مقالات وآراء سياسية

لا تشترِ الشعب ..إلاّ والعصا معه..اا

حديث المدينة

لا تشترِ الشعب ..إلاّ والعصا معه ..!!

عثمان ميرغني

سمعت صباح أمس جانباً من حوار إذاعي (إف إم 100) مع اللواء عابدين الطاهر مدير شرطة المرور.. دافع فيه عن رفع قيمة الغرامات المرورية (50 و100 جنيه).. وبرّر ذلك بأن العبرة أن لا يقع الناس في المخالفة.. وليس في تكبدهم بعد ذلك رهق الغرامة.. ويا سعادة اللواء عابدين.. صدقني أنت مخطئ تماماً.. هذه المرة ليس في القرار فحسب.. بل في المفاهيم التي أسست عليها قرار رفع الغرامة.. لا زالت في ذاكرتي تجربة الشقيقة المملكة العربية السعودية.. عندما قررت إلزامية ربط حزام مقعد السيارة.. ظلت الحملة الإعلامية لحوالى عام كامل.. كانت تبث عبر التلفزيون وبصورة متواصلة برامج توضح للناس معنى ربط حزام المقعد.. ولا زالت في ذاكرتي بعض هذه البرامج التي تقدم للناس صوراً علمية لما يحدث بدقة عندما تتعرض السيارة لحادث.. وتبرز لهم حجم القوة التي يندفع بها جسم السائق نحو (الدركسون) حتى لو كانت السيارة تسير ببطء (حوالى 60 كيلومتراً/الساعة).. يا سعادة اللواء بمثل هذا المسلك.. الذي يتعرض للخطر ليس جيب المواطن.. بل علاقة المواطن بالسلطة.. إحساس المواطن أن السلطة بطش.. وأنها تحكمه بمنطق أبي الطيب المتنبي (لا تشترِ الشعب إلا والعصا معه.. إن الشعوب لأجناس مناكيد).. ولو تبصّر اللواء عابدين في تجربته التي رواها أمس في الحوار.. قال إنه شخصياً التزم بربط الحزام قبل صدور القرار.. لأنه تعرض لتجربة أقنعته بذلك.. إذن لماذا لا تتعلم الحكومة فن إقناع الشعب أولاً وثانياً وثالثاً .. ثم رابعاً العصا.. لمن عصى.. في دولة رائعة مثل سنغافورة .. رويت لكم قصتي مع مضيفي السنغافوري خلال أيام إقامتي معه.. في ذات نهار كان متضايقاً ومتوتراً سألته عن السبب .. قال لي إنه لم يدخن أي سيجارة منذ الصباح ويشعر بالضيق الشديد لذلك.. سألته بعفوية .. ولماذا لا يرفع عن نفسه الرهق ويدخن.. فقال لي بعفوية مضادة ( الحكومة نشرت إعلانات تطلب منا الامتناع عن التدخين لمدة يوم واحد في حملة منظمة ضد التدخين..) .. هم هناك يسمعون حتى رجاءات الحكومة في إعلانات منشورة .. لأن علاقتهم مع الحكومة لا تقوم على السوط.. والجلد.. صحيح، مطلوب دائماً وضع الجزء المناسب للخطأ المناسب.. لكن ذلك آخر العلاج الكي.. التوعية أولا.. وثانياً وثالثاً .. ثم السوط.. بالله ماذا كانت شرطة المرور تخسر لو دشنت حملة إعلامية (وإعلانية ) تشرح للمواطن أن ربط الحزام قد يعني الحياة أو الموت.. صدقوني استجابة 10% فقط من الشعب للأمر بدون سوط الغرامة أبرك وأفيد من أن يستجيب 100% من الشعب تحت لائحة الشاعر أبي الطيب المتنبي .. حكاية العصا والشعب.. لماذا في خاطر الحكومة دائماً أن الشعب السوداني ( ما بجي إلا بالعصا) .. لم أقل الحذاء..

التيار

تعليق واحد

  1. سلامات ليكم جميعا
    ود ميرغنى العنوان ده حيجيب ليك هواء تقيل وماوقتو الكلام ده
    بعدين اركز شوية قبل كم يوم مش شكرت اللواء ده شكر شديد
    ات ياود ميرغنى جولاتك مع الوزراء فى عز الازمات بدون فائده
    خليتها مالك ارجع ليها احسن

    …………تصبحوا على وطن

  2. يا ناس يا وهم التوعية المرورية تحتاج صرف .
    و زيادة المخالفات هي زيادة دخل .
    وهذا المطلوب و ليس سلامة المواطن .

