نائب سلفي مصري: الباليه فن العراة والرذيلة

نقابة المهن التمثيلية في القاهرة تهدد بمقاضاة من يشوه سمعة الفن الراقي، وموظفون بدار الأوبرا يطالبون بإقالة وزير الثقافة.
الرقص أداة ثقافية
القاهرة ? سهام التشدد الديني تنهال على الفن المصري من كل حدب وصوب، وتعمل على تحويل هوليود الشرق الى جثة فنية هامدة لا حياة تدب فيها بعد ان كانت كوكبة مضيئة في عالم التمثيل والغناء والرقص.
وبعد ان حول غلاة الدين الرقص الشرقي الى عاهة في عالم الفن يجب ازالتها، جاء دور الفنون الراقية الكلاسيكية التي اصبحت في نظر المتشددين مدعاة للفجور.
ورفضت نقابة المهن التمثيلية في مصر الخميس، تصريحات أحد النواب الإسلاميين في البرلمان المصري والتي حملت إساءة لفن الباليه، مؤكدة أنها ستلجأ للقضاء لردع من يشوه سمعة الفن الراقي.
والباليه هو رقص ذو تقنيات محددة، ويمكن أن يشمل الرقص، والموسيقى، والتمثيل.
ويمارس البالية منفردا، أي بعروض بالية خاصة، أو في الأعمال الأوبرالية. ويتميز برقصات رشيقة، وخفة في حركة الأقدام والحركات، وتظهر سمة هذه الرقصات في أزياء البالية المميزة.
وطالب نائب سلفي في البرلمان المصري، الثلاثاء، بإلغاء فن الباليه من مصر، واصفاً إيّاه بـ”فن العري”. ودعا جمال حامد عضو مجلس الشورى (الغرفة الثانية من البرلمان المصري) عن حزب النور الذراع السياسي للدعوة السلفية، خلال اجتماع للجنة الثقافة والإعلام والسياحة، إلى ضرورة إلغاء فن الباليه من مصر، معتبراً إيّاه “فن العُراة الذي ينشر الرذيلة والفُحش بين الناس”.
وأضاف حامد “إنني لست ضد الفنون بشكل عام، ولكن فقط ضد العري باسم الفن، وتحت شعارات ثقافية”.
وظهرت في الآونة الأخيرة في القاهرة دعوات متشددة تطالب بإلغاء فن الباليه المعبر عن مشاعر ورغبات وتطلعات الانسان منذ أقدم العصور.
ويسجل التاريخ أن القدماء المصريين هم أول من صنعوا الدراما الراقصة التي تحكي بالرقص قصصا وحكايات، والتي تعد الفكرة الأولى للرقص التعبيري أو الباليه، وتجلى ذلك في نقوش الأسرة الخامسة والتي أوضحت نحتا لنساء يرقصن في جماعات منتظمة.
وتعتمد بعض الحضارات المتطورة على الرقص كأداة ثقافية واجتماعية تحتضن فوائد صحية وجسدية.
وقالت النقابة، في بيان صحافي، “ترفض نقابة المهن التمثيلية بمجلس إدارتها وكافة أعضائها بكل شدة وحزم هذا التصريح غير المدرك والذي لا ينم عن أي وعي بفن من أسمى الفنون الإبداعية الراقية وهو فن البالية، والذي يسمو بالمشاعر بحيث تحجب أية نزعة غرائزية عند مشاهدته وهو فن لغة الخطاب والذي يحمل رسالة إنسانية وإبداعية هادفة فيه عالمية شأنه شأن الفنون التشكيلية”.
ويقوم مئات من الموظفين والعاملين بدار الأوبرا بمظاهرات واعتصامات منذ 3 أيام للمطالبة بإقالة وزير الثقافة.
واصبح الرقص بكافة انواعه مادة دسمة ومثيرة للجدل في الشارع المصري وكثيراً ما توجه له سهام النقد الحادة، ومع وصول “الاخوان” إلى سدة الحكم زادت الضغوط على هواة ومحترفي الرقص الشرقي وحتى الغربي منه، وتعالت الاصوات المتشددة التي تطالب بإحلال دمهم على اعتبارهم مدعاة لإثارة الفجور والفساد.
“زمن العوالم انتهى وحجاب العقول مقبل” شعار يرفعه الإخوان المسلمون في وجه الجميع، ويبدو أنه بدأ تطبيقه فعلاً بخطة تطهير كباريهات وفنادق شارع الهرم وهي أكبر منتجعات للرقص في مصر.
وعقدت إحدى مدارس الرقص الشرقي في القاهرة مهرجانًا للرقص، وصرّح القائمون عليه أنهم تلقوا رسائل تهديد على هواتفهم المحمولة خلال فعاليات المهرجان.
ويتجه رجال الأعمال المنتمون إلى الاخوان الى شراء الملاهي الليلية لتحويلها الى فنادق او محلات تجارية لملابس المحجبات، وفقاً لما اوردته صحف مصرية.
وكشف مصدر في نقابة المهن التمثيلية أن الدعاة يحرضون على غلق الكباريهات لتصبح مهنة الرقص في مصر “آيلة للسقوط”.
واصيب العديد من الفنانيين بصدمة كبيرة اثر فوز محمد مرسي مرشح الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية.
وترفض شريحة كبيرة من الفنانين والمثقفين سيطرة التيار الديني علي الرئاسة المصرية، وخاصة في ظل وجود تحفظات علي أداء الإخوان المسلمين في البرلمان والسيطرة عليه، وتوّعد التيارات الاسلامية بتكثيف الرقابة على الفن.
واعتبر فنانون من نجوم الصف الاول ان الاخوان في مصر يسعون الى الحد من حرية التفكير والتعبير وقبر المواهب الفنية والقضاء على الابداع بمختلف اشكاله.
وفي مواجهة ما يراه مثقفون وفنانون وإئتلافات فنية وثقافية مصرية تضييقا على حرية الإبداع بعد وصول جماعة الأخوان المسلمين للحكم أعلنت في وقت سابق نقابة الصحفيين بالقاهرة عن تأسيس جبهة الدفاع عن الثقافة المصرية.
وقال الروائي بهاء طاهر إنه “لأول مرة منذ عشرات السنين يتفق المثقفون والفنانون على هدف واحد هو الدفاع عن الثقافة الوطنية المهددة”.
وقال جمال فهمي وكيل نقابة الصحفيين إن الإخوان المسلمين “يعادون الثقافة والفنون ويخلو تاريخهم من مثقف أو فنان بارز” واصفا إياهم “بالفاشيين الجدد”.
كما قرر الفنانون المصريون نقل معركتهم مع التشدد الديني في بلادهم إلى ساحة القضاء المصري، رافضين أي هجوم أو سباب يتعرضون له من قبل رجال دين ومشايخ ودعاة متشددين.
اعداد: لمياء ورغي
ميدل ايست أونلاين