نيران صديقة ..!ا

هناك فرق

نيران صديقة ..!

منى أبو زيد

الحديث الذي أدلى به الدكتور الحاج آدم، على منبر المؤتمر التنشيطي العام للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم – والذي ما يزال في رأيه يعتمد على المسئولين بالحكومة في إنفاذ برامجه ومشاريعه» – يستحق الوقوف لأكثر من سبب ..!
أول الأسباب وأولاها هو تراجع الفكرة، وتضعضع البنية النفسية لذلك الكيان الاعتباري المثير للجدل .. ضع نفسك مكان سلطة تنفيذية تمثل الوجه الآخر لحزب أوحد لا شريك له ? وهي، على عكس ما يحدث الآن، تحترم رأي المواطن في أدائها – ما هي حزمة التدابير والقرارات التي كان من الواجب اتخاذها بشأن وعكة سياسية أصابت علاقة الحكومة ببقية الأحزاب ..؟!
إذا تأملت في واقع الحال وطبيعة المعالجات، سوف تخلص إلى أن تلك الشخصية الاعتبارية بحاجة ملحة إلى معالجة نفسية لعدة أدواء: شيزوفرينيا التمثيل السياسي .. مكابرة الملكيين أكثر من الملك .. تجاوزات المتحزبين أكثر من الحزب .. تدليل أولي الحظوة من الكوادر على حساب كفاءة أدوارهم في الحكومة ..!
الحزب الشيوعي الصيني كان قد أهدى أصدقاءه في حزب المؤتمر الوطني باقة معلَّقات سياسية تستحق أن تكتب بماء الذهب وتعلق على جدار غرفة نوم كل كادر حزبي، نصحهم بأن يستوصوا خيراً بعقول هذا الشعب الصابر المتسامح الذي حمل سفينتهم طيلة بضعة وعشرين عام والذي يملك ? أيضاً – أن يغرقها في شبر ماء ..!
حثوهم على أن يبادروا بثورة إصلاح وترميم قبل فوات الأوان، وأن يضبطوا أداء الكوادر على موجة تطلعات الشعب، وأن يعترفوا بالفساد وأن يسلموا بحدوث الأخطاء القاتلة، والمدهش حقاً أن تلك الحكم المستوردة من الصين كانت حاضرة دوماً في متون الإسلام السياسي، وفكر الإخوان المسلمين، والد الجبهة الإسلامية، أم المؤتمر الوطني ..!
فالتمثيل الحزبي ? منذ الأزل – بيِّن، والتمثيل الحكومي بيِّن، ولكن عند حكومة الإنقاذ بينهما أمور مشتبهات، وقضايا مشتبكات، وشرور متداخلات، ومن أعراض متلازمة العوز المهني في أداء هذه الحكومة سلطتها التنفيذية التي تتحدث في كل حين بلسان حزبي مبين ..!
أضابير التاريخ الذي يعيد نفسه بتطابق حيناً، وبتصرف أحياناً!، تقول إن قصر نظر يزيد بن معاوية – والذي تسبب بمقتل الحسين في معركة كربلاء – كان بداية تدهور الأحوال السياسية في عهد الخلافة الأموية التي عجزت عن محاصرة احتجاجات المعزولين سياسياً، فجاء بنو العباس ونكلوا بالموالين، وبطشوا أول ما بطشوا بالتنفيذيين الذين كانوا خلفاء ? في جموحهم السياسي – أكثر من الخليفة..!
«إعمال مبدأ المحاسبة والتوظيف على أساس الكفاءة» كان ضمن توصيات المؤتمر التنشيطي، وحري بكل حزب سياسي أن يبدأ بأهل بيته، وهل تكب الأحزاب على وجوهها إلا حصائد كوادرها ..؟!

الاحداث

تعليق واحد

  1. بالفعل البهدلو البلد هم الحواشى والتابعين النباح دليل خوف من الخطر المحدق حتى الشيخ الكبير ومنظر الانقاذ عندما شعر بالضعف والهوان وقرب أجله المحتوم نبح وطبل فى حاضرة الجزيرة كى يبقوه فى السلطة عين نائبا أول للرئيس الذى لا يرى كادرا غير المؤتمرجية البشير حلف اليمين وطلق بالثلاثة لا يتخلى عن أى مؤتمر وطنى مهما أرتكب من أخطاء مميتة فى حق الشعب والوطن ..

  2. لله درك بنت أبو زيد ، لقد تفوقت على المتنبئ وجرير والفرزدق في هجائك لجوقت حسب الله ، لكن هجائك مؤدباً ومغلفاً ينم عن سعة إطلاع وثقافة ، ولا يستطيع فهمه من تعنيهم لأن جلهم من أنصاف المتعلمين الذين يسهل قيادهم وقد غرر بهم منذ زمن بعيد ، وصارت قلوبهم غلف فهم لا يفقهون .
    واصلي في نهجك هذا ، فإنه مؤثر لا محالة ، وسيأتي أكله ، ويكون لك سهم في كعكة الحرية .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..