  3. يا اخ عثمان : جماعتك ديل كلهم ناس حاضرة و غرامة في اليد افضل من الف توعية…. جكومة همها الجبايات لتزيد مدخولاتها لمقابلة الصرف البذخي فهل ترجو منها ان "تخسر" و تدفع لتوعية المواطن و يوعي المواطن و تقل المخالفات و ينقص الدخل؟؟؟ من وين يجيبوا القروش لجيوش الوزراء و المستشارين و الولاة و المعتمدين و اعضاء المجالس النيابية و المدراء العامين و مدراء المكاتب و جماعات " المنظمات" و المهللاتية و "الشيوخ" و "المجاهدين" و آخرين من دونهم لا نعلمهم الله يعلمهم ؟؟؟

  4. اتمنى رؤية شرطى رابط للحزام وسائق عربة مرخصة ومتبع لتعليمات القيادة لسلامته من منا لم يشاهد شرطيا يقود الموتر باهمال دون خوذة الراس لحمياته اولا فاقد الشى لا يعطيه

  5. المعلومة المفيدة للمواطن من خلال أجهزة الإعلام تكاد تكون معدومة تماماً سواء في معلومات المرور او المعلومات الصحية بالرغم من أن ناس الحركة عندهم برنامج تلفزيوني وكذلك الأطباء لماذا لم ينجحوا في إقناع هذة الأجهزة بتخصيص دقيقة يومياً لتذكير الناس بمعلومات مفيدة مثل ربط الحزام او غسل الأيدى مثلاً ،،،، لا ندرى السبب في إنعدام ثقافة التوجيه ونشر المعلومة المفيدة من الفضائيات بالرغم من ان كل فضائيات العالم تكاد تقدمها يومياً.

  6. انتو قاعدين تعملوا في شنو يا صحافيين يا هباب يا مطبلاطيه
    وايه مهمه الصحفي لو ما كانت من اولوياته التوعيه و التوجيه
    الا في بلادي للاسف مهمتكم تودونا الاخره بالسكته القلبيه من كتاباتكم الذباله
    و علي قول حامد اخوي
    تصبحوا من غير وطن

  7. والله انا البزعلنى ويفقع مرارتى انكم بتتكلمون عن وزارة الداخلية والشرطة بكل انواعها وبتتكلمون بصورة فيها غيرة على البلد ولكن كلامك ده كان كتبت الى يوم الدين ووزير داخليتنا ده مابسمعك وانت بتاذن فى مالطا لانه وزيرنا ده اريترى واجنبى ووافد وهو كوز منظم مع الجماعة يعنى عليك الله فى دولة فى العالم بتخلى اجنبى يبقى وزير داخلية غير سودانا ده وياخ انسى الشرطه وعمائلها حتى يتبواء المنصب ده واحد سودانى ابن سودانية

  8. يا باشمهندس والله برنامجك التلفزيوني كان ابرك ليك من وجع راس الصحافة يعني عايزين الراجل دا يعلن ويقول معليش يا جماعة انا غلطان انا كنت فاكر انكم تقدروا تدفغوا الزيادة ديه بدون الجوته ديه عشمعنا قمتم علي ما انو تجار السكر بيرفعوا سعر الشوال من (90) الف الي (140) الف ولا واحد قال بقم خلو الراجل شويه يمشى قراره والا والله حيتشال زي مكاوي هو حيتراجع فقط انسوه شوية

  9. يا استاذ عثمان ديل عندهم اهم حاجه تحقيق الربط المطلوب انهم قوم فقدوا الحياء والخجل حتي من رب العباد دعهم في غيهم فأن لهم يومآ لا يقدمون فيه ولا يأخرون

  10. عثمان ميرغني ما حيجيه أي هواء من جهة الحكومة لأنه كوز قديم من أيام الدراسة في القاهرة. كان رئيس الإتحاد العام للطلاب السودانيين في مصر في إحدي الدورات. يعني كلامو تمثيل في تمثيل و لا شنو ؟!

  11. الأخوان الشانين حملات التقريع والإزدراء على الأخ وزير الداخلية أقول لهم خافوا الله فى أنفسكم…أنا أعرف أبراهيم محمود شخصياً وهو من قبيلة البنى عامر والتى تعتبر من بطون القبائل العربية وكسائر التداخلات القبلية فى أفريقيا توجد بعض القبائل المشتركة بين الدول فالبنى عامر موجودون بين إرتيريا والسودان كما الزغاوة بين تشاد والسودان والزاندى بين أفريقيا الوسطى والسودان.وهو يحمل الجنسية السودانية بصفته مواطن سودانى.
    إبراهيم إنسان محترم وخلوق ومن أسرة كبيرة وكريمه ولد وتربى ودرس فى مدينة كسلا جميع مراحل الدراسة ومن ثم أكمل تعليمه فى مصر.
    وبعدين الأرتريين الإنتو هسه مستصغرنهم ديل يكفى إنهم مدرسة فى الولاء لوطنهم ومن أكثر الشعوب إحتراماً للغير أنا أتمنى من الجميع أن يتابعوا بث القناة الأرترية ليتفاجأوا بحجم التنمية والبنى التحتية التى يشارك فيها كافة فئات الشعب للنهوض بهذه الدولة الصغيرة العظيمة والتى لايزيد مولدها عن العشرة أعوام منذ نيلها الإستقلال.وسترون نهضتها فى خلال الخمسة سنوات المقبلة
    أرجو من الأخوان البيكتبو تعليقاتهم أن لايستبيحوا هذه المواقع الإلكترونية فى التعرض والإساءة وأن يعبروا عن آرائهم بإحترام عمن يجهلون هوياتهم .

    أنشر ياعثمان ميرغنى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..