ما بين بلاد الكفيل.. وبلاد العويل

ما بين بلاد الكفيل …. وبلاد العويل

فتح الرحمن عبد الباقي
[email protected]

الغربة والاغتراب ليس غاية في حد ذاته ،،،، فلكل أسبابه التي جعلته يترك بلده وأهله وأحبائؤه ،،،، وكم منا ذرف الدموع في الليالي المظلمة ،،،، وكم منا فقد الابتسامة ،،،، والمناسبات السعيدة ،،، وكم طفل فقد الهوية ببعده عن وطنه ومجتمعه ،،،، وكم منا ينشد هدف الاغتراب ،،، الذي جاء من اجله فضاعت اهدافه وتشتت بين مجاملات ومساعدات ،،،وعلى الرغم من ان الاغتراب اكبر مقلب في حياتنا ،، الا انه اكبر منقذ لغيرنا ،، وعلى الرغم من أنه سبب مأساتنا وتعاستنا ،، الا انه ابتسامة لغيرنا ،، وعلى الرغم من انه مرضنا وعلتنا ،،، الا انه شفاءً ودواء للكثيرين ،، سواء كان ذلك على المستوى الاسري الضيق الوالد والوالدة والخال والخالة وما جاورهما من أصحاب الحقوق المجاورة ،،، إبتداء بشباب القرية ومسجد القرية ،،، ولوحة اعلانات القرية وووووو ،، او على مستوى الدولة ،، من تحويل الزامي ،،، ومن ثم تغيير المسمى الى تحويل وطني ،،،، ومن دمغة الجريح ،،، إلى ترعتى الرهد وكنانة ،،،، وقناة فضائية ،،،، وأخرى أرضية ،،،، والكبري المعلق بين السماء والارض ووووووو
ولكن هذه الارض التى عشنا فيها في مهجرنا ،،،، فقد اعطتنا الكثير والكثير ،،،، ولنقل قد اعطتنا ما لم تعطنا له حتى بلدنا التي نبكي ونشتاق اليها ، ونذرف الدمعات ،،، وننتحب ليل نهار ،،،، ودعنى اعقد مقارنة بسيطة جداً ،،، وهى فترة قضاء الاجازة ،،، ونحن الآن على أعتاب فترة الإجازة ،،،، حيث يبدأ الإعداد لها مبكراً ،،،
ولنعقد مقارنة بين بلاد الكفيل ،،،، وبلاد العويل

حقا بلاد الكفيل هي من أعطتنا الماء ، حيث جف النيل
وهي من أعطتنا الدواء حيثما كان المرض والشقاء
وهي من أعطتنا الأمن ولأمان حيث الرعب وعدم الطمأنينة

بلاد الكفيل وحين تنوي السفر ــــــ

يأتيك موظف شؤون العاملين وبيده الجوازات و نسخة من التذكرة الالكترونية وداخل مظروف ،،،،، ومع ابتسامة عريضة ،،،، وأمنيات صادقات بالعودة السليمة ،،، وقضاء أسعد اللحظات ،،، وإجازة سعيدة يا أستاذ ….. مع التأكد من تحديث بياناتك في بلادك من رقم تلفون ،،،، والتأكد من أن بريدك الالكتروني يعمل ،،،، مع أخذ رقم تليفون بديل لرقمك الخاص ،،،،، ويغادرك الموظف بعد أن يتأكد من أنه قد أخذ جميع معلومات الاتصال الخاصة بك ،،،، وموعد وصولك إلى بلادك ،،، فهو مكلف من قبل الشركة بالاتصال بك ،،، عند وصولك إلى أرض المطار ،،،،

أما في بلاد العويل ،،،،
فأشواقنا دائما تنسبقنا ،،،، وكم هي سريعة وأسرع من الطائرة التى نستغلها لتوصلنا إلى الخرطوم ،،، ولكن فجأة وبعد أن تسلم في خيالك على كل أهلك وأحبابك ،،،، فجأة تتذكر كابوس جهاز المغتربين ،،،، ويمر بذاكرتك هذا الشريط ،،،،، وتتذكر ما ينتظرك من
وقوف وانشحاط في جهاز المغتربين ،،،،، لاكمال المعاملات

سب ونهير وقلة حياء وفطور موظفين

تتدين عشان تدفع الزكاة ،،، وكل ذلك للحصول على إذن الخروج
ولهذا السبب في ثاني أو ثالث يوم لوصولك البلاد ،،، عليك التوجه الفوري لزيارة عصابة التهامي ،،،، لتنم باجازة هانئة ،،،، أما ان تترك الامر الى نهاية الاجازة فن كابوس هذه اللحظات لن ينتهي ،،،،
وقد يقول قائل ،،، بانني اتمرد على بلادي ،،، ولا أريد أن أدفع أي مقابل نقدي للبلد التي تعلمت وتربيت فيها ،،،، فأقل على الدولة ممثلة في كل قطاعاتها تحديد المبلغ الذي يكفيها ،،،، ومن ثم الذهاب الى صراف الى او بنك ،،، لايداع المبلغ فيه ،،، ومن ثم الذهاب مباشرة الى المطار على ان يظهر هذا المبلغ المدفوع عند موظف المطار ،،، وبما فيه ضريبة الرأس ،،، وهي رسوم المغادرة ،،،، وهكذا تنتهي جل المآسي ،،،،، وهكذا يتم اقفال مجمع جهاز المغتربين ،،،، ويقوم الجهاز بدوره الذي أنشئ من أجله ،،،،،

فتح الرحمن عبد الباقي
مكة المكرمة 14/6/2011

تعليق واحد

  1. لك التحية اخي فتح الرحمن واصلو ناس مكة زيها طيبين دي بالنسبة ليك ولي طرحك الموضوعي البسيط الجميل والاقتراح الاكثر روعة في طريقة التسديد عشان حاجة واحدة تقيف رسوم الخدمات ربنا يولي من يصلح وان شا الله تنفك كربة المقتربين بالعودة النهائية سالمين غانمين ومرتاحين وان شا الله السودان يلمنا

  2. الاخ فتح الرحمن جزاك الله خيرا وانت تناقش هذا الموضوع فنحن المغتربون قد ضعنا بين سندان الغربة ومطرقة بلدنا المازومة على طول فهنا ضغط العمل مع الكفيل وهنالك فى بلدنا الضغط النفسى من عدم وجود العمل

  3. لا فض فوهك والله لا يحرمنا من قلمك اخى ا….. واتمنى ان يقروا ما كتبت القائميين على الامر

  4. لك التحية اخ فتح الرحمن.. المغتربون هم البقرة الحلوب التي تلجأ لها حكومة البشير حين تجف مصادر ايراداتها من العملات الاجنبية, فتنصب عليهم تارة بالقسر و الاكراه – في حال التحويل الالزامي, و تارة اخري بالغش و الخداع باسم المشروعات الفاشلة -كمشروع سندس الزراعي و المخططات السكنية المضروبة. يجب ان يتنبه المغتربون لهذا و الحكومة تمر هذه الايام بنفس ازمة بداية التسعينيات حين كانت تعيش في عزلة تامة و لم تملك دولارا واحدا غير عوائد المغتربين. فيجب ان لا يدفع المغتربون اموالهم و حصاد غربتهم لحكومة جُبلت علي الفساد و الافساد!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..