ابعد من خلاف مسمى الـ(نيقروز).. العصابات المتفلتة .. ظاهرة بات يستوجب حسمها !!

تقرير : هاجر سليمان
على الرغم من إعلان شرطة ولاية الخرطوم خلو الولاية من العصابات المتفلتة إلا أن الواقع غير ذلك حيث شهدت أجزاء متفرقة من العاصمة القومية وقوع حوادث نهب واعتداءات من قبل مجموعات متفلتة ترفض الشرطة إطلاق لفظ (نيقروز) عليها، ولكنها أصبحت في الآونة الأخيرة وتحديداً في العامين الأخيرين تشكل هاجساً كبيراً ومهدداً خطيراً لأمن مواطني الولاية ، وفي كل يوم تنطلق قصة جديدة يتداولها المواطنون والمارة في الطرقات عن وقوع حوادث اعتداءات من قبل عصابات طالت حتى أحياء كانت تنعم بنعمة الأمن في الأعوام الماضية وفي بعض الأحيان فإن بعض تلك العصابات لم تعد تمارس أنشطتها ليلاً فقط بل أن بعضها ينفذ جريمته في أوقات مختلفة من اليوم.. في الصباح الباكر أو منتصف النهار وربما عند مغيب الشمس.
نجد أن تلك ن أن تالعصابات المتفلتة عاودت نشاطها مجدداً بصورة مكثفة في الآونة الأخيرة حيث لم يكن حادث الأستاذة الجامعية التى تعرضت للنهب نهاراً جهاراً بشرق النيل قبل أيام هو الأخير بل تلته عدة حوادث رغم الحملات المكثفة التي ظلت تنظمها الشرطة للقضاء على ظواهر التفلت بالأحياء المختلفة للعاصمة القومية ولعل حادث العصابة المتفلتة التي اعتدت على سائق ركشة بالسواطير بمنطقة الدخينات جنوبي الخرطوم أكبر شاهد على تزايد رقعة أنشطة تلك العصابات المتفلتة التي أصبحت تؤرق مضاجع المواطنين.
حرب السواطير
بخلاف ذلك فإن تلك العصابات نفذت عشرات الجرائم في الفترة الأخيرة من بينها حادث الاعتداء على متجر بإحدى ضواحي بحري، وتمكن المواطنون من القبض على ثلاثة منهم ضبطوا بحوزتهم سواطير، وحادث الاعتداء على سائق أمجاد بالسواطير بأحد شوارع بحري في الثامنة والنصف مساءً، مما اضطره للاستنجاد بشرطة النجدة، بجانب حوادث متفرقة بمحليات (أمبدة، كرري، شرق النيل وجبل أولياء).
تطور إجرامي
جرائم النهب التي وقعت مؤخراً تتحمل مسؤوليتها مجموعات جديدة لا يميز بينها لبس واحد وهمها الأساسي النهب والاستيلاء على أموال المواطنين دون (غبن) أو حقد كما في حالة (النيقروز) ومعظمهم صبية تتراوح أعمارهم بين (17- 22) عاماً ومعظمهم لديهم أسر مقيمة بالخرطوم. من بين الملاحظات أن أنشطة العصابات المتفلتة لم تعد تنحصر في النهب والترويع فقط – رغم أنها الوظيفة الأساسية التي يؤديها المتفلتون الجدد أو حديثي العهد- ولكنها ولجت لمجالات جعلتها أشبه بالمافيا من خلال ممارستها لكافة الأنشطة الإجرامية من نهب وسلب وترويج للمخدرات وتعاطي وغيرها من الأنشطة. وشهدت جبل أولياء ضبط أخطر عصابة تروج الحشيش بجبل أولياء لتأكيد خطورة تلك العصابات، فطبقاً للشرطة فإن فريقاً من الشرطة الأمنية بولاية الخرطوم شعبة محلية جبل أولياء تمكن بناء على معلومات توفرت له من ضبط أفراد ينتمون لعصابة متفلتة يروجون الحشيش وضبط أثناء مداهمة مخابئهم في منزل بمنطقة مايو عدد (492) قندول حشيش.
وقائع ضبط
شهدت الفترة الماضية تنظيم الشرطة لتحركات راتبة لمكافحة انتشار تلك العصابات من خلال الحملات الراتبة التى تنظمها والانتشار المكثف للدوريات الراكبة والراجلة والتي لم تحول دون منع وقوع حوادث الاعتداء من قبل حاملي السواطير. ونجحت حملات نظمتها شرطة ولاية الخرطوم مؤخراً في ضبط أربع عصابات متفلتة بولاية الخرطوم بمناطق السوق المحلي الخرطوم وحي البركة بشرق النيل وأم دوم. وطبقاً لمعلومات كشفتها الشرطة فقد تم الإيقاع بعصابة السوق المحلي عقب اشتباكات بالسواطير بين عصابتين بالسواطير بمنطقة السوق المحلي بسبب فتيات كن في حفل وخلف ذلك الاشتباك إصابات خطيرة وسط صفوف المجموعتين.
أما بمنطقة البركة بشرق النيل فقد أوقفت الشرطة أربعة عناصر بينهم مخمور في منتصف الليل وهم يحملون سواطير، كما اوقفت مجموعة ثانية بمنطقة أم دوم مكونة من ثمانية عناصر وطبقاً لما ذكره مدير شرطة محلية شرق النيل العميد نصر الدين خليل فأن المجموعة التي تم ضبطها تحمل وشمًا موحدًا يرمز للعصابة، وأكد أن شرطة المحلية تقوم بمجهودات مكثفة للقضاء على تلك المجموعات، بجانب ذلك فقد تم توقيف اثنين من المتهمين الذين ينتمون إلى العصابات المتفلتة وعثر بحوزتهم على سواطير وسكاكين وكانت تغطي أجسامهم أوشام ترمز إلى العصابة التي ينتمون لها.
عقوبة إعدام
تعتبر العقوبة التي أصدرتها محكمة جنايات بحري برئاسة القاضي تاج الدين إدريس والقاضية بالإعدام شنقاً حتى الموت قصاصاً فى مواجهة (6) من أفراد العصابات المتفلتة من أردع الأحكام التي صدرت في مواجهة المنتمين لتلك العصابات.
وتعود وقائع تلك القضية لإدانة المتهمين بالاشتراك في قتل نظامي اعتدوا عليه بالسواطير وأطلقوا عليه عياراً نارياً من بندقية كلاشنكوف بمنطقة العزبة ببحري كما أمرت المحكمة بجلد المدانين الأول والثاني والخامس والسادس (40) جلدة حداً للسكر وذلك يعنى أن تلك العصابات تقوم بتنفيذ مخططاتها الإجرامية عقب تعاطيها الخمور والمسكرات ونوع من الحبوب المخدرة يطلق عليها (الخرشة) وأنواع مختلفة من المخدرات.
الحاجة للردع
تشير تقارير شرطية لتنفيذ شرطة ولاية الخرطوم لحملات واسعة للقضاء على تلك الظاهرة وأسفرت عن نتائج طيبة إلا أنها لم تتمكن من القضاء على تلك الظاهرة نهائياً لا سيما وأن العقوبات التي نص عليها القانون ليست كافية للردع حيث لم يفرد القانون نصوصاً صريحة وواضحة تعرف بالتفلت والمتفلتين والعقوبات التي يجب أن تصدرها المحاكم في مواجهتهم مما يجعل الشرطة تقدمهم للمحكمة بموجب المادة (77) من القانون الجنائي الإزعاج العام والتي تصل أقصى عقوبة لها السجن لمدة شهرين ليعودوا لمزاولة عملهم مجدداً في ترويع المواطنين.
لعل تلك المعطيات دفعت البعض للمناداة بضرورة تعديل القوانين الجنائية على المستوى الاتحادي أو حتى على المستوى الولائي عن طريق إفراد مواد قانونية من المجلس التشريعي لولاية الخرطوم تتعلق بالعصابات المتفلتة وتعريفها وتحديد مخالفتها وسن عقوبات رادعة للحد من أنشطتها ومعاقبة أفرادها بشكل يكمل الدور الكبير الذي تلعبه الأجهزة الأمنية وتوفيرها للمعلومات اللازمة والجهات التي تمولها وتحركها بجانب تطبيق إجراءات وخطط تحاصر انتشار السلاح الأبيض بالخرطوم أسوة بالحملات السابقة التي نفذتها الشرطة مؤخراً للحد من بيعها.
اتجاه جديد
يرى مراقبون أن تلك العصابات تتجه للتنظيم والتخطيط بل وإقامة الروابط وتنفيذ المخططات لاسيما وأن تلك المجموعات باتت لا تنفذ جرائمها جزافاً وتخطط وتدبر وتعقد اجتماعات مصغرة في نطاق مجموعاتها بأماكن وجودها المختلفة بغرض التباحث والتفاكر حول كيفية توفير الأموال وتنظيم الرحلات وأبرز تلك الشواهد ضبط مجموعات مؤخراً أثناء تنفيذها رحلات ترفيهية كما في ضبطية أمبدة أواخر العام الماضي بعد رصدهم على متن بص مستأجر بقيمة ألف وخمسمائة جنيه كان مخصصاً لنقلهم لرحلة ترفيهية جوار غابة الفيل وتبين أن تلك المجموعات رصدت لمبالغ ضخمة تصل لـ10 آلاف جنيه بغرض صرفها على الازياء والملذات والمكيفات والفتيات والترف.
قنبلة موقوتة
يحذر خبراء أمنيون في هذا السياق من تزايد أعداد العصابات المتفلتة واعتبروها بمثابة (قنبلة موقوتة) فيما قالت مصادر إن تلك العصابات ربما تشكل خلايا نائمة تتسبب في انفلات أمني مستقبلاً كما حدث في أحداث سبتمبر الماضي حينما استغلت الأحداث وقامت بالاعتداء على المواطنين بالسواطير من بينها حادثتا الاعتداء على نظامي بالسواطير والاعتداء على طالب جامعي وإحراقه بالبنزين بعد نهب ممتلكاته وقيامها بنهب المتاجر واعتدائها على المواطنين ونهب المؤسسات والمرافق العامة بجانب إحراقها لمنازل قياديين وهو ما يعطي مؤشراً لمقدرتها على استغلال توتر الأوضاع الأمنية ما يجعلها بمثابة خلايا نائمة قابلة على استغلال أي أحداث واضطرابات لتنفيذ أجندتها ومخططاتها.
مجرمون عاديون
إلا أن عدداً من قادة العمل الشرطي يرون أن الظاهرة تتطلب تضافر جهود كافة الجهات ذات الصلة، لحسم تلك الظواهر، وأن أهم تلك الجهات السلطات التشريعية والقانونية، والتي عليها أن تفرد مواد قانونية تشدد العقوبات على مرتكبي مثل تلك الجرائم، ويرون أن إفراد مادة في القانون للتفلت وتشديد العقوبات من شأنه أن يحدّ من الظاهرة، خاصة أن مرتكبيها الآن هم مقلدو العصابات الأصل وبعضهم أبناء عوائل وأسر، مشيراً إلى أن تقديمهم للمحاكمات كثيراً ما ينتهي بإطلاق سراحهم دون إدانة أو محاكمتهم بعقوبات بسيطة وغير رادعة.
في هذا السياق يقول الخبير الجنائي اللواء (م) عطا عبد الحميد الجاك لـ(السوداني) إن هذه العصابات لايجب أن يطلق عليها مسمى (نيقروز) واعتبرها عصابات متفلتة تنهب لأجل أن تقتات أما (النيقروز) فهم مجموعات منظمة ومتقاربة فكرياً، جاءت من دولة شقيقة، بعد أن طالبت تلك المجموعات بحق اللجوء السياسي، وكانوا يرتدون زياً موحداً ويستخدمون فقط السواطير ولا يستخدمون الأسلحة النارية، والتي نسمع بها الآن، ويهاجمون أماكن التجمعات الأسرية.
طبقاً للجاك فإن عصابات (النيقروز) عبارة عن تنظيمات دولية وإقليمية؛ أما من يوجدون الآن ليسوا نيقرز ولكنهم مجرمون عاديون مبيناً أن العصابات المتفلتة المنتشرة الآن ليست لديها وسائل موحدة ولا تجمع عناصرها أفكار ولا يتزيون بزي موحد، هدفهم النهب فقط، مشدداً على ضرورة التوسع في الانتشار الشرطي ونشر الدوريات ودعمها بالإمكانات والآليات للقضاء على تلك الظواهر.
مواجهة ودراسة
فيما يرى المدير الأسبق لسجن كوبر وخبير السجون والإصلاح اللواء (م) سمير خميس إن العصابات المتفلتة هم شباب في أعمار متساوية ومتقاربة وهم فاقد تربوي لم يجدوا حظاً من التعليم وضلوا طريقهم وانحرفوا في بئر الحياة فالتعليم يقوِّم السلوك ولكن الجهل يجعل الشاب يشعر بمستقبل مظلم فيرتكب الجرائم إضافة إلى أسباب التفكك الأسري وعدم الوازع الديني وأصدقاء السوء.
وأشار إلى أن تلك العصابات اعتادت على حمل أسلحة بيضاء واعتادت على ترصد النساء والرجال في الطرق العامة والميادين والعمل على إفساد مناسبات الفرح بالاعتداء على المواطنين بعدم رأفة وبعنف محدثين خللاًً أمنياً كبيراً، وأضاف:”اذكر عدة حوادث اعتداءات في الحدائق العامة وفي المناسبات وفي دولة الجنوب أحدثوا حالة من الرعب وزعزعوا الأمن وسط المواطنين” معتبراًَ أن تلك الوقائع تستوجب على الدولة مواجهتهم والسيطرة عليهم خاصة وأنهم صغار في السن بجانب عمل دراسات عليهم ومعرفة مشكلاتهم وحلها حفظاً للأمن، منوهاً لامكانية حسم الدولة لهم بالطرق القانونية وبإنشاء مدارس وإصلاحيات أيضاً حسب قوله.
السوداني
عليكم الله انتم جادين في صحة التقرير او انكم بتستخفو بذكاء القاري عصابات تروع الناس ومنظمه وخطيره وخبراء يتكلموا ويحزروا من هذه العصابات ….؟ تبا عليكم ياخونه ياعمﻻء يامجرمين هذه العصابات البلد الليله دي لو اتكلم بقول دي عصابات المؤتمر الوطني بهدد بها الناس عندما يشعروا في ريحة مظاهرات او دعوه للمظاهرات ليعمل بنفس ماعملفي مظاهرات سبتمبر من خراب وقتل وحولها للمتظاهريين هذا هو لب الموضوع ؟؟؟؟؟؟؟؟ فهمتو
بصراحة دي مشكلة كبيرة مرة كنت في عرس في الحاج يوسف وانا جالس في الصف الأخير اذا بعدد من المراهقيين يجلسون في اخر الصف يحملون سكاكين ,وبصراحة دار في خلدي ماذا لو حصل صراع في هذا العرس هل سوف يستخدمون هذه السكاكين ..أخرجت الموبايل وادعيت بانني اتصل 999 للحضور الي العرس باسرع فرصة فاذا بكل الحاملين السكاكين بسرعه يخرجون من العرس , المهم لم يحدث شي وانتهي العرس بسلام ..وجود الشرطة افضل للمواطنيين … افضل شي فعلته الإنقاذ بدون كذب ونفاق هو بسط الامن الشامل ,,,فانا اديت خدمتي في بسط امن شامل وكنا نحرس أهلنا ونطارد الحارمية والناس نيام …كنا كلنا خرجيين جامعه وليس باولاد حرام كما الان,,,,,فتم تجنيد الشماسة واضافتهم للشرطة منذ ذلك الوقت والشرطة تفقد سمعتها بين المواطنيين,,حاميية حرامييها
من معتني وتفسير القرآن …يجب تطبيق هذه النصوص …لكن إذا كان حاميها حراميها
وهم أصلا إتخذوا الإسلام مطية وليس غاية ..فمن المستحيل فأصبح المشروع مشروخ!!!!!!
معاني وتفسير آيات القرآن الكريم
الأية رقم 33 من سورة المائدة وعدد حروفها 140
بسم الله الرحمن الرحيم
{ إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
صدق الله العظيماستماع بصوت الشيخ محمود خليل الحصري استماع
تفسير الجلالين
33 – ونزل في العُرَنِيِّين لما قدموا المدينة وهم مرضى فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا إلى الإبل ويشربوا من أبوالها وألبانها فلما صحُوا قتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا الإبل (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) بمحاربة المسلمين (ويسعون في الأرض فسادا) بقطع الطرق (أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف) أي أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى (أو ينفوا من الأرض) أو لترتيب الأحوال فالقتل لمن قتل فقط والصلب لمن قتل وأخذ المال والقطع لمن أخذ المال ولم يقتل والنفي لمن أخاف فقط قاله ابن عباس وعليه الشافعي وأصح قوليه أن الصلب ثلاثا بعد القتل وقيل قبله قليلا ويلحق بالنفي ما أشبهه في التنكيل من الحبس وغيره (ذلك) الجزاء المذكور (لهم خزي) ذل (في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) هو عذاب النار
التفسير الميسر
إنما جزاء الذين يحاربون الله, ويبارزونه بالعداوة, ويعتدون على أحكامه, وعلى أحكام رسوله, ويفسدون في الأرض بقتل الأنفس, وسلب الأموال, أن يُقَتَّلوا, أو يُصَلَّبوا مع القتل (والصلب: أن يُشَدَّ الجاني على خشبة) أو تُقْطَع يدُ المحارب اليمنى ورجله اليسرى, فإن لم يَتُبْ تُقطعْ يدُه اليسرى ورجلُه اليمنى, أو يُنفَوا إلى بلد غير بلدهم, ويُحبسوا في سجن ذلك البلد حتى تَظهر توبتُهم. وهذا الجزاء الذي أعدَّه الله للمحاربين هو ذلّ في الدنيا, ولهم في الآخرة عذاب شديد إن لم يتوبوا.
احيي عصابات النيقز , لانو الوضع في السودان كدا
الشرطة الآن وافرة العدد والعتاد (مما جميعه: سلاح وعربات وغيره) ولكن أعتقد أن توجهها لم يعد مهنيا بقدر ما هو سياسي فهم يتحركون بهمة عالية في قمع المظاهرات وفوران الطلاب ولكنهم يتباطأون جدا في التفاعل مع الجريمة ومهددات أمن المواطنين .. حتى لو ذهبت وفتحت بلاغ لا أحد منهم يتحرك معك .. حدثني زميل سابق بأنه فتح بلاغ سرقة وبعد يوم أو يومين أعطوه صورة من البلاغ لتوصيلها إلى مراكز الشرطة المختلفة في العاصمة! يعني مرتب سنة ما يكفيه لمواصلات بين الأقسام.. وآخر كانوا يطلبون منه إحضار سيارة لنقل المتهمين من منطقة نائية بالعاصمة إلى القومسيون الطبي للتأكد مما بلوغهم السن القانونية وبعد ذلك يقوم بإرجاعهم إلى ذلك القسم النائي.. فهل هذا معقول أو مقبول؟ خاصة مع وفرة سيارات الشرطة من جميع الماركات والأحجام..
ثم هناك مسألة تبعية موقع الجريمة فإذا أبلغت عن جريمة فيجب أن تكون في دائرة معينة وإلا عليك أن تنتقل (بطريقتك!) إلى القسم المختص الذي ربما يكون بعيدا من الموقع الذي أنت فيه وهذا يحدث يوميا ” اين وقع الحادث/ الجريمة؟ في كذا وكذا.. لا هذا ما تابع لينا أمش القسم الفلاني .. علما بأن رجل الشرطة في السعودية مثلا يستقبل أي بلاغ ويتصل ويتحرك فورا إلى اي مكان لأن مسألة التبعية هذه هي شأن تنظيم داخلي لا يخص المواطن .. بل أن رجل الشرطة هناك مسئول حتى عن بلاغات أعطال الكهرباء والمياه وغيرها ويتحرك بسرعة عجيبة ولا تقولوا “الإمكانيات” لأننا رأينا في أيام المظاهرات والإضطرابات إمكانيات هائلة متوفرة للشرطة.. وكذلك الحال إذا وقعت الجريمة من سرقة أو خلافه في منزل وزير أو قيادي في الدولة وهنا يتحركون بسرعة وهمة ويضبطون الجاني في أقصر وقت مهما بلغت صعوبة المهمة “حاذثة سرقة منزل قطبي المهدي مثلا”
وباستثناء محجوب حسن سعد لم يكن في الفترة الأخيرة مدراء مهنيون للشرطة فالسيد المدير الحالي سمعنا أنه في الأساس شرطي فني مختبرات ثم مدير مكتب الرئيس وهكذا .. يعني أنه ليست له خبرة شرطية كافية في المجالات الفعلية كالمباحث والجنايات وغيرها.. مدير آخر شيد بعد المعاش قصرا بأمدرمان قالوا أنه يرد بيعه بأحد عشر مليار والله أعلم! من وين يا سعادتك؟ مدراء الشرطة سابقا كانوا من “المدعوكين” سنين طويلة في العمل الشرطي الحقيقي في العاصمة والولايات ولهم سجل خبرة واسع وقدرات كبير .. حاول اللواء محجوب حسن سعد أن يعيد للشرطة مهنيتها وصرح أكثر من مره بأن الشرطة جهاز مهني له واجبات محددة وليست جهازا سياسيا ولكنه اصطدم بصخرة “المتعافي” العاتية أيام كان واليا للخرطوم ثم بوزير الداخلية نفسه واضطر لمغادرة المنصب مجبرا من “الجماعة” الذين لا يعجبهم مثل هذا الكلام وقالوا إنه وجد بعد ذلك عرضا “خرافيا” من قطر في المجموعة العليا لتأمين أولمبياد قطر.. مآسي بلادي كثيرة!
وسلام