والذي كان حريا بهم أن يؤكدوه بتوسيع قاعدة المشاركة بدلا من جعله ذريعة لعزل القوى التي ساعدتهم في الصعودالى سدة الحكم ..إنما هوشاهد على أنهم أكثر خلق الله ضيقاً بالديمقراطية وتشدداً برفض التداول السلمي للسلطة ..وهوما ضيق عليهم الخناق إقليمياً ودوليا وجعلهم يتنادون للم الشمل بعد أن فرقتهم أنانيتهم وعجرفتهم أيد سبأ !ً
ومن هنا تأتي دعوات المرعوبين على المستوى الداخلي منهم لتناسي الماضي وإعادة اللحمة بينهم تفويتاً للفرصة على من يصفوهم بالأعداء المتربصين بهم ..وهم في الحقيقة كل الشعب السوداني ممثلا في أحزابه المسجلة في مقابل تنظيمهم الذي ظل يعمل خارج إطار الشرعية الدستورية من قبيل استحقار الآخرين واستغلالاً لصلتهم بالنظام الذي ورطوه في كل قبائح الأفعال والأقوال ..إنما هي محض دعوة مكشوفة الأهداف بغرض تطويل ظل الإنقاذ حائطهم الأخير لسنوات قادمة حتى يقيهم حر العزلة ورمضاء المحاسبة.. لكن الذي خلفوه من صنوف الغبائن والثارات والضغائن في نفوس هذه الأمة سيجيبهم بأن طوق النجاة قد سبح غائصاً في بحور أزمنة الظلم التي حفروها ..وهيهات لهم اللحاق بالموج الذي حمل معه بعيداً لغة التسامح التي اضاعت كثيراً من حقوق الوطن والشعب التي لا يملك أحدٌ حق التنازل عنها ..وإلا فإننا نكون قد سقطنا بصورة نهائية كشعب في إمتحان التعلم من التجارب المريرة !

محمد عبد الله برقاوي ..
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